الضيف والمضيف

[بنت الحاج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رملة قسنطينة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسرورة بمشاركتك أختي بنت الحاج معنا في هذا الموضوع

أنا أيضا لا أحب شرب الحليب خصوصا في المساء ولم أتعوّد على ذلك، وحدث لي أيضا موقف مشابه لموقفك، ومع أنني أصرّيت عدم شربه لأني عادة لا أشربه وأنه يضرني إلا أنّ المضيفة حلفت أن أشربه وإلا تقدّم لي شيئا آخر وهمّت للقيام فخجلت وقلت أني سأشربه

حسيت في تلك اللحظة أني طفلة صغيرة لازم تشرب حليبها وإلا ستعاقب هههههههههه

يبدو أنّك كريمة جدا ومحبة للأطفال كونك غيّرتي الأطباق من أجلهم فأهنّؤك على ذلك

شكرا مرة أخرى على مشاركتك الطيبة وبارك الله فيك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يحفظك أختي رملة على الموضوع الشيق والطريف في نفس الوقت بسبب المواقف التي واجهت كل واحد فينا.

أرأيتِ كم هو محرج ذلك الموقف الذي نكون فيه مجبرين على تناول طعام غير مستساغ بالنسبة لنا حتى وإن كان من افخر الاطعمة، الناس أذواق وما يعجبني قد لا يعجب غيري...

ولكن هناك أشياء يمكن أن نغمض أعيننا ونبتلعها في هكذا مواقف حتى وإن كان على مضض
مثل شرب ذلك الفنجان من القهوة مرّ بسلام ولكن هناك من يسارع لصبّ الفنجان الثاني لكِ بمجرد إنهاء الأول من دون سؤال
وهنا الكارثة
أنا أتحاشى إحراج المضيف خاصة وإن كان من النوع الذي يتحسس بسرعة أو شخصا غريبا عنا يصعب أن نشرح له ما نواجهه من مشكلة ولكن بالمقابل عليه أن يتوقع منا ذلك وأن لا ينزعج منه.

أما الأطفال فتلك حكاية أخرى فهم عادة لا يميلون لتناول ما يأكله الكبار وربما يستفزون أهاليهم على مائدة الطعام بتصرفات هي في نظر الكبار غير مقبولة ولكن الطفل لم يدرك بعد هذه الحقيقة
هنا أتدخل أنا وأنقذ الموقف، كما أنني أحب الاطفال وأميل إلى تدليلهم ليتناولوا طعامهم ما دام الأمر ليس فيه ما يفسد سلوكهم حتى أنني أنجح في جعلهم يكملون طبقهم على عكس ما يفعلونه في بيتهم فترينَ الأمهات يستغربن ذلك

عادة إن حضر الضيوف مبكرا وكانوا من الأقارب سيكون لي فرصة لسؤالهم عن الأطعمة التي لا يحبونها حتى أتجنبها، ومن طبعي لا أحب فرض الطعام على الضيوف كما يفعل البعض بالقسم على الضيف ليأكل
ظانين أن الحياء هو ما منعه من تناول طعامه ولا يتوقعون أنه لا يستسيغه بل لا يكاد يطيق رؤيته !

والأهم من الطعام وتقديمه هو طريقة الترحيب في حد ذاتها، فما فائدته إن كنا غير مرغوبين بنا.
أحيانا يقدَم لنا شيء يسير ولكننا نكون في غاية الرضى والسرور لحفاوة الترحيب.
بما أنّ الإخوة ذكروا أمثال شعبية عن الضيافة أضيف هذا من باب الإثراء فقط: الضيف ضيف لا بغى في المشتا ولاّ الصيف ( معناه الضيف يبقى ضيفا في أي وقت شتاء أو صيفا وله حق الضيافة ).