قطاع التربية واقع و آفاق

[لوز رشيد]

بينما كنت في طريقي من المدرسة إلى المنزل كنت في حوار داخلي – و كثيرا ما أعير أنني أكلم نفسي –

تبادر إلى ذهني طرح هذا الموضوع للنقاش

قطاع التربية واقع و آفاق

يجمع الخبرا على أن قطاع التربية من القطاعات الاستراتيجة التي يجب إيلاؤها العناية اللازمة
و الاستثمار فيه لا تظهر نتائجه آنيا مثل القطاع الاقتصادي فالاستثمار في قطاع التربية يخدم
جميع القطاعات الأخرى لأننا سنكون لهم الإطار الكفء القادر على رفع التحدي و لهذا نجد
المناهج الحديثة تؤكد على ضرورة العناية بالمتعلم و جعله محور العملية التعليمية التعلمية
و إذا حاولنا النظر إلى واقع الحال عندنا نجد الدولة فعلا تولي هذا القطاع عناية قصوى
و لكن قصور القائمين عليه جعل الجهود لا تثمر
فميزانية قطاع التربية تفوق 9 مليار دولار و هي ميزانية تكفي لتسيير ثلاث أو أربع دول
من الدول الصغيرة و لكن الإنفاق وحده غير كاف بل يجب ترشيد هذا الإنفاق و توجيهه لخدمة القطاع
فعلى سبيل المثال لا الحصر : تعتبر التربية التحضيرية غير إلزامية و الدولة غير ملزمة في
هذا المجال بشيء تجاه من لم يبلغ السادسة من عمره و لهذا يحرم الكثير من الأطفال من هذه التربية
و رغم ذلك فإن الوصاية لا تتوانى في تجيز الأقسام التحضيرية بمختلف الوسائل و بأموال طائلة
و بالمقابل تتجاهل تزويد الابتدائيات على وجه الخصوص ربالوسائل اللازمة فمن العار أن نجد
مؤسسات تربوية يقترب عدد تلاميذها من الألف و هي تفتقر إلى خريطة تربوية تكون سندا
للمعلم و المتعلم على حد سواء و لا نتحدث ها هنا عن الوسائل الأخرى.
و بالمقابل نجد أيضا أن النقابات و نحن من خلفهم جعلنا مطالبنا ترتكز بالدرجة الأولى على تحسين
الجانب المادي للموظف و إن كان هذا حقا من حقوه لكننا لم نر يوما حقا من الحقوق تحقق دون
شلل في المدارس لمدة طويلة .