الحزن مرض من امراض القلب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحزن مرض من امراض القلب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-04, 06:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اكرم غانم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الحزن مرض من امراض القلب

الحزن مرض من امراض القلب
قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (المجادلة/10)
إن الشيطان يحب أن يلقي في قلب الإنسان الحسرة والندم والحزن، حتى في المنام يريه أحلاما مخيفة ليعكر عليه صفوه ويشوش فكره، فحينئذ لا يتفرغ للعبادة على ما ينبغي، ولهذا نهى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ عن الصلاة حال تشوش الفكر؛ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: (لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان) (رواه الامام مسلم في صحيحه وابو داود عن عائشة).
والشيطان حريص على ما يحزن المرء، كما أنه حريص على ما يفسد دينه، وطريق التخلص منه أن يلجأ الإنسان إلى ربه بصدق وإخلاص ويستعيذ بالله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى يذهب عنه، قال تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الاعراف/200)، (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت/36).
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه كان يقول في دعائه: (اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال).
قال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين:
(والمقصود أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) (المجادلة/10) ، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات. ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته، وأما أن يحزن على تورّطه في مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته.
وهذا يدل على صحة الإيمان في قلبه وعلى حياته، حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه، ولو كان قلبه ميتاً لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم، فما لجرح بميت إيلام، وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى، ولكن الحزن لا يجدى عليه، فإنه يضعفه كما تقدم.
وقال رحمه الله تعالى في مدارج السالكين:
(وأما قوله تعالى: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة/92)، فلم يمدحوا على نفس الحزن، وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم، حيث تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعجزهم عن النفقة، ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم، بل غبطوا نفوسهم به.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه) فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد، يكفر بها من سيئاته، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه.
وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه واله وسلم إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يعرف.
وكيف يكون متواصل الأحزان، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فمن أين يأتيه الحزن؟). ......................
(وأما الخبر المروي: (إن الله يحب كل قلب حزين)، فلا يعرف إسناده، ولا من رواه، ولا تعلم صحته.
وعلى تقدير صحته فالحزن مصيبة من المصائب، التي يبتلي الله بها عبده، فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه، أحب صبره على بلائه.
وأما الأثر الآخر: (إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة، وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا)، فأثر إسرائيلي، قيل: إنه في التوراة، وله معنى صحيح، فإن المؤمن حزين على ذنوبه، والفاجر لاه لاعب، مترنم فرح.
وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ) (يوسف/84) فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده، وحبيبه، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه.
وأجمع أرباب السلوك على أن حزن الدنيا غير محمود إلا أبا عثمان الحيري، فإنه قال: الحزن بكل وجه فضيلة، وزيادة للمؤمن، ما لم يكن بسبب معصية، قال: لأنه إن لم يوجب تخصيصا، فإنه يوجب تمحيصا.
فيقال: لا ريب أنه محنة وبلاء من الله، بمنزلة المرض والهم والغم، وأما إنه من منازل الطريق فلا، والله سبحانه أعلم).إھ
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة:
(ومما يدفع به الهم والقلق: اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه واله وسلم من الهم والحزن، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن).إھ
وقال الشيخ محمد صالح العثيمين في فتاويه رحمه الله تعالى: (الشيطان حريص على كل ما يدخل الحزن والهم والغم على المؤمنين لقول الله تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (المجادلة/10)، وعلى هذا فالإنسان إن رأى ما يكره في منامه بالنسبة للميت فإنه ينبغي له أن يتعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى وألا يحدث أحداً بما رآه في هذا الميت، وحينئذ لا يضر الميت شيئاً.
وهكذا كل من رأى في منامه ما يكره فإن المشروع له أن يتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى وأن يتفل عن شماله ثلاث مرات وأن ينقلب من جنبه الذي كان نائماً عليه إلى الجنب الآخر، وإن توضأ وصلى فهو أطيب وأفضل ولا يحدث أحداً بما رأى وحينئذ لا يضره ما رأى).إھ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ:
- (الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره).
رواه الشيخان وابو داود والترمذي عن أبي قتادة.
- (الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب).
رواه مسلم عن أبي قتادة.
- (الرؤيا ثلاثة فبشرى من الله وحديث النفس وتخويف من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء على أحد وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي وأكره الغل وأحب القيد, القيد ثبات في الدين).
رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة. (صحيح)، وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الالباني/ 1341.
- (الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة).
رواه ابن ماجة عن عوف بن مالك. (صحيح)، وانظر السلسلة الصحيحة للشيخ الالباني/ 1870.
الرؤيا الصالحة: هي التي تتضمن الصلاح، وتأتي منظمة وليست بأضغاث أحلام.
أضغاث الأحلام: هي التي تأتي مشوشة وغير منظمة.
فالحذر الحذر من الوساوس التي يزرعها الشيطان ليحزن الذين أمنوا ، وصلي اللهم وسلم على رسولك وعلى آله وصحبه وسلم.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.


وكتبه اكرم غانم تكاي
العراق
30 محرم 1435








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحزن, امراض, القمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc