حدثّ معي:
موت الحب َمَع َتمـزقْ قَصيــدّةَ...
كُنتُُ مُنْهمـكاً في مَكتبي يـَا سَيدتي، في كتابةَ قَصيدةَ....َ
كنتُ أَعصرُ مَا تَبقيّ لّي منْ عَقلْ ، وَأبُــثُهْ فّي تلكَ الأوْراقْ...
لاَ أخفيّ عَليك أنْ أكثــرْ ، مَا يُخيفْ الشَــاعرْ تلكَ الوَرقَة البَيضَاءْ... وَكـــتابة قصيدةَ..
كُنتُ يا سيدتيّ ، غِــراً في الشِعّرْ، لاَ أعرفُ تَنظيــمَ القوَافّي وَلاَ أوْزانْ وَ لا َالبُحور ..ْ
لَكنْ اكتفيت بكـِ قَافيـَة أنهي بهاَ كُّلْ كَلامّي وَ أكْتَفيتُ بــِ بَـحركِ أوْزَانـــًا....
جَمعتُ كُل الحُروفْ كُلْ الكَلمــَاتْ كُلْ الَمشَاعرْ كَـلْ مَــا أملكْ...
نـَظمتُ شِعرًا َوبَنّيْتُ بيوتهْ ،فـً أسكنتُ فيها روحكِ ، بـلّا تِـرْحًالْ ...
أكْـملتُ القَصيّدَة، حًـملتهُا كَـ طفلٍٍ صَغــيْر، وَجدَ فّي حَديقــتهم الخلفيةَ...
قطعة نـَقدية أتي مسرعًـا بهَا ،لـي يتباهى أمَامْ إخْوته أَو أصدقائهْ..
وقبلهاَ بشدّة ،وَخَبــئَها بحرصْ شديدْ فّي حَصَالتهْ ، ونامْ بـِقُربهاَ يَـحْرسُها..ً
أما أنــا فعلت مثل ذلكَ الطفلْ، وَضعت عَليهاَ بَعضْ العِطرْ وَ رَسمتُ عَليـَها
أشَكالاًً لـقًلوبْ وَ أزْهَــارْ....
جِئتُ لـأدخلَ بـهَا عَليك ، كـعريسْ يرتدي أغلى البدلات ، و بيديهْ هديةَ..
لأهديها لكي فّي هذه المُناسبة السعيدة ...دخلتْ عليكِ..
فوجدتكِ جالسة تقرئين كتاباً فيه دواوينْ وَ أشْعَار نزار قباني ...صدمتُ..
توقفت على عند الباب وشعرتْ كأنكِ ًخائنة..
قالت : أدخلْ لمـا أنتَ وَاقفٌ عندكْ؟
قُلت في نفسي: كَيفْ أهْديَها قَصيدة لـشَابٍ غــّرْ في الشعرْ، وَهي تَقرأ لـأميْر النساء؟
قلتُ : تبا لكَ يا نـزَارْ ، حَتىّ سَيدتي مَلكتَ قَلبهاَ ؟ماذا سَــأفعلْ الآنْ؟
خَبئتُ القصيدةَ خَلف ظَّهريّ، كَمـَا أخَفيتُ حُبي لَهـَا خَلَف كَــآبتي منذ مدة طويلةَ ..
بعد مدة من السرحانْ أجَبتهاَ....
قلتُ: لَهاَ جئتُ لـأطْمئن عَليك فَقط؟ هَل أنتِ بَخير ؟
قَالتْ وهي تبتسمْ: أَنـَا بخيْر ، شُكراً، أَوَاثقْ أنكَ بخيرْ؟
قلُت: أنـَا وَاثق اليومْ أكثر من أي يومْ أخرْ أنني بخيْر....
غادرتُ غرفتها وأغلقت البابْ،استندتُ عليه وبدأت أندبُ حظيّ...وَ وَجْهي..
أو مَا تَبقيّ منْ مَلامحيّ التيّ نَسيتْ جَلُهَا فّي عَينكِ..
مَزقْتُــهَا ....مزقتُ الورقة ...
وَهَكذا لَمْ تَقرأ قَصيدتِي ، َولـْم تَعرفْ أنني أحُبــهًا ..
فًـمًاتً حُبي مَع تَمزقْ قَصيـدّةَ ....
قرود محمد بن عيسي..مسعد . الجلفة .