قول الحق على مستحلي دم المسلم بغير حق ( الشطر الاول )
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله بينه وبينه ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه رواه الطبراني " صحيح الترغيب
يقول الحق جلّ وعلا : { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } [الاسراء:33] .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا الَه الا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه ، المفارق للجماعة )" رواه البخاري ومسلم عن إبن مسعود .
إخوتي في الله :
الدماء لها حرمة عظيمة عند رب الأرض والسماء ، فإن الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان كما أخبر في كتابه العزيز فقال سبحانه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } [ الاسراء:70 ] .
فمن تكريم الله سبحانه وتعالى لإبن آدم أن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وسخّر له ما في السماوات والأرض جميعا منه ، وأنزل اليه الكتب وأرسل اليه الرسل وأنزل عليه شريعة ضمنت له كل الحقوق وضمنت له الحياة السعيدة الكريمة ، ومن أعظم وأكبر هذه الحقوق هي حق الحياة . والتي لا يجوز لأحد أياَ كان أن يسلب هذه الحياة إلا واهبها جلّ وعلا ، وإلا في الحدود الشرعية التي أمر الله سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أبدا أن تنتهك وتسفك دماء المسلمين والمؤمنين إلا بالحق الشرعي الذي قرره الرب العلي ، والحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال سبحانه وتعالى { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ } [ الاسراء:33 ] .
والحق هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه (( لا يحل دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان ، أو إرتد بعد إسلام ، أو قتل نفسا بغير حقّ ؛ فيقتل به ))" أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " . فهذه هي الحالات الثلاث التي تسفك فيها الدماء ويكون ذلك على يد ولي الأمر أو ما ينوب عنه ، ولا يترك الأمر فوضى فيتحوّل المجتمع الى غابة فيقتل القوي فيه الضعيف أو يتحول الأمر الى مسألة قبائلية وعشائرية جاهلية أو حزبية مقيتة . والتي جاء الإسلام ليحرر الناس من نتنها لأنها بالفعل منتنة فقد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( … ما بال دعوى الجاهلية … ثم قال : دعوها فإنها منتنة ) " جزء من حديث جابر رضي الله عنه رواه البخاري " . وقال أيضا : ( … إنّ الله أذهب عنكم عبيّة الجاهلية وفخرها بالأباء ، إنما هو مؤمن تقي ، أو فاجر شقي ، الناس كلّهم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ) " جزء من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع " .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ومن ا دّعى دعوى الجاهلية ، فإنه من جثا جهنّم ) " جزء من حديث طويل رواه الترمذي من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه وصححه الألباني . ومعنى الحديث : أنه من بقي على جاهليته وادّعى بها أي : - ينصر ابن قبيلته وعشيرته سواء ظالم أو مظلوم – فهذا الشيء من فحم جهنم وحصاه والعياذ بالله . وجاء أيضاً " أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه " صحيح الجامع .