المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع
السؤال
ا لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سبق لي أن استشرتكم عن مشكلتي وهي ما زالت عالقة - أسأل الله أن يمن علينا بالفرج -، فقد حكيت لكم قصتي مع فتاة وأشرتم علي أن لا أسأل عنها من قريب ولا من بعيد حيث قالت بأنها مخطوبة، إلا أني قبل أن يصل جوابكم أجريت معها مكالمة هاتفية فتبين أنها غير مخطوبة وأنها أرادت أن ترى موقفي.
والآن هل الكلام معها في الهاتف في حدود الشرع جائز؟ وهو ما سبق أن فعلته إلا أني ما زلت لم أعرفها، ومقصودي من الكلام معها معرفة عامة قبل الخطوبة.
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ []nabul حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال الذي تفضلت به لا زال بحمد الله عز وجل شاهداً على حرصك وتحريك طاعة الله، فأنت في جميع أحوالك تريد أن تقيم أمرك وشأنك على طاعة الله، ليس فقط في أمور عبادتك بل وفي أمور معاملتك وفي أمور حياتك لينطبق عليك قول الله تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، فأبشر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا عوضك الله ما هو خير لك منه) أخرجه الإمام أحمد في المسند وإسناده صحيح، وأيضاً فهذا من علامات الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) رواه أبو نعيم في الأربعين.
وأما عن سؤالك الكريم فإن خير ما تقوم هو أن تطرق الأمور من أبوابها وأن تكون واضحاً وأن تكون صاحب شخصية متميزة وصاحب قرار ثابت وصاحب نظرة سليمة في التعامل مع الأمور، فإذا أردت هذه الفتاة فعليك أن تأخذ بالسبيل الواضح وأن تأخذ بالطريق الجلي الذي لا غبش فيه، فها هو بيتها أمامك وها هي أسرتها أمامك، فابعث إليها أخواتك أو ابعث إليها والدتك وليدخلوا على هذه الأسرة وليسلموا عليهم وليتعارفوا عليهم ثم بعد ذلك يبينوا رغبتكم في خطبتها وفي التقدم إليها، فإذا حصل منهم الموافقة على ذلك تقدمت إليها عزيزا كريما عفيفا قد أخذت السبيل الشرعي فجلست معها في جلسة الخطبة ثم بعد ذلك عقدت عليها لتكون حليلتك على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون أن يكون بينك وبينها هذه المكالمات الهاتفية ولا هذه المعاملات التي قد تجر إلى هذه العلاقات التي لا يخفى عليك ضررها ولا يخفى عليك ما تجر إليه من المآسي والبلاء، فعليك بأخذ الحزم مع نفسك.
وأما كلامك معها فهذا لا ينبغي أن يقع منك طالما أن الأمر ممكن أن يتم عن طريق أهلك وعن طريق التقدم المعروف المشروع لهم، فاحرص على ذلك وكن واضحاً في جميع أمورك وواضحاً في أسلوبك، وهذه شخصية المؤمن وهي طاعة الله والوضوح فيما يقصد من أموره المباحة وأموره المشروعة، فأتِ الأمر من بابه واحرص على أن يتم الأمر على وفق ما يرضي الله جل وعلا، فإن هذا خير ما تقوم به، وسوف يبارك الله تعالى في سعيك، فإن كانت الفتاة راغبة فيك وأهلها موافقون عليك فقد قُضي الأمر، وإن كانت غير راغبة فيك أو أن هناك عوائق في هذا الزواج فإن النساء كثير وفيهنَّ الصالحات الجميلات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم، وقد صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق على صحته.
نسأل الله جل وعلا أن يجعلك ظافرا بذات الدين وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق.