[frame="11 10"]الصيام المسنون أوله وأعظمه ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله {من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر }[1]
والدهر يعني السنة فإذا صام الستة متتابعين يجوز ذلك ولو صامهم متفرقين يجوز أيضاً المهم أن يصومهم خلال الشهر ، وبعد ذلك يوجد حد أدنى وحد أعلى للصيام المسنون
وأحد الصالحين فصل ذلك فقال " الحد الأعلى لصيام النوافل هي صيام يوم وافطار يوم وهو صيام داود عليه السلام" وسيدنا عبد الله بن عمر قال له رسول الله عندما صام الدهر {قال: فصُمْ يوماً وأفطرْ يوماً، فذلك صِيامُ داودَ عليه السلامُ، وهو أفضلُ الصيام. قلت: إني أطيقُ أفضلَ من ذلك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا أفضلَ من ذلك}[2]
وهذا كلام رسول الله ، والحد الأوسط صيام الإثنين والخميس وكان صلى الله عليه وسلم يتعهده في بداية دعوته وكان يقول {تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم}[3]
وفي آخر حياته وعندما كبر سنه ولكي يسن للضعفاء والمرضى كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وهذا هو الحد الأدنى ويقول فيه صلى الله عليه وسلم {ثَلاَثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَىٰ رَمَضَانَ فَهٰذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ }[4]
ولذلك قال أحد الصالحين "ولا يقل المؤمن عن ذلك" أى لا يصح أن يمر عليه شهر بدون صيام الثلاثة أيام، فإذا صام الاثنين أو الخميس من كل أسبوع فإن ذلك يبلغه ، وإذا صامهم متتابعين فلا بأس المهم أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر والأهم أن يحافظ على ذلك فلا يصوم سنة ثم يأخذ بقية عمره في سِِنَه ، هذا بالنسبة لأصحاب الأعذار
أما بالنسبة للشباب فعلى الشاب التقي أن يصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع ، أو يصوم يوما ويفطر يوما وخاصة الشاب الذي لم يتزوج ، فلا يقل عن الاثنين والخميس ، والأفضل له أن يصوم يوما ويفطر يوما لأنها وصية الحبيب التي يقول فيها {يامعشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر و أحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء}[5]
وجاء أى وقاية - هل يصوم الثلاثة أيام فقط؟ لا بل عليه صيام الإثنين والخميس ، أو يصوم يوما ويفطر يوما ، أو يصوم الاثنين والخميس ، والثلاثة أيام البيض. الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر الهجري ، وهذا هو الحد الأدنى للشباب
لكن أصحاب الأعذار عليهم المحافظة على الثلاثة أيام من كل شهر لأن هذا ما تعهده رسول الله ونحن نعمل بقول الله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
{1} عن أبى أيوب صحيح الإمام مسلم
{2} فى صحيح البخارى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
{3} عن أبي هريرة تخريج المشكاة ، التعليق الرغيب و الإرواء
{4} صحيح مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ و تمامه «.... صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَىٰ الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَىٰ الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ)
{5} عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه ، رواه البخارى و بقية الستة
[/frame]