العصر العباسي الأول - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم التاريخ

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العصر العباسي الأول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-12, 12:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hadjarouk
عضو جديد
 
الصورة الرمزية hadjarouk
 

 

 
إحصائية العضو










Post العصر العباسي الأول

السلام عليكم ورحمة الله وبركته
انا في حاجة ماسة الى مساعدتكم رجاَ أريد بحث حول
النظم الاجتماعية في العصر العباسي الاول
وجزاكم الله خيرا
شكرا
سلام









 


آخر تعديل إكرام ملاك 2015-07-12 في 11:18.
رد مع اقتباس
قديم 2013-12-13, 14:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مـــاهـــر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مـــاهـــر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العصر العباسي الأول

* عوامل سقوط الدولة الأموية :
1. النظام الوراثي الذي ابتدعه معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية . كيف ؟
2. النظام الثنائي لولي العهد ؛ مما أدى إلى انقسام البيت الأموي . كيف ؟
3. ضعف الخلفاء وانصرافهم عن مصالح الأمة وانغماسهم في اللهو والشراب .. الخ
4. كثرة الفتن والثورات من الشيعة والخوارج والزبيريين .

* كيف قامت الدولة العباسية ؟
كان من أكبر المعارضين والثائرين على بني أمية هم الشيعة ، وقامت دعوتهم على أساس أن يكون الحكم لأبناء الإمام على كرم الله وجهه، ولكن أحد أئمتهم أوصى أن تكون الخلافة لمحمد ابن عبد الله بن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يعملون على سقوط الدولة الأموية بكل الوسائل واستعانوا بالرجال الأقوياء لتحقيق هذه الغاية من أمثال أبي مسلم الخرساني، وسقطت البلاد في يده ، واحدة بعد الأخرى حتى سقط آخر خلفاء بني أمية
( مروان بن محمد ) في موقعة " الزاب" ، حيث فر بعدها إلى مصر ، وبذلك قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية .




مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في العصر العباسي الأول :
أولاً : الناحية السياسية
يمكن تلخيص هذه الناحية في نقاط
1- عامة الناس بين ساخط ومتهيب للوضع الجديد ومؤيد له . وظهور عداوة الشيعة وخروجهم عندما رأوا استئثار العباسيين بالأمر.
2- اتجاه العباسيين إلى الفرس يتخذون منهم الوزراء والولاة والقادة ... الخ .
3- نقل عاصمة الخلافة في بغداد بالقرب من الفرس وبعيدا عن أنصار بني أمية .
ثانيا : الناحية الاجتماعية
1- امتزجت الدماء بين العرب وغيرهم من الأجناس الأخرى عن طريق التزاوج ؛ مما أدى إلى ظهور جيل جديد من المولدين يحمل خصائص العرب والأجانب .
2- اتسع نطاق الحرية في هذا العصر مما أدى إلى استغلالها بصورة سيئة من جانب غير العرب مما أدى إلى انتشار أمراض اجتماعية وخلقية ودينية وظهور الشعوبية .
3- بجانب ظهور الشعوبية ظهر تيار مضاد لها يدعو لتمجيد العرب وآخر في الزهد مضاد للانحلال والمجون الذي انتشر في هذا العصر.

ثالثا : الناحية العلمية
يعتبر العصر العباسي أزهى العصور العلمية والأدبية في الدولة العربية الإسلامية ، وذلك لما يأتي :
1- حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية .
2- تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين.
3- ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وإعجاز القرآن وعلوم الحديث .
4- ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي
5- ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع .

* الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن الرومي) .
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي .
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة .
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة.
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء .




سمات الأدب في العصر العباسي الأول

في العصر العباسي الأول تطورت فنون كما ابتكرت فنون جديدة
* الفنون التي تطورت
1- المدح :
الأسباب
* تنافس الشعراء لنيل المكانة والحظوة.
* اعتبره الحكام سبيلا إلى تثبيت حكمهم .
مظاهر تطوره :
· عدم الالتزام بالبداية الغزلية أو البكاء على الأطلال .
· بدء القصائد بوصف الرياض أو الخمر .
· الإكثار من الحكم و الأمثال .
يقول أبو نواس :
دع عـنك لومي فإن اللـوم إغــراء وداوني بالتي كانت هي الــداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها مـن مـسه نصــب مسته سـراء

2- الهجاء :
لقد كان الهجاء قبل العصر العباسي يقوم على الاتهام بالبخل والجبن والخسة وغيرها من هذه الصفات ، وقد صار في هذا العصر سبابا مقذعا . فهذا حماد عجرد يهجو بشارا فيقول :
وأعمى يشبه القرد إذا ما عمي القرد دني لم يرح يومــا إلى مجد ولم يغد

3- الرثاء :
استمر الرثاء على ما كان عليه من حرارة العاطفة والمشاعر الحزينة
يقول ابن الرومي في رثاء ولده :
توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد

4- الفخر والحماسة :
تحول الفخر من الفردي والقبلي إلى الفخر القومي كمآثر العرب و فتوحاتهم . يقول أبو تمام:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب

5- الغزل :
لقد طغى المجون على الغزل في هذا العصر لضعف الوازع الديني فهذا بشار يقول :
أنا والله أشتهي سحر عينيـك و أخشــى مـصـارع العشــاق

6- الوصف :
وقد بلغ درجة عظيمة من التطور والرقي نظرا لمظاهر الحياة والطبيعة والقصور والنافورات والبساتين .
انظر قصيدة ( الربيع الفتان ) لأبي تمام .

* الفنون الجديدة المبتكرة :
1- الزهد والحكمة :
وقد ظهر هذا اللون كرد فعل لتيار اللهو والمجون، الذي تزعمه بشار . فظهر تيار الزهد يدعو إلى البعد عن ملذات الدنيا والدعوة إلى العمل الصالح .
يقول أبو العتاهية :
يا نفس قـد أزف الرحيـل وأظلك الخطـب الجليــل
فتأهــــبي يـــا نفـــس لا يلعب بك الأمل الطويـل

2- موضوعات جديدة :
وتبين سمات التأثر بالحياة الحضارية المترفة كوصف الدور والقصور والطبيعة الغناء ( انظر قصيدة أبي تمام في وصف الربيع ) .




* أسباب تطور النثر في العصر العباسي الأول و سماته
تطور النثر نتيجة :
1- امتزاج العرب بالعجم .
2- الترجمة من الحضارات الأخرى .
3- الاستقرار الفكري والحرية التي تمتع بها الكتاب وغيرهم .

أما عن سماته فقد :
1- اتسع النثر لموضوعات متعددة .
2- استيعاب مظاهر الحضارة والثقافة في هذا العصر .
3- نافس الشعر مكانته .
4- استوعب المؤلفات الأجنبية عن طريق الترجمة .

ارتقى النثر في العصر العباسي الأول ، ومن مظاهر هذا الرقي :
* مظاهر رقي النثر في العصر العباسي الأول
1- الأفكار والمعاني :
حيث مالت إلى :
الدقة والعمق
التسلسل المنطقي
ظهور أثر الثقافة الأجنبية .
الميل إلى الاستقصاء والاستطراد .
اتسعت الفكرة للحقائق العلمية .

2- الألفاظ والعبارات :
الدقة وقوة التأثير .
التنوع بين الإيجاز والإطناب
الميل إلى السهولة والعذوبة .
دخول بعض الألفاظ المعربة .
التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف .
استخدام المحسنات البديعية غير المتكلفة .

3- فنون النثر :
كثرت الفنون حيث نجد :
النثر العلمي .
النثر الفلسفي .
النثر التاريخي .
كما تشعب النثر الفني إلى : الخطب والمواعظ والقصص والرسائل الديوانية والإخوانية والأدبية .




من المكتبة العربية
كتاب الأغاني ( لأبي الفرج الأصفهاني )

* المؤلف :
أبو الفرج الأصفهاني ،المولود في أصفهان سنة 284 هـ . وتلقى العلم في بغداد عاصمة الدولة العباسية ، على يد مجموعة من كبار علماء عصره مثل ابن دريد والأخفش ونفطويه والطبري ، وذاع صيته حتى كان من المقربين للوزير المهلبي ، وتوفي سنة 356 هـ .

* كتاب الأغاني :
استغرق في تأليفه خمسين عاماً ، ويعتبر الكتاب من ذخائر التراث العربي ، وسبب تسميته بذلك أن أبا الفرج بنى مادته الأولى على مائة صوت كان يحبها هارون الرشيد وغناها له إبراهيم الموصلي . وقد اختار أبو الفرج مادته وأخباره وأشعاره ورواياته بما يثير فضول قارئه ، واختار قصصه ، كما أخذ من اللغة ما يخدم غايته ومنهجه مثل اللفظ المناسب للمعنى، حتى ولو كان عاميا شائعا ويسمي الأسماء بمسمياتها لا يتحرج لسعة كتابه وحرصه على دفع الملل وقصد الإمتاع لا التاريخ ؛ ولذلك أهمل من الأخبار ما ليس جذابا حتى ولو كان فيه فائدة ويعمد إلى المسلي والشائق .

* محتويات الكتاب :
يحتوي الكتاب على مادة تاريخية عن تاريخ العرب وأيامهم وأنسابهم ومياههم ورحلاتهم وبيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهو بذلك سجل دقيق للحياة العربية .

* منهج الكتاب :
يعتمد على إيراد الأخبار موثقة بالسند إلى أصحابها، ثم يقوم بنقدها وتحليلها . وهو يضم الأخبار المتشابهة وينسقها ويحذف المتناقض منها .
منهج الكتاب قي النقد : أبو الفرج يفصل بين سلوك الأديب وبين إبداعه الفني .

* مصادر الكتاب :
اعتمد أبو الفرج على ما سمعه من المثقفين ، أو روي له من شيوخه، أو مما قرأه في كتاب ونقل منه ، وقد يهمل اسم الكتاب اعتماداً على ذكر مؤلفه .

* ما يؤخذ على الكتاب :
أنه اهتم بسرد الجوانب الضعيفة من حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة ، مما أعطى صورة للقارئ أن بغداد كلها تموج بالمجون والخلاعة ؛ حيث لم يتعرض للجانب الجاد من حياة العلماء . كما يؤخذ عليه أيضا أنه أهمل الحديث عن بعض شعراء عصره مع شهرتهم في شعرهم وسلوكهم ، مثل أبي نواس وابن الرومي . ويؤخذ عليه عدم الدقة في أخبار الأمويين لأنه كتبه في عصر العباسيين .

الضعف السياسي في العصر العباسي الثاني وقوة الأدب وتطوره في النصف الأول :يعتبر هذا العصر ضعيفا من الناحية السياسية فقد عرف بعصر الدويلات، والتي أخذت في التصارع فيما بينها، ومنها:
1- الدولة البويهية في فارس والعراق.
2- الدولة الإخشيدية في مصر.
3- الدولة الحمدانية في الشام.
4- الدولة الغزنوية في أفغانستان والهند.
5- الدولة الفاطمية في شمال أفريقية.
وقامت بينها الحروب حيث استولت الدولة الفاطمية على مصر ثم على الشام، كما قامت الدولة الأيوبية على أنقاض الدولة الفاطمية.

* الناحية العلمية والأدبية :
أما عن الناحية العلمية والأدبية، فيمكن القول:
أن الأدب والعلم قد نهضا بفضل عدة عوامل، منها:
1- التنافس بين الدويلات للظهور بمظهر العلم والفن والحضارة وجذب النابهين والمفكرين، وتشجيع الحكام لهم وإغداق الأموال عليهم.
2- تعدد المراكز الأدبية والعلمية في القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة وبغداد؛ مما أعطى الفرصة أمام الأدباء لعرض إنتاجهم في أية حاضرة .
3- تنافس الشعراء والأدباء فيما بينهم للحصول على المكانة والمال.
ويمكن أن يقال إن هذا التميز في الحركة العلمية والأدبية كان في الشطر الأول من هذا العصر، ثم ما لبث في الشطر الثاني أن خمدت الحركة العلمية، وخصوصاً في بغداد بعد استيلاء السلاجقة عليها.

*مظاهر الازدهار العلمي والأدبي
من مظاهر الازدهار:
وكان من مظاهر هذا الازدهار أن ظهرت المعاجم اللغوية وارتقت الفلسفة ، وجمعت الموسوعات والمعاجم اللغوية.




النثر الفني في العصر العباسي الثاني

* أسباب نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
أسباب نهضة النثر في هذا العصر:
1- الاستفادة من الحضارات الأجنبية والترجمة
2- الامتزاج بين العرب والأجناس الأجنبية.
3- الاستقرار السياسي الذي ساعد على الاستقرار الفكري.

* مظاهر نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
مظاهر النهضة للنثر الفني:
‌أ- كثرة فنون النثر وتعدد موضوعاته.
‌ب- ظهور مذاهب فنية في النثر لها خصائصها.
‌ج- منافسته للشعر حتى صار النثر سلماً لارتقاء الوزارة والمناصب.


* أهم فنون النثر الأدبي التي ظهرت في هذا العصر:

1-النثر القصصي
خطا هذا النوع من النثر خطوات واسعة بعد الاتصال بالحضارات الأجنبية وآداب الأمم الأخرى ، وبعد تطوره في العصر العباسي الأول على يد ابن المقفع في كليلة ودمنة وعلى يد الجاحظ ، كما في البخلاء .
يظهر ذلك في : المقامات . ( انظر المقامة الحلوانية ) .يتميز أسلوبها بالإكثار من المحسنات البديعية ، وتشتمل على الحكم والأمثال ، وتنتهي بفكاهة أو حكمة وموضوعاتها متعددة . وقد يكون الموضوع تافها للتسلية والفكاهة كما في المقامة الحلوانية .

2-الرسائل الديوانية
والتي تستخدم لتصريف شئون الدولة، وتتميز بالإيجاز والدقة والوضوح، حيث يتولى تحريرها في ديوان الإنشاء أقوى الكتاب ثقافة وشخصية ولغة .

3- الرسائل الإخوانية
والتي يكتبها الأفراد لبعضهم في المناسبات كالتهنئة والعتاب والشوق والاعتذار وغير ذلك.
( انظر نص جفاء صديق لابن العميد ).

4- التوقيعات
وهي التأشيرات والتعليقات التي يكتبها المسئولون ردا على ما يرد إليهم من الشكاوى. وترجع أسباب ظهورها إلى:
‌أ- تنوع شئون الدولة.
‌ب- كثرة مطالب الناس.
‌ج- طبيعة المواقف التي تتطلب حلا سريعا.
‌د- تمكن الحكام من اللغة

5-الخطابة
وقد ارتقت في أول العصر للأسباب:
1- حرية القول.
2- القدرة على التعبير.
3- وجود الدوافع والمناسبات.

* خصائص النثر الأدبي :
1- الإيجاز.
2- سلامة العبارة.
3- دقة الفكرة.

* أسباب ضعف النثر الأدبي :
ولقد ضعـف النثـر الأدبي في الشطـر الثاني في هـذا العصـر، وذلك لـ :
قوة شأن الموالي مع عدم إتقانهم للغة العربية .
واقتصار الخطابة على النواحي الدينية كخطبة الجمعة والعيدين.
وغلبة العجمة على الألسنة، واتجاه الخطباء إلى ترديد خطب السابقين بصورة آلية وبأسلوب ركيك مثقل بالزينة اللفظية.






* الشعر العربي في العصر العباسي الثاني

* السمات الفنية للشعر العربي في العصر العباسي الثاني
يمكن النظر إلى سمات الشعر العربي في هذا العصر من الزوايا الآتية:
* أولا: الأغراض
ومنها أغراض قديمة عولجت، ومنها أغرض مبتكرة.
* الأغراض القديمة التي تطورت
من الأغراض القديمة التي تتطورت:
1- العتاب: وقد جاءت فيه الدعابة والتأملات الفكرية.
2- الرثاء : وقد اتسع إلى رثاء الأمم والحيوانات.
3- الزهد والحكمة، نظراً لتيار اللهو والمجون.

* الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني
من الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني:
1- ومنها الشعر التعليمي.
2- شكوى الدهر.
3- وصف أنواع من الطعام و أنواع من اللهو.
4- وصف الحيوانات المتوحشة.

* ثانيا : الأفكار والمعاني
أما عن الأفكار والمعاني:
فكانت قوية دقيقة مرتبة في أول العصر، كما في شعر أبي العلاء المعري والمتنبي وأبي فراس الحمداني. وجاءت في أواخر العصر تافهة مليئة بالألغاز والتكلف.

* ثالثا : الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة
أما عن الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة :
فكانت تمتاز بالقوة و الجزالة وروعة التصوير وجمال الخيال والعاطفة الصادقة.
أما في أواخر العصر فقد أصبحت ضعيفة ركيكة مثقلة بالمحسنات البديعية سقيمة متكلفة

* موقع الأندلس
تقع الأندلس في الطرف الجنوبي الغربي من قارة أوربا، وتشمل الآن أسبانيا والبرتغال، وتتميز بطبيعة ساحرة خلابة لما تتمتع به من أنهار، وحدائق.
ويراد بالعصر الأندلسي في التاريخ العربي الإسلامي تلك الفترة الزمنية، منذ فتح العرب لها سنة 91 هـ ،حتى سقوط غرناطة سنة 897 هـ ، وكانت فترة لازدهار الحضارة العربية هناك .

* العرب والأندلس
بعد استقرار العرب في الأندلس، نزح إليها العرب من كل قبيلة واختلطوا بسكان البلاد الأصليين، وحكم البلاد أمراء يحكمون باسم الدولة الأموية.
بعد قيام الدولة العباسية، تمكن عبد الرحمن الداخل من دخول الأندلس وتأسيس دولة أموية عاصمتها قرطبة، واكبت الدولة العباسية من سنة 127 هـ حتى 284 هـ، وكانت من أزهى فترات الحضارة العربية الإسلامية في هذه البلاد.
ثم انقسمت البلاد إلى إمارات، وسمي حكامها بملوك الطوائف، ونتيجة لذلك ضعفت البلاد، واشتد الهجوم الشمالي من أوربا على الأندلس.

* موقعة الزلاقة
كانت بين الجيوش الإسلامية وبين ملك قشتالة 479 هـ ،وانتصرت فيها الجيوش الإسلامية انتصاراً ، أتاح لأهل الأندلس أن يستردوا شيئا من قواهم والصمود قرونا أخرى .
وانتهت الأندلس بعد ضعف الدولة العربية لانشغال المسلمين بالحروب الصليبية وتفككهم بالمغرب .

* عناصر مجتمع الأندلس
كان المجتمع الأندلسي مزيجاً من العرب ، الذين هاجروا إليها بعد الفتح ، والذين جاءوا من سكان البلاد الأصليين وقد تأثرت الأندلس اجتماعيا بأنماط الحياة الاجتماعية في الأندلس قبل الفتح الإسلامي كالتقاليد والنظم وأحوال المعيشة ؛مما جعل لهم صفات تميزهم عن غيرهم .







سمات الأدب الأندلسي


اختلفت سمات الأدب الأندلسي عبر العصور التالية:

1- عصر الولاة : 92 هـ - 138 هـ
الحكام من قبل الخلافة الأموية ، وكانت فترة حروب وصراعات وفتن داخلية ، ومع ذلك كان هناك بعض الشعراء الفرسان الذين جاءوا مع الفاتحين .

* مميزات أدب عصر الولاة
أولا : الشعر
اتسم الشعر بالخشونة والبداوة، فهو امتداد للشعر في العصر الأموي فأفكاره ومعانيه سطحية ليس فيها عمق ولا ابتكار .

ثانيا : النثر
كان حظه أكثر فالخطابة تقتضيها ظروف الحرب والصراع للقضاء على الفتن وكذلك الكتابة . وتناول النثر شئون الدين والسياسة والحكم والعهود والتوقيعات والرسائل .
يتميز النثر هنا بالإيجاز والقوة والوضوح ، ويتجنب المقدمات الطويلة .

2- عصر الإمارة 138 : 206 هـ
من عهد عبد الرحمن الداخل حتى عهد عبد الرحمن الناصر ، وهو من أزهى العصور في الأندلس . وفي هذه الفترة :
ظهر أول جيل من الأدباء الأندلسيين
ظهور أديبات أندلسيات
عدم اقتصار الاشتغال بالأدب على الشعب، بل شارك الحكام فيه.
ظهور السمات الأولى للشعر الأندلسي، وظهور بعض التجديد فيه.

أولا : الشعر
* اتجاهات الشعر في عصر الإمارة
1- الاتجاه المحافظ
ومن سماته:
الاهتمام بالموضوعات التقليدية
اتباع منهج القدماء في بناء القصيدة
التأثر بالصور القديمة في البادية.
الميل للتراث في الأسلوب أكثر من الميل لعصره وواقعه.

2- الاتجاه التجديدي
ومن سماته:
التجديد في الموضوعات
التجديد الفني في التعبير الموحي ووضوح العاطفة.

ثانيا : النثر
كان تقليديا كالخطب والوصايا والرسائل والمحاورات وتأثروا بأساليب كتاب المشرق واتجاهاته الأدبية والثقافية.

3- فترة صراع الإمارة: 206 : 300 هـ
ارتقى الأدب في هذه الفترة والسبب:
التقدم الثقافي والاجتماعي.
الصراع العنصري الانفصالي.
الاحتكاك الشديد بين عناصر المجتمع الأندلسي من العرب والموالي والمغتربين
في الشعر:
ظهرت اتجاهات حديثة جاء بعضها من المشرق وجاء بعضها الآخر من الأندلس - نشأت الموشحات الأندلسية على يد مقدم بن معافر.
في النثر:
ظل تقليديا يقتصر على الخطب والرسائل والمكاتبات مع التأثر بأسلوب عبد الحميد الكاتب والجاحظ.

4-عصر الخلافة: 300 : 422 هـ
ازدهرت الثقافة والحياة الأدبية نظرا لتأصل الثقافة العربية وزيادة الاهتمام بالعلم وإنشاء المكتبات الجامعة وتشجيع الخلفاء والاستقرار والرخاء.

5-عصر ملوك الطوائف : 422 : 484 هـ
قسمت الدولة إلى دويلات وطوائف لكل واحدة حاكم، وتعددت المراكز الأدبية نتيجة المنافسة بين الملوك؛ لجذب أكبر عدد من الأدباء والعلماء والفقهاء.
ساعدت حياة الترف على بعض الأغراض، فازدهر الغزل على يد ابن زيدون ، ووصف الطبيعة على يد ابن خفاجة والموشحات على يد لسان الدين بن الخطيب .

6-عصر المرابطين والموحدين: 484 : 541 هـ
اتسم العصر بالجمود والضعف والفوضى ، أما الموحدون فقد حاولوا مساعدة العرب من أجل استرداد عزتهم ، ولكن الانشقاق الطائفي أضعفهم و طغى الزحف الفرنجي عليهم.
ظهرت في هذا العصر مراثي المدن والممالك الزائلة ، كما ازدهر الشعر الصوفي ومن أعلامه محيي الدين بن عربي.

7-عصر بني الأحمر في غرناطة
في هذا العصر أصاب الشعر الضعف، وحاول الأدباء إضافة بعض الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية إلى قصائده ، وظهر من بينهم بعض الشعراء الممتازين مثل لسان الدين ابن الخطيب.

* سمات الشخصية المصرية
من سمات الشخصية المصرية :
1- الاستقرار السياسي والتسامح المذهبي .
2- الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة .
3- الانتفاع والاستفادة من الثقافات الوافدة .
4- الإقبال على دراسة العلوم الإسلامية .

* مظاهر الحياة الثقافية في مصر خلال حكم الفاطميين
لقد عمل الفاطميون على نشر المذهب الشيعي، فنشروا الدعاة وأقاموا الجامع الأزهر ودار الحكمة ؛مما أدى إلى بعث الصراع الفكري والأدبي حول قضية الإمامة في الإسلام ، وقد استعانوا بالأدب كسلاح في معركة الصراع المذهبي . كما استحدث الفاطميون بعض المظاهر الاجتماعية في مصر كالاحتفال في يوم عاشوراء، وإثبات رؤية الهلال والإعلان عن العيد، واهتموا بالعمران، فأنشأوا القصور وشيدوا المساجد.

* الصراع الصليبي والأدب والفكر
لقد واكب الصراع الصليبي - خلال الأربع حملات - صراعاً أدبياً فكرياً حول العقيدة من خلال المكاتبات والمناظرات بين المسلمين والصليبيين، ولقد شارك في هذا الصراع الخطباء والكتاب والشعراء وأخذوا يحثون على الجهاد ويترحمون على الشهداء ويزفون البشرى بالانتصار على الأعداء . ومن هؤلاء الأدباء الذين شاركوا في هذا الصراع ( العماد الأصفهانى و القاضي الفاضل ).

* الدولة الأيوبية و تغير في بعض أنشطة الحياة الاجتماعية
تغيرت بعض أنشطة الحياة الاجتماعية في مصر ؛ لأن الأيوبيين عملوا على القضاء على المذهب الشيعي ومحاربته بالفكر السني والصوفي ، فأقيمت المدارس السنية ،وانتشرت الحركة الصوفية ومن رواد هذه الحركة ( عبد الرحيم القنائى والسيد البدوي وأبو العباس المرسى ) . كما ظهر الأدب الصوفي، ومن أعلامه ( إبراهيم الدسوقي وابن الفارض ).
وظهرت طبقة العلماء الموسوعيين كالجاحظ جلال الدين السيوطى في العلوم والفنون ، وابن هشام وابن عقيل من النحويين ،وابن منظور صاحب لسان العرب من اللغويين، وابن الأثير من البلاغيين والسراج والوراق من الشعراء .






مراحل الأدب في مصر وخصائصه الفنية


* أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر
أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر هو الذي عرفته مصر على لسان زوارها من كبار الشعراء، الذين رحلوا إليها أمثال ( أبى نواس ) وقال معظمهم في المدح طلباً للعطاء والرزق والسبب في ذلك يرجع إلى: أن صناعة الأدب تحتاج إلى وقت طويل وتدريب مستمر ودراسة عميقة للغة العربية والأدب العربي، لذا تأخر ظهور الأدب المصري .

* مصر و الأدب العربي
* الفنون التي ظهرت في مرحلة التمهيد
استغرقت مرحلة التمهيد للأدب العربي من سنة ( 20هـ - 357هـ ) عرفت مصر الأدب خلالها على لسان زوارها من كبار الشعراء الذين رحلوا إليها مثل ( أبى نواس ) فقد مدحوا مصر ، وسجلوا أحداثها السياسية وبيئتها الطبيعية ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يعكس ملامح الشخصية المصرية وإن اختلف الشعر في تلك الفترة عن الشعر في العصرين الجاهلي والأموي . وقد ظهرت الكتابة الفنية على يد كاتب ابن طولون ( ابن عبد كان )، كما ظهر القصصي الديني الذي تتخلله بعض الأهداف السياسية ثم ظهر بعد ذلك فن السير .

* تحديد ملامح الأدب المصري وظهور الشخصية المصرية واضحة
تحددت ملامح الأدب المصري ،وظهرت فيه شخصية مصر واضحة في مرحلة النضج والازدهار (357 هـ - 656 هـ ).

* الأغراض الشعرية التي ظهرت من خلالها شخصية مصر واضحة
1- وصف الطبيعة
من بيئة جغرافية وآثار قديمة ومنشآت مستحدثة كالنيل والأهرام ، ومن ذلك وصف ابن قلاقس السكندري النيل وقت الأصيل فيقول :
وللنيل تحت ثياب الأصيل لجين توشح بالعسجد

2- تصوير الحياة السياسية
فقد صور الشعراء الصراع بين الوزراء على السلطة والاحتكاك المذهبي بين الشيعة والسنة والعدوان الصليبي على الشام ومصر .

3- مشاهد البيئة الاجتماعية ومظاهر الحياة العامة .
4- الزهد والتصوف .






اتجاهات الأدب في مصر

1- اتجاه يميل إلى الصنعة :
وهو متأثر بأسلوب كتاب الدواوين ، ويعتمد على الموسيقى اللفظية

2- اتجاه يميل إلى الطبع والرقة :
ويتميز باختيار الألفاظ السهلة والميل إلى المحسنات وخاصة التورية

* ظهر في الأدب العربي بمصر خلال فترة حكم المماليك بعض الألوان الأدبية مثل الشعر العامي الذي ظهر أولاً في بغداد ، ثم انتقل إلى القاهرة ، كما ظهر التأريخ بالشعر والمدائح النبوية والسير الشعبية.
وسبب ظهور هذه الألوان الأدبية هو أن الشعر أصبح صناعة لفظية، بعد أن اتجه الأدباء إلى الاشتغال بحرف يرتزقون منها لعدم تشجيع الحكام لهم .

* عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية
يعتبر عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية ؛ خاصة بعد أن سقطت بغداد في أيدي التتار سنة 656هـ، نجد أن الحركة الأدبية والثقافية قد ازدهرت ازدهارا ًعظيما في مصر على أيدي الأيوبيين ، حيث ألفت الموسوعات .
والموسوعات : هي الكتب الكبيرة الشاملة ومن أشهرها :
1- موسوعة ( صبح الأعشى في صنعة الإنشا ) للقلقشندى .
2- موسوعة ( نهاية الأرب ) للنويري .
3- كتاب ( السلوك) للمقريزي .
ومن العلماء الموسوعيين : ( الحافظ جلال السيوطي وابن هشام وابن عقيل ) .
والسبب في ظهورها : هو الرغبة في الحفاظ على ما تبقى من التراث العربي بعد سقوط بغداد










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-13, 14:37   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مـــاهـــر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مـــاهـــر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العصر العباسي الأول

* عوامل سقوط الدولة الأموية :
1. النظام الوراثي الذي ابتدعه معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية . كيف ؟
2. النظام الثنائي لولي العهد ؛ مما أدى إلى انقسام البيت الأموي . كيف ؟
3. ضعف الخلفاء وانصرافهم عن مصالح الأمة وانغماسهم في اللهو والشراب .. الخ
4. كثرة الفتن والثورات من الشيعة والخوارج والزبيريين .

* كيف قامت الدولة العباسية ؟
كان من أكبر المعارضين والثائرين على بني أمية هم الشيعة ، وقامت دعوتهم على أساس أن يكون الحكم لأبناء الإمام على كرم الله وجهه، ولكن أحد أئمتهم أوصى أن تكون الخلافة لمحمد ابن عبد الله بن عباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يعملون على سقوط الدولة الأموية بكل الوسائل واستعانوا بالرجال الأقوياء لتحقيق هذه الغاية من أمثال أبي مسلم الخرساني، وسقطت البلاد في يده ، واحدة بعد الأخرى حتى سقط آخر خلفاء بني أمية
( مروان بن محمد ) في موقعة " الزاب" ، حيث فر بعدها إلى مصر ، وبذلك قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية .




مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية في العصر العباسي الأول :
أولاً : الناحية السياسية
يمكن تلخيص هذه الناحية في نقاط
1- عامة الناس بين ساخط ومتهيب للوضع الجديد ومؤيد له . وظهور عداوة الشيعة وخروجهم عندما رأوا استئثار العباسيين بالأمر.
2- اتجاه العباسيين إلى الفرس يتخذون منهم الوزراء والولاة والقادة ... الخ .
3- نقل عاصمة الخلافة في بغداد بالقرب من الفرس وبعيدا عن أنصار بني أمية .
ثانيا : الناحية الاجتماعية
1- امتزجت الدماء بين العرب وغيرهم من الأجناس الأخرى عن طريق التزاوج ؛ مما أدى إلى ظهور جيل جديد من المولدين يحمل خصائص العرب والأجانب .
2- اتسع نطاق الحرية في هذا العصر مما أدى إلى استغلالها بصورة سيئة من جانب غير العرب مما أدى إلى انتشار أمراض اجتماعية وخلقية ودينية وظهور الشعوبية .
3- بجانب ظهور الشعوبية ظهر تيار مضاد لها يدعو لتمجيد العرب وآخر في الزهد مضاد للانحلال والمجون الذي انتشر في هذا العصر.

ثالثا : الناحية العلمية
يعتبر العصر العباسي أزهى العصور العلمية والأدبية في الدولة العربية الإسلامية ، وذلك لما يأتي :
1- حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية .
2- تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين.
3- ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وإعجاز القرآن وعلوم الحديث .
4- ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي
5- ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع .

* الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن الرومي) .
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي .
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة .
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة.
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء .




سمات الأدب في العصر العباسي الأول

في العصر العباسي الأول تطورت فنون كما ابتكرت فنون جديدة
* الفنون التي تطورت
1- المدح :
الأسباب
* تنافس الشعراء لنيل المكانة والحظوة.
* اعتبره الحكام سبيلا إلى تثبيت حكمهم .
مظاهر تطوره :
· عدم الالتزام بالبداية الغزلية أو البكاء على الأطلال .
· بدء القصائد بوصف الرياض أو الخمر .
· الإكثار من الحكم و الأمثال .
يقول أبو نواس :
دع عـنك لومي فإن اللـوم إغــراء وداوني بالتي كانت هي الــداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها مـن مـسه نصــب مسته سـراء

2- الهجاء :
لقد كان الهجاء قبل العصر العباسي يقوم على الاتهام بالبخل والجبن والخسة وغيرها من هذه الصفات ، وقد صار في هذا العصر سبابا مقذعا . فهذا حماد عجرد يهجو بشارا فيقول :
وأعمى يشبه القرد إذا ما عمي القرد دني لم يرح يومــا إلى مجد ولم يغد

3- الرثاء :
استمر الرثاء على ما كان عليه من حرارة العاطفة والمشاعر الحزينة
يقول ابن الرومي في رثاء ولده :
توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد

4- الفخر والحماسة :
تحول الفخر من الفردي والقبلي إلى الفخر القومي كمآثر العرب و فتوحاتهم . يقول أبو تمام:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب

5- الغزل :
لقد طغى المجون على الغزل في هذا العصر لضعف الوازع الديني فهذا بشار يقول :
أنا والله أشتهي سحر عينيـك و أخشــى مـصـارع العشــاق

6- الوصف :
وقد بلغ درجة عظيمة من التطور والرقي نظرا لمظاهر الحياة والطبيعة والقصور والنافورات والبساتين .
انظر قصيدة ( الربيع الفتان ) لأبي تمام .

* الفنون الجديدة المبتكرة :
1- الزهد والحكمة :
وقد ظهر هذا اللون كرد فعل لتيار اللهو والمجون، الذي تزعمه بشار . فظهر تيار الزهد يدعو إلى البعد عن ملذات الدنيا والدعوة إلى العمل الصالح .
يقول أبو العتاهية :
يا نفس قـد أزف الرحيـل وأظلك الخطـب الجليــل
فتأهــــبي يـــا نفـــس لا يلعب بك الأمل الطويـل

2- موضوعات جديدة :
وتبين سمات التأثر بالحياة الحضارية المترفة كوصف الدور والقصور والطبيعة الغناء ( انظر قصيدة أبي تمام في وصف الربيع ) .




* أسباب تطور النثر في العصر العباسي الأول و سماته
تطور النثر نتيجة :
1- امتزاج العرب بالعجم .
2- الترجمة من الحضارات الأخرى .
3- الاستقرار الفكري والحرية التي تمتع بها الكتاب وغيرهم .

أما عن سماته فقد :
1- اتسع النثر لموضوعات متعددة .
2- استيعاب مظاهر الحضارة والثقافة في هذا العصر .
3- نافس الشعر مكانته .
4- استوعب المؤلفات الأجنبية عن طريق الترجمة .

ارتقى النثر في العصر العباسي الأول ، ومن مظاهر هذا الرقي :
* مظاهر رقي النثر في العصر العباسي الأول
1- الأفكار والمعاني :
حيث مالت إلى :
الدقة والعمق
التسلسل المنطقي
ظهور أثر الثقافة الأجنبية .
الميل إلى الاستقصاء والاستطراد .
اتسعت الفكرة للحقائق العلمية .

2- الألفاظ والعبارات :
الدقة وقوة التأثير .
التنوع بين الإيجاز والإطناب
الميل إلى السهولة والعذوبة .
دخول بعض الألفاظ المعربة .
التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف .
استخدام المحسنات البديعية غير المتكلفة .

3- فنون النثر :
كثرت الفنون حيث نجد :
النثر العلمي .
النثر الفلسفي .
النثر التاريخي .
كما تشعب النثر الفني إلى : الخطب والمواعظ والقصص والرسائل الديوانية والإخوانية والأدبية .




من المكتبة العربية
كتاب الأغاني ( لأبي الفرج الأصفهاني )

* المؤلف :
أبو الفرج الأصفهاني ،المولود في أصفهان سنة 284 هـ . وتلقى العلم في بغداد عاصمة الدولة العباسية ، على يد مجموعة من كبار علماء عصره مثل ابن دريد والأخفش ونفطويه والطبري ، وذاع صيته حتى كان من المقربين للوزير المهلبي ، وتوفي سنة 356 هـ .

* كتاب الأغاني :
استغرق في تأليفه خمسين عاماً ، ويعتبر الكتاب من ذخائر التراث العربي ، وسبب تسميته بذلك أن أبا الفرج بنى مادته الأولى على مائة صوت كان يحبها هارون الرشيد وغناها له إبراهيم الموصلي . وقد اختار أبو الفرج مادته وأخباره وأشعاره ورواياته بما يثير فضول قارئه ، واختار قصصه ، كما أخذ من اللغة ما يخدم غايته ومنهجه مثل اللفظ المناسب للمعنى، حتى ولو كان عاميا شائعا ويسمي الأسماء بمسمياتها لا يتحرج لسعة كتابه وحرصه على دفع الملل وقصد الإمتاع لا التاريخ ؛ ولذلك أهمل من الأخبار ما ليس جذابا حتى ولو كان فيه فائدة ويعمد إلى المسلي والشائق .

* محتويات الكتاب :
يحتوي الكتاب على مادة تاريخية عن تاريخ العرب وأيامهم وأنسابهم ومياههم ورحلاتهم وبيئتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهو بذلك سجل دقيق للحياة العربية .

* منهج الكتاب :
يعتمد على إيراد الأخبار موثقة بالسند إلى أصحابها، ثم يقوم بنقدها وتحليلها . وهو يضم الأخبار المتشابهة وينسقها ويحذف المتناقض منها .
منهج الكتاب قي النقد : أبو الفرج يفصل بين سلوك الأديب وبين إبداعه الفني .

* مصادر الكتاب :
اعتمد أبو الفرج على ما سمعه من المثقفين ، أو روي له من شيوخه، أو مما قرأه في كتاب ونقل منه ، وقد يهمل اسم الكتاب اعتماداً على ذكر مؤلفه .

* ما يؤخذ على الكتاب :
أنه اهتم بسرد الجوانب الضعيفة من حياة الشعراء وركز على جانب الخلاعة ، مما أعطى صورة للقارئ أن بغداد كلها تموج بالمجون والخلاعة ؛ حيث لم يتعرض للجانب الجاد من حياة العلماء . كما يؤخذ عليه أيضا أنه أهمل الحديث عن بعض شعراء عصره مع شهرتهم في شعرهم وسلوكهم ، مثل أبي نواس وابن الرومي . ويؤخذ عليه عدم الدقة في أخبار الأمويين لأنه كتبه في عصر العباسيين .

الضعف السياسي في العصر العباسي الثاني وقوة الأدب وتطوره في النصف الأول :يعتبر هذا العصر ضعيفا من الناحية السياسية فقد عرف بعصر الدويلات، والتي أخذت في التصارع فيما بينها، ومنها:
1- الدولة البويهية في فارس والعراق.
2- الدولة الإخشيدية في مصر.
3- الدولة الحمدانية في الشام.
4- الدولة الغزنوية في أفغانستان والهند.
5- الدولة الفاطمية في شمال أفريقية.
وقامت بينها الحروب حيث استولت الدولة الفاطمية على مصر ثم على الشام، كما قامت الدولة الأيوبية على أنقاض الدولة الفاطمية.

* الناحية العلمية والأدبية :
أما عن الناحية العلمية والأدبية، فيمكن القول:
أن الأدب والعلم قد نهضا بفضل عدة عوامل، منها:
1- التنافس بين الدويلات للظهور بمظهر العلم والفن والحضارة وجذب النابهين والمفكرين، وتشجيع الحكام لهم وإغداق الأموال عليهم.
2- تعدد المراكز الأدبية والعلمية في القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة وبغداد؛ مما أعطى الفرصة أمام الأدباء لعرض إنتاجهم في أية حاضرة .
3- تنافس الشعراء والأدباء فيما بينهم للحصول على المكانة والمال.
ويمكن أن يقال إن هذا التميز في الحركة العلمية والأدبية كان في الشطر الأول من هذا العصر، ثم ما لبث في الشطر الثاني أن خمدت الحركة العلمية، وخصوصاً في بغداد بعد استيلاء السلاجقة عليها.

*مظاهر الازدهار العلمي والأدبي
من مظاهر الازدهار:
وكان من مظاهر هذا الازدهار أن ظهرت المعاجم اللغوية وارتقت الفلسفة ، وجمعت الموسوعات والمعاجم اللغوية.




النثر الفني في العصر العباسي الثاني

* أسباب نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
أسباب نهضة النثر في هذا العصر:
1- الاستفادة من الحضارات الأجنبية والترجمة
2- الامتزاج بين العرب والأجناس الأجنبية.
3- الاستقرار السياسي الذي ساعد على الاستقرار الفكري.

* مظاهر نهضة النثر في العصر العباسي الثاني
مظاهر النهضة للنثر الفني:
‌أ- كثرة فنون النثر وتعدد موضوعاته.
‌ب- ظهور مذاهب فنية في النثر لها خصائصها.
‌ج- منافسته للشعر حتى صار النثر سلماً لارتقاء الوزارة والمناصب.


* أهم فنون النثر الأدبي التي ظهرت في هذا العصر:

1-النثر القصصي
خطا هذا النوع من النثر خطوات واسعة بعد الاتصال بالحضارات الأجنبية وآداب الأمم الأخرى ، وبعد تطوره في العصر العباسي الأول على يد ابن المقفع في كليلة ودمنة وعلى يد الجاحظ ، كما في البخلاء .
يظهر ذلك في : المقامات . ( انظر المقامة الحلوانية ) .يتميز أسلوبها بالإكثار من المحسنات البديعية ، وتشتمل على الحكم والأمثال ، وتنتهي بفكاهة أو حكمة وموضوعاتها متعددة . وقد يكون الموضوع تافها للتسلية والفكاهة كما في المقامة الحلوانية .

2-الرسائل الديوانية
والتي تستخدم لتصريف شئون الدولة، وتتميز بالإيجاز والدقة والوضوح، حيث يتولى تحريرها في ديوان الإنشاء أقوى الكتاب ثقافة وشخصية ولغة .

3- الرسائل الإخوانية
والتي يكتبها الأفراد لبعضهم في المناسبات كالتهنئة والعتاب والشوق والاعتذار وغير ذلك.
( انظر نص جفاء صديق لابن العميد ).

4- التوقيعات
وهي التأشيرات والتعليقات التي يكتبها المسئولون ردا على ما يرد إليهم من الشكاوى. وترجع أسباب ظهورها إلى:
‌أ- تنوع شئون الدولة.
‌ب- كثرة مطالب الناس.
‌ج- طبيعة المواقف التي تتطلب حلا سريعا.
‌د- تمكن الحكام من اللغة

5-الخطابة
وقد ارتقت في أول العصر للأسباب:
1- حرية القول.
2- القدرة على التعبير.
3- وجود الدوافع والمناسبات.

* خصائص النثر الأدبي :
1- الإيجاز.
2- سلامة العبارة.
3- دقة الفكرة.

* أسباب ضعف النثر الأدبي :
ولقد ضعـف النثـر الأدبي في الشطـر الثاني في هـذا العصـر، وذلك لـ :
قوة شأن الموالي مع عدم إتقانهم للغة العربية .
واقتصار الخطابة على النواحي الدينية كخطبة الجمعة والعيدين.
وغلبة العجمة على الألسنة، واتجاه الخطباء إلى ترديد خطب السابقين بصورة آلية وبأسلوب ركيك مثقل بالزينة اللفظية.






* الشعر العربي في العصر العباسي الثاني

* السمات الفنية للشعر العربي في العصر العباسي الثاني
يمكن النظر إلى سمات الشعر العربي في هذا العصر من الزوايا الآتية:
* أولا: الأغراض
ومنها أغراض قديمة عولجت، ومنها أغرض مبتكرة.
* الأغراض القديمة التي تطورت
من الأغراض القديمة التي تتطورت:
1- العتاب: وقد جاءت فيه الدعابة والتأملات الفكرية.
2- الرثاء : وقد اتسع إلى رثاء الأمم والحيوانات.
3- الزهد والحكمة، نظراً لتيار اللهو والمجون.

* الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني
من الأغراض الجديدة للشعر في العصر العباسي الثاني:
1- ومنها الشعر التعليمي.
2- شكوى الدهر.
3- وصف أنواع من الطعام و أنواع من اللهو.
4- وصف الحيوانات المتوحشة.

* ثانيا : الأفكار والمعاني
أما عن الأفكار والمعاني:
فكانت قوية دقيقة مرتبة في أول العصر، كما في شعر أبي العلاء المعري والمتنبي وأبي فراس الحمداني. وجاءت في أواخر العصر تافهة مليئة بالألغاز والتكلف.

* ثالثا : الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة
أما عن الألفاظ والأساليب والصور والأخيلة :
فكانت تمتاز بالقوة و الجزالة وروعة التصوير وجمال الخيال والعاطفة الصادقة.
أما في أواخر العصر فقد أصبحت ضعيفة ركيكة مثقلة بالمحسنات البديعية سقيمة متكلفة

* موقع الأندلس
تقع الأندلس في الطرف الجنوبي الغربي من قارة أوربا، وتشمل الآن أسبانيا والبرتغال، وتتميز بطبيعة ساحرة خلابة لما تتمتع به من أنهار، وحدائق.
ويراد بالعصر الأندلسي في التاريخ العربي الإسلامي تلك الفترة الزمنية، منذ فتح العرب لها سنة 91 هـ ،حتى سقوط غرناطة سنة 897 هـ ، وكانت فترة لازدهار الحضارة العربية هناك .

* العرب والأندلس
بعد استقرار العرب في الأندلس، نزح إليها العرب من كل قبيلة واختلطوا بسكان البلاد الأصليين، وحكم البلاد أمراء يحكمون باسم الدولة الأموية.
بعد قيام الدولة العباسية، تمكن عبد الرحمن الداخل من دخول الأندلس وتأسيس دولة أموية عاصمتها قرطبة، واكبت الدولة العباسية من سنة 127 هـ حتى 284 هـ، وكانت من أزهى فترات الحضارة العربية الإسلامية في هذه البلاد.
ثم انقسمت البلاد إلى إمارات، وسمي حكامها بملوك الطوائف، ونتيجة لذلك ضعفت البلاد، واشتد الهجوم الشمالي من أوربا على الأندلس.

* موقعة الزلاقة
كانت بين الجيوش الإسلامية وبين ملك قشتالة 479 هـ ،وانتصرت فيها الجيوش الإسلامية انتصاراً ، أتاح لأهل الأندلس أن يستردوا شيئا من قواهم والصمود قرونا أخرى .
وانتهت الأندلس بعد ضعف الدولة العربية لانشغال المسلمين بالحروب الصليبية وتفككهم بالمغرب .

* عناصر مجتمع الأندلس
كان المجتمع الأندلسي مزيجاً من العرب ، الذين هاجروا إليها بعد الفتح ، والذين جاءوا من سكان البلاد الأصليين وقد تأثرت الأندلس اجتماعيا بأنماط الحياة الاجتماعية في الأندلس قبل الفتح الإسلامي كالتقاليد والنظم وأحوال المعيشة ؛مما جعل لهم صفات تميزهم عن غيرهم .







سمات الأدب الأندلسي


اختلفت سمات الأدب الأندلسي عبر العصور التالية:

1- عصر الولاة : 92 هـ - 138 هـ
الحكام من قبل الخلافة الأموية ، وكانت فترة حروب وصراعات وفتن داخلية ، ومع ذلك كان هناك بعض الشعراء الفرسان الذين جاءوا مع الفاتحين .

* مميزات أدب عصر الولاة
أولا : الشعر
اتسم الشعر بالخشونة والبداوة، فهو امتداد للشعر في العصر الأموي فأفكاره ومعانيه سطحية ليس فيها عمق ولا ابتكار .

ثانيا : النثر
كان حظه أكثر فالخطابة تقتضيها ظروف الحرب والصراع للقضاء على الفتن وكذلك الكتابة . وتناول النثر شئون الدين والسياسة والحكم والعهود والتوقيعات والرسائل .
يتميز النثر هنا بالإيجاز والقوة والوضوح ، ويتجنب المقدمات الطويلة .

2- عصر الإمارة 138 : 206 هـ
من عهد عبد الرحمن الداخل حتى عهد عبد الرحمن الناصر ، وهو من أزهى العصور في الأندلس . وفي هذه الفترة :
ظهر أول جيل من الأدباء الأندلسيين
ظهور أديبات أندلسيات
عدم اقتصار الاشتغال بالأدب على الشعب، بل شارك الحكام فيه.
ظهور السمات الأولى للشعر الأندلسي، وظهور بعض التجديد فيه.

أولا : الشعر
* اتجاهات الشعر في عصر الإمارة
1- الاتجاه المحافظ
ومن سماته:
الاهتمام بالموضوعات التقليدية
اتباع منهج القدماء في بناء القصيدة
التأثر بالصور القديمة في البادية.
الميل للتراث في الأسلوب أكثر من الميل لعصره وواقعه.

2- الاتجاه التجديدي
ومن سماته:
التجديد في الموضوعات
التجديد الفني في التعبير الموحي ووضوح العاطفة.

ثانيا : النثر
كان تقليديا كالخطب والوصايا والرسائل والمحاورات وتأثروا بأساليب كتاب المشرق واتجاهاته الأدبية والثقافية.

3- فترة صراع الإمارة: 206 : 300 هـ
ارتقى الأدب في هذه الفترة والسبب:
التقدم الثقافي والاجتماعي.
الصراع العنصري الانفصالي.
الاحتكاك الشديد بين عناصر المجتمع الأندلسي من العرب والموالي والمغتربين
في الشعر:
ظهرت اتجاهات حديثة جاء بعضها من المشرق وجاء بعضها الآخر من الأندلس - نشأت الموشحات الأندلسية على يد مقدم بن معافر.
في النثر:
ظل تقليديا يقتصر على الخطب والرسائل والمكاتبات مع التأثر بأسلوب عبد الحميد الكاتب والجاحظ.

4-عصر الخلافة: 300 : 422 هـ
ازدهرت الثقافة والحياة الأدبية نظرا لتأصل الثقافة العربية وزيادة الاهتمام بالعلم وإنشاء المكتبات الجامعة وتشجيع الخلفاء والاستقرار والرخاء.

5-عصر ملوك الطوائف : 422 : 484 هـ
قسمت الدولة إلى دويلات وطوائف لكل واحدة حاكم، وتعددت المراكز الأدبية نتيجة المنافسة بين الملوك؛ لجذب أكبر عدد من الأدباء والعلماء والفقهاء.
ساعدت حياة الترف على بعض الأغراض، فازدهر الغزل على يد ابن زيدون ، ووصف الطبيعة على يد ابن خفاجة والموشحات على يد لسان الدين بن الخطيب .

6-عصر المرابطين والموحدين: 484 : 541 هـ
اتسم العصر بالجمود والضعف والفوضى ، أما الموحدون فقد حاولوا مساعدة العرب من أجل استرداد عزتهم ، ولكن الانشقاق الطائفي أضعفهم و طغى الزحف الفرنجي عليهم.
ظهرت في هذا العصر مراثي المدن والممالك الزائلة ، كما ازدهر الشعر الصوفي ومن أعلامه محيي الدين بن عربي.

7-عصر بني الأحمر في غرناطة
في هذا العصر أصاب الشعر الضعف، وحاول الأدباء إضافة بعض الزخارف اللفظية والمحسنات البديعية إلى قصائده ، وظهر من بينهم بعض الشعراء الممتازين مثل لسان الدين ابن الخطيب.

* سمات الشخصية المصرية
من سمات الشخصية المصرية :
1- الاستقرار السياسي والتسامح المذهبي .
2- الحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة .
3- الانتفاع والاستفادة من الثقافات الوافدة .
4- الإقبال على دراسة العلوم الإسلامية .

* مظاهر الحياة الثقافية في مصر خلال حكم الفاطميين
لقد عمل الفاطميون على نشر المذهب الشيعي، فنشروا الدعاة وأقاموا الجامع الأزهر ودار الحكمة ؛مما أدى إلى بعث الصراع الفكري والأدبي حول قضية الإمامة في الإسلام ، وقد استعانوا بالأدب كسلاح في معركة الصراع المذهبي . كما استحدث الفاطميون بعض المظاهر الاجتماعية في مصر كالاحتفال في يوم عاشوراء، وإثبات رؤية الهلال والإعلان عن العيد، واهتموا بالعمران، فأنشأوا القصور وشيدوا المساجد.

* الصراع الصليبي والأدب والفكر
لقد واكب الصراع الصليبي - خلال الأربع حملات - صراعاً أدبياً فكرياً حول العقيدة من خلال المكاتبات والمناظرات بين المسلمين والصليبيين، ولقد شارك في هذا الصراع الخطباء والكتاب والشعراء وأخذوا يحثون على الجهاد ويترحمون على الشهداء ويزفون البشرى بالانتصار على الأعداء . ومن هؤلاء الأدباء الذين شاركوا في هذا الصراع ( العماد الأصفهانى و القاضي الفاضل ).

* الدولة الأيوبية و تغير في بعض أنشطة الحياة الاجتماعية
تغيرت بعض أنشطة الحياة الاجتماعية في مصر ؛ لأن الأيوبيين عملوا على القضاء على المذهب الشيعي ومحاربته بالفكر السني والصوفي ، فأقيمت المدارس السنية ،وانتشرت الحركة الصوفية ومن رواد هذه الحركة ( عبد الرحيم القنائى والسيد البدوي وأبو العباس المرسى ) . كما ظهر الأدب الصوفي، ومن أعلامه ( إبراهيم الدسوقي وابن الفارض ).
وظهرت طبقة العلماء الموسوعيين كالجاحظ جلال الدين السيوطى في العلوم والفنون ، وابن هشام وابن عقيل من النحويين ،وابن منظور صاحب لسان العرب من اللغويين، وابن الأثير من البلاغيين والسراج والوراق من الشعراء .






مراحل الأدب في مصر وخصائصه الفنية


* أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر
أسبق أنواع الأدب العربي ظهوراً في مصر هو الذي عرفته مصر على لسان زوارها من كبار الشعراء، الذين رحلوا إليها أمثال ( أبى نواس ) وقال معظمهم في المدح طلباً للعطاء والرزق والسبب في ذلك يرجع إلى: أن صناعة الأدب تحتاج إلى وقت طويل وتدريب مستمر ودراسة عميقة للغة العربية والأدب العربي، لذا تأخر ظهور الأدب المصري .

* مصر و الأدب العربي
* الفنون التي ظهرت في مرحلة التمهيد
استغرقت مرحلة التمهيد للأدب العربي من سنة ( 20هـ - 357هـ ) عرفت مصر الأدب خلالها على لسان زوارها من كبار الشعراء الذين رحلوا إليها مثل ( أبى نواس ) فقد مدحوا مصر ، وسجلوا أحداثها السياسية وبيئتها الطبيعية ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يعكس ملامح الشخصية المصرية وإن اختلف الشعر في تلك الفترة عن الشعر في العصرين الجاهلي والأموي . وقد ظهرت الكتابة الفنية على يد كاتب ابن طولون ( ابن عبد كان )، كما ظهر القصصي الديني الذي تتخلله بعض الأهداف السياسية ثم ظهر بعد ذلك فن السير .

* تحديد ملامح الأدب المصري وظهور الشخصية المصرية واضحة
تحددت ملامح الأدب المصري ،وظهرت فيه شخصية مصر واضحة في مرحلة النضج والازدهار (357 هـ - 656 هـ ).

* الأغراض الشعرية التي ظهرت من خلالها شخصية مصر واضحة
1- وصف الطبيعة
من بيئة جغرافية وآثار قديمة ومنشآت مستحدثة كالنيل والأهرام ، ومن ذلك وصف ابن قلاقس السكندري النيل وقت الأصيل فيقول :
وللنيل تحت ثياب الأصيل لجين توشح بالعسجد

2- تصوير الحياة السياسية
فقد صور الشعراء الصراع بين الوزراء على السلطة والاحتكاك المذهبي بين الشيعة والسنة والعدوان الصليبي على الشام ومصر .

3- مشاهد البيئة الاجتماعية ومظاهر الحياة العامة .
4- الزهد والتصوف .






اتجاهات الأدب في مصر

1- اتجاه يميل إلى الصنعة :
وهو متأثر بأسلوب كتاب الدواوين ، ويعتمد على الموسيقى اللفظية

2- اتجاه يميل إلى الطبع والرقة :
ويتميز باختيار الألفاظ السهلة والميل إلى المحسنات وخاصة التورية

* ظهر في الأدب العربي بمصر خلال فترة حكم المماليك بعض الألوان الأدبية مثل الشعر العامي الذي ظهر أولاً في بغداد ، ثم انتقل إلى القاهرة ، كما ظهر التأريخ بالشعر والمدائح النبوية والسير الشعبية.
وسبب ظهور هذه الألوان الأدبية هو أن الشعر أصبح صناعة لفظية، بعد أن اتجه الأدباء إلى الاشتغال بحرف يرتزقون منها لعدم تشجيع الحكام لهم .

* عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية
يعتبر عصر الموسوعات ثمرة الحياة الفكرية التي مرت بها مصر الإسلامية ؛ خاصة بعد أن سقطت بغداد في أيدي التتار سنة 656هـ، نجد أن الحركة الأدبية والثقافية قد ازدهرت ازدهارا ًعظيما في مصر على أيدي الأيوبيين ، حيث ألفت الموسوعات .
والموسوعات : هي الكتب الكبيرة الشاملة ومن أشهرها :
1- موسوعة ( صبح الأعشى في صنعة الإنشا ) للقلقشندى .
2- موسوعة ( نهاية الأرب ) للنويري .
3- كتاب ( السلوك) للمقريزي .
ومن العلماء الموسوعيين : ( الحافظ جلال السيوطي وابن هشام وابن عقيل ) .
والسبب في ظهورها : هو الرغبة في الحفاظ على ما تبقى من التراث العربي بعد سقوط بغداد










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-13, 14:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مـــاهـــر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مـــاهـــر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مقتطفات من الحياة الأدبية والإجتماعية في العصر العباسي
آراء الكاتب
بقلم الدكتور رضا العطار
- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -

ان حديثي هذا عبارة عن عصارة دراسات مستفيضة لمعلومات تاريخية جرت احداثها في العصر العباسي الأول والثاني جمعها الأستاذ الباحث شوقي ضيف في مؤلفات عديدة، فهي بحق ثروة ثقافية غنية، تركها الأديب للأجيال لكي تنهل منها علما وادبا. وقد جاهدت مخلصا ان الخصها في صفحات معدودات واصيغها بشكل يهيئ للقارئ الكريم الأستفادة منها بيسر.

اهتم الأدباء باللغة العربية في كل من البصرة والكوفة في بداية العصر العباسي اهتماما بالغا في تجميع الفاظ اللغة واشعار العرب في العصر الجاهلي، وكان سبب هذا الأهتمام هو حاجة الأمم التي دخلت في الأسلام حديثا الى تعلم لغة القرأن الكريم خاصة بعد ما شاع اللحن على السنة الموالي، لا وحتى على ألسنة بعض العرب انفسهم بسبب اختلاطهم بالأقوام الأخرى او نشأتهم في حجور امهاتهم من الأماء والجواري اللآئ جلبن من البلدان الأجنبية، الأمر الذي ادى الى ضعف الملكة اللغوية لديهم واخذ اللحن يطغي على كلامهم.
لقد انكب علماء اللغة على جمع الألفاظ الصحيحة لكيلا تتبدد وتضيع بين طيات لغات الشعوب المستعربة، وبغية الحفاظ على مقوماتها الأساسية فقد حرصوا ان لا يأخذوا اللغة من عربي سكن المدن وانما يذهبوا بعيدا في طلبهم ويتوغلوا الى باطن الجزيرة العربية ليكتسبوها من ينابيعها الصافية حيث اللغة الفصيحة ذات السليقة السليمة فوصلوا الى مناطق نجد عند قبائل العرب، امثال قيس وتميم وبني اسد فإن هؤلاء هم الذين عنهم اكثر ما اخذ.

go to top of page لم تؤخذ اللغة العربية من المناطق المتاخمة لدول الجوار كالشام مثلا لأنتشار الكتب العبرية فيها ولا من اليمن لقربها من لغة الأحباش ولامن عرب عمان لأختلاطهم بأقوام السند ولا من الجزيرة لتأثرها بلغة البيزنطيين ولا من مصر لمحاكاتها لغة الأقباط ولا من المدن القريبة لبلاد فارس.
لم تمر فترة طويلة حتى اقبل طائفة كبيرة من الأعراب الفصحاء على مدينتي الكوفة والبصرة عائدين من نجد بعدما ساهموا في ترسيخ ثوابت اللغة العربية الفصحى، كان من بينهم ثور ابن يزيد الذي اصبح فيما بعد معلم ابن المقفع في علم الفصاحة.

go to top of page كانت البادية خلال العصر العباسي تمد المدن بفيض من الشعراء ذوي السليقة العربية الأصيلة، وقد تحول بعض هؤلاء الى معلمين يربون الناشئة على العربية الفصحى واداب الشعر القديم، في الوقت الذي كان يقابلهم في المدن شعراء لم ينشأوا في البادية لكنهم استوعبوا ملكة اللغة العربية التي تمثلت في دخائلهم فيما بعد حتى اصبحوا لا يقلون عن شعراء البادية نصاعة وبيانا.
لقد حافظ معظم الخلفاء العباسيين على لغة القرأن وحثوا اهل العلم على دراستها والتعمق في معانيها ومعرفة مكنوناتها، فكانوا لا يستوزرون الا من حذق في اللغة العربية وبرع في ادائها وادابها، وكانت مجالس الخلفاء عموما تكتظ باللغويين وعلماء الكلام من امثال الكسائي والأصمعي. وكان الشعراء يعرضون قصائدهم على الخليفة، فإن استحسنها مضوا ينشدونها، وان لم ذهبوا يصنعون غيرها.
وعلى هذا النحو سيطر اللغويون على سوق الأدب العباسي ومضوا متمسكين بقواعد الشعر القديم تمسكا شديدا، وكان اعتقادهم انه لا يجوز تفضيل شعر عصر على غيره من عصر اخر انما كان المراد هو جودة الشعر نفسه بصرف النظر عن عصره، فالجودة الفنية لا تقاس بالقدم والحداثة، ان الشعر الجيد جيد في كل زمان ومكان

go to top of page وعلى هذا النحو دفع التحضر بشعراء العصر الى استحداث اسلوب جديد يعتمد على الألفاظ الواسطة بين لغة البدو الزاخرة بالكلمات الجزلة ولغة الحضر المليئة بالكلمات المبتذلة وجعلوا منه اسلوبا جديدا اشبه بعنقود من الجواهر اذ تحول الشعراء الى ما يشبه الصاغة، كل يحاول ان يثبت مهارته في صياغة وسبك الشعر من الكلمات التي يكون وقعها في السمع حسنا و تأثيرها في القلب كأثر المطر في التربة الكريمة.
وبشار ابن برد هو في طليعة من ارسى هذا الأسلوب الجديد فكان شعره انقى من الراح واصفى من الزجاج واسلس من الماء العذب، كما امتاز اسلوبه بالنصاعة والرصانة والصفاء والرونق، هذا ما يصرح به ابن المعتز.

لو استعرضنا الأحداث الأدبية خلال القرنين الثاني والثالث للهجرة لاحظنا وفرة المعلومات التي وردت الى اللغة العربية، فقد جمعت مادتها جمعا مستفيضا صنفت في مباحث متعددة، وكان اللغويون لا يذكرون صيغة لغوية فيها اشتباه. لقد استطاعوا ان يضعوا قواعد النحو العربي وضعا نهائيا ويضبطوا قواعد القوافي والأوزان الشعرية وبذلك اصبحوا قادرين ان يضعوا الأسس اللازمة لصنع المعجم العربي مثلما هو معروف عن معجم العين المنسوب الى الخليل بن احمد معلم سيبويه،

go to top of page لقد كتب الجاحظ البيان والتبين الذي اتاح به للشباب ان يقفوا في غير مشقة على خصائص اللغة العربية وادابها الجمالية والموسيقية، اذ اصبح من المتيسر ان يقرؤا اشعارها من دون عناء ويتذوقوها في غير تكلف. و يحسن بنا القول ان مدينة البصرة بدأت تزدهر بسوق باديتها المعروف بالمربد الذي تحول اسمه بمرور الزمن الى مهرجان المربد. كان يجتذب اليه الشباب الطموح للقاء الفصحاء من الأعراب القادمين من البادية تمرينا لألسنتهم وصقلا لمواهبهم واغناء لمادة اللغة الزاخرة بالجودة والصفاء.

كان الخليفة العباسي المأمون مشجعا للثقافة، فقد حول دار خلافته الى منتدى لأساطين العلم والمعرفة وكبار البلغاء و المترجمين الذين نقلوا الى العربية العلوم اليونانية واللاتينية والهندية والفارسية وبها غدت بغداد منارا للإشعاع الفكري الساطع الذي توج عصرها الذهبي المنشود. وفي هذا الزمن ادخلت الى بغداد صناعة الورق من الصين قبل دخولها الى اروبا بقرون عديدة، فظهرت مكتبات عامة كمكتبة الحكمة في بغداد ومكتبات خاصة في كل مكان. وحينها وصف الجاحظ شغف العراقيين بالقراءة كأنقضاض الأسد على فريسته.

لقد اذكى الأسلام جذوة المعرفة في النفوس ودفعها الى التعلم دفعا قويا، وبذلك انتشرت الكتاتيب لتعليم مبادئ القراءة والكتابة، فكانت اجور المعلمين في الغالب لا تتجاوز رغيفان من الخبز، و من كان يريد اكمال تحصيله، انتقل الى حلقات الدرس داخل المساجد لينهل العلم من معين اساتذة متخصصون، فكان تأثيرهم على النهضة الحضارية كبيرا، فقد اثمرت عن ظهور بوادر ادبية باهرة واثار علمية رائعة وقصائد شعرية خالدة، افرزت نخبة من اعلام الفكر، كإبن سينا في الطب والرازي في العلوم والطبري في التاريخ والخوارزمي في الرياضيات وابن حيان في الكيمياء والكندي في الطبيعيات وابن ماسوية في علم التشريح وابن النفيس في الدورة الدموية والإدريسي في الجغرافيا وابن الهيثم البصري الذي وصفه الكاتب الأمريكي المعاصر ميشيل هاملتون مورغان بأنشتاين زمانه، فبفضل نظرياته تمكن كل من كوبرنيكوس وغالبلو ونيوتن من تحقيق اهدافهم العلمية بعد ستمائةعام من رحيله. هذا ما جاء في كتابه lost history، 2007، مكتبة الكونغرس واشنطن.
ونتيجة لأمتزاج الثقافات دخلت الى العربية الفاظ اجنبية كالفارسية خاصة ما يتعلق بأسماء الطعام والشراب والملبس، و هندية مثل ابنوس والفلفل والببغاء، وكذلك مفردات يونانية من قبيل القيراط والأوقية والقولنج. هذه لمحات مقتضبة عن الحياة الأدبية في العهد العباسي،

go to top of page اما اذا اردنا ان نلقي نظرة سريعة على الحياة الأجتماعية، فأقول ان انتقال الخلافة الأسلامية من دمشق الى بغداد عام 132 للهجرة بعد معركة الزاب كان ايذانا بغلبة الطوابع الفارسية على المرافق العامة في المجتمع العراقي، فقد قلد العباسيون الساسانيين في عاداتهم وثقافاتهم وازيائهم وطرائق معيشتهم وحتى في محاكات عمائرهم، فقد بنى الخليفة ابو جعفرالمنصور مدينة بغداد على شاكلة طيسيفون – المدائن – دائرية، مثلما بنى قصره المعروف بقصر الذهب على طراز قصورهم، المتميزة بالدواوين الفخمة، وان اثار سامراء وغيرها لا زالت شاهدة للعيان. فقد اقتبس العباسييون عن الفرس مقومات الحضارة، وعلى رأسها نظام ادارة الدولة، والتشكيلات العسكرية وفنون الحرب بحذافيرها، وصاغوا القوانين صياغة ساسانية جعلت من الخليفة العباسي ملكا كسرويا يحكم الأمبراطورية الأسلامبة حكما استبداديا دينيا وراثيا مطلقا، يحيط نفسه بهالة كبيرة من التقديس و تحول بعض الفقهاء الى وعاظ سلاطين، ينصاعون لأهواء الحاكم ويعلنون للملآ ان الخليفة هو ظل الله في ارضه. وبذلك ظهر ابشع حكم فردي ظالم لايقيم للشعب وزنا وليس له من الأمر شيئا.
كان معظم الوزراء من الفرس، يستأثرون بشؤون الخلافة وينالون اعلى المراتب، يتسم حكمهم بطابع القهر والتعسف لا يعرف رفقا ولا لينا.
لقد اعتبر الخلفاء العباسيين انفسهم ورثة الخلافة الشرعية وزعموا ان النبي قال لعمه العباس بأن الخلافة ستكون في ولده من بعده، وبهذا الإدعاء الذي ليس له سند، بدوأ يلاحقون ابناء عمومتهم العلويين، العلويون الذين كانوا لهم العون الأكبر في اسقاط سلطة بني امية، حتى تجرؤا بالفتك بأئمتهم، كان زعيمهم الروحي موسى بن جعفر اول الضحايا.

go to top of page لقد تجاهل العباسيون كسلفهم الأمويين دستور النبي الكريم الذي وضعه في المدينة المنورة في السنة الخامسة للهجرة الذي ضمن حقوق وواجبات الرعية في الأمة الأسلامية....ورغم كل ذلك كان يحلو للعباسيين ان يكثروا من ترديد الأية الكريمة من سورة ال عمران – قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير -
كان الخلفاء العباسيون شغوفين بالجواري، فكان لكل منهم جيشا منهن، يرفلن في ابهى الكساء والحلل، يبالغن في اناقتهن وزينتهن ويتبارين في ثياب السندس والإستبرق ويختلن في الجواهر واللؤلؤ متخذات منها تيجانا واقراطا وخلاخيل وقلائد. فكان شغف الرشيد بالعربيات وشغف المأمون بالمسيحيات اما شغف المعتصم فكان بالغلمان والجواري التركيات الذي اضطر اخيرا الى نقل مركز الخلافة الى مدينة سامراء ليجنب اهالي بغداد شرهم واذاهم.
لقد انحدر معظم الجواري من دول وثقافات مختلفة، كان تأثيرهن على المحيط العربي بالغا حتى ان قسما منهن دخلن قصر الخلافه وصار بعض الخلفاء من ابنائهن،
كان الرشيد يستكثر منهن في قصوره حتى تجاوز عددهن عن اربعة الاف جارية، كانت ضياء وخنث وسحر افضلهن عنده ولسان حاله
ملك الثلاث الأنسات عناني

وحللن من قلبي بكل مكاني

مالي تطاوعني البرية كلها

واطيعهن وهن في عصياني

ما ذاك الا ان سلطان الهوى

وبه عززن اعز من سلطاني


كان بعض الجواري يحسن نظم الغزل المثير، يكتبنه على عصائبهن وثيابهن ومناديلهن، منها هذا البيت:
اتهون الحياة بلا جنون؟

فكفوا عن ملاحقة العيون


وفي اخبار الخليفة المهدي ان جاريته اهدت اليه تفاحة بعد ان نقشت عليها:
هدية مني الى المهدي

تفاحة تقطف من خدي

محمرة مصفرة طيبة

كأنها من جنة الخلد


يروى عن الخليفة المتوكل انه رأى جاريه وقد نقشت اسمه على خدها فأعجبه ذلك وطلب ان يغنى الحدث نظما ملحنا فأنطلقت شاعرة القصر عريب تنشد:
لئن اودعت خطا من المسك خدها

فقد اودعت قلبي من الوجد اسطرا


كن بعض الجواري يتقن نظم الشعر وفن الغناء او الرقص معا مما كان يرفع من مستواهن الفني ويزيد من انوثتهن سحرا واغراء، فكن فتنة من فتن العصر كالجارية عريب مطربة المتوكل والجارية دنانير مطربة البرامكة.
كان العرب يستعذبون سماع قصائد ابن الجهم، ينشدونها في مجالس افراحهم منها:
الورد يضحك والأوتار تصطخب

والناى يندب اشجانا وينتحب

والراح تعرض في نور الربيع كما

تجلى العروس عليها الدر والذهب


كانت اعياد المسلمين العرب تشمل عيد الفطر وعيد الأضحى فكانوا يستهلون الصباح الأول منه بصلاة العيد، يتبادلون التهاني والزيارات العائلية او يلتقون في الساحات العامة يمرحون، او يجتمعون حول المسليين من امثال ابو الشمقمق في بغداد الذي كان يضحكهم بنوادره، او يخرجون الى احضان الطبيعة لشم النسيم، فمنهم من يتهادى على صفحة مياه دجلة في زوارق جميلة يضجون بالغناء مسرورين ومنهم من يختلي بين الخمائل وظلال الشجر، وفي هذا السياق ينشد البحتري
اشرب على زهر الرياض يشوبه

زهر الخدود وزهرة الصهباء

من قدح ينسي الهموم ويبعث

الشوق الذي قد ضل في الأحشاء


اما المسلمون الفرس فكانوا يحتفلون بعيد المهرجان وعيد الربيع، لكن الأخير – نوروز – كان اكبر اعيادهم، يخرجون فيه مع بزوغ الشمس الى المروج الخضراء بملابس العيد الزاهية تعلو وجوههم ملامح البهجة والسرور، يتبادلون التهاني والهدايا والتهادي بالورد، كل مجموعة جلبت معها طعامها وقد تجلت عليهم مظاهر العيد بأبهى الصور.
اما الفرس المجوس فكان من عادتهم ان يحتفلوا بعيدهم بعد غروب الشمس، حيث كانوا يقضون ساعات الليل يرقصون حول لهيب النيران المشتعلة وهم فرحون مستبشرون يعلون اصواتهم بالغناء منشدين:
قد قابلتنا الكوؤس ودابرتنا النحوس واليوم هرمزد روز قد عظمته المجوس
وهرمزد هذا هو اسم اله النور على حد زعمهم -.

اما اعياد النصارى فكانت كثيرة لكن اهمها كانت عيد الميلاد و الفصح والشجرة وكانوا يزينون روؤسهم بأكاليل الورد وفي ايدهم الخوص والزيتون كما كانوا يحيطون مجالسهم بالزهور والرياحين ودفئ الشموع. وكان احتفالهم بعيد الفصح متميزا، وعندهم ان نبي الله عيسى عرج الى السماء في مثل هذا اليوم بعد صلبه بثلاثة ايام. كان اكثر مناطق العراق احتفالية هي الدير الأعلى في الموصل ودير سمالو في شرق بغداد وكان عشاق الطرب يسافرون اليها اما عن طريق الدواب او عن طريق نهر دجلة وكان المحتفلون يتبارون في زيهم و زينتهم، يشربون الأنخاب ويضجون في اغاني راقصة صاخبة حتى الصباح وهم مغتبطون، ويصف الشاعر عبد الملك هذه المشاهد قوله:
ورب يوم في سما لوتم لي

فيه السرور وغيبت احزانه

فتلاعبت بعقولنا نشواته

اوتوقدت بخدودنا نيرانه

حتى حسبت ان البساط سفينة

والدير ترقص حولنا حيطانه


كانت البساتين في ضواحي المدن تحتضن الحانات التي كانت تعج بالجواري والغلمان صباح مساء، تخفق لأغانيها المعازف والطنابير والدفوف وتهيئ لروادها اللهو المباح وغير المباح، ومن حولهم الشياطين، يكثر فيها حديث الفسق والصبوة الى جانب ثرثرة المجوس والزنادقة الذين كانوا يفتحون الباب على مصراعيه للتهجم على العرب والنيل من تاريخهم و ثقافتهم بل والدس على الأسلام نفسه متشامخين بحضارتهم القديمة، وكان البرامكة دوما يذكون هذه التحرشات.
وفي هذا الجو المتوتر كان الدور التاريخي للثقافة العربية المرتبط بالمضمون الحضاري الأسلامي الديني والوطني والعرقي يتعرض لخطر فقدان الهوية من الجذور.

go to top of page فقد شكلت هذه التصورات الخاطئة ارضية خصبة في اشتداد نزعة الشعوبية التي تتعارض مع الأسلام الذي اعلن منذ اليوم الأول انه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى، اذ ليست العروبة ولا العجمة ميزة في ذاتها تعلي من شأن صاحبها -......
bullet
كان الفرس قبل الأسلام مجوسا، والمجوسيه منحدرة من الدين الزرادشتي الذي ظهر 700 سنه قبل الميلاد، يعتقد بوجود الهين هما – اهورامزدا – منبع النور واصل الخير في العالم و – اهرمن – وهو رمز الظلمة ومبدأ الشر في الوجود، وعندهم النار شعار الطهر، فهم يقدسونها لكنهم لا يعبدونها،
bullet
ثم تليها المانوئية وهي الفكر المجوسي الثاني الذي ظهر 300 سنة بعد الميلاد. تحرم ذبح الحيوان لكنها تبيح الزواج من المحارم وعقيدتهم هي مزيج من الزرادشتية والنصرانية والبوذية ولها طقوس عبادية خاصة بها.
bullet
واما الفكر المجوسي الثالث فهي المزدكية، اخطر من سابقاتها لأنها تضيف الى العقيدة المجوسية نزعة الأباحية. وقد عمل الداعية الخليع شلمخان من هذه المحرمات سننا وشرائع........
هكذا كانت هذه المعتقدات الشاذة وبالا على الأسلام، والغريب في الأمر ان المسلمين لم ينتبهوا الى حقيقة المجوسية في بادئ الأمر واعتبروها ضربا من التعاليم السماوية. ونظروا اليها بإحترام، لذلك ظلت حية قوية حتى العصر العباسي حينما ادرك الخليفة المهدي ابعاد كفرها فأنقلب على معتنقيها بالفتك والتقتيل.

go to top of page كثر الرقيق في العصر العباسي كثرة مفرطة. فقد انتشرت تجارته الى حد كان سوق النخاسة في بغداد يحمل اسمه. فيه مواصفات الجنسين، من كل دين ولغة ولون وعنصر تعرض تحت اعين الرجال.

كان الناس في المجتمع العباسي يعشقون الغناء، فقد اقترنت موسيقى الطرب لديهم برقة عواطفهم وخلجات نفوسهم، حتى غدت نعيمهم المفضل، تثير فيهم البهجة والسرور الى حد كانوا يستقبلون عذوبة الألحان بالدموع. ولهذا كثرت مجالس الأنس والسمر وتفشى فيها الغزل الأباحي، كان سببا لأفساد الشباب، هذا الغزل الذي لا تصان فيه كرامة المرأة والرجل معا،
ورث المجتمع العباسي من الفرس كل ما كان عندهم من ادوات لهو ومجون، فكان عشاق الخمرة يعبون منها ما يشاؤون، حتى اصبح الأدمان عليها ظاهرة عامة، ومما ساعد على انتشارها اجتهاد زمرة من الفقهاء على تجويز بعض انواعها، رغم وجود نص النهي عنها في القرأن الكريم.

كانت المغنيات في العصر العباسي يجلبن من كل حدب وصوب وكانت اموال المسلمين تنثر عليهن بإفراط شديد. يكفي ان تقوم مطربة بإحياء حفلة غنائية ترضي مزاج الخليفة حتى يأمر لها بمئة الف درهم. وقد بلغ اهتمام الخلفاء بالطرب حدا جعل هارون الرشيد يأمر مغني القصر ابراهيم الموصلي ان يختار له مئة من الأصوات الملائمة والموجودة حاليا في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني.

go to top of page لقد اتصفت حياة الخلفاء ومن لف لفهم بالبذخ والترف الصارخ، فكان على الشعب الكادح ان يتصبب عرقا ويتجرع من غصص الحياة ما يطاق وما لا يطاق ليتهئ لهؤلاء الحكام اسباب النعيم.
يروي المؤرخ ابن طيفون انه دعي الى قصر الخلافة لحضور حفلة زفاف الخليفة المأمون على عروسته بوران، فبعد الأنتهاء من العشاء الذي كان يتكون من ثلاثمئة لونا من الطعام، قدم الى الضيوف في اواني من الذهب والفضة، وبعدما قام الخليفة واجلس عروسته على حصير منسوج من الذهب ومكلل بأبهى صنوف الجواهر، قدم اليها الف ياقوتة بعد ان اوقد لها شموع العنبر، بعد ذلك بدأ المأمون ينثر مسقول البندق على رؤوس المحتفلين. كانت كل بندقة تحوي على رقاق كتب عليه اسم قرية او جارية او فرس، فالضيف الذي يحظى بواحدة منها يذهب الى الوكيل ليتسلم حصته، فإن كان من نصيبه قرية، غدا حاملها تلك الليلة صاحب ضيعة بما فيها من الكائنات الحية وممتلكات عقار وبساتين ثمر.

go to top of page انني اتسائل، الم يكن تحقيق العدالة الأجتماعية في مقدمة الأهداف لظهور الأسلام ؟... فإذا كان الأمر كذلك، فبأي تبرير يتغافل حكام المسلمين من تطبيق هذا الهدف ؟؟
ولعل هذه الممارسات وما رافقها من اعتصار الشعب هو السبب في كثرة الثورات على العباسيين، وايضا لعله السبب على اقبال بعض الناس للإيمان بالمهدي المنتظر يدعون الله ان يظهره ليخلصهم من بلواهم وينشر العدل بينهم.
لقد انتشر في المجتمع العباسي مظاهر التألق والتأنق في الأزياء والزيارات ومراسيم القبول واداب المائدة خاصة في الطبقات الأرستقراطية الناشئة. كما سرى بين النساء الحرائر شغف التهادي بالعطور الفواحة كعطر النرجس والياسمين والمسك والكافور، ينتعشن بطيب اريجها ويتبخترن بعبقها الزكي كما ويتمسحن بدهن الزعفران من المفرق الىالقدم، بينما اقتصر شغف العوائل في تزيين بيوتهن بالورد والرياحين، احلى دلالة لمعاني الود والوداد والهام لمشاعر الشعراء في الخصب والخيال. وعلى اثر ذلك كثرت حقول الورد في ضواحي بغداد وفي كل مكان، وفي هذا السياق يقول ابن الجهم:
لم يضحك الورد الا حين اعجبه

حسن الرياض وصوت الطائر الغرد

بدا فأبدت لنا الدنيا محاسنها

وراحت الراح في اثوابها الجدد

قامت بجنته ريح معطرة

تشفي القلوب من الهم والكمد


go to top of page اما مقاييس الجمال في عين المرأة العباسية فكانت كالأتي :
الأنف كالسيف
والعين كعين الغزال
والعنق كابريق فضة
والساق كالجمار
والشعر كالعنقود
لقد شاعت في بغداد قولة السوء في الخليفة الأمين بعد ان اكتظ قصره بالغلمان، ودرأً للسمعة ارسلت اليه امه زبيده بعشرة من الجواري بعد ان البستهن ثياب الغلمان لتصرف ابنها عن سلوكه المنحرف، وبذلك ظهر اول مرة مصطلح الغلاميات في المجتمع العباسي، لعل ذلك هو السر في ان ابا نؤاس كثيرا ماكان يستعمل ضمير المذكر في شعر الغزل.
كان الأمين مغرما بالخمرة، فقد حول قصر الخلافة الى حانة ليلية على حد تعبير اهالي بغداد، حيث كان لاسبيل له الى احتسائها الا متتابعا، حتى اذا نام واستيقظ في السحر طلب الى نديمه ابي نؤاس ان يمده بالشراب ليصطحب اليوم التالي وينعم بنشوته غير مبال لحرمة دين ولا لوقار خلافة.

لقد كثرت في زمن ابي نؤاس ظاهرة التخنث عند بعض الرجال، فعندما كانت تسقط عنهم رجولتهم، يلبسون لبس النساء ويتشبهون بهن في الحركات والكلام والتزين كصبغ الشعر ووضع الحناء على الاظافر، وكان بالمقابل من يتشبه من الجواري بالغلمان لفتا للشباب.

لم يقتصر نظم الشعر في العصر العباسي على الغزل المكشوف انما كان هناك الشعر العفيف الذي بقى طاهرا تمده منابع الأدب الرصين عند شعراء نجد وكانوا يسمونه بالحب العذري المتسم بالحشمة والأدب، و هذه بعض الأبيات وردت على لسان الشاعرة العباسية عريب:
ادور في القصر لا ارى

احدا اشكو اليه ولا يكلمني

حتى كأني اتيت بمعصية

ليس لها توبة تخلصني

فمن شفيع لي الى حبيب

زارني في الرؤيا وصالحني

حتى اذا الصباح عاد لي

عاد الى هجره وقاطعني


go to top of page يتضح للقارى الكريم ان صفحة الحياة التي كانت مثقلة بالفضائح الأخلاقية في المجتمع العباسي كانت تقابلها صفحة اخرى مضيئة بشعر الورع والتقوى ففي الوقت الذي كانت الحانات الليلية تعج بالماجنين والفجار تفوح منها رائحة المعاصي كانت مساجد بغداد عامرة بالعباد يعلوها صراخ الوعاظ في وجه الخلعاء والمنحرفين ان يخافوا الله ويزدجروا، كان الشاعر ابو العتاهية ضمن هؤلاء التقاة الذي يقول:
الهي لا تعذبني فإني

مقر بالذي قد كان مني

وما لي حيلة الا رجائي

لعفوك ان عفوت وحسن ظني


ويقول ناصحا
احذرالأحمق ان تصحبه انما الأحمق كالثوب العلق
كلما رقعته من جانب زعزعته الريح يوما فأنخرق
واذا عاتبته كي يرعوي زاد شرا وتمادى في الحمق

و في مكارم الأخلاق يقول صالح عبد القدوس:
المرء يجمع والزمان يفرق

ويظل يرفع والخطوب تمزق

ولأن يعادي عاقلا خير له

من ان يكون له صديق احمق

فأربأ بنفسك ان تصادق احمقا

ان الصديق على الصديق مصدق

وزن الكلام اذا نطقت فأنما

يبدي عقول ذوي العقول المنطق


كما يقول:
احذرمصاحبة اللئيم فإنه

يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب

يلقاك يحلف انه بك واثق

واذا توارى عنك فهو العقرب

يعطيك من طرف اللسان حلاوة

ويروغ عنك كما يروغ الثعلب

واحفظ لسلنك واحترس من لفظه

فالمرء يسلم بلسانه ويعطب

والسر فأكتمه ولا تنطق به

ان الزجاجة كسرها لا يشعب

و في رفعة الصداقة والصديق يقول بشار بن برد:
اذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحدا او صل اخاك فأنه

مفارق ذنب تارة ومجانبه

اذا انت لم تشرب مرارا على القذى

ظمئت واي الناس تصفوا مشاربه


وفي فضائل الأخلاق يقول ابن الجهم:
وعاقبة الصبر الجميل جميلة

وافضل اخلاق الرجال التفضل

وللخير اهل يسعدون بفعله

وللناس احوال بهم تتنقل

ولله فينا علم غيب وانه

يوفق منا من يشاء ويخذل


اما في الشعر الصوفي فقد برز الحلاج لكنه تطرف حتى وصل به الأمر الى ان يدعي ان روح الله حلت في كيانه لذا كان يقول – انا الله - وقد افتى مجلس القضاة للمذاهب الأسلامية في بغداد على قتله. ومن نظمه وهو يخاطب جل شأنه:
مزجت روحك في روحي كما

تمزج الخمرة في الماء الزلال

فأذا مسك شي مسني

فأذا انت انا في كل حال


وقال:
انا من اهوى ومن اهوى انا

نحن روحان حلت بدنا

فأذا ابصرتني ابصرته

واذا ابصرته ابصرتنا


ومن جانب اخر استعر شعر المجوسية لدى بشار الذي رفع رايتها قوله:
الأرض مظلمة والنار مشرقة والنار معبودة مذ كانت النار
ابليس افضل من ابيكم ادم فتنبهو يا معشر الفجار
النار عنصره وادم طينه والطين لا يسموسمو النار

وبتهمة الألحاد امر الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ان يقتل رجما

و في شعر التشكي يقول بشار بن برد متوجعا لفقدانه حاسة البصر:
خليلي ما بال الدجى ليس يبرح وما بال ضوء الصبح لا يتوضح
اضل الصباح المستنير طريقه؟ ام الدهر ليل كله ليس يبرح


وفي الحنين للوطن يقول ابن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
اعدن لي الشوق القديم ولم اكن سلوت ولكن زدن جمرا الى جمر

وفي محبة الوطن والذود عنه يقول العرفاني ابن الرومي قصيدته الجليلة مطلعها:
ولي وطن اليت الا ابيعه وان لا يرى غيري له الدهر مالكا

وهذا نموذج من الشعر الشعبي للشاعر الأمي خبز ارزي الذي كان ينشد قصائده عاليا من مخبزه في البصرة فيتقاطر حوله الشباب لسماع شعره العذب قوله:
خليلي هل ابصرتما او سمعتما بأكرم من مولى تمشى الى عبد
اتى زائرا من غير وعد وقال لي اصونك عن تعليق قلبك بالوعد
فما زال كأس الوصل بيني وبينه يدور بأفلاك السعادة والسعد
فطورا على تقبيل نرجس ناظر وطورا على تعضيض تفاحة الخد


اما في قصيدته التالية يبدي الشاعر حيرته بعدما قاده خياله الخصب الى طرفة نفسية تعذر عليه التمييز بين هلال الدجى من هلال البشر فيقول
رأيت الهلال ووجه الحبيب

فكان هلالين عند النظر

فلم ادري من حيرتي فيهما

هلال الدجى من هلال البشر

ولولا التورد في الوجنتين

وما راعني من سواد الشعر

لكنت اظن الهلال الحبيب وكنت اظن الحبيب القمر

go to top of page المصادر
كتاب العصر العباسي الأول – شوقي ضيف الجزء الأول الطبعة الثامنة القاهرة 1982
كتاب العصر العباسي الثاني – شوقي ضيف الجزء الثاني الطبعة الثانية القاهرة 1975










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-13, 19:45   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hadjarouk
عضو جديد
 
الصورة الرمزية hadjarouk
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربي يحفظك ان شاء الله وجعل الله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
..مساعدة, السلام, عليكممم, فضلكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc