السلام عليكم
أظنكـ نفس الشخص الذي كتب موضوع " الأنا والغير" ذات يوم وقد أجبتكـ
لستُ في البكالوريا لكن!
هذا الدرس كتبته من ملخص لأخ عسى الله أن يرزقه أجر ذلكـ ويرزقنا...
*-*-*-*-*
مقدمة: الإنسان كائن مدني بطبعه يعيش مع غيره ويتفاعل معه أي وجوده يحكمه تفاعل علائقي....وتكمل طرح الإشكالية كما أردت وحسب الموضوع
الأنا: تطلق على الذات المفكرة العارفة لنفسها.
الذات: جوهر الشيء وعينه القائم لا يتغير.
الغير هو كل ماكان مغايرا مستقلا عن الذات.
1- الوعي هو الذي يحدد معرفة الذات:
يعرف الإنسان ذاته بوعيه وبواسطته يدرك أنه موجود، عبر عنه" بروغسون "بالحدث النفسي، أما ديكارت فقال: "أنا أفكر أنا موجود" فحينها ذهب سارتر وهسرل إلى القول "الشعور شعور بشيء ولايمكن إلا أن يكون واعيا لذاته".
نقده: وجهت عدة انتقادات لهذا التصور:
1- الشعور لدى ديكارت عبارة عن قلعة داخلية تعزل الأنا عن العالم يقول "غوسدروف" : "هو مجرد خيال وإنتاج للأوهام".
2- وعي الذات لذاتها ما يعرف بالاستبطان أمر مستحيل.
3- الشعور كمؤسس للأنا مصدر خداع فقد يكون انطباعا.
4- يغالطكـ الإنسان أحيانا ذاته
* على الرغم من أننا نقع في قصور إلا أن الوعي يبقى شرط كل معرفة.
2- عن طريق الغير تعرف الذات ذاتها:
أ- على أساس المغايرة والتناقض: يرى العقلانيون أمثال ديكارت وسارتر أن الذات تتعرف على ذاتها مباشرة بوعيها المتمتع بالحرية والقصد حيث معرفة الآخر والاتصال به عاملان يتمان بالعقل يقول سارتر : " الآخر شرط للوجود " ويقول ديكارت :" أنا مفكر أنا موجود ".
ب- على أساس التنافر : يعتقد "هيجل" أن الآخر ضروري لوجود الذات والوعي بها فالأنا لا يكون أنا إلا بعلاقته مع غيره ، حجته : جدلية هيجل بين العبد والسيد، كما يقول: "الآخر ضروري لوجود الوعي بالذات".
سلبياتهما: علاقتنا بالآخر ليست دوما في صراع وتنافر كما أنها لا تقوم أساسا على التجاذب لذا لا يجوز أن يكون الصراع معيارا لمعرفة الذات.
3- معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير:
الاعتراف بالأنا والغير وبأن كل منهما عالمه المتميز لا يعني عدم إمكانية تحقيق التواصل لذا يمكن إجمال التواصل السوي في نقاط: الوعي بالمماثلة والمشابهة، الإحساس المشترك، الاتصال بالغير غالبا ما يعتمد على اللغة.
يقول بروغسون: "الاتصال بالغير غالبا ما يعتمد على اللغة"
يقول بولوبوفنتي: " إدراكـ الغير والتواصل معه يكون عن طريق الوجود معا"
يقول ماركس شيلر: " التعاطف والحب هو الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير "
* ما يمكن استنتاجه أن هذه الأسس مهما كانت قيمتها تبقى أطروحات مجردة.
4- تجاوز الطرح المجرد والانخراط في الممارسة العملية:
الاشتغال بطرح العلاقات المجردة بين الأنا والغير غير محدود لذلكـ ينبغي تجاوز الطرح المجرد عن طريق:
- الانطلاق من قاعدة كلية: الإقرار بأن الغير يشبهنا والتأكيد على مبدأ التعادل
- من خلال جملة قيم أخلاقية حميدة (التعاون، الحب، الصدق...)
- الوقوف ضد كل أوجه التنافر والصراع ( الخداع، النفاق، الخيانة..)
خاتمة:
شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفته للآخرين واعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة فالذات لا تكتمل وتزدهر إلا بوجودهم والعمل معهم في ظل يسوده التعاون والمحبة.
.....................انتهى........................ ....
دعواااااااااااااااااااااااااااتكم