الجدّار قرب فرندة مسيحيين أيضا . مثل الملك مازونا (ملك المور والرومان) في موريتانيا حوالي
.508 ومثله الملك ماستياس الذي سكّ عملة حوالي . 535 أمّا الوثنية فقد بقيت بين الرحّل الذين
كانوا يعبدون الإله قورزيل . وتدلّ كلّ المعطيات على أنّ قسما كبيرا من قدامى البربر في
المقاطعات الرومانية القديمة كانوا قد تنصّروا في القرن السادس . دلّ على ذلك آثار الكنائس في
التي تعود إلى النصف (Volubilis) المدن . وكذلك المقابر والكتابات الجنائزية وخاصّة في وليلي
655 ) وآلطاوة التي تعود إلى القرن الخامس ومثلها في بوماريا - الأوّل من القرن السابع ( 595
التي كانت ضمن مملكة ماسونا . ولا نريد هنا أن نخلص إلى أنّ سكّان المدن (Albulae) وآلبولاي
وحدهم هم الذين تنصّروا . فلقد كانت لقرى ومدن صغيرة في نوميديا كنائسها .وهناك نصوص تشير
(Jean إلى عدد هامّ من الأمازيغ المسيحيين في القرن السادس [حوالي 570 ] مثل نصّ حنّا بكتار
. كما أنّ البكري سجّل أنّه (Maccurites) الذي يشير إلى تنصّر الغرامنت والمكّوريين de Bictar)
في العصر البيزنطي كان الأمازيغ على دين المسيح . واتّضح للمؤرّخين الآن بأنّ بقاء طائفة من
المسيحيين في صميم الفترة الإسلامية عدّة قرون هو من الحقائق الأكيدة . فقد دلّت عليها نقوش
القيروان التي تعود إلى القرن الحادي عشر .وكذا كتابات مقبرة عين زارة في إقليم طرابلس .كما
إلى استمرار وجود طائفة مسيحية ضمن المملكة الإباضية في تاهرت أوّلا (LEWIKI) أشار لويكي
ثمّ في وارجلان . وأبرشية في قسطيلية في الجنوب التونسي .وقد احتفظت المستشارية الحبرية
بمراسلة البابا غريغوار السابع إلى أساقفة أفريقيين في القرن العاشر .وكانت الاحتفالات بالأعياد
المسيحية قائمة في العهد الزيري . كما أشار البكري إلى وجود مسيحيين وكنيسة في تلمسان خلال
القرن العاشر . كما وجد ما يدلّ على حجّ المسيحيين إلى شرشال القيصرية .كما أشار بعض الكتّاب
إلى استمرار اللاتينية والمسيحية بأفريقية .
يبدو أنّ اختفاء آخر طائفة مسيحية تمّ في القرن الثاني عشر .ويبدو أنّ ذلك الاختفاء لم يكن
طبيعيا بل كان نتيجة اضطهاد . فقد كان الخلفاء الموحّدون غير متسامحين . فبعد استيلائهم على
تونس خيّر عبد المؤمن المسيحيين واليهود بين اعتناق الاسلام أو الموت بالسيف وفي نهاية القرن
الثاني عشر كان حفيد عبد المؤمن: أبو يوسف يعقوب المنصور يفتخر بأنّه لم تبق في دولته كنيسة
.( مسيحية واحدة( 36
اتّخذ التعريب مناحي عديدة . فقد كانت الأرضية مهيّاة له بوجوب نطق العديد من المفردات
باللغة العربية لإعلان الانضمام إلى الإسلام . وكان التعريب خلال الفترة الأولى [القرن السابع إلى
القرن الحادي عشر] لغويا وثقافيا وفي الأساس حضريا أي داخل المدن . فقد احتفظت مدن مغاربية
قديمة (ذات تأسيس إسلامي . كتونس وتلمسان وفاس…) بلغة كلاسيكية كتذكار لذلك التعريب
الأوّل . تلك العربية الحضرية ذات التأثّر ببناء الجملة الأمازيغية نجدها أيضا عند سكّان الساحل
التونسي والساحل القسنطيني (قبائل الحدرة) وأيضا عند الطرارة (مسيردة) وعند الجبالة في الريف
فإنّ هذه المناطق الساحلية كانت منفذا لعواصم (G. Marçais) الشرقي . وحسب جورج مارسي
.( جهوية مستعربة منذ أمد بعيد . ويمثّل هذا الوضع نتائج للاستعراب الأوّل ( 37
لا نعرف في الواقع الامتدادات الجغرافية بدقّة لهذا الشكل القديم للاستعراب الشمال أفريقي .
فالمناطق الداخلية الممتدّة من الجنوب التونسي إلى الصحراء الغربية وإلى سهول الجزائر الوسطى
والمنطقة الوهرانية إلى المغرب ذات تعريب بدوي بسبب اختلاط العنصر البدوي الهلالي بالقبائل
الزناتية في القرن الحادي عشر الشيء الذي أدّى إلى تعريب قسم كبير من الأمازيغ