السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجةٌ منذ أربع سنوات، ولم أنجبْ حتى الآن، وقد ذهبتُ مع زوجي إلى أكثر مِن طبيبٍ، ولكن لم يأتِ النصيبُ بعدُ!
فوَّضتُ أمري إلى الله - عز وجل - لكن المشكلة أنني لا أعرف كيف أُرضِي زوجي؛ وقد تعرَّف على رفقةٍ دائمًا ما يخرج معهم، ويتأخَّر كثيرًا، وأصبح لا يهمه أمر البيت، ويعلِّل تأخره هذا بسبب العمل! حتى أصبح أكْلُه خارج البيت، أفيدوني، ماذا أفعل؟!
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة:
أختي الحبيبة، للرجل طبيعةٌ مختلفة عن المرأة؛ فالمرأةُ حينما تشعر بالضيق قد تحتاج إلى أن تحكي، وتبث لأقرب الناس لها، وتتكلم عن مشكلتها، بعكس الرجل يحب الهروب من مشكلته؛ فيدخل في كهفٍ من الغموض والصمت التام، والانشغال بأي أمر خلاف أمر المشكلة.
وكما تحب المرأة أن تجد مَن يستمع لها، ويتفهم حالتها، يحب الرجل أن يُترَك في كهفه دون مُلاحقةٍ أو أسئلة؛ لأن هذا قد يجعله يبتعد أكثر!
فإليكِ تلك النصائح المهمة:
1- أحمدُ الله أن رزقكِ الرضا والقناعة بما كتب لكِ الآن، ولكن لا تيئَسِي؛ فأبوابُ الكريم مفتوحةٌ، فادعي بما شئتِ، وكوني على ثقةٍ باستجابته تعالى لكِ؛ قولي: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89]، وتذكَّري دعاء سيدنا سليمان: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]؛ هذا دعاءٌ كله ثقةٌ وحُسن ظنٍّ بالله - عز وجل - أنه مالك الملك، الذي قال: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقد قال تعالى في حديثه القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظنَّ بي ما شاء))؛ فتيقَّنِي من داخلكِ أنه سيرزقكِ في الوقت المناسب، فقط كوني حَسَنة الظن به تعالى، كذلك ادعي الله - عز وجل - لزوجكِ بالصحبة الصالحة، وبالهداية والرضا، وأَشعِريه دومًا بقُرب الله منكما، وبأنه سيمنُّ عليكما بكلِّ ما تتمنَّيان؛ فهو الجَوَادُ الكريم.
2- لا تضغطي على زوجكِ، لا تسأليه أو تُلاحقيه بالسؤال: أين أنت؟ ومتى ستأتي؟ فقط اجعليه يحب البيت، اهتمي به حينما يأتي، ولا تحكي له همومكِ هذه المدة، حاولي أن تحكي لإحدى صديقاتكِ المقربات مثلًا، أمَّا هو، فامنحيه كلَّ الحب، واستعدِّي له بالتزيُّن، وتنظيف المنزل، والأكل الذي يحبه، وجدِّدي له، وكوني متهيِّئة بالأخبار الجميلة، وهَيِّئي له جوًّا مريحًا في البيت، وتحدَّثي معه في المواضيع التي يحبها؛ فحينما يحب بيته سيحبك كثيرًا، ويشعر بالراحة النفسية والجسَديَّة، وحينها سيرجع إلى البيت؛ لأن الإنسان يذهب حيثما يرتاح! كوني دومًا متفائِلة، بَشُوشًا، خفيفةً، سعيدةً، مبتهجةً، متزيِّنة، ولا تُكثري من الأسئلة، دعيه يتحدَّث، ويفعل ما يشاء، واجذبيه أنتِ نحوكِ فقط.
3- حاولي أن تُفَكِّري: إذا كان هناك أمرٌ ما يُزعجه فيكِ؛ فتخلَّصي منه فورًا؛ مثل: أن يكره فيكِ التحدث كثيرًا، أو الشكوى، أو غيرها؛ وإذا لم تجدي بالفعل فقد لا يكون كثرةُ خروجه متعلقًا بكِ؛ فقد يشعر بالحزن حينما يراكِ، فيتذكَّر عدم إنجابكما؛ فيهرب من الشعور بالخروج، حينها سيكون تفاؤلك وثقتك بالله لهما دورٌ كبير في طمأنته وراحته.
4- كل يوم قبل نومكِ مارسِي الاسترخاء، وتخيلي كل ما تتمنينه، تخيلي أنكِ أنجبتِ مولودًا جميلًا، واشعري بتلك السعادة التي ستشعرين بها، وتمنَّيْ قربَ زوجكِ وهدايته، وعودته لك؛ ففي أثناء النوم يحاول العقلُ أن يحقِّق الأمر الذي تمَّ التفكير فيه قبل النوم مباشرة؛ فيجد الحلول التي تعوق تحوُّله لحقيقةٍ.
5- حاولي أنتِ كذلك شغلَ وقتكِ، والذَّهاب إلى أنشطةٍ نسائية، أو دُور لتعليم القرآن، أو ممارسة أشغال تحبينها؛ فهذا قد يملأ وقتكِ بما تحبِّينه، ويشغلك عن التفكير فيما يضايقك كثيرًا.
وختامًا ضعي نصبَ عينيكِ:
• الدعاءُ هو مفتاح السعادة؛ فادعي بكلِّ ما تتمنين، وادعي لزوجكِ بأن يبعدَ اللهُ عنه صحبة السوء، وأن يهدي قلبه لكِ.
• التفاؤل والاستبشار بالخير؛ فـ"كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا".
• ركِّزي على نفسكِ، ماذا تفعلين؟ ولا تركِّزي ماذا يفعل هو، فحينما تتغيرين وتتغير نظرتك للحياة؛ فستشعرين بالسعادة والراحة، وسيتغير هو تلقائيًّا - بإذن الله تعالى.
الألوكة