اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدى بنور الله
يبقى عامل الشخصية يلعب دور فى صناعة الطغيان فدائما هناك اشخاص لديهم استعداد لتقبل الطغيان والاوامر !
|
هذا صحيح جدا ، فأحد معيقات التطبيق الجيد للديموقراطية و الحكم الرشيد هو استعداد الكثير من الناس لتسليم أمرهم لغيرهم دون متابعة و محاسبة و النظر إلى من يملك السلطة بوصفه "ولي الأمر" الذي يعرف دائما أين تكمن المصلحة و بالتالي يحب الثقة به طاعته ، أي أنهم يقبلون بدور القصر و الرعية بالمعنى التقليدي... و هذا يمهد و يسهل أمر تحويلهم إلى آلات للرقابة و التعسف و الظلم ضد من يعارض أجهزة الطغيان...
فذهنية العبيد هي في جوهرها أقرب إلى نفسية الطفل الذي يخاف من الأب و يتقبل سلطته بشكل آلي و لا يجرأ على الاعتراض عليه، و البعض رغم تجاوزهم الطفولة إلا أن شعورهم بالحاجة إلى الأب الذي يحميهم و يعرف مصلحتهم أحسن منهم يجعلهم يعيدون تصور هذا الأب في صورة القائد و الزعيم. فاستعدادهم لتقبل الطغيان هو نتيجة ضعف الثقة بالنفس و التحول غير السلس من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب ، و يعكس أيضا جذور الطغيان في الأسرة و المجتمع و الثقافة و طبيعة التنشئة التي تنتج أشخاص أقل استقلالية و أقل ثقة بالنفس نتيجة للخطاب الماضوي و السلفي بالمعنى الحرفي و ليس المذهبي ( و إن كان المضمون واحدا) . أي الخطاب الذي يرى صفات التميز و الفهم و الحكمة و القدرة على إدارة الأمور في من سبق اكبر منها في من لحق، و بالتالي يتم التماطل و التلكأ في تسليم المسؤولية للشباب . لذلك فالثورة على الطغيان يجب أ تسبقها ثورة ضد الثقافة التي تسمح بازدهار الطغيان، فسبب المسألة تفسي كما ذكرت لكن جذرها ثقافي بالدرجة الأولى ...