العصر العباسي الأول
* عوامل سقوط الدولة الأموية :
1. النظام الوراثي الذي ابتدعه معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية . كيف ؟
2. النظام الثنائي لولي العهد ؛ مما أدى إلى انقسام البيت الأموي . كيف ؟
3. ضعف الخلفاء وانصرافهم عن مصالح الأمة وانغماسهم في اللهو والشراب .. الخ
4. كثرة الفتن والثورات من الشيعة والخوارج والزبيريين .
* كيف قامت الدولة العباسية ؟
كان من أكبر المعارضين والثائرين على بني أمية هم الشيعة ، وقامت دعوتهم على أساس أن يكون الحكم لأبناء الإمام على كرم الله وجهه، ولكن أحد أئمتهم أوصى أن تكون الخلافة لمحمد ابن عبد الله بن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يعملون على سقوط الدولة الأموية بكل الوسائل واستعانوا بالرجال الأقوياء لتحقيق هذه الغاية من أمثال أبي مسلم الخرساني، وسقطت البلاد في يده ، واحدة بعد الأخرى حتى سقط آخر خلفاء بني أمية
( مروان بن محمد ) في موقعة " الزاب" ، حيث فر بعدها إلى مصر ، وبذلك قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية .
مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في العصر العباسي الأول :
أولاً : الناحية السياسية
يمكن تلخيص هذه الناحية في نقاط
1- عامة الناس بين ساخط ومتهيب للوضع الجديد ومؤيد له . وظهور عداوة الشيعة وخروجهم عندما رأوا استئثار العباسيين بالأمر.
2- اتجاه العباسيين إلى الفرس يتخذون منهم الوزراء والولاة والقادة ... الخ .
3- نقل عاصمة الخلافة في بغداد بالقرب من الفرس وبعيدا عن أنصار بني أمية .
ثانيا : الناحية الاجتماعية
1- امتزجت الدماء بين العرب وغيرهم من الأجناس الأخرى عن طريق التزاوج ؛ مما أدى إلى ظهور جيل جديد من المولدين يحمل خصائص العرب والأجانب .
2- اتسع نطاق الحرية في هذا العصر مما أدى إلى استغلالها بصورة سيئة من جانب غير العرب مما أدى إلى انتشار أمراض اجتماعية وخلقية ودينية وظهور الشعوبية .
3- بجانب ظهور الشعوبية ظهر تيار مضاد لها يدعو لتمجيد العرب وآخر في الزهد مضاد للانحلال والمجون الذي انتشر في هذا العصر.
ثالثا : الناحية العلمية
يعتبر العصر العباسي أزهى العصور العلمية والأدبية في الدولة العربية الإسلامية ، وذلك لما يأتي :
1- حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية .
2- تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين.
3- ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وإعجاز القرآن وعلوم الحديث .
4- ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي
5- ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع .
* الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن الرومي) .
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي .
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة .
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة.
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء .
سمات الأدب في العصر العباسي الأول
في العصر العباسي الأول تطورت فنون كما ابتكرت فنون جديدة
* الفنون التي تطورت
1- المدح :
الأسباب
* تنافس الشعراء لنيل المكانة والحظوة.
* اعتبره الحكام سبيلا إلى تثبيت حكمهم .
مظاهر تطوره :
· عدم الالتزام بالبداية الغزلية أو البكاء على الأطلال .
· بدء القصائد بوصف الرياض أو الخمر .
· الإكثار من الحكم و الأمثال .
يقول أبو نواس :
دع عـنك لومي فإن اللـوم إغــراء وداوني بالتي كانت هي الــداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها مـن مـسه نصــب مسته سـراء
2- الهجاء :
لقد كان الهجاء قبل العصر العباسي يقوم على الاتهام بالبخل والجبن والخسة وغيرها من هذه الصفات ، وقد صار في هذا العصر سبابا مقذعا . فهذا حماد عجرد يهجو بشارا فيقول :
وأعمى يشبه القرد إذا ما عمي القرد دني لم يرح يومــا إلى مجد ولم يغد
3- الرثاء :
استمر الرثاء على ما كان عليه من حرارة العاطفة والمشاعر الحزينة
يقول ابن الرومي في رثاء ولده :
توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد
4- الفخر والحماسة :
تحول الفخر من الفردي والقبلي إلى الفخر القومي كمآثر العرب و فتوحاتهم . يقول أبو تمام:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب
5- الغزل :
لقد طغى المجون على الغزل في هذا العصر لضعف الوازع الديني فهذا بشار يقول :
أنا والله أشتهي سحر عينيـك و أخشــى مـصـارع العشــاق
6- الوصف :
وقد بلغ درجة عظيمة من التطور والرقي نظرا لمظاهر الحياة والطبيعة والقصور والنافورات والبساتين .
انظر قصيدة ( الربيع الفتان ) لأبي تمام .
* الفنون الجديدة المبتكرة :
1- الزهد والحكمة :
وقد ظهر هذا اللون كرد فعل لتيار اللهو والمجون، الذي تزعمه بشار . فظهر تيار الزهد يدعو إلى البعد عن ملذات الدنيا والدعوة إلى العمل الصالح .
يقول أبو العتاهية :
يا نفس قـد أزف الرحيـل وأظلك الخطـب الجليــل
فتأهــــبي يـــا نفـــس لا يلعب بك الأمل الطويـل
2- موضوعات جديدة :
وتبين سمات التأثر بالحياة الحضارية المترفة كوصف الدور والقصور والطبيعة الغناء ( انظر قصيدة أبي تمام في وصف الربيع ) .
* أسباب تطور النثر في العصر العباسي الأول و سماته
تطور النثر نتيجة :
1- امتزاج العرب بالعجم .
2- الترجمة من الحضارات الأخرى .
3- الاستقرار الفكري والحرية التي تمتع بها الكتاب وغيرهم .
أما عن سماته فقد :
1- اتسع النثر لموضوعات متعددة .
2- استيعاب مظاهر الحضارة والثقافة في هذا العصر .
3- نافس الشعر مكانته .
4- استوعب المؤلفات الأجنبية عن طريق الترجمة .
ارتقى النثر في العصر العباسي الأول ، ومن مظاهر هذا الرقي :
* مظاهر رقي النثر في العصر العباسي الأول
1- الأفكار والمعاني :
حيث مالت إلى :
الدقة والعمق
التسلسل المنطقي
ظهور أثر الثقافة الأجنبية .
الميل إلى الاستقصاء والاستطراد .
اتسعت الفكرة للحقائق العلمية .
2- الألفاظ والعبارات :
الدقة وقوة التأثير .
التنوع بين الإيجاز والإطناب
الميل إلى السهولة والعذوبة .
دخول بعض الألفاظ المعربة .
التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف .
استخدام المحسنات البديعية غير المتكلفة .
3- فنون النثر :
كثرت الفنون حيث نجد :
النثر العلمي .
النثر الفلسفي .
النثر التاريخي .
كما تشعب النثر الفني إلى : الخطب والمواعظ والقصص والرسائل الديوانية والإخوانية والأدبية .
من المكتبة العربية
كتاب الأغاني ( لأبي الفرج الأصفهاني )
* المؤلف :
أبو الفرج الأصفهاني ،المولود في أصفهان سنة 284 هـ . وتلقى العلم في بغداد عاصمة الدولة العباسية ، على يد مجموعة من كبار علماء عصره مثل ابن دريد والأخفش ونفطويه والطبري ، وذاع صيته حتى كان من المقربين للوزير المهلبي ، وتوفي سنة 356 هـ .
* كتاب الأغاني :
استغرق في تأليفه خمسين عاماً ، ويعتبر الكتاب من ذخائر التراث العربي ، وسبب تسميته بذلك أن أبا الفرج بنى مادته الأولى على مائة صوت كان يحبها هارون الرشيد وغناها له إبراهيم الموصلي . وقد اختار أبو الفرج مادته وأخباره وأشعاره ورواياته بما يثير فضول قارئه ، واختار قصصه ، كما أخذ من اللغة ما يخدم غايته ومنهجه مثل اللفظ المناسب للمعنى، حتى ولو كان عاميا شائعا ويسمي الأسماء بمسمياتها لا يتحرج لسعة كتابه وحرصه على دفع الملل وقصد الإمتاع لا التاريخ ؛ ولذلك أهمل من الأخبار ما ليس جذابا حتى ولو كان فيه فائدة ويعمد إلى المسلي والشائق .
* محتويات الكتاب :
يحتوي الكتاب على مادة تاريخية عن تاريخ العرب وأيامهم وأنسابهم ومياههم ورحلاتهم وبيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهو بذلك سجل دقيق للحياة العربية .
* منهج الكتاب :
يعتمد على إيراد الأخبار موثقة بالسند إلى أصحابها، ثم يقوم بنقدها وتحليلها . وهو يضم الأخبار المتشابهة وينسقها ويحذف المتناقض منها .
منهج الكتاب قي النقد : أبو الفرج يفصل بين سلوك الأديب وبين إبداعه الفني .
* مصادر الكتاب :
اعتمد أبو الفرج على ما سمعه من المثقفين ، أو روي له من شيوخه، أو مما قرأه في كتاب ونقل منه ، وقد يهمل اسم الكتاب اعتماداً على ذكر مؤلفه .
* ما يؤخذ على الكتاب :
أنه اهتم بسرد الجوانب الضعيفة من حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة ، مما أعطى صورة للقارئ أن بغداد كلها تموج بالمجون والخلاعة ؛ حيث لم يتعرض للجانب الجاد من حياة العلماء . كما يؤخذ عليه أيضا أنه أهمل الحديث عن بعض شعراء عصره مع شهرتهم في شعرهم وسلوكهم ، مثل أبي نواس وابن الرومي . ويؤخذ عليه عدم الدقة في أخبار الأمويين لأنه كتبه في عصر العباسيين .
الضعف السياسي في العصر العباسي الثاني وقوة الأدب وتطوره في النصف الأول :يعتبر هذا العصر ضعيفا من الناحية السياسية فقد عرف بعصر الدويلات، والتي أخذت في التصارع فيما بينها، ومنها:
1- الدولة البويهية في فارس والعراق.
2- الدولة الإخشيدية في مصر.
3- الدولة الحمدانية في الشام.
4- الدولة الغزنوية في أفغانستان والهند.
5- الدولة الفاطمية في شمال أفريقية.
وقامت بينها الحروب حيث استولت الدولة الفاطمية على مصر ثم على الشام، كما قامت الدولة الأيوبية على أنقاض الدولة الفاطمية.
* الناحية العلمية والأدبية :
أما عن الناحية العلمية والأدبية، فيمكن القول:
أن الأدب والعلم قد نهضا بفضل عدة عوامل، منها:
1- التنافس بين الدويلات للظهور بمظهر العلم والفن والحضارة وجذب النابهين والمفكرين، وتشجيع الحكام لهم وإغداق الأموال عليهم.
2- تعدد المراكز الأدبية والعلمية في القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة وبغداد؛ مما أعطى الفرصة أمام الأدباء لعرض إنتاجهم في أية حاضرة .
3- تنافس الشعراء والأدباء فيما بينهم للحصول على المكانة والمال.
ويمكن أن يقال إن هذا التميز في الحركة العلمية والأدبية كان في الشطر الأول من هذا العصر، ثم ما لبث في الشطر الثاني أن خمدت الحركة العلمية، وخصوصاً في بغداد بعد استيلاء السلاجقة عليها.
*مظاهر الازدهار العلمي والأدبي
من مظاهر الازدهار:
وكان من مظاهر هذا الازدهار أن ظهرت المعاجم اللغوية وارتقت الفلسفة ، وجمعت الموسوعات والمعاجم اللغوية.
النثر الفني في العصر العباسي الثاني
* أسباب نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
أسباب نهضة النثر في هذا العصر:
1- الاستفادة من الحضارات الأجنبية والترجمة
2- الامتزاج بين العرب والأجناس الأجنبية.
3- الاستقرار السياسي الذي ساعد على الاستقرار الفكري.
* مظاهر نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
مظاهر النهضة للنثر الفني:
أ- كثرة فنون النثر وتعدد موضوعاته.
ب- ظهور مذاهب فنية في النثر لها خصائصها.
ج- منافسته للشعر حتى صار النثر سلماً لارتقاء الوزارة والمناصب.
* أهم فنون النثر الأدبي التي ظهرت في هذا العصر:
1-النثر القصصي
خطا هذا النوع من النثر خطوات واسعة بعد الاتصال بالحضارات الأجنبية وآداب الأمم الأخرى ، وبعد تطوره في العصر العباسي الأول على يد ابن المقفع في كليلة ودمنة وعلى يد الجاحظ ، كما في البخلاء .
يظهر ذلك في : المقامات . ( انظر المقامة الحلوانية ) .يتميز أسلوبها بالإكثار من المحسنات البديعية ، وتشتمل على الحكم والأمثال ، وتنتهي بفكاهة أو حكمة وموضوعاتها متعددة . وقد يكون الموضوع تافها للتسلية والفكاهة كما في المقامة الحلوانية .
2-الرسائل الديوانية
والتي تستخدم لتصريف شئون الدولة، وتتميز بالإيجاز والدقة والوضوح، حيث يتولى تحريرها في ديوان الإنشاء أقوى الكتاب ثقافة وشخصية ولغة .
3- الرسائل الإخوانية
والتي يكتبها الأفراد لبعضهم في المناسبات كالتهنئة والعتاب والشوق والاعتذار وغير ذلك.
( انظر نص جفاء صديق لابن العميد ).
4- التوقيعات
وهي التأشيرات والتعليقات التي يكتبها المسئولون ردا على ما يرد إليهم من الشكاوى. وترجع أسباب ظهورها إلى:
أ- تنوع شئون الدولة.
ب- كثرة مطالب الناس.
ج- طبيعة المواقف التي تتطلب حلا سريعا.
د- تمكن الحكام من اللغة
5-الخطابة
وقد ارتقت في أول العصر للأسباب:
1- حرية القول.
2- القدرة على التعبير.
3- وجود الدوافع والمناسبات.
* خصائص النثر الأدبي :
1- الإيجاز.
2- سلامة العبارة.
3- دقة الفكرة.
* أسباب ضعف النثر الأدبي :
ولقد ضعـف النثـر الأدبي في الشطـر الثاني في هـذا العصـر، وذلك لـ :
قوة شأن الموالي مع عدم إتقانهم للغة العربية .
واقتصار الخطابة على النواحي الدينية كخطبة الجمعة والعيدين.
وغلبة العجمة على الألسنة، واتجاه الخطباء إلى ترديد خطب السابقين بصورة آلية وبأسلوب ركيك مثقل بالزينة اللفظية.
* الشعر العربي في العصر العباسي الثاني
* السمات الفنية للشعر العربي في العصر العباسي الثاني
يمكن النظر إلى سمات الشعر العربي في هذا العصر من الزوايا الآتية:
* أولا: الأغراض
ومنها أغراض قديمة عولجت، ومنها أغرض مبتكرة.
* الأغراض القديمة التي تطورت
من الأغراض القديمة التي تتطورت:
1- العتاب: وقد جاءت فيه الدعابة والتأملات الفكرية.
2- الرثاء : وقد اتسع إلى رثاء الأمم والحيوانات.
3- الزهد والحكمة، نظراً لتيار اللهو والمجون.
* الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني
من الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني:
1- ومنها الشعر التعليمي.
2- شكوى الدهر.
3- وصف أنواع من الطعام و أنواع من اللهو.
4- وصف الحيوانات المتوحشة.
* ثانيا : الأفكار والمعاني
أما عن الأفكار والمعاني:
فكانت قوية دقيقة مرتبة في أول العصر، كما في شعر أبي العلاء المعري والمتنبي وأبي فراس الحمداني. وجاءت في أواخر العصر تافهة مليئة بالألغاز والتكلف.
* ثالثا : الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة
أما عن الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة :
فكانت تمتاز بالقوة و الجزالة وروعة التصوير وجمال الخيال والعاطفة الصادقة.
أما في أواخر العصر فقد أصبحت ضعيفة ركيكة مثقلة بالمحسنات البديعية سقيمة متكلفة
* موقع الأندلس
تقع الأندلس في الطرف الجنوبي الغربي من قارة أوربا، وتشمل الآن أسبانيا والبرتغال، وتتميز بطبيعة ساحرة خلابة لما تتمتع به من أنهار، وحدائق.
ويراد بالعصر الأندلسي في التاريخ العربي الإسلامي تلك الفترة الزمنية، منذ فتح العرب لها سنة 91 هـ ،حتى سقوط غرناطة سنة 897 هـ ، وكانت فترة لازدهار الحضارة العربية هناك .
* العرب والأندلس
بعد استقرار العرب في الأندلس، نزح إليها العرب من كل قبيلة واختلطوا بسكان البلاد الأصليين، وحكم البلاد أمراء يحكمون باسم الدولة الأموية.
بعد قيام الدولة العباسية، تمكن عبد الرحمن الداخل من دخول الأندلس وتأسيس دولة أموية عاصمتها قرطبة، واكبت الدولة العباسية من سنة 127 هـ حتى 284 هـ، وكانت من أزهى فترات الحضارة العربية الإسلامية في هذه البلاد.
ثم انقسمت البلاد إلى إمارات، وسمي حكامها بملوك الطوائف، ونتيجة لذلك ضعفت البلاد، واشتد الهجوم الشمالي من أوربا على الأندلس.
* موقعة الزلاقة
كانت بين الجيوش الإسلامية وبين ملك قشتالة 479 هـ ،وانتصرت فيها الجيوش الإسلامية انتصاراً ، أتاح لأهل الأندلس أن يستردوا شيئا من قواهم والصمود قرونا أخرى .
وانتهت الأندلس بعد ضعف الدولة العربية لانشغال المسلمين بالحروب الصليبية وتفككهم بالمغرب .
* عناصر مجتمع الأندلس
كان المجتمع الأندلسي مزيجاً من العرب ، الذين هاجروا إليها بعد الفتح ، والذين جاءوا من سكان البلاد الأصليين وقد تأثرت الأندلس اجتماعيا بأنماط الحياة الاجتماعية في الأندلس قبل الفتح الإسلامي كالتقاليد والنظم وأحوال المعيشة ؛مما جعل لهم صفات تميزهم عن غيرهم .
سمات الأدب الأندلسي
اختلفت سمات الأدب الأندلسي عبر العصور التالية:
1- عصر الولاة : 92 هـ - 138 هـ
الحكام من قبل الخلافة الأموية ، وكانت فترة حروب وصراعات وفتن داخلية ، ومع ذلك كان هناك بعض الشعراء الفرسان الذين جاءوا مع الفاتحين .
* مميزات أدب عصر الولاة
أولا : الشعر
اتسم الشعر بالخشونة والبداوة، فهو امتداد للشعر في العصر الأموي فأفكاره ومعانيه سطحية ليس فيها عمق ولا ابتكار .
ثانيا : النثر
كان حظه أكثر فالخطابة تقتضيها ظروف الحرب والصراع للقضاء على الفتن وكذلك الكتابة . وتناول النثر شئون الدين والسياسة والحكم والعهود والتوقيعات والرسائل .
يتميز النثر هنا بالإيجاز والقوة والوضوح ، ويتجنب المقدمات الطويلة .
2- عصر الإمارة 138 : 206 هـ
من عهد عبد الرحمن الداخل حتى عهد عبد الرحمن الناصر ، وهو من أزهى العصور في الأندلس . وفي هذه الفترة :
ظهر أول جيل من الأدباء الأندلسيين
ظهور أديبات أندلسيات
عدم اقتصار الاشتغال بالأدب على الشعب، بل شارك الحكام فيه.
ظهور السمات الأولى للشعر الأندلسي، وظهور بعض التجديد فيه.
أولا : الشعر
* اتجاهات الشعر في عصر الإمارة
1- الاتجاه المحافظ
ومن سماته:
الاهتمام بالموضوعات التقليدية
اتباع منهج القدماء في بناء القصيدة
التأثر بالصور القديمة في البادية.
الميل للتراث في الأسلوب أكثر من الميل لعصره وواقعه.
2- الاتجاه التجديدي
ومن سماته:
التجديد في الموضوعات
التجديد الفني في التعبير الموحي ووضوح العاطفة.
ثانيا : النثر
كان تقليديا كالخطب والوصايا والرسائل والمحاورات وتأثروا بأساليب كتاب المشرق واتجاهاته الأدبية والثقافية.
3- فترة صراع الإمارة: 206 : 300 هـ
ارتقى الأدب في هذه الفترة والسبب:
التقدم الثقافي والاجتماعي.
الصراع العنصري الانفصالي.
الاحتكاك الشديد بين عناصر المجتمع الأندلسي من العرب والموالي والمغتربين
في الشعر:
ظهرت اتجاهات حديثة جاء بعضها من المشرق وجاء بعضها الآخر من الأندلس - نشأت الموشحات الأندلسية على يد مقدم بن معافر.
في النثر:
ظل تقليديا يقتصر على الخطب والرسائل والمكاتبات مع التأثر بأسلوب عبد الحميد الكاتب والجاحظ.
4-عصر الخلافة: 300 : 422 هـ
ازدهرت الثقافة والحياة الأدبية نظرا لتأصل الثقافة العربية وزيادة الاهتمام بالعلم وإنشاء المكتبات الجامعة وتشجيع الخلفاء والاستقرار والرخاء.
5-عصر ملوك الطوائف : 422 : 484 هـ
قسمت الدولة إلى دويلات وطوائف لكل واحدة حاكم، وتعددت المراكز الأدبية نتيجة المنافسة بين الملوك؛ لجذب أكبر عدد من الأدباء والعلماء والفقهاء.
ساعدت حياة الترف على بعض الأغراض، فازدهر الغزل على يد ابن زيدون ، ووصف الطبيعة على يد ابن خفاجة والموشحات على يد لسان الدين بن الخطيب .
6-عصر المرابطين والموحدين: 484 : 541 هـ
اتسم العصر بالجمود والضعف والفوضى ، أما الموحدون فقد حاولوا مساعدة العرب من أجل استرداد عزتهم ، ولكن الانشقاق الطائفي أضعفهم و طغى الزحف الفرنجي عليهم.
ظهرت في هذا العصر مراثي المدن والممالك الزائلة ، كما ازدهر الشعر الصوفي ومن أعلامه محيي الدين بن عربي.
7-عصر بني الأحمر في غرناطة
في هذا العصر أصاب الشعر الضعف، وحاول الأدباء إضافة بعض الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية إلى قصائده ، وظهر من بينهم بعض الشعراء الممتازين مثل لسان الدين ابن الخطيب.
* سمات الشخصية المصرية
من سمات الشخصية المصرية :
1- الاستقرار السياسي والتسامح المذهبي .
2- الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة .
3- الانتفاع والاستفادة من الثقافات الوافدة .
4- الإقبال على دراسة العلوم الإسلامية .
* مظاهر الحياة الثقافية في مصر خلال حكم الفاطميين
لقد عمل الفاطميون على نشر المذهب الشيعي، فنشروا الدعاة وأقاموا الجامع الأزهر ودار الحكمة ؛مما أدى إلى بعث الصراع الفكري والأدبي حول قضية الإمامة في الإسلام ، وقد استعانوا بالأدب كسلاح في معركة الصراع المذهبي . كما استحدث الفاطميون بعض المظاهر الاجتماعية في مصر كالاحتفال في يوم عاشوراء، وإثبات رؤية الهلال والإعلان عن العيد، واهتموا بالعمران، فأنشأوا القصور وشيدوا المساجد.
* الصراع الصليبي والأدب والفكر
لقد واكب الصراع الصليبي - خلال الأربع حملات - صراعاً أدبياً فكرياً حول العقيدة من خلال المكاتبات والمناظرات بين المسلمين والصليبيين، ولقد شارك في هذا الصراع الخطباء والكتاب والشعراء وأخذوا يحثون على الجهاد ويترحمون على الشهداء ويزفون البشرى بالانتصار على الأعداء . ومن هؤلاء الأدباء الذين شاركوا في هذا الصراع ( العماد الأصفهانى و القاضي الفاضل ).
* الدولة الأيوبية و تغير في بعض أنشطة الحياة الاجتماعية
تغيرت بعض أنشطة الحياة الاجتماعية في مصر ؛ لأن الأيوبيين عملوا على القضاء على المذهب الشيعي ومحاربته بالفكر السني والصوفي ، فأقيمت المدارس السنية ،وانتشرت الحركة الصوفية ومن رواد هذه الحركة ( عبد الرحيم القنائى والسيد البدوي وأبو العباس المرسى ) . كما ظهر الأدب الصوفي، ومن أعلامه ( إبراهيم الدسوقي وابن الفارض ).
وظهرت طبقة العلماء الموسوعيين كالجاحظ جلال الدين السيوطى في العلوم والفنون ، وابن هشام وابن عقيل من النحويين ،وابن منظور صاحب لسان العرب من اللغويين، وابن الأثير من البلاغيين والسراج والوراق من الشعراء .
مراحل الأدب في مصر وخصائصه الفنية
* أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر
أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر هو الذي عرفته مصر على لسان زوارها من كبار الشعراء، الذين رحلوا إليها أمثال ( أبى نواس ) وقال معظمهم في المدح طلباً للعطاء والرزق والسبب في ذلك يرجع إلى: أن صناعة الأدب تحتاج إلى وقت طويل وتدريب مستمر ودراسة عميقة للغة العربية والأدب العربي، لذا تأخر ظهور الأدب المصري .
* مصر و الأدب العربي
* الفنون التي ظهرت في مرحلة التمهيد
استغرقت مرحلة التمهيد للأدب العربي من سنة ( 20هـ - 357هـ ) عرفت مصر الأدب خلالها على لسان زوارها من كبار الشعراء الذين رحلوا إليها مثل ( أبى نواس ) فقد مدحوا مصر ، وسجلوا أحداثها السياسية وبيئتها الطبيعية ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يعكس ملامح الشخصية المصرية وإن اختلف الشعر في تلك الفترة عن الشعر في العصرين الجاهلي والأموي . وقد ظهرت الكتابة الفنية على يد كاتب ابن طولون ( ابن عبد كان )، كما ظهر القصصي الديني الذي تتخلله بعض الأهداف السياسية ثم ظهر بعد ذلك فن السير .
* تحديد ملامح الأدب المصري وظهور الشخصية المصرية واضحة
تحددت ملامح الأدب المصري ،وظهرت فيه شخصية مصر واضحة في مرحلة النضج والازدهار (357 هـ - 656 هـ ).
* الأغراض الشعرية التي ظهرت من خلالها شخصية مصر واضحة
1- وصف الطبيعة
من بيئة جغرافية وآثار قديمة ومنشآت مستحدثة كالنيل والأهرام ، ومن ذلك وصف ابن قلاقس السكندري النيل وقت الأصيل فيقول :
وللنيل تحت ثياب الأصيل لجين توشح بالعسجد
2- تصوير الحياة السياسية
فقد صور الشعراء الصراع بين الوزراء على السلطة والاحتكاك المذهبي بين الشيعة والسنة والعدوان الصليبي على الشام ومصر .
3- مشاهد البيئة الاجتماعية ومظاهر الحياة العامة .
4- الزهد والتصوف .
اتجاهات الأدب في مصر
1- اتجاه يميل إلى الصنعة :
وهو متأثر بأسلوب كتاب الدواوين ، ويعتمد على الموسيقى اللفظية
2- اتجاه يميل إلى الطبع والرقة :
ويتميز باختيار الألفاظ السهلة والميل إلى المحسنات وخاصة التورية
* ظهر في الأدب العربي بمصر خلال فترة حكم المماليك بعض الألوان الأدبية مثل الشعر العامي الذي ظهر أولاً في بغداد ، ثم انتقل إلى القاهرة ، كما ظهر التأريخ بالشعر والمدائح النبوية والسير الشعبية.
وسبب ظهور هذه الألوان الأدبية هو أن الشعر أصبح صناعة لفظية، بعد أن اتجه الأدباء إلى الاشتغال بحرف يرتزقون منها لعدم تشجيع الحكام لهم .
* عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية
يعتبر عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية ؛ خاصة بعد أن سقطت بغداد في أيدي التتار سنة 656هـ، نجد أن الحركة الأدبية والثقافية قد ازدهرت ازدهارا ًعظيما في مصر على أيدي الأيوبيين ، حيث ألفت الموسوعات .
والموسوعات : هي الكتب الكبيرة الشاملة ومن أشهرها :
1- موسوعة ( صبح الأعشى في صنعة الإنشا ) للقلقشندى .
2- موسوعة ( نهاية الأرب ) للنويري .
3- كتاب ( السلوك) للمقريزي .
ومن العلماء الموسوعيين : ( الحافظ جلال السيوطي وابن هشام وابن عقيل ) .
والسبب في ظهورها : هو الرغبة في الحفاظ على ما تبقى من التراث العربي بعد سقوط بغداد