السلام على ابي زيد الجزائري.وعلى كل من تتبع هذه الكلمات.
يبدو لي أيها الاخ العزيز أنك مصدوم في عزيز صنعت منه نموذجا ومثالا صورته لك أحلامك.أنت لم ترد أن ترى الاشياء كما هي وانما اردت ان تراها كما تريد .وهذا اول الاخطاء.اعلم أن الكتاب والمدرسة يُعلّماننا انّ الصديق المرموق هو الذي يقف معك وقت الشدة ويختفي وقت الرخاء خشية أن تظن بانه يريد مقابلا عما بذل لك .وتفاديا لكل احراج يسببه وجوده .أما الحياة فتعلمنا ان الصديق الحق هو من يسرك لقاؤه وياتيك وقت الرخاء مهرولا حتى اذا احس بضائقة حامت حولك تركك واختفى وتعذّر .وانتظر مترقبا حتى تنفرج الازمة عنك جاءك سباقا يقدِّم التبرير تلو التبرير والاعذار تلو الاعذار
حتى يُشعرك أنك المقصِّر في حقه .ومن واجبك الاعتذار له.عما بدر منك من اهمال لشانه
لكن العجيب في هذا الزمان بل وفي كل الازمان أنّنا نميل الى الصديق الذي يسرّ ونحن نعلم أنّه ليس جديرا بصداقتنا .ونهمل الصّديق الحقيقي الذي نكنُّ له الاحترام لأنه عملة نادرة ولا نقدّرها حقّ قدرها .
هذا حال الصداقة ايها الاخ الكريم وهذا هو حالنا معها. واختر انت ان تعيش بين الناس كما هم او ان تبني بّرجاً فيه تتعبّد لايوجد الاّ في المدينة الفاضلة.