هل لا نأخذ من الدعاة الذي ثبت انحرافهم؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل لا نأخذ من الدعاة الذي ثبت انحرافهم؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-08-23, 10:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
zak55
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي هل لا نأخذ من الدعاة الذي ثبت انحرافهم؟




هل يؤثرعلى الشخص سماع لدعاة قد ثبت انحرافهم من طرف العلماء
وان كان يميز بين الحق و الضلال ؟

جزاكم الله خيرا









 


قديم 2013-08-23, 10:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد التابعي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية محمد التابعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zak55 مشاهدة المشاركة



هل يؤثرعلى الشخص سماع لدعاة قد ثبت انحرافهم من طرف العلماء
وان كان يميز بين الحق و الضلال ؟

جزاكم الله خيرا

فإن قال قائل نأخذ الحق ونترك الباطل ، أقول ما قاله الشيخ خالد الظفيري " : نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لا يتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لم يقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واترك الباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً، بل وأوجبوا إتلافها، وذلك لأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذ من الكتاب والسنّة، فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدر ولا بدعة، إذ هي المعين الصافي والماء العذب." انتهى.

لهذا لاياخذ منهم شيء

اولا قصة ان كان يميز الحق من الباطل فهذه بالذات مستحيلة
ليس هناك عالم فضلا عن طالب علم فضلا عن عامي جاهل محيط بكل العلوم

وكم من علماء ورواة للاحاديث من اهل سنة افتتنوا ونجرفوا الى اهل البدع وركنوا اليهم


وهذا كلام مقتبس من مقال الموقف الصحيح من أهل البدع الشيخ ربيع بن هادي المدخل يبين فيه خطر السماع لهم او مجالستهم او مناظرتهم من اجل هدايتهم


لمن يريد المقال كامل فهو متاح في شبكة سحاب
وانصح الاخوة بالرجوع اليها بشدة بما فيه من ثمرات لتبيان منهج السلف الصحيح مع اهل الاهواء والبدع

اقتباس:
شيخنا حفظكم الله، لا يخفاكم ما للجليس من أثر على جليسه، سواءً كان خيراً أو شراً.
ولقد وقع بعض إخواننا السلفيين في هذه الأيام في مخالطة بعض المخالفين للمنهج السلفي على سبيل الصحبة وتوافق الطبع؛ فتجد أن هذا الأخ أقل ما يصاب به هو التبلد تجاه الأفكار المخالفة للعقيدة السلفية، ويشمئز من ذكر القضايا المنهجية.
فنريد منكم حفظكم الله تعالى ذكر كلمه تربوية سلفية؛ تبين خطورة مخالطة هؤلاء، وذكر الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار السلفية، في تبيين خطورة ذلك، وذكر الأمثلة من التأريخ تبين تحول بعض أهل السنة إلى البدعة بسبب مماشاة أهل الأهواء.
وكان من جوابه

فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء، والاستئناس بهم، والركون إليهم، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه انه سيهدي أهل الضلال، ويردهم عن زيغهم وضلالهم؛ وإذا به يترنح ويتخبط ثم يصرع في أحضان أهل البدع.

وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام، فأُناس من أبناء الصحابة لما ركنوا إلى ابن سبأ؛ وقعوا في الضلال.
وأناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد؛ وقعوا في الضلال.
وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع؛ فوقعوا في حبائل أهل الضلال.

وكثيرون وكثيرون جداً، ولكن نذكر منهم قصة عمران بن حطان، كان من أهل السنة وهوي امرأة من الخوارج، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة، فتزوجها؛ فأوقعته في البدعة، قبحه الله، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها،وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول: أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم فيقع في حبائلهم، عبد الرحمن بن ملجم، و عمران بن حطان، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال :

يا ضـربة من تقي ما أراد بها ****** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ****** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم****** لم يخلطوا دينهم بغياً و عـدوانا[15]
إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم.

وحصل لعبد الرزاق من أئمة الحديث أن انخدع بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، وأنِسَ إليه؛ فوقع في حبائل التشيع.

وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات، وهو من أعلام الحديث، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعرية؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي، فأهل المغرب يأنسون إليه، ويأتونه ويزورونه، ويبث فيهم منهج الأشعري، وهم قبله لا يعرفون إلا المنهج السلفي؛ فسن لهم سنة سيئة ،[16] نسأل الله العافية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( من دعى إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئاً ))[17] فنسأل الله العافية.

والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث.

أنت جاهل وتثق بنفسك، وتغتر بنفسك، وأنت ما عندك علم يحميك؛ فأنت أولى مئات المرات بالوقوع في البدعة من هؤلاء.


و انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية ، وكثير وكثير من الناس، وفي هذا العصر أمثلة كثيرة ممن عرفناهم كانوا على المنهج السلفي؛ ولما اختلطوا بأهل البدع ضلوا؛ لأن أهل البدع الآن لهم أساليب، ولهم نشاطات، ولهم طرق - يمكن ماكان يعرفها الشياطين في الوقت الماضي- فعرفوا الآن هذه الأساليب وهذه الطرق وكيف يخدعون الناس، فمن أساليبهم أنك تقرأ وتأخذ الحق وتترك الباطل، كثير من الشباب لا يعرف الحق من الباطل، ولا يميز بين الحق والباطل، فيقع في الباطل يرى أنه حق، ويرفض الحق يرى أنه باطل، وتنقلب عليه الأمور، وكما قال حذيفة رضي الله عنه (( إن الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف، وتعرف ما كنت تنكر )) .

فترى هذا سائر في الميدان السلفي والمضمار السلفي ما شاء الله ما تحس إلا وقد استدار المسكين، فإذا به حرب على أهل السنة، وأصبح المنكر عنده معروفاً، والمعروف عنده منكراً، وهذه هي الضلالة كل الضلالة، فنحن نحذر الشباب السلفي من الاغترار بأهل البدع والركون إليهم .

فأنصح الشباب السلفي :

أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، - يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن - والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول صلى الله عليه وسلم
حَذَّر ، الرسول صلى الله عليه وسلم أنذر، الرسول صلى الله عليه وسلم بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.

فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله - يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.

وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:

أولاً: من كتاب الله .
ثانياً: من سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً، ونذكر لكم مواقف بعضهم؛ لأن الوقت لا يتسع لاستقصائهم .

ولمن يريد الرجوع الى مواقف الصحابة مع اهل الاهواء والبدع فاليرجع للمقال ففيها مايشفي الغليل


ثانيا قد اختلف اهل العلم ان كان تاخذ منهم الرواية ام لا
وقد اختار اهل العلم الاخذ برواية منهم خشية ان يقعوا في شيء من رد احاديث النبي صلوات الله عليه وسلم
واليك هذا المقال للاخ ايهاب الشافعي قد قراته في ما مضى عسى ان تستفيد منه ويتضح لك الحق بذلك

و لقد فرق أئمة السلف - رحمهم الله بين اخذ الرواية عن المبتدع وبين أن ينقل عنه أقواله واجتهاداته
ففرقوا بين نقل الرواية عنهم مع مراعاة الضوابط التي وضعها أهل العلم وبين نقل أقوالهم المجردة واجتهاداتهم ،
وذلك لأن ترك الرواية عن أهل البدع لأجل بدعتهم مع ما عندهم من الأحاديث فيه مفسدة عظيمة أعظم من مفسدة الرواية عن المبتدع وهي ترك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك من أجل الحفاظ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما وأن الوقت كان وقت تدوين الأحاديث
ولذلك لو قرأنا كلام السلف في التحذير من كتب أهل البدع لعرفنا كيف كانت غيرتهم على منهج السلف وذلك بتحذيرهم الشديد من كتب أهل البدع والأهواء،فهم أنفسهم الذين قالوا بالرواية عن المبتدع مع مراعاة الضوابط في ذلك هم أنفسهم الذين حذروا من كتب أهل البدع والنقل منها.

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- بعد حديثه عن بدعة الخوارج قال:" ومع ذلك هم أشد الناس على الكذب وأهل الكذب ، ولا يمكن أن ينقلوا شيئاً كذباً إطلاقاً ، لا سيما إن كان كذباً على الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار ، فمثل هؤلاء روى عنهم أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وغيرهم ، مع أن بدعتهم شديدة غليظة جداً فلذلك يرى بعض العلماء أن مدار الرواية ليست على عدالة التدين إنما هي عدالة التحري في الصدق فمتى علمنا أن هذا الرجل متحر للصدق غاية التحري وأنه لا يمكن أن يكذب فلا علينا من دينه الذي يدين الله به" (شرح نزهة النظر-صفحة255)

ولقد نقل الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي –حفظه الله- في كتابه (منهج السلف في التعامل مع كتب أهل البدع) جملة من أقوال السلف في بيان تحذيرهم من المبتدعة وكتبهم .
وإليكم شيئاً من ذلك :

- فتوى الإمام مالك رحمه الله تعالى
لا يجوز الإيجارات في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع (1 )

- نقل عبد الله بن أحمد عن أبيه -رحمهما الله تعالى -:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : سلام بن أبي مطيع من الثقات حدثنا عنه ابن مهدي ثم قال أبي : كان أبو عوانة وضع كتابا فيه معايب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفيه بلايا فجاء سلام بن أبي مطيع فقال يا أبا عوانة اعطني ذاك الكتاب ، فأعطاه فأخذه سلام فأحرقه . قال أبي : وكان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلا صالحا(2 ) .

ـ كلام الذهبي في السير: قال [رحمه الله] بعد أن ذكر بعض كتب أهل الضلال :
" فالحذار الحذار من هذه الكتب ، واهربوا بدينكم من شبه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة ، فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية ، وليدمن الاستغاثة بالله ، وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة، وسادة التابعين ، والله الموفق . "(3 ).

قال الشيخ زيد المدخلي معلقاً:"وقد حذر سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ـ من النظر في كتب المبتدعة لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة ومما يؤسف له أن كثيرا من الشباب اليوم يقرؤون في كتب أهل الأهواء والضلال ويربون أنفسهم عليها ثم يعودون حربا على السنة وأهلها وحربا على منهج السلف الحق ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . "

وليس الأمر قاصر على أئمة السلف القدامى فحسب بل من العلماء المعاصرين من كان له حظاً من ذلك فقد نقل الشيخ زيد المدخلي في نفس الكتاب موقفاً عن العلامة مقبل بن هادي الوادي –رحمه الله-:
فتوى محدث الديار اليمانية الشيخ : مقبل الوادعي ( حفظه الله ):
بإحراق كتاب ( الخطوط العريضة ) لعبد الرزاق الشايجي قال الشيخ في شريط ( من وراء التفجيرات في أرض الحرمين) فتواي في هذا الكتاب أن يحرق وقد حذر الشيخ أيضا من صحيفة السنة التي يصدرها ( محمد بن سرور ) وقال هي أحق أن تسمى صحيفة البدعة.

وكذلك العلامة صالح الفوزان –حفظه الله-:
كلام الشيخ صالح الفوزان [حفظه الله ]
سئل الشيخ / ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة ، وسماع أشرطتهم ؟
ج ـ لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد علهم ويبين ضلالهم( 4) .

ولقد نقل الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع الشيخ خالد الظفيري –حفظه الله- في كتابه
( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء / صفحة 50-51) قال:
قول الإمام أبي منصور معمر بن أحمد ( ت: 418 ) الذي رواه أبو القاسم الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه
( الحجة في بيان المحجة) فقال:
أخبرنـا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال:
" ولما رأيت غربة السنة، وكثرة الحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين بوصية من السنة وموعظة من الحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر، وأهل المعرفة والتصوف(5 ) من السلـف المتقدمين والبقية من المتأخرين. فأقول - وبالله التوفيق -: "
فذكر من جملة ذلك: " ثم من السنة ترك الرأي والقياس في الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة وهي مأخوذة عن رسول الله -- بأمر الله تبارك وتعالى."

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :"ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها ، أو ترويجها بين الناس ، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "من سمع به فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". "رواه أبو داوود .
قال الألباني: وإسناده صحيح " لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم ، بل ربما كان واجباً ، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
(شرح لمعة الاعتقاد صفحة 100)

ويستثنى من ذلك فقط "النقل من كتب أهل البدع للرد عليها وبيان ما فيها من انحراف"
فإن قال قائل نأخذ الحق ونترك الباطل ، أقول ما قاله الشيخ خالد الظفيري " : نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لا يتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لم يقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واترك الباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً، بل وأوجبوا إتلافها، وذلك لأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذ من الكتاب والسنّة، فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدر ولا بدعة، إذ هي المعين الصافي والماء العذب." انتهى.
( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء / صفحة 50)

ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه بكتاب من أهل الكتاب حتى وإن كان فيها حق فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " .
رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان وحسنه الألباني في المشكاة.

وقد سئل حامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – في شريط له بعنوان:
" لقاء مع السلفيين الفلسطينيين".
وهذا نص السؤال :
شيخنا الفاضل: هل يُنتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم، أو بعده إذا كانت خالية من الإنحراف وجيدة في الباب؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإجابةً على هذا السؤال أقول:
"إن في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع........ سواءً ألفوها قبل أن يقعوا في البدع أو ألفوها بعد ذلك؛ لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع.
فالتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شأنهم ويعلي منازلهم في قلوب كثير من الناس، ومن مصلحة المسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رؤوس البدع والضلال.
وما يخلو كتاب من الحق ، حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال تمزج بين الحق والباطل.
فالأوْلى بالمسلم أن يركز على ما ذكرناه سلفاً، فإنه آمَن للمسلم وأضمن له، وأبعَد له من أن يكرم من أهانه الله. ......................... هذا ما أقوله إجابةً على هذا السؤال."
(نقلا من مقال حكم حضور دورس المبتدعة / شبكة سحاب )

قلت :فها هو قد مر معنا قول العلماء الراسخين أئمة السلف في تحذيرهم من النظر في كتب المبتدعة وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون بجواز نقل الرواية عن المبتدع مع مراعاة الضوابط ،
* فمثلاً الإمام الذهبي ثبت عنه أنه قال: "وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي ، والذي أتضح لي منها : أن من دخل في بدعة ، ولم يعد من رؤوسها ، ولا أمعن فيها ، يقبل حديثه كما مثل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين ، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم ) . ( سير أعلام النبلاء / 7-154)
قلت: وهو نفسه الذي حذر من كتب أهل البدع كما نقل عنه آنفاً ،
ويؤكد ذلك ما قاله الإمام مالك –رحمه الله -:" لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ من سوى ذلك ، لا يؤخذ من سفيه ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يتهم على حديث رسول الله ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث "

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :" والذي يعلم من كلام الشيخ - رحمه الله ووفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء ،حتى فيما لا يتعلق ببدعته ،فمثلاً: إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً لكنه جيد في علم العربية: كالبلاغة والنحو والصرف ،فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو موجوداً عنده أم نهجره ؟ الظاهر من كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه ،لأن ذلك يوجب مفسدتين
الأولى اغتراره بنفسه ،فيحسب أنه على حق .
المفسدة الثانية اغترار الناس به ،حيث يتوارد عليه طلاب العلم ،ويتلقون منه ، والعامي لا يفرق بين علم النحو ،وعلم العقيدة ،لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقاً ،حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة ،والصرف مثلاً إلا عندهم ،فسيجعل الله له خيراً منها ،لأننا لو نأتي إلى هؤلاء ،ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم ،واغترار الناس بهم."
(شرح حلية طالب العلم ص93-94)


قال الشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري –حفظه الله-
"لذلك يخطيء كثير من الشباب لما يقول آخذ من المبتدع الكلام الطيب عن الجنة و عن الرقائق وعن وعن ، كما أن السلف كانوا يأخذون الرواية !.
نقول هجر المبتدع ذماً واحتقاراً له، كيف هذا المبتدع يجلس ويجمع له ألوف الناس ؟ هل الحضور والأخذ عن هذا الرجل في باب من الأبواب كالوعظ والإرشاد أو التخويف أو الترغيب والترهيب ، هل هذا من باب الهجر أو هو مضاد للهجر ؟ لأننا في الرواية لم نأخذ منه علماً , أخذنا ما روي عن رسول الله - صلي الله عليه و آله وسلم - إذا كان صادقا ، إذن .. لم نأخذ منه علماً اجتهد هو فيه، ولكنه لما يدخل في باب الزهد والرقائق ويجالس مِن هؤلاء وهؤلاء، يفخَّم أمره ويغتر به الناس، طلق بن حبيب قد قبل كثير من أهل الحديث روايته وحذَّروا من الجلوس إليه ! ففرق بين الرواية عن المبتدع وبين مخالطته والاستفادة منه واضح ؟ فالذين كانوا يأخذون الرواية من طلق وأمثال طلق، هم الذين كانوا يحذرون من ماذا ؟ من الجلوس معه ! ليس فقط في دروسه بل بمجرد أن يروا أن أحداً جلس معه كانوا يحذِّرون منه."
(البيانات الواضحات في فقه منهج الموازنات والرد على أهل التيه والشتات / شبكة سحاب)

قلت : ففرق بين رواية الحديث عن المبتدع بالضوابط وبين النظر والنقل من كتبهم فهل اتضحت لك الأمور يا من تتبع المتشابه من أقوال أهل العلم ولكن أقول في ختام هذا المقال ولكن أقول : إن كان في كتاب الله عزّ وجلّ محكم ومتشابه ففي أقوال أهل العلم من باب أولى ولكن كما قال تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ }

عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم" متفق عليه

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
كتبها إيهاب الشافعي/ شبكة سحاب
جزاه الله كل الخير وادخله الفردوس الاعلى
--------------------------------------------------
1 ـ جامع بيان العلم وفضله (2/942) تحقيق أبي الأشبال الزهيري .
2 - العلل ومعرفة الرجال ( 1/108 ) .
3 - سير أعلام النبلاء (19/328،329) .
4 - الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص70) .
5 -
كان الصوفية في وقته على طريقة السلف ، وتصوفهم كان الزهد والعبادة والورع ، وهذا واضح في عقيدته التي أوردها صاحب كتاب الحجة في بيان المحجة ، ولو كان على غير هذا لما كان له أي قيمة عند أهل السنّة .










قديم 2013-08-23, 11:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*بيلسان*
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية *بيلسان*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم،
احذر أخي الكريم، فالشبه خطّافة،
وقد كان سلف الأمة لا يسمعون ولا يجلسون للمنحرفين أبدا،
وقد جاء عن ابن سيرين أنه كان يرفض سماع الآية من القرآن من أفواه المنحرفين،
واحذر،،
ولا يضعفنّك أنهم يكثرون القصص والمواعظ، ففي تلك القصص والمواعظ من الشر ما الله به عليم،
وهم يدسّون السم في العسل،
ثم اسأل نفسك: إذا كان أهل العلم قد حذّروا من فلان من الناس،
وأنت ترغب في سماعه،
فلماذا حذّر منه أهل العلم ؟
في أهل العلم الربانيين غنية،
والله لم يضيق علينا،
وفي مواعظ أهل العلم الموثوقين ما يليّن القلب، ويدمع العين.










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الذي, الدعاة, انحرافهم؟, وأخذ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc