السلام عليكم بعض مما قدرني الله على جمعه من بيان سورة سبأ ج 1
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
لمسات بيانية من سورة سبأ
آية (3):
*ما الفرق بين قوله تعالى (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء) وقوله (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ)؟(د.فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة يونس (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {61}) وقال في سورة سبأ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {3}). بداية الآية مختلفة ، التذييل متشابه، آية سبأ جاءت تذييلا وتعقيبا للحديث عن الساعة، آية يونس جاءت لبيان مقدار إحاطة علم الله بكل شيء، وسعة ذلك العلم، ترتب على هذا اختلاف التعبير بين الآيتين كما سنوضح فيما يلي:? في آية سورة يونس استخدم (ما) أما في سورة سبأ استخدمت (لا) والسبب أن في الأولى جاء سياق الكلام عن مقدار إحاطة علم الله تعالى بكل شيء كما جاء في أول الآية (وما تكون في شأن). أما في الآية الثانية في سورة سبأ فالسياق في التذييل والتعقيب على الساعة. و(لا) هذه قد تكون لا النافية (لا يعزب) وتكون للإستقبال مثل (لا تجزي نفس عن نفس شيئاً) وقد تكون للحال (مالي لا أرى الهدهد). إذن (لا) مطلقة تكون للحال أو للمستقبل وهي أقدم حرف نفي في الهربية وأوسعها استعمالاً. وهي مع المضارع تفيد الإستقبال وهو مطلق كما في قوله تعالى (لا تأتينا الساعة إلا بغتة) فجاء الردّ من الله تعالى (بلى لتأتينكم) و(لا يعزب) كل الجواب يقتضي النفي بـ (لا). وجاء استخدام الضمير (عنه) في آية سورة سبأ لأنه تقدّم ذكر الله تعالى قبله، أما في سورة يونس فلم يتقدم ذكر الله تعالى فجاءت الآية (وما يعزب عن ربك).
? عالم الغيب في سورة سبأ وكلمة عالم لا تأتي إلا مع المفرد (عالم الغيب والشهادة) وعالم إسم فاعل كقوله تعالى (غافر الذنب) أما علاّم فهي تقتضي المبالغة مثل (غفّار).
? من مثقال ذرة: من الزائدة الإستغراقية وهي تفيد الإستغراق والتوكيد. نقول في اللغة (ما حضر رجل) وتعني أنه يحتمل أنه لم يحضر أي رجل من الجنس كله أو رجل واحد فقط. وإذا قلنا: ما حضر من رجل: فهي تعني من جنس الرجل وهي نفي قطعي. وقوله تعالى في سورة يونس (من مثقال ذرة) للتوكيد لأن الآية في سياق إحاطة علم الله بكل شيء لذا اقتضى السياق استخدام (من) الإستغراقية التوكيدي ? التقديم والتأخير في السماء والأرض: الكلام في سورة يونس عن أهل الأرض فناسب أن يقدم الأرض على السماء في قوله تعالى (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء) أما في سورة سبأ فالكلام عن الساعة والساعة يأتي أمرها من السماء وتبدأ بأهل السماء (فصعق من في السموات والأرض) و(ففزع من في السموات ومن في الأرض) ولذلك قدّم السماء على الأرض في قوله تعالى (لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض).
? السماء والسموات : استخدمت السماء في سورة يونس لأن السياق في الإستغراق فجاء بأوسع حالة وهي السماء لأنها أوسع بكثير من السموات في بعض الأحيان. فالسماء واحدة وهي تعني السموات أو كل ما علا وفي سورة سبأ استخدم السموات حسب ما يقتضيه السياق.
? الفرق بين (ولا أصغرُ) في سورة سبأ و(ولا أصغرَ) في سورة يونس: في سورة يونس (أصغرَ) إسم مبني على الفتح ولا هي النافية للجنس وتعمل عمل إنّ وهي تنفي الجنس على العموم. ونقول في اللغة: لا رجلَ حاضرٌ بمعنى نفي قطعي. (هل من رجل؟ لا رجلَ) وهي شبيهة بحكم (من) السابقة. إذن جاء باستغراق نفي الجنس مع سياق الآيات في السورة. أما في سورة سبأ فالسياق ليس في الإستغراق ونقول في اللغة : لا رجلُ حاضرٌ. (هل رجلٌ؟ لا رجلٌ) فهي إذن ليست للإستغراق هنا.
الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي
(جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ) فإنه يعني: بستانان كانا بين جبلين، عن يمين من أتاهما وشماله.
وكان من صنفهما فيما ذُكر لنا ما حدثنا محمد بن بشار قال ثنا سليمان قال ثنا أَبو هلال قال سمعت قتادة في قوله ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ) قال: كانت جنتان بين جبلين فكانت المرأة تخرج مكتلها على رأسها فتمشي بين جبلين، فيمتلىء مكتلها، وما مست بيدها، فلما طغوا بعث الله عليهم دابة، يقال لها " جُرَذ " فنقبت عليهم فغرقتهم، فما بقي لهم إلا أَثْل، وشيء من سدر قليل.
تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: فأعرضت سبأ عن طاعة ربها وصدت عن اتباع ما دعتها إليه رسلها من أنه خالقها.
كما حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة قال ثني محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه اليماني قال: لقد بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيًّا فكذبوهم ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ) يقول تعالى ذكره: فثقبنا عليهم حين أعرضوا عن تصديق رسلنا سدهم الذي كان يحبس عنهم السيول.
(سَيْلَ الْعَرِمِ) قال: شديد، وقيل: إن العرم اسم وادٍ كان لهؤلاء القوم.
( وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا لهم مكان بساتينهم من الفواكه والثمار بساتين من جنى ثمر الأراك، والأراك هو الخمط.
(وَأَثْلٍ) قال: الأثل: الطرفاء
السدر من الشجر سدران : بري لا ينتفع به ولا يصلح ورقه للغسول وله ثمر عفص لا يؤكل ، وهو الذي يسمى الضال . والثاني : سدر ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العناب . قال قتادة : بينما شجر القوم من خير شجر إذ صيره الله تعالى من شر الشجر بأعمالهم ، فأهلك أشجارهم المثمرة وأنبت بدلها الأراك والطرفاء والسدر . القشيري : وأشجار البوادي لا تسمى جنة وبستانا ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الأولى أطلق لفظ الجنة ، وهو كقوله تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها . ويحتمل أن يرجع قوله ( قليل ) إلى جملة ما ذكر من الخمط والأثل والسدر .
تفسير القرطبي
قوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قال الحسن : يعني بين اليمن والشام . والقرى التي بورك فيها : الشام والأردن وفلسطين . والبركة : قيل إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية بورك فيها بالشجر والثمر والماء . ويحتمل أن يكون باركنا فيها بكثرة العدد . قرى ظاهرة قال ابن عباس : يريد بين المدينة والشام . وقال قتادة : [ ص: 261 ] معنى ( ظاهرة ) : متصلة على طريق يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية . وقيل : كان على كل ميل قرية بسوق ، وهو سبب أمن الطريق . قال الحسن : كانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ثم تلتهي بمغزلها فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مكتلها من كل الثمار ، فكان ما بين الشام واليمن كذلك . وقيل ( ظاهرة ) أي مرتفعة ، قاله المبرد . وقيل : إنما قيل لها ( ظاهرة ) لظهورها ، أي إذا خرجت عن هذه ظهرت لك الأخرى ، فكانت قرى ظاهرة أي معروفة ، يقال : هذا أمر ظاهر أي معروف . وقدرنا فيها السير أي جعلنا السير بين قراهم وبين القرى التي باركنا فيها سيرا مقدرا من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية ، أي جعلنا بين كل قريتين نصف يوم حتى يكون المقيل في قرية والمبيت في قرية أخرى . وإنما يبالغ الإنسان في السير لعدم الزاد والماء ولخوف الطريق ، فإذا وجد الزاد والأمن لم يحمل على نفسه المشقة ونزل أينما أراد . سيروا فيها أي وقلنا لهم سيروا فيها ، أي في هذه المسافة فهو أمر تمكين ، أي كانوا يسيرون فيها إلى مقاصدهم إذا أرادوا آمنين ، فهو أمر بمعنى الخبر ، وفيه إضمار القول . ليالي وأياما آمنين ظرفان ( آمنين ) نصب على الحال . وقال : ليالي وأياما بلفظ النكرة تنبيها على قصر أسفارهم ; أي كانوا لا يحتاجون إلى طول السفر لوجود ما يحتاجون إليه . قال قتادة : كانوا يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء ، وكانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضا ، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لا يحركه .
تفسير القرطبي
ثم ذكر أن قوم سبأ من الذين صدَّق عليهم إبليس ظنه, حيث قال لربه: { فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } وهذا ظن من إبليس, لا يقين, لأنه لا يعلم الغيب, ولم يأته خبر من اللّه, أنه سيغويهم أجمعين, إلا من استثنى، فهؤلاء وأمثالهم, ممن صدق عليه إبليس ظنه, ودعاهم وأغواهم، { فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ممن لم يكفر بنعمة اللّه, فإنه لم يدخل تحت ظن إبليس.
ويحتمل أن قصة سبأ, انتهت عند قوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }
ثم ابتدأ فقال: { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ } أي: على جنس الناس, فتكون الآية عامة في كل من اتبعه.
تفسير السعدي
«وَلَقَدْ» سبق إعرابها «صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ» ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما «ظَنَّهُ» مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة «فَاتَّبَعُوهُ» الجملة معطوفة «إِلَّا» أداة استثناء «فَرِيقاً» مستثنى بإلا منصوب «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بمحذوف صفة لفريقا
اعراب القرآن قاسم دعاس
فُزِّعَ المعنى: إذا كان يوم القيامة, وفزع عن قلوب المشركين, أي: زال الفزع, وسئلوا حين رجعت إليهم عقولهم, عن حالهم في الدنيا, وتكذيبهم للحق الذي جاءت به الرسل, أنهم يقرون, أن ما هم عليه من الكفر والشرك, باطل, وأن ما قال اللّه, وأخبرت به عنه رسله, هو الحق فبدا لهم ما كانوا يخفون من قبل وعلموا أن الحق للّه, واعترفوا بذنوبهم.
تفسير السعدي
«وَلا» الواو عاطفة ولا نافية «تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة «عِنْدَهُ» ظرف مكان متعلق بالفعل قبله والهاء مضاف إليه «إِلَّا» أداة حصر «لِمَنْ» اللام حرف جر ومن اسم موصول ومتعلقان بمحذوف حال «أَذِنَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «لَهُ» متعلقان بأذن وقرئ أذن بالبناء للمجهول «حَتَّى» حرف غاية وجر «إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه «فُزِّعَ» ماض مبني للمجهول «عَنْ قُلُوبِهِمْ» نائب الفاعل وقرئ بالبناء للمعلوم «قالُوا» الجملة جواب إذا لا محل لها من الإعراب «ما ذا» ما اسم استفهام مبتدأ وذا اسم موصول خبر والجملة مقول القول «قالَ رَبُّكُمْ» ماض وفاعله والكاف مضاف إليه «قالُوا» ماض وفاعله «الْحَقَّ» صفة لمفعول مطلق لفعل محذوف تقديره قال القول الحق «وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ» مبتدأ وخبراه والجملة حالية
اعراب القرآن قاسم دعاس
مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ : أي: بل الذي دهانا منكم, ووصل إلينا من إضلالكم, ما دبرتموه من المكر, في الليل والنهار, إذ تُحَسِّنون لنا الكفر, وتدعوننا إليه, وتقولون: إنه الحق, وتقدحون في الحق وتهجنونه, وتزعمون أنه الباطل، فما زال مكركم بنا, وكيدكم إيانا, حتى أغويتمونا وفتنتمونا.
أَسَرُّوا النَّدَامَةَ : أي: زال عنهم ذلك الاحتجاج الذي احتج به بعضهم على بعض لينجو من العذاب, وعلم أنه ظالم مستحق له، فندم كل منهم غاية الندم, وتمنى أن لو كان على الحق
تفسير السعدي
«وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا» انظر إعراب الآية السابقة «بَلْ» حرف إضراب وعطف «مَكْرُ» مبتدأ خبره محذوف «اللَّيْلِ» مضاف إليه «وَالنَّهارِ» معطوف على الليل والجملة مستأنفة «إِذْ» ظرف متعلق بمكر «تَأْمُرُونَنا» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة مضاف إليه «أَنْ» ناصبة «نَكْفُرَ» مضارع منصوب بأن وأن نكفر في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض متعلقان بتأمروننا «بِاللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بالباء ومتعلقان بنكفر «وَنَجْعَلَ» معطوف على نكفر «لَهُ» متعلقان بمحذوف حال «أَنْداداً» مفعول به لنجعل «وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ» ماض وفاعله ومفعوله «لَمَّا» ظرف زمان تسمى لما الحينية «رَأَوُا» ماض والواو فاعله والجملة مضاف إليه «الْعَذابَ» مفعول به ، «وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «فِي أَعْناقِ» متعلقان بجعلنا وهما في موقع المفعول الثاني «الَّذِينَ» اسم الموصول مضاف إليه «كَفَرُوا» ماض وفاعل والجملة صلة لا محل لها «هَلْ» حرف استفهام «يُجْزَوْنَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة مستأنفة «إِلَّا» أداة حصر «ما» اسم موصول في محل نصب مفعول به لفعل يجزون «كانُوا» كان والواو في محل رفع اسم كان والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب «يَعْمَلُونَ» مضارع والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة خبر كان.
اعراب القرآن قاسم دعاس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)) سورة سبأ (37) زلفى قال مجاهد : أي قربى . والزلفة القربة . وقال الأخفش : أي إزلافا ، وهو اسم المصدر ، فيكون موضع ( قربى ) نصبا كأنه قال بالتي تقربكم عندنا تقريبا . وزعم الفراء أن التي تكون للأموال والأولاد جميعا .
الغرفات :الغرفة قد يراد بها اسم الجمع واسم الجنس . قال ابن عباس : هي غرف من ياقوت وزبرجد ودر في الجنة
تفسير القرطبي
«وَإِذا» الواو عاطفة وإذا ظرف يتضمن معنى الشرط «تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا» مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وآياتنا نائب فاعل ونا مضاف إليه والجار والمجرور متعلقان بتتلى والجملة في محل جر مضاف إليه «بَيِّناتٍ» حال منصوبة بالكسر نيابة عن الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم «قالُوا» الجملة جواب إذا لا محل لها «ما» نافية «هذا» اسم الإشارة مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «رَجُلٌ» خبر هذا «يُرِيدُ» مضارع فاعله مستتر «أَنْ يَصُدَّكُمْ» أن والفعل المضارع المنصوب بها في تأويل المصدر في محل نصب مفعول به ليريد «عَمَّا» مؤلفة من عن الجارة وما الموصولية ومتعلقان بالفعل قبلهما «كانَ» ماض ناقص واسمه محذوف والجملة صلة «يَعْبُدُ آباؤُكُمْ» مضارع وفاعله والجملة خبر كان «وَقالُوا» الجملة معطوفة «ما» نافية «هذا» اسم إشارة مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «إِفْكٌ» خبر «مُفْتَرىً» صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «وَقالَ الَّذِينَ» ماض واسم الموصول فاعله والجملة معطوفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لِلْحَقِّ» متعلقان بقال «لَمَّا» الحينية ظرف زمان «جاءَهُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر و
الجملة مضاف إليه «أَنْ» نافية «هذا» اسم الإشارة مبتدأ «إِلَّا» أداة حصر «سِحْرٌ» خبر «مُبِينٌ» صفة له والجملة مقول القول.
اعراب القرآن قاسم دعاس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
(( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ)) سورة سبأ (45) المعشار عشر العشر . الجوهري : ومعشار الشيء عشره ، ولا يقولون هذا في شيء سوى العشر . وقال : ما بلغ الذين من قبلهم معشار شكر ما أعطيناهم ; حكاه النقاش . وقيل : ما أعطى الله تعالى من قبلهم معشار ما أعطاهم من العلم والبيان والحجة والبرهان . قال ابن عباس : فليس أمة أعلم من أمته ، ولا كتاب أبين من كتابه . وقيل : المعشار هو عشر العشير ، والعشير هو عشر العشر فيكون جزءا من ألف جزء . الماوردي : وهو الأظهر ؛ لأن المراد به المبالغة في التقليل
تفسير القرطبي
«وَكَذَّبَ الَّذِينَ» الواو عاطفة وماض واسم الموصول فاعله والجملة معطوفة «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «وَما» الواو حالية وما نافية «بَلَغُوا مِعْشارَ» ماض والواو فاعله ومعشار مفعول به «ما» موصولية مضاف إليه «آتَيْناهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة «فَكَذَّبُوا» ماض وفاعله «رُسُلِي» مفعول به والياء مضاف إليه والجملة معطوفة «فَكَيْفَ» الفاء عاطفة وكيف استفهام في محل خبر مقدم لكان «كانَ» ماض ناقص «نَكِيرِ» اسم كان المرفوع والجملة معطوفة.
اعراب القرآن قاسم دعاس
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبأ (51)
فَوْتَ: أي فلا مفر لهم ولا وزر لهم ولا ملجأ
تفسير بن كثير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبأ (52) التَّنَاوُشُ: قال: التناول لذلك، وقال الزهري: التناوش تناولهم الإيمان وهم في الآخرة، وقد انقطعت عنهم الدنيا، وقال الحسن البصري: أما إنهم طلبوا الأمر من حيث لا ينال، تعاطوا الإيمان من مكان بعيد، وقال ابن عباس: طلبوا الرجعة إلى الدنيا والتوبة مما هم فيه وليس بحين رجعة ولا توبة.
تفسير بن كثير
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة تنتظر فرحة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سورة سبأ (53)
{ وقد كفروا به من قبل } في الدنيا { ويقذفون } يرمون { بالغيب من مكان بعيد } أي بما غاب علمه عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ساحر، شاعر، كاهن، وفي القرآن سحر، شعر، كهانة .
تفسير الجلالين رحمهما الله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب
سلام قولا من رب رحيم
{ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ.. } [سبأ: 3]
فيه إشارة إلى أننا لا نخبر بالساعة ولا نحلف على إتيانها من فراغ،
إنما بما عندنا من علم الغيب،
فهي لا بُدَّ آتية، ليس هذا فحسب،
إنما سنُوافيكم فيها بإحصاء كامل للذنوب، كبيرها وصغيرها، ظاهرها وخَفيِّها،
فعالِم الغيب لا يخفى عليه شيء مهما استتر،
ومهما كنتَ بارعاً في إخفائه عن الناس.
{ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 3]
لا يعزب: لا يغيب عن علمه.
والحق سبحانه في جمهرة الآيات يضرب المثل لِصِغَر الأشياء بالذرة، وهي الهباءة التي نراها في شعاع الشمس، ولا نراها في الظل لِصِغَر حجمها،
إذن: كَوْنُك لا ترى الشيء لا يعني أنه غير موجود، بل موجود، لكنْ ليستْ لديك آلة البصر الدقيقة التي تستطيع رؤيته بها، والعين المجردة لا ترى كلَّ الأشياء،
لكن حزمة الضوء القوية تساعدك على رؤية الأشياء الدقيقة؛ لذلك قالوا: إن الضوء والذر أحكم مقاييس الكون.
لذلك يستخدم المهندسون هذه الظاهرة مثلاً في استلام المباني، والتأكد من دقة تنفيذها، فالحائط الذي يبدو لك مستوياً مستقيماً لو تركتَه عدة أيام لكشفَ لك الغبار عَمَّا فيه من نتوءات وعدم استواء؛ لأن الغبار والذرات تتساقط عمودياً، كذلك الضوء حين تُسلِّطه على حائط يكشف لك ما فيه من عيوب، مهما كانتْ دقيقة لا تراها بالعين المجردة.
ولأن الذرة كانت أصغر ما يعرفه الإنسان، قال تعالى:
{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ.. }
[النساء: 40].
لكن، هل ظلَّتْ الذرة هي أصغر ما في الكون؟
حينما انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى لم تقبل الهزيمة، وأبَتْ أنْ تكون مغلوبة فصممتْ على أنها تثأر لنفسها، فاشتغل كل فرد فيها في اختصاصه،
وكان مما أنجزوه عملية تحطيم الجوهر الفرد
أي: تحطيم الجزء الذي لا يتجزأ،
وهذه أول فكرة في تفتيت الذرة يعرفها العالم.
وهذه العملية نشاهدها نحن في عصارة القصب مثلاً، وهي أن تُدخِل عود القصب بين أسطوانتين،
فكلما ضاقت المسافة بين الأسطوانتين زَادت عملية العصر وتفتيت العود،
كذلك عملت ألمانيا أسطوانة تحطيم الجوهر الفرد
وعندها قال الذين يحبون أن يستدركوا على كلام الله؛
ذكَر القرآن أن الذرة هى أصغر ما في الكون،
وها نحن فتتنا الذرة إلى أجزاء.
ولو أَلَمَّ هؤلاء بكل القرآن،
وقرأوا هذه الآية: { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 3]
لعرفوا أن القرآن احتاط لما سيأتي به العلم من تفتيت الذرة،
وأن في كلام الله رصيداً لكل تقدم علميٍّ.
وتأمل الدقة الأدائية هنا،
فقط ذكر الذرة، وهي أصغر شيء عرفه الإنسان،
ثم ذكر الصغير عنها والأصغر بحيث مهما وصلنا في تفتيت الذرة نجد في كلام الله رصيداً لما سنصل إليه.
وقال: { لاَ يَعْزُبُ.. } [سبأ: 3] لا يغيب
{ عَنْهُ مِثْقَالُ.. } [سبأ: 3] مقدار
{ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ.. } [سبأ: 3]
لشمول كل ما في الكون { وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ.. } [سبأ: 3]
أي: أصغر من الذرة { وَلاَ أَكْبَرُ.. } [سبأ: 3]من الذرة.
ولقائل أنْ يقول: إذا كان الحق سبحانه يمتنُّ علينا بمعرفة الذرة، وما دَقَّ من الأشياء،
فما الميْزة في أنه سبحانه يعلم الأكبر منها؟
قالوا: هذه دقيقة من دقائق الأسلوب القرآني،
فالشيء يخفى عليك، إما لأنه مُتناهٍ في الصِّغَر، بحيث لا تدركه بأدواتك، أو لأنه كبير بحيث لا يبلغه إدراكك،
فهو أكبر من أنْ تحيط به لِكبره،
إذن: فالحق سبحانه مُسلَّط على أصغر شيء،
وعلى أكبر شيء لا يغيب عنه صغير لصِغَره،
ولا كبير لِكِبَره.
والحق سبحانه لا يحيط علمه بما في كَوْنه فحسب،
بل ويُسجِّله في كتاب مُعْجِز خالد،
وفَرْق بين الأخبار بالعلم قوْلاً وبين تسجيله،
فإذا لم يكُنْ العلم مُسجَّلاً فَلَك أن تقول ما تشاء،
لكن حين يسجل يصير حجة عليك.
لذلك نرى الحق سبحانه حين يعطينا قضية في الكون يحفظها مع القرآن، وأنت لا تحفظ إلا ما في صالحك،
وما دام الحق سبحانه يحفظها فهذا يعنى أنها واقعة لا محالة،
وإلا ما سجَّلها الحق سبحانه وحفظها،
فهو سبحانه يعلم تمام العلم أنه لا يكون في مُلْكه إلا ما علم،
إذن: كتب لأنه علم، وليس عَلِم لأنه كُتِب.
ومَن الذي أمر بكتابته؟
علمه سبحانه إذن: فالعلم أسبق.
لكن، لماذا عندما سألوا عن الساعة أو أنكروها ذكَّرهم الله بعلمه لكل صغيرة وكبيرة،
فقال: { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 3].
قالوا: ذكر لهم الحق سبحانه إحاطة علْمه بكل شيء؛ ليلهيهم عن التفكير في أمر الساعة، ويشغلهم بذنوبهم، وأنها محسوبة عليهم لا يخفى على الله منها شيء، وعندها سيقولون: ليتنا ما سألنا، كما قال تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.. }
[المائدة: 101].
إذن: سألوا عن الساعة، فأخذهم إلى ساحة أخرى تزعجهم وتزلزلهم كلما علموا أنَّ عِلْم الله تعالى يحيط بكل شيء في السماوات وفي الأرض.
فالمسألة ليست مجرد (فنطزية) عِلم،
إنما سيترتب على هذا العلم جزاء وحساب، فقال سبحانه:
{ لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ... }.
تفسير خواطر متولي الشعراوي
سورة سبأ
مكيّة، وهي أربع وخمسون آية. تسميتها:
سميت سورة سبأ للتذكير فيها بقصة سبأ، وهم ملوك اليمن، في قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ: جَنَّتانِ .. [15- 16] فقد أنعم اللّه عليهم بالحدائق الغناء والأراضي الخصبة، فلما كفروا النعمة، أبادهم بسيل العرم. مناسبتها لما قبلها:
تظهر صلة هذه السورة بما قبلها من وجوه ثلاثة: الأول- أن هذه السورة افتتحت ببيان صفات الملك التام والقدرة الشاملة التي تناسب ختام السورة السابقة في تطبيق العذاب وتقديم الثواب: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ، وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ....
الثاني- كان آخر الأحزاب: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ومطلع سبأ في فاصلة الآية الثانية: وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.
الثالث- في سورة الأحزاب سأل الكفار عن الساعة استهزاء، وفي هذه السورة حكى القرآن عنهم إنكارها صراحة. مشتملاتها:
تضمنت سورة سبأ المكية محور ما تدور عليه بقية السور المكية في إثبات العقيدة: من توحيد اللّه، والنبوة، والبعث.
فابتدأت بحمد اللّه تعالى والثناء عليه لأنه خالق السموات والأرض، ومرسل الملائكة رسلا بمهام عديدة إلى البشر.
ثم أعقب ذلك الحديث عن إنكار المشركين البعث بعد الموت، وإثباته بالقسم العظيم باللّه تعالى من النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم على وقوع المعاد: قُلْ: بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ. وذكرت اتهامهم الباطل للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأنه مفتر أو مجنون، ثم أكدت ثبوت قدرة اللّه تعالى بخسف الأرض وإسقاط السماء.
وتلاها تعداد النعم التي أنعم اللّه بها على داود وسليمان، وأهل سبأ كتسخير الطير والجبال للتسبيح مع داود، وتسخير الريح لسليمان عليهما السلام، وجعل الحدائق والثمار الطيبة لملوك اليمن أهل سبأ.
ثم تحدثت السورة عن أدلة وجود اللّه ووحدانيته، وتفنيد مزاعم المشركين في عبادة الأوثان، وإظهار صورة من الجدل العنيف بين الأتباع الكفرة والمتبوعين المخذولين يوم القيامة، وإلقاء كل من الفريقين التبعة على الآخر.
وأبانت عموم الرسالة الإسلامية- المحمدية لجميع الناس، وهددت بالحساب العسير والجزاء الأليم يوم القيامة، وأن المترفين في كل زمان هم أعداء الرسل لاغترارهم بأموالهم وأولادهم، وأن اللّه راض عنهم فلا يعذبهم، وأن اللّه سيسأل الملائكة يوم الحشر، هل طلبوا من المشركين عبادتهم؟.
تم حكت السورة إنكار المشركين للقرآن وأنه في زعمهم مفترى ليس بوحي، ووعظتهم بما عوقب به من قبلهم، وطالبتهم بالتأمل والتفكر في أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ليس بمفتر ولا مجنون، وإنما هو نذير بين يدي عذاب شديد، وأنه لا يطلب أجرا على دعوته، بل أجره على ربه.وختمت السورة بدعوة المشركين إلى الإيمان باللّه الواحد الأحد، قبل أن يأتي يوم القيامة، فيطلبون العودة إلى دار الدنيا للإيمان بالقرآن وبالرسول محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والإتيان بصالح الأعمال، ولكن يحال بينهم وبين ما يشتهون، لفوات الأوان.
( يَعْزُبُ ) بمعنى يغيب ويخفى ، وفعله من باب " قلت وضرب " . يقال : عزب الشئ يعزب - بضم الزاى وكسرها - إذا غاب وبعد . والمعنى : قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المنكرين لإِتيان الساعة : كذبتم فى إنكاركم وحق الله - تعالى - لتأتينكم ، والذى أخبرنى بذلك هو الله - تعالى - ( عَالِمِ الغيب ) أى : عالم ما غاب وخفى عن حسكم ، وهو - سبحانه - لا يغيب عن علمه مقدار أو وزن مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض ، ولا أصغر من ذلك المثقال ، ولا أكبر منه ، إلا وهو مثبت وكائن فى علمه - تعالى - الذى لا يغيب عنه شئ ، أو فى اللوح المحفوظ الذى فيه تسجل أحوال الخلائق وأقوالهم وأفعالهم .
وقوله - سبحانه - : ( عَالِمِ الغيب ) قرأ بعضهم بكسر الميم على أنه نعت لقوله ( رَبِّي ) .
أى : قبل بلى وربى عالم الغيب لتأتينكم الساعة .
وقرأه آخرون بضم الميم على أنه مبتدأ ، وخبر جملة : ( لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ ) ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف . أى : هو عالم الغيب .
وقوله : ( لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ) تمثيل لقلة الشئ ، ودقته ، والمراد انه لا يغيب عن علمه شئ ما ، مهما دق أو صغر ، إذ المثقال : مفعال من الثقل ، ويطلق على الشئ البالغ النهاية فى الصغر ، والذرة تطلق على النملة ، وعلى الغبار الذى يتطاير من التراب عند النفخ .
الوسيط لطنطاوي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
((وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ )) سورة سبأ (5) ( والذين سَعَوْا في آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ ) أى : والذين سعوا فى إبطال آياتنا ، وفى تكذيب رسلنا ( مُعَاجِزِينَ ) أى مسابقين لنا ، لتوهمهم أننا لا نقدر عليهم ، وأنهم يستطيعون الإِفلات من عقابناز يقال : عاجز فلان فلانا وأعجزه إذا غالبه وسبقه .
الوسيط لطنطاوي
«أُولئِكَ» سبق إعرابها والجملة خبر الذين «وَالَّذِينَ» اسم موصول مبتدأ والجملة مستأنفة «سَعَوْا» ماض وفاعله والجملة صلة «فِي آياتِنا» متعلقان بسعوا ونا مضاف إليه «مُعاجِزِينَ» حال منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم «أُولئِكَ» مبتدأ «لَهُمْ» متعلقان بخبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر والجملة خبر أولئك «مِنْ رِجْزٍ» متعلقان بصفة محذوفة «أَلِيمٌ» صفة
اعراب القرآن قاسم دعاس
سبإ /7
هذا إخبار من الله عزَّ وجلَّ عن استبعاد الكفرة الملحدين قيام الساعة ، واستهزائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم في إخباره بذلك ، { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ على رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي تفرقت أجسادكم في الأرض وذهبت فيها كل مذهب وتمزقت كل ممزق ، { إِنَّكُمْ } أي بعد هذا الحال { لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي تعودون أحياء ترزقون بعد ذلك؟
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
سبإ /8 { أفترى عَلَى الله كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ } ؟ قال الله عزَّ وجلَّ راداً عليهم : { بَلِ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة فِي العذاب والضلال البعيد } أي ليس الأمر كما زعموا ، بل محمد صلى الله عليه وسلم هو الصادق البار الراشد الذي جاء بالحق ، وهم الكذبة الجهلة الأغبياء ، { فِي العذاب } أي الكفر المفضي بهم إلى عذاب الله تعالى ، { والضلال البعيد } من الحق في الدنيا .
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
سبإ /9 { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إلى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ السمآء والأرض } ، أي حيثما توجهوا وذهبوا ، فالسماء مطلة عليهم والأرض تحتهم ، كما قال عزَّ وجلَّ : { والسمآء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * والأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الماهدون } [ الذاريات : 47-48 ] قال قتادة : إنك إن نظرت عن يمينك أو عن شمالك أو من بين يديك أو من خلفك رأيت السماء والأرض ، وقوله تعالى : { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السمآء } أي لو شئنا لفعلنا بهم ذلك بظلمهم وقدرتنا عليهم ، ولكن نؤخر ذلك لحملنا وعفونا ، ثم قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } ، قال قتادة : { مُّنِيبٍ } تائب ، وعنه : المنيب المقبل إلى الله تعالى ، أي إن في النظر إلى خلق السماوات والأرض ، لدلالة لكل عبد فطن لبيب رجَّاع إلى الله ، على قدرة الله تعالى على بعث الأجساد ووقوع المعاد ، لأن من قدر على خلق هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها ، وهذه الأرضين في انخفاضها ، وأطوالها وأعراضها إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام ، كما قال تعالى : { أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى } [ يس : 81 ] ، وقال تعالى : { لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } [ غافر : 57 ]
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
سبإ /10
يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله داود عليه الصلاة والسلام مما آتاه من الفضل المبين وجمع له بين النبوة والملك المتمكن ، والجنود ذوي العدد والعدد ، وما أعطاه ومنحه من الصوت العظيم الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات ، الصم الشامخات ، وتقف له الطيور السارحات ، والغاديات والرائحات ، وتجاوبه بأنواع اللغات ، وفي الصحيح « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يقرأ من الليل ، فوقف فاستمع لقراءته ، ثم قال صلى الله عليه وسلم » لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود « » ومعنى قوله تعالى : { أَوِّبِي } أي سبحي ، والتأويب في اللغة الترجيع ، فأمرت الجبال والطير أن ترجع معه بأصواتها ، وقوله تعالى : { وَأَلَنَّا لَهُ الحديد } قال الحسن البصري وقتادة : كان لا يحتاج أن يدخله ناراً ولا يضربه بمطرقة ، بل كان يفتله بيده مثل الخيوط. الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور2014
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامعنى كلمتي؟
غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ /عَيْنَ الْقِطْرِ/ يَزِغْ
في قوله تعالى:
سبإ /11 قال تعالى : { أَنِ اعمل سَابِغَاتٍ } وهي الدروع ، قال قتادة : وهو أول من عملها من الخلق ، وإنما كانت قبل ذلك صفائح ، وقال ابن شوذب : كان داود عليه السلام يرفع في كل يوم درعاً فيبيعها بستة آلاف درهم ، ألفين له ولأهله وأربعة آلاف درهم يطعم بها بني إسرائيل خبز الحواري ، { وَقَدِّرْ فِي السرد } هذا إرشاد من الله تعالى لنبيه داود عليه السلام في تعليمه صنعة الدروع ، قال مجاهد : { وَقَدِّرْ فِي السرد } لا تدق المسمار فيقلق في الحلقة ، ولا تغلظه فيقصمها واجعله بقدر ، وقال الحكم بن عيينة : لا تغلظه فيقصم ولا تدقه فيقلق ، وقال ابن عباس : السرد حلق الحديد : وقال بعضهم : يقال درع مسرودة إذا كانت مسمورة الحلق ، واستشهد بقول الشاعر :
وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبغ
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر عن وهب بن منبه أن داود عليه السلام كان يخرج متنكراً ، فيسأل الركبان عنه وعن سيرته ، فلا يسأل أحداً إلا أثنى عليه خيراً في عبادته وسيرته وعدله عليه السلام . قال وهب : حتى بعث الله تعالى ملكاً في صورة رجل فلقيه داود عليه الصلاة والسلام ، فسأله كما كان يسأل غيره ، فقال : هو خير الناس لنفسه ولأمته ، مإلا أن فيه خصلة لو لم تكن فيه كان كاملاً ، قال : ما هي؟ قال : يأكل ويطعم عياله من مال المسلمين يعني بيت المال ، فعند ذلك نصب داود عليه السلام إلى ربه عزَّ وجلَّ في الدعاء أن يعلمه عملاً بيده يستغني به ويغني به عياله فألان الله عزَّ وجلَّ له الحديد وعلمه صنعة الدروع فعمل الدروع وهو أول من عملها ، فقال الله تعالى : { أَنِ اعمل سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السرد } يعني مسامير الحلق ، قال : وكان يعمل الدرع فإذا ارتفع من عمله درع باعها فتصدق بثلثها واشترى بثلثها ما يكفيه وعياله ، وأمسك الثلث يتصدق به يوماً بيوم إلى أن يعمل غيرها ، وقال : إن الله تعالى أعطى داود شيئاً لم يعطه غيره من حسن الصوت ، إنه كان إذا قرأ الزبور تجتمع الوحوش إليه حتى يؤخذ بأعناقها وما تنفر ، وما صنعت الشياطين المزامير والبرابط والصنوج إلا على أصناف صوته عليه السلام ، وكان شديد الاجتهاد ، وكان إذا افتتح الزبور بالقراءة كأنما ينفخ في المزامير ، وكان قد أعطي سبعين مزماراً في حلقه.
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
مامعنى كلمتي؟
غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ /عَيْنَ الْقِطْرِ/ يَزِغْ
في قوله تعالى:
سبإ /12 وقوله تعالى : { ولسليمان الريح } أي سخرنا لسليمان بن داود الريح { غُدُّوها شهر ورواحها شهر } اي تقطع مسافة شهر في الصباح ، وأخرى في المساء اي من منتصف النهار إلى الليل فتقطع مسيرة شهرين في يوم واحد ، وذلك أنه كان لسليمان مركب من خشب يحمل فيه الرجال والعتاد وترفعه الجان من الأرض فإذا ارتفع جاءت عاصفة فتحملها ثم تتحول إلى رخاء فيوجه سليمان السفينة حيث شاء بكل ما تحمله وينزل بها كسفينة فضاء تماماً .
وقوله تعالى { وأسلنا له عين القطر } وهو النحاس فكما ألان لداود الحديد للصناعة أجرى لسليمان عين النحاس لصناعته فيصنع ما شاء من آلات وأدوات النحاس .
وقوله تعالى { ومن الجن } اي وسخرنا من الجن من يعمل بين يديه أي أمامه وتحت رقابته يعمل له ما يريد عمله من أمور الدنيا . وذلك بإذن ربِّه تعالى القادر علىتسخير ما يشاء لمن يشاء . وقوله { ومن يزغ منهم } اي ومن يعدل من الجن { عن أمرنا } اي عما أمرناهم بعمله وكلفناهم به { نذقه من عذاب السعير } وذلك يوم القيامة . الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
مامعنى كلمتي؟
دَابَّةُ الْأَرْضِ /مِنسَأَتَهُ ۖ/ خَرَّ
في قوله تعالى:
سبإ /14
يذكر تعالى كيفية موت سليمان عليه السلام ، وكيف عمّى الله موته على الجان المسخرين له في الأعمال الشاقة ، فإنه مكث متوكئاً على عصاه وهي منسأته مدة طويلة نحواً من سنة ، فلما أكلتها دابة الأرض وهي ( الأرضة ) ضعفت وسقط إلى الأرض وعلم أنه قد مات قبل ذلك بمدة طويلة ، وتبينت الجن والإنس أيضاً أن الجن لا يعملون الغيب كما كانوا يتوهمون ويهمون الناس ذلك .
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال سليمان عليه السلام لملك الموت : إذا أمرت بي فأعلمني ، فأتاه فقال : يا سليمان قد أمرت بك قد بقيت لك سويعة ، فدعا الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير ، وليس له باب ، فقام يصلي فاتكأ على عصاه ، قال : فدخل عليه ملك الموت فقبض روحه وهو متكىء على عصاه ، ولم يصنع ذلك فراراً من ملك الموت ، قال : والجن تعمل بين يديه وينظرون إليه يحسبون أنه حي . قال : فبعث الله عزَّ وجلَّ دابة الأرض ، قال : والدابة تأكل العيدان يقال لها : القادح ، فدخلت فيها فأكلتها ، حتى إذا أكلت جوف العصا ضعفت وثقل عليها فخر ميتاً فلما رأت الجن ذلك انفضوا وذهبوا ، قال : فذلك قوله تعالى : { مَا دَلَّهُمْ على مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ } قال أصبغ : بلغني أنها قامت سنة تأكل منها قبل أن يخر ، وذكر غير واحد من السلف نحواً من هذا ، والله أعلم .
الكتاب : تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
المؤلف : محمد نسيب الرفاعي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
دَابَّةُ الْأَرْضِ /مِنسَأَتَهُ ۖ/ خَرَّ
في قوله تعالى:
سبإ /14
وقوله تعالى في الآية ( 14 ) { فلما قضينا عليه الموت } اي توفيناه : ما دلهم على موته الا دابة في الأرض اي الأرضة المعروفة تاكل منسأته فلما أكلتها خر على الأرض ، وذلك أنه سأل ربّه أن يعمى خبر موته عن الجن ، حتى يعلم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب كما هم يدعون ، فمات وهو متكئ على عصاه يصلى في محرابه ، والجن يعملون لا يدرون بموته فلما مضت مدة من الزمن وأكلت الأرضة المنسأة وخر سليمان على الأرض علمت الجن أ ، هم لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان ولما أقاموا مدة طويلة في الخدمة والعمل اشلاق وهم لا يدرون . هذا معنى قوله تعالى { فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خرّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب } -كما كان يدعى بعضهم- { وما لبثوا في العذاب المهين } اي الذي كان سليمان يصبه عليهم لعصيانهم وتمردهم على الطاعة .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان إكرام الله تعالى لآل داود وما وهب داود وسليمان من الآيات .
2- فضيلة صنع السلاح وآلات الحرب لغرض الجهاد في سبيل الله .
3- مركبة سليمان سبقت صنع الطائرات الحالية بآلاف السنين .
4- شرع من قبلنا شرعٌ لنا إلا ما خصّه الدليل كتحريم الصور والتماثيل علينا ولم تحرم عندهم .
5- وجوب الشكر على النعم ، وأهم ما يكون به الشكر الصلاة والإِكثار منها .
6- تقرير أن علم الغيب لله وحده .
الكتاب : أيسر التفاسير
المؤلف : أبو بكر الجزائري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي المسافر09 على مجهودك الطيب في اقتباس تفسير مفردات سورة سبأ
جعله الله في ميزان حسناتك
ملاحظة بسيطة:
حبذا لو رتبت الإقتباس بدءا من سبب التسمية الى آخر كلمة فسرت من السورة
يقول تبارك وتعالى: ولو ترى يا محمد إذا فزع هؤلاء المكذبون يوم القيامة { فلا فوت} أي فلا مفر لهم ولا وزر لهم ولا ملجأ { وأخذوا من مكان قريب} أي لم يمكنوا أن يمعنوا في الهرب، بل أخذوا من أول وهلة، قال الحسن البصري: حين خرجوا من قبورهم، وقال مجاهد وقتادة: من تحت أقدامهم، وعن ابن عباس والضحاك: يعني عذابهم في الدنيا، وقال عبد الرحمن بن زيد: يعني قتلهم يوم بدر، والصحيح أن المراد بذلك يوم القيامة وهو الطامة العظمى، وإن كان ما ذكر متصلاً بذلك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
الصرف:
(فوت)، مصدر سماعيّ لفعل فات يفوت باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر هو فوات زنة فعال بفتح الفاء.
الكتاب : الجدول في إعراب القرآن
المؤلف : محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ)
الناشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق
الطبعة : الرابعة ، 1418 هـ
عدد الأجزاء : 31 (30 ومجلد فهارس) في 16 مجلدا
لمسات بيانية من سورة سبأ
آية (12):
*ما دلالة كلمة (الريح)فى قوله تعالى(وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}) ولماذا جاءت على صيغة الإفراد؟(د.فاضل السامرائى)
كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر كما في قوله تعالى في سورة القمر (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ {19}) وسورة الحجّ (حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {31}) وسورة الإسراء (أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً {69}).
أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة الحجر (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22}) وسورة النمل (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63}).
وفي سورة سبأ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}) استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لأن الله سخّرها لسليمان يتصرف بها كيف يشاء.
الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
لمسات بيانية من سورة سبأ
آية (13):
*في سورة سبأ (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)) لماذا ورد فعل اعملوا مع أن الأقرب إلى العقل أن يقول اشكروا آل داوود شكراً باعتبار الشكر مصدر؟ ولماذا ورد الفعل اعملوا ولم يقل افعلوا؟(د.فاضل السامرائى)
لو قال اشكروا لصار شكراً مفعول مطلق لكن (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) ما معناها وما إعرابها؟ إعملوا شكراً احتمال مفعول به وليس مفعول مطلق إعملوا الشكر وهو إشارة أن الشكر يُعمَل عمل وليس لساناً فقط إعملوا الشكر مثل اعملوا طاعة الشكر أيضاً عمل أنت إذا لم تعمل بما أعطاك الله من النعم فلست بشاكر ولو بقيت تقول بلسانك الشك لله طول الوقت يعني إذا كان عندك مال ولم تؤدي حقه فلست بشاكر إذن شكر النعمة تأدية حقها وتقول باللسان والعمل فإذن الشكر عمل عندما تعمل شيء في مالك تفيد الآخرين هذا عمل هذا من الشكر هذا الأمر الأول لو قال اشكروا شكراً ليس له هذه الدلالة. الآن قال اعملوا شكراً إشارة أن الشكر هو ليس فقط كلاماً وإنما عمل أيضاً. ويحتمل أن يكون شكراً مفعول لأجله، اعملوا لأجل الشكر أنتم أعطاكم نِعَم فاعملوا لتشكروه اللام لام التعليل، إذن صار مفعولاً لأجله. إذن يمكن أن يكون مفعول به أو مفعول لأجله وقد يكون مفعول مطلق أو حال إعملوا شاكرين المصدر بمعنى الحال مثل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً (15) الأنفال) زحفاً حال. إذن اعملوا شكراً فيها جملة معاني وهي مقصودة ومرادة لو قال اشكروا شكراً لكان معنى واحد تحديداً بينما هنا المفعول به والمفعول لأجله والمفعول المطلق والحال أيُّ الأشمل؟ اعملوا أشمل اتسعت دائرة الدلالة. وأيضاً قال اعملوا وليس افعلوا لأن العمل بقصد ولو قال افعلوا آل داوود شكراً ليس بالضرورة أن يكون بقصد (إنما الأعمال بالنيات) الله تعالى حكمه عام كيف يشاء لا أحد يحاسبه.
فى إجابة أخرى للدكتور فاضل:
(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) الشكر ليس لساناً فقط وإنما هو عمل ولذلك أعربها قسم مفعول به اعملوا الشكر، مثلاً لو أعطاك الله مالاً فشكره ليس أن تقول الحمد لله فقط وإنما أن تؤدي حقّه فإن لم تؤدي حقه فأنت لست بشاكر ولو بقيت تشكر ربك كلاماً طوال عمرك يعني شكر النعم القيام بحقها فالشكر عمل مع القول وليس قولاً فقط. اعملوا الشكر (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا). وقسم يجعل شكراً حال أي اعملوا كونكم شاكرين وقسم يجعلها مفعول لأجله وهي ليس كما قيل شاكروا آل داوود شكراً وإنما هذا واحد من المعاني وإنما الشكر هو عمل أن تؤدي الحقوق التي عليك فيما آتاك الله من النعم، أن تقوم به عملاً. أعطاك الله جاهاً فتنفع الناس بجاهك في الخير، أعطاك الله علماً وكتمته أنت آثم حتى لو قلت الحمد لله على ما أعطاني من النعمة، إذا كنت كاتماً للعلم فأنت لست بشاكر. (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) الشكور مبالغة فالذي يشكر ربه دائماً لأن هذا متعلق بالأعمال ومتعلق باللسان.
لكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
لمسات بيانية من سورة سبأ
*ما الفرق بين استعمال كلمة (شكورا) و (شكرا)؟(د.فاضل السامرائى)
الشكور تحتمل الجمع والإفراد في اللغة وهي تعني تعدد الشكر والشكر في اللغة يُجمع على الشكور ويحتمل أن يكون مفرداً مثل القعود والجلوس، وفى آية الإنسان الجمع يدل على الكثرة أي لا نريد الشكر وإن تعدد وتكرر الإطعام باعتبار الجمع.
وقد استعمل القرآن الكريم كلمة الشكور في الحالتين وإذا اردنا الشكور مصدراً فهو أبلغ من الشكر واستعمال المصادر في القرآن عجيب والذي يُقوي هذه الوجهة استعمال الشكور لما هو أكثر من الشكر. ولقد استعملت كلمة الشكور في القرآن مرتين في هذه الآية فى سورة الإنسان (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9}) وفي آية سورة الفرقان (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً {62}) فقط واستعمل الشكر مرة واحدة في قصة آل داوود (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13}سبأ) ومن ملاحظة الآيات التي وردت فيها كلمتي الشكور والشكر نرى أن استعمال الشكر جاء في الآية التي خاطب بها تعالى آل داوود وهو قلّة بالنسبة لعموم المؤمنين المخاطبين في سورة الفرقان أو في سورة الإنسان التي فيها الإطعلم مستمر إلى يوم القيامة والشكر أيضاً سيمتد إلى يوم القيامة ما دام هناك مطعِمين ومطعَمين. إذن هو متعلقات الشكر في هاتين الآيتين أكثر من متعلقات الشكر في قصة آل داوود. وفي سورة الفرقان قال تعالى (لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورا) وكلمة (يذّكّر) فيها تضعيفين فالذي يبالغ في التذكر هو مبالغ في الشكر فيبدو والله أعلم أن استعمال الشكور أبلغ من استعمال الشكر في آية سورة الإنسان.
الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله
آية (53):
*ما معنى هذه الآية (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53) سبأ)؟ (د.فاضل السامرائى)
(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (53)) هذه فيها احتمالان أو دلالتان: الأولى قال (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) هم الآن في الآخرة ((وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)) وحتى قيل (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)) كفروا بالله، ليس هذا فقط وإنما ذكروا من صفات الله والشرك، قسم قال الملائكة بنات الله وقسم قال لله إبن وقسم ذكروا في صفاتخ من الأمور مثل واحد يقذف لا يعلم أين هو الشيء والمكان بعيد. أنت تريد أن ترمي شيئاً ما يجب أن تعرف أين هو حتى ترميه ويجب أن تكون المسافة معقولة حتى توصله، أنت تقذف بالغيب، لا تعلم أين هو؟ والمكان بعيد فكيف يصل إليه؟ هؤلاء حالهم في الكلام على صفات الله وما هم فيه مثل هذا. (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ) كفروا بالله، (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) هم هكذا في الدنيا، يقذفون بالغيب أي يرجمون الكلام عن الله تعالى جزافاً فهذا هو حالهم أولاً كفروا ثم ذكروا من الصفات في الله فيذكرون من صفات الله كأنهم يقذفون بالغيب من مكان بعيد هذا تصوير عجيب لا يعلمون بما يرمون ولا أين يرمون ولا يعلمون هو في أي وجهة ومن مكان بعيد! والقذف في اللغة هو الرمي.
الكتاب : لمسات بيانية لسور القرآن الكريم
المؤلف : الدكتور فاضل صالح السامرائي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنتصار قريب
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته اهلا و سهلا باخينا الفاضل المسافر في الصفحة العطرة المباركة بآيات الله جل و علا جزاكم الله كل خير معنا ووفقكم سورة سبأ(54) حُلْتُ بين الخصمين يعني: فصلْتُ بينهما،
وجعلتُ بينهما حائلاً ومانعاً من الاشتباك حتى لا يبلغ كل منهم أشُدَّه في المعركة،
أو ينال مراده من خَصْمه،
فالحق - سبحانه وتعالى - جعل حائلاً ومانعاً بين هؤلاء وبين ما يشتهون. والاشتهاء طلب شهوة النفس من غير ارتباط بمنهج،
لكن ما الذي كان يشتهيه الكفار؟
كانوا يشتهون أنْ يطمسوا دعوة الحق،
فلم يُمكِّنهم الله من طمسها،
كما قال سبحانه: { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } [التوبة: 32]. وقال سبحانه: {هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ} [الصف: 9].
وهم يشتهون انطماس الدعوة؛
لتبقى لهم سيادتهم التي نهبوها على حساب الضعفاء،
ولتظل لهم المكانة والتصرُّف،
كذلك يَشْتهون انطماس الدعوة حتى لا تقف مناهج الله عقبة أمام شهوات نفوسهم.
ومعلوم أن الإنسان تحاربه نفسه قبل أن يحاربه الشطيان،
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان: " إذا جاء رمضان فُتِحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار،
وصُفِّدت الشياطين "
ومع ذلك تحدث في رمضان ذنوب وجرائم.
إذن: هذه الذنوب وهذه الجرائم ليست عن طريق الشيطان،
إنما من طريق النفس،
كأن الله تعالى يريد أنْ يفضح العاصين الذين يتهمون الشيطان، ويُلْقون عليه تبعة كل ذنوبهم.
إذن: ليس الشيطان وحده هو وسيلة الضلال والغواية،
إنما هناك النفس الأمَّارة بالسوء. وسبق أنْ أوضحنا كيفية التفريق بين المعصية من طريق الشيطان والمعصية من طريق النفس،
وقلنا: إذا وقفْتَ أمام معصية بعينها لا تتحول عنها مهما عَزَّتْ عليك أسبابها، فاعلم أنها من شهوات النفس؛ لأن النفس تريد شيئاً بعينه،
أما الشيطان فإنْ عزَّت عليك معصية أخذك إلى أخرى،
المهم أن تعصي الله على أيِّ وجه، وبأية طريقة. فقوله تعالى: { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [سبأ: 54]
دلَّ على أن المسألة بالنسبة لهم كانت شهوةَ نفس،
لا مدخلَ للشيطان فيها، لماذا؟
لأنهم كفروا بالله وفرغ الشيطان منهم،
وإلا ماذا يريد منهم بعد ذلك،
فلم تَبْقَ إلا شهوات النفس فاشتهوا أنْ يطمسوا الدعوة،
وأنْ يذلوا مَنْ آمن ويجعلوه عبرةً لمن يفكر في الإيمان،
لكن حال الله بينهم وبين ما أحبوا،
وسارت الدعوة على خلاف ما اشتهوا،
فمن ذُلَّ وضُرب وأُهين من المؤمنين ثبت على إيمانه،
ومَنْ كان يفكر في الإيمان لم يَرْهَبَهُم،
ولم يخف مما فعلوه بإخوانه المؤمنين. فإنْ قلت: كيف أسلم اللهُ المؤمنين الأوائل لأنْ يعذبهم الكفار، وأنْ يُهينوهم ويُخرجوهم من أرضهم؟
نقول: كان هذا لحكمة عالية أرادها الحق سبحانه،
وهي أنْ يُمحِّص إيمان المؤمنين،
بحيث لا يثبت على إيمانه إلا قوى العزيمة الذي يصبر على تحمل الشدائد،
فهؤلاء هم الذين سيحملون منهج السماء ودعوة الحق إلى العالم أجمع،
فلا بد أن يكونوا صفوة تختار دين الله وتضحي في سبيله بكل غالٍ ونفيس.لذلك أراد سبحانه أنْ تتزلزل هذه الدعوة في بدايتها عدة مرات، وأن ترى بعض الفتن التي تُغربل الناس،
وتُخرِج المؤمنين في جانب، والمنافقين في الجانب الآخر،
وهذا ما حدث بالفعل في مسألة الإسراء والمعراج مثلاً،
وفي رحلة الطائف، كلها فِتن تُمحِّص المؤمنين. لقد ضيَّق الكفارُ على المؤمنين الخناقَ،
حتى جلس رسول الله يفكر في أمرهم ويفتش في رقعة الأرض المعاصرة له،
أيها تناسب أصحابه،
ويأمنون فيها على أرواحهم وعلى دينهم،
فلم يجد صلى الله عليه وسلم إلا الحبشة،
فقال لأصحابه: " اذهبوا إلى الحبشة، فإن بها ملكاً لا يُظْلم أحد عنده ". وفعلاً كان النجاشي عند ظن رسول الله،
فأكرم المؤمنين،
ورفض أنْ يُسَلِّمهم إلى وفد قريش؛
لذلك كافأه رسول الله بأنْ وكله في أن يُزوِّجه من أم حبيبة،
وكانت لهذه الزيجة حكمة،
فالسيدة أم حبيبة هاجرت مع زوجها إلى الحبشة،
لكنه تنصَّر هناك، وظلَّتْ أم حبيبة على إيمانها،
فدلَّ ذلك على صدْق إيمانها،
وأنها ما هاجرت لأجل زوجها،
إنما هاجرت لله ورسوله،
فكافأها رسول الله هذه المكافأة. فالكفار اشتهوا إيذاء رسول الله وإيذاء المؤمنين مجاهرةً،
فلم يصلوا من ذلك إلى شيء،
فاشتهوا التآمر على رسول الله وقَتْله،
ودبروا له مؤامرة لقتله {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } [الأنفال: 30]
فخيَّب الله سَعْيهم،
" وخرج رسول الله من بين شبابهم وفتيانهم، وهو يحثُو التراب على وجوههم،
ويقول: " شاهت الوجوه " ". والله يقول: { فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9]. وهكذا حالَ الله بينهم وبين ما يشتهون من المجاهرة ومن المؤامرة،
فحاولوا أنْ يسحروا رسول الله،
بأن يكيدوا له بطريقة خفية فَسَحره لبيد بن الأعصم،
واستعانوا في ذلك بإخوانهم من شياطين الجن،
كما قاله سبحانه: {وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ} [الأنعام: 121]
لكن خيَّب الله مَسْعاهم في السحر أيضاً،
ولم ينالوا من رسول الله،
ولا من منهج الله،
وكأن الله تعالى يقول لهم: وفِّروا على أنفسكم، فرسول الله معصوم من الله،
كما خاطبه سبحانه بقوله: { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [المائدة: 67]. وقوله سبحانه: { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [سبأ: 54]
يعني هذه القضية ليست خاصة بكفار مكة،
إنما هي سنة مُتبعة في الأمم السابقة،
ومعنى { بِأَشْيَاعِهِم } [سبأ: 54]
بأمثالهم من الكفار في الأُمم السابقة. والأشياع: جمع شيعة،
وهم الجماعة المجتمعة على رأي ينتفعون به،
ويدافعون عنه، سواء أكان حقاً أم كان باطلاً،
فقوله تعالى هنا: { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [سبأ: 54]
دلَّ على أنهم كانوا على باطل،
أما قوله تعالى: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 83]
فهذه على الحق.والمعنى: أنهم أُخِذوا كما أُخِذ أمثالهم من الكافرين مع الفارق بين الحالتين
فقبل رسول الله كانت السماء تتدخل مباشرة لتدافع عن دين الله وعن نبي الله؛
لذلك حدثتْ فيهم الزلازل والخسْف والصيحة والمسخ.. إلخ. فالأمم السابقة لم تكُنْ مأمونة على أنْ تدفع عن دين الله بسيفها، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد استأمنها الله على هذه المهمة،
فحملتْ السيف ودافعتْ عن دينها؛
لذلك أكرم الله هذه الأمة،
فلم يحدث فها خَسْف،
ولا مَسْخ ولا إغراق.
مما حدث لسابقيهم. لذلك لما يئس نوح عليه السلام من هداية قومه دعا عليهم: { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} [نوح: 26-27]. أما سيدنا رسول الله فجاءه الملَك يعرض عليه الانتقام من كفار قومه،
فيقول: لا، لعل الله يُخرِج من أصلابهم مَنْ يقول لا إله إلا الله. وفعلاً آمن منهم كثيرون أمثال: خالد بن الوليد،
وعمرو بن العاص،
وعكرمة بن أبي جهل،
كما كانوا ألدَّ أعداء الإسلام صاروا قادته الفاتحين. وقد تألم المسلمون كثيراً؛
لأن هؤلاء نجوْا من القتل،
وهم لا يدرون أن الله تعالى كان يدخرهم للإسلام،
فصار خالد سيف الله المسلول،
وعمرو أعظم القادة الفاتحين،
ويكفي شهادة لعكرمة أنه ابن أبي جهل،
وأنه لما ضُرِب ضربة قوية في موقعة اليرموك احتضنه خالد وهو يعاني سكرات الموت،
فقال: يا خالد،
أهذه ميتة تُرضي عني الله ورسوله؟ حتى الذين ظلُّوا على كفرهم من قوم رسول الله كانوا في صالح الإسلام، فمثلاً أبو لهب وهو عم رسول الله،
وهو الذي قال له: تباً لك، ألهذا جمعتنا،
وهو الذي قال عن رسول الله لما مات ولده إنه أبتر يعني مقطوع الذرية،
لأن أولاد البنات يُنسَبون إلى آبائهم،
كما قال الشاعر: فَإِنَّمَا أُمَّهَاتُ القَومِ أَوْعِيَةٌ*** مُسْتَوْدَعَاتٌ وللأَحْسَابِ آبَاءُ ومن العجيب أن أبا لهب قدَّم للإسلام كما قدَّم خالد وعمرو وربما أكثر، كيف؟ لأن الله جعله حجة على صِدْق كلام الله،
وعلى صِدْق رسول الله فيما بلَّغ عن ربه،
فلما قال لرسول الله: تباً لك، ألهذا جمعتنا؟ ردَّ الله عليه:
فحكم الله عليه وهو ما يزال في سَعَة الدنيا،
وما يزال مختاراً حراً قادراً على إعلان إيمانه ولو نفاقاً،
ومع ذلك لم يجرؤ أنْ ينطق بكلمة التوحيد،
ولو نطق بها لَكَان له أن يقول: إن القرآن كاذب،
وها أنا أشهد ألا إله إلا الله،
وأنَّ محمداً رسول الله.
وهكذا أقام الله من هذا الكافر المعاند دليلاً على صِدْق كلامه، وصِدْق رسوله.ثم تُختم السورة بقوله تعالى:
{ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [سبأ: 54]
كانوا في شك من أمر رسول الله،
ونُصْرته عليهم، وعدم تخلِّي ربه عنه،
مع أنهم كانوا على اتصال بأهل الكتاب،
وأهل الكتاب يقرأون كتبهم على هؤلاء الكفار ويستفتحون بها عليهم،
وقد علموا منها أن عاقبة الصراع بين الرسل وأقوامهم على مَرِّ موكب الرسالة كانت للرسل؛
لأن الله تعالى ما كان ليرسل رسولاً ثم يُسلمه أو يتخلى عنه. وهذه قضية ذُكِرت في الكتب السابقة كما ذُكِرت في القرآن في أكثر من موضع،
وإن كانت الكتب السابقة قد ضاعت أو حُرِّفت فالقرآن هو كتاب الله الباقي الذى تكفَّل الله بحفظه،
فهو يُتلَى كما أُنْزِل إلى يوم القيامة، وفيه يقول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [غافر: 51]. وقال سبحانه: { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [الصافات: 171-172]. لذلك سبق أنْ قلنا: إنْ هُزِم الإسلام في معركة مع غيره فاعلم أن شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ،
ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ،
ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية فيهم ما قامتْ للإسلام قائمة بعدها،
وهذا الدرس تعلمناه في أُحُد،
لما خالف الرماة أمر رسول الله ونزلوا من على الجبل يريدون الغنائم،
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّرهم من هذا، وقال لهم: لا تتركوا أماكنكم مهما حدث،
فلما تركوا أماكنهم التفَّ عليهم الكفار، وكادوا يهزمونهم. وإنْ كان التحقيق أن الكفار لم ينتصروا في أُحُد؛ لأن المعركة (ماعت)،
ولو انتصر المسلمون مع هذه المخالفة لهَانَ عليهم أمر رسول الله بعد ذلك،
ولقالوا: لقد خالفنا أمره في أُحد وانتصرنا،
إذن: نقول: الذي هُزِم في أُحد هو مَنِ انخذل عن جندية الإيمان، أمَّا الإسلام في حدِّ ذاته فقد انتصر. إذن: كانوا في شكٍّ من الغاية التي ينتهي إليها رسول الله،
والشك هنا في رسول الله لأن لديهم قضية عقدية هي الإيمان بوجود الله، وأنه سبحانه الخالق لكل شيء، بدليل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [الزخرف: 87]. والشك يعني عدم الجزم وعدم اليقين،
وبيَّنا ذلك بأن نسَبَ الكلام في الكون ست،
لكل ثلاث منها اتجاه،
فالكلام بداية علَّمَ الله سبحانه آدم الأسماء كلها ليتفاهم بها مع غيره،
فالكلام يقتضي متكلماً ومُخاطباً،
ولا بُدَّ أن يكون المخاطب على علم بمدلول الكلام،
بدليل أن العربي لا يفهم الإنجليزي،
ولا الإنجليزي يفهم العربي،
لا بُدَّ من علم بالتواضع في اللغة ليفهم كل منهما عن الآخر. والكلام المفيد هو الجملة التي يحسُن السكوت عليها،
بأن تعطي معنى مفيداً،
فلو قُلْت مثلاً (محمد) فهي مفردة من مفردات اللغة لا تعطي معنى إلا بنسبة،
فتقول: محمد كريم،
فأسندتَ الكرم إلى محمد،
وهذا معنى تام، يحسُن السكوت عليه.
وإسناد الكرم لمحمد هو مُعتقد المتكلّم به،
فإنْ كان لهذا الكلام وجود بالفعل بأنْ وُجد شخص اسمه محمد، وصفته الكرم،
فهذا الكلام المعتقد جازم بالحكم والحكم واقع،
فإنْ كان المتكلم غير جازم بالحكم،
متردداً فيه فهذا شك،
فالشك فيه نسبة متأرجحة بين النفي والإثبات بحيث تتساوى الكفتان،
فإنْ رجحت واحدة فهي ظن،
والأخرى المرجوحة وهم. إذن: كم نسبة للكلام غير المجزوم به؟
ثلاث: الشك والظن والوهم.
أما الكلام المجزوم به فإنْ كان له واقع،
وتستطيع أنْ تدلل عليه فهو علم
وإنْ لم تستطع أنْ تُدلل عليه فهو تقليد،
وإن جزمتَ به وليس له واقع فهذا جهل،
وهذه الثلاث نِسَب الكلام المجزوم به: علم،
وتقليد، وجهل. إذن: الكفار جازمون معتقدون في أن الله هو الخالق،
لكنهم شاكُّون في مسألة البلاغ عن الله،
وأنها جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم
{ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [سبأ: 54]
الشك ذاته يُوقِع في الارتياب والقلق. تفسير خواطر متولي الشعراوي
سورة الأحزاب من السور المدنية التي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة مثل التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لإنسان وطهرت من رواسب المجتمع الجاهلي ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان .
سبب نزول السورة :
1) الايه1 (يا أيها النبي اتق الله ....)
عن بن عباس ان اهل مكه منهم الوليدبن المغيره وشعبه بن ربيعه دعو النبي ان يرجع عن قوله على ان يعطوه شطر امواهم وخوفه المنافقون واليهود بالمدينه ان لم يرجع قتلوه فأنزل الله عز وجل هذه الآية
2)الايه 4( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه...)
قال بن عباس :قام النبى يوما يصلى,فخطر خطره,فقال المنافقون الذين يصلون معه :الا ترى ان له قلبين ,قبا معكم وقلبا معه,فنزلت الايه
قلنا لابن عباس : أرأيت قول الله عز وجل : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } ما عنى بذلك ؟ قال : قام نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلي ، فخطر خطرة ، فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترى أن له قلبين : قلبا معكم ، وقلبا معهم . فأنزل الله : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه }
الراوي: أم سلمة هند بنت أمية
المحدث: البغوي
المصدر:شرح السنة الصفحة /الرقم:204/7
خلاصة حكم المحدث: اسناد صحيح
ـ ويقال نزلت فى رجل يدعى ذا القلبين
ـ ويقال نزلت في جميل بن معمر الفهري
3) الايه23 (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطْهِيرًا )
عن أم سلمة قالت : في بيتي أنزلت { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين ، فقال : هؤلاء أهل بيتي . قالت : فقلت : يا رسول الله أما أنا من أهل البيت ؟ قال : بلى إن شاء الله
الراوي: أم سلمة هند بنت أمية
المحدث: البغوي
المصدر:شرح السنة الصفحة /الرقم:204/7
خلاصة حكم المحدث: اسناد صحيح
4) الايه35 (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ ).
أنها قالت يغزو الرجال ، ولا تغزوا النساء ، وإنما لنا نصف الميراث ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض } . قال مجاهد : وأنزل فيها : { إن المسلمين والمسلمات } وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة
الراوي: أم سلمة المحدث:الألباني المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3022
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
5)الايه37 (واذ تقول....)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن هذه الآية : { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } . نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثه .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري المصدر:صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4787
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
6)الايه 53 (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي)
لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام ، فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا ، فانطلقت فجئت ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت أدخل ، فألقى الحجاب بيني وبينه ، فأنزل الله : { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } . الآية .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري
ا لصفحة أو الرقم: 4791
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فضل السورة :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد والخطبة كما يعلمنا السورة من القرآن . فذكر التشهد والخطبة : الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام } فذكره إلى قوله : { رقيبا } { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } فذكره إلى قوله : { فوزا عظيما }
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن الملقن المصدر:البدر المنير
ا لصفحة أو الرقم: 7/533
خلاصة حكم المحدث: صحيح
سورة الأحزاب
مدنية، وهي ثلاث وسبعون آية.
اشتملت هذه السورة على بعض الآداب الاجتماعية، والأحكام التشريعية وأخبار في السيرة عن غزوتي الأحزاب وبني قريظة وعن المنافقين.
أما الآداب الاجتماعية: فأهمها آداب الدعوة إلى الولائم، والحجاب وعدم التبرج، وتعظيم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في بيته ومع الناس، والقول السديد.
وأما الأحكام الشرعية فكثيرة: منها الأمر بتقوى اللّه وعدم طاعة الكافرين والمنافقين، ووجوب اتباع الوحي، وحكم الظهار، وإبطال عادة التبني وعادة التوريث بالحلف أو الهجرة، وجعل الرحم والقرابة أساس الميراث، وتعداد المحارم وعدد زوجات النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، والصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وفرض الحجاب الشرعي وتطهير المجتمع من مظاهر التبرج الجاهلية، وعدم إلزام المطلقة قبل الدخول بالعدة، وتخيير نساء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بين الفراق والبقاء معه، وتخصيص زوجاته بمضاعفة الأجر والثواب عند الطاعة، ومضاعفة العذاب عند المعصية، وتحريم إيذاء اللّه والرسول صلّى اللّه عليه وسلّم والمؤمنين، وخطورة أمانة التكليف، وعقاب المسيء وإثابة المحسن.
وأما أخبار السيرة: ففي السورة بيان توضيحي عن (غزوة الأحزاب) أو (غزوة الخندق) وغزوة بني قريظة، ونقضهم العهد مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وكشف فضائح المنافقين والتحذير من مكائدهم، وتهديدهم مع المرجفين في المدينة على جرائمهم بالطرد والتعذيب، وتذكير المؤمنين بنعم اللّه العظمى التي أنعم بها عليهم في وقعة الخندق بعد اشتداد الخطب عليهم، ورد كيد أعدائهم بالملائكة والريح، حتى صار ذلك معجزة خارقة للعادة، وبيان قصة زيد بن حارثة مولى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وزينب بنت جحش زوج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
افتتحت سورة الأحزاب بهذا النداء لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وبهذا الوصف الكريم ، وهو الوصف بالنبوة ، على سبيل التشريف والتعظيم
قال صاحب الكشاف : جعل - سبحانه - نداءه بالنبى والرسول فى قوله : ( ياأيها النبي ) . ( ياأيها الرسول ) وترك نداءه باسمه ، كما قال : يا آدم ، يا موسى ، يا عيسى ، يا داودك كرامة له وتشريفا ، وتنويها بفضله .
فإن قلت : إن لم يوقع فى النداء . فقد أوقعه فى الإِخبار ، فى قوله : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله ) قلت : ذلك لتعليم الناس بأنه رسول ، وتلقين لهم أن يسموه بذلك ويدعوه به .
والمراد بأمره بتقوى الله : المداومة على ذلك ، والازدياد من هذه التقوى .
أى : واظب - أيها النبى الكريم - على تقوى الله ، وعلى مراقبته ، وعلى الخوف منه ، وأكثر من ذلك ، فإن تقوى الله ، على رأس الفضائل التى يحبها - سبحانه - .
قال ابن كثير : هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى ، فإنه - تعالى - إذا كان يأمر عبده ورسوله بهذا ، فلأن يأتمر من دونه بذلك بطريق الأولى والأحرى .
الوسيط لطنطاوي
«يا أَيُّهَا» يا حرف نداء ومنادى نكرة مقصودة مبني على الضم وها للتنبيه «النَّبِيُّ» بدل والجملة ابتدائية لا محل لها. «اتَّقِ اللَّهَ» أمر فاعله مستتر ولفظ الجلالة مفعول به والجملة ابتدائية أيضا لا محل لها «وَلا تُطِعِ» الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر «الْكافِرِينَ» مفعول به «وَالْمُنافِقِينَ» معطوف على الكافرين والجملة معطوفة على ما قبلها. «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «كانَ» ماض ناقص اسمه مستتر «عَلِيماً حَكِيماً» خبران لكان والجملة الفعلية خبر إن. والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
اعراب القرىن قاسم دعاس
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية