اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدو الصغير
الفقيه يا أخي يرد عليه فقيه مثله أو أعلم منه وكذا الشأن للمحدث والمفسر والمفتي فمن نحن حتى نحكم على هؤلاء؟
ثم أليس في أقوال وأراء الملاحدة ممن تمدحهم من التناقض والتضاد ما لا حصر له؟
فكيف بك تقر لأولئك وتمدحهم وترى كل الخير فيهم في حين تلوم هؤلاء وتذمهم من غير علم وبغير وجه حق؟
|
كلام البشر هو موضوع للتناقض و التعارض و التنقيح و التعديل، فقهاء كانوا أو فلاسفة... ما يستحق المدح منه و القبول هو ما يتسم بالعلمية و المنطقية بغض النظر عن معتقد صاحبه ، و تبقى آراءنا في ذلك نسبية... لذلك توصيفك أعلاه بمدح كل من هو ملحد و ذم كل فقيه غير صحيح... و الكلام هنا هو عن العلم الوضعي و العلم الشرعي، لذا من المغالطة ربط العلم الوضعي بالملاحدة و الإلحاد... و العلوم الوضعية عدة أقسام و تتباين في دقتها و جودتها و قربها و بعدها عن اليقين ، لكنها موضوع مراجعة و تطور و تمحيص و نقد و لا يتسم العاملون عليها بالقداسة و لا يستمدون سلطتهم و مكانتهم من لحية و عمامة و جبة و قلنسوة كما هو حال كثير من رجال الدين و دعاته الذين يتحدثون باسم الإله
الأمر الثاني هو أن البعض يعتقد أن العلم الشرعي هو من الدقة و الصعوبة بحيث لا يرد على رجل الدين إلا رجل دين مثله. و الواقع أن رجال الدين يكادون لا يتفقون على شيء، و ما إتفقوا حوله جله بديهي و واضح... كما أن الواقع هو أن كثير من فتاوى رجال الدين هي تطفل على ميادين يجهلونها و أحيانا تقترب من الهذيان... منهم من يفتي في الفلك بما يخالف يقينيات علم الفلك الحديث و يكفر من يخالفه، منهم من يفتي في التاريخ و يقلب سافلها عاليها و يزندق غيره. و منهم من يفتي في الإقتصاد و السياسة و الطب و يعتبر نفسه موقعا عن رب العالمين...
فالمشكلة واضحة و هي أن الكثير من التقسيمات و القواعد و النصوص الذي يقوم عليها العلم "الشرعي" هي أمور وضعية و موضوعة، لا تجد لها أصلا في القرآن و لا في السنة المتواترة الصحيحة، أو هي إجتهادات في فهم النصوص ، و الإجتهاد هو رأي لصاحبه و ليس للدين ...