![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 76 | ||||
|
![]() "...فإن للناس مجالسَ يرتادونها، وبينهم أحاديث يتداولونها ويتجاذبون أطرافها، ولكل من المحادثة والمجالسة آدابٌ جميلة، وسنن قويمة، يحسن بالمرء مراعاتها، ويجمل به أن يتخلق بها، ويتجنب ما ينافيها، ليكون حديثه ماتعاً، ومجلسه ممرعا، تسوده الحكمة، وتغشاه السكينة، وتتنزل عليه الرحمة..."
... محمد بن إبراهيم
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 77 | |||
|
![]() و للواعظ المشهور محمد ابن السماك الكوفي :
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ ـــــــــــــــــ هَلاَّ لِنَفْسِكَ كانَ ذَا التّعْلِيمُ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا ـــــــــــــــــ فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأنْتَ حَكِيمُ تصف الدواء من السقام لذي الضنا ـــــــــــــــــ ومن الضنا مذ كنت أنت سقيم ما زلت تلقح بالرشاد عقولنا ـــــــــــــــــ صفةً وأنت من الرشاد عديم لاَ تَنْه عَنْ خُلُقٍ وَتَأتي مَثْلَهُ ـــــــــــــــــ عَارٌ عَلَيْكَ اذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 78 | |||
|
![]() نســــــــــــيان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 79 | |||
|
![]()
رأينا أن ندون هذه القصة هنا قرأناها منذ فليل و قد مرّت أيام اجازتنا و ما نحن إلاّ عابر سبيل فـ عيدكم مبارك و كل عام ٍ و انتم بخير ... جاء في مثالب أصفهان أنَّ رجلاً غريباً دخلها واستأجر داراً صغيرة لأيام ولم يكن يعرف فيها أي أحد ، ثمَ خرج على الفور ليشتري لنفسه عشاء ، فأتى الخبَّاز بعد أن اشترى العشاء واشترى منه رغيفين ، وفي طريق عودته سمع مسكيناً أعمى يسأل الناس ، فاقترب منه وأعطاه رغيفاً ، فقال له الأعمى : جزاك الله خيراً و رَحِمَ الله غربتك ! فتعجب الغريب وقال : وما علمك بغربتي ؟
قال الأعمى : أنا أعيش هنا منذ عشرين سنة لم أتناول من أحد رغيفاً ساخناً قط ! فاعلم يا هذا أنّ برغيف ساخن من الحب أنفع لك من علمٍ لا يكفي لتصنع لك من الكائن انسان .... فـ . حكيمـ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 80 | |||
|
![]() كم نأسف لرحيل الإمام "يوسف مناصر" عن "مسجد عمر المختار"
![]() نتمنّى له التّوفيق أينما حل. https://www.youtube.com/watch?v=fihvxoLBALw |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 81 | ||||
|
![]() اقتباس:
لسنا نقدر -مهما جهدنا-و نشعرك كم هي رائعة طلتك
فكرا الدنا لك حتى ترضى وعيد سعيد إن لم يكتب لنا في العمر بقية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 82 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 83 | |||
|
![]() سلام عليكم طبتم،..
"غاية الغايات من التربية– هي توحيدُ النشء الجديد في أفكاره ومشاربه، وضبط نوازعه المضطربة، وتصحيح نظراته إلى الحياة، ونقلُهُ من ذلك المُضْطَرَبْ الفكري الضيّق الذي وضعه فيه مجتمعه- إلى مضطرب أوسَعَ منه دائرةً، وأرْحَبَ أُفُقًا، وأصحَّ أساَسًا، فإذا تمّ ذلك وانتهى إلى مدَاهُ طَمِعْنَا أن تُخْرِجَ لنا المدرسة جيلاً متلاَئِمَ الأذواق، متَّحِدَ المشارب، مضبوطَ النزعاَت، يَنْظُرُ إلى الحياة- كما هي- نظرةً واحدةً، ويَسْعَى في طلبها بإرادة متحدة، ويعملُ لمصلحة الدين والوطن بقوة واحدة، في اتجاهٍ واحدٍ". - "غاية التعليم هي تفقيهه[النشء] في دينه ولغته، وتعريفه بنفسه لمعرفة تاريخه، تلك الأصول التي جَهِلَهَا آبَاؤُهُ فشَقُوا بجهلها، وأصبحوا غُربَاءَ في العالم، مقطوعين عنه، لم يعرفوا أنفسهم فلم يعرفهم أحدٌ.." الشيخ البشير الإبراهيمي/عيون البصائر |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 84 | |||
|
![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 85 | |||
|
![]() ![]() ![]() ![]() من علامات قبول الطاعة، الطاعة بعدها، فواصلوا.. ![]() ![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 86 | |||
|
![]() ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي = هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِهــا = ومُتَرْجِمــاً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِـي يـا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ = فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِـي إِنِّـي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ = بِصِفات بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِـي وَسَبَـقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها = فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي = فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي زَوْجِــي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ = اللهُ زَوَّجَنِـي بِهِ وحَبَانِــــي وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِـي = فَأَحَبَّنِــي المُخْتَـارُ حِينَ رَآنِي أنـابِكْـرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ = وضَجِيعُـهُ فــي مَنْزِلِي قَمَـرانِ وتَكَـلـَّمَ الـلـهُ العَظيـــمُ بِحُجَّتِــي = وَبَرَاءَتِـي في مُحْكَـمِ القُرآنِ والـلـهُ خَـفـَّرَنِي وعَـظَّـمَ حُـرْمَـتِـي = وعلى لِسَـانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِـي واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي = بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي = إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِـي إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ = ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي واللهُ أَحْصَنَنِي بخـاتَمِ رُسْلِــهِ = وأَذَلَّ أَهْــلَ الإفـْكِ والبُهتَـانِ وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ = مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي أَوْحَـى إلَيْـهِ وَكُنْـتُ تَحْـتَ ثِيـابِـهِ = فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّانـي مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُصُحْبَتِي = ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟ وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ = وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ = فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي = حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ = وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ نَـصـَرَالنَّـبـيَّ بمـالِـهِ وفَــعـالِـهِ = وخُـرُوجِـهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ ثـانِيـهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُـوَى = بِرِدائِـهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثـانِ وَجَـفـَا الغِنَـى حتَّـى تَخَلَّلَ بالعَبَا = زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعـانِ وتَخَلَّلَـتْ مَـعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا = وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْــوانِ وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ = في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ = وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى = هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ واللهِ مااسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ = مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ إلاَّ وطَـارَ أَبـي إلـى عَلْيَـائِـهـا = فَمَـكَـانُهُ مِنـها أَجَلُّ مَكَانِ وَيْـلٌ لِعَبْـدٍ خــانَ آلَ مُحَمَّـــدٍ = بِعَــدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ = وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ بَيْـنَ الصَّـحـابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَـةٌ = لاتَسْتَحِيـلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟! حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ حُـــبُّ البَتــُولِ وَبَعْلِهــا لم يَخْتَـلِفْ = مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ أَكْــرِمْ بِـأَرْبَـعَــةٍ أَئِـمَّةِ شَرْعِنَـا = فَهُـمُ لِبَيْـتِ الدِّيـنِ كَالأرْكَــــانِ نُسِـجَــتْ مَوَدَّتُـهُــمْ سَــدىً فـي لُحْمَةٍ = فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ الـلـهُ أَلَّـفَ بَـيـْنَ وُدِّ قُـلــُوبِهـِـمْ = لِيَـغـِيـظَ كُــلَّ مُنَـافِـقٍ طَعَّــانِ رُحَـمـَاءُ بَيْنَهـُـمُ صَفـَتْ أَخْلاقُهُـمْ = وَخَلَـتْ قُلُوبُهُـمُ مِـنَ الشَّنَـآنِ فَدُخُولُهُــمْ بَيْـنَ الأَحِبَّـةِ كُلْفَـة ٌ= وسِبَابُهُـمْ سَبَـبٌ إلـى الحِرْمَانِ جَمَـعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي = واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَـانِ وإذا أَرَادَ اللـهُ نُصْـرَةَ عَبْـدِهِ = مَنْ ذا يُطِيـقُ لَهُ على خِذْلانِ؟! مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي = إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي وإذا مُحِبِّـي قَـدْ أَلَـظَّ بِـمـُبْغِضِي = فَكِـلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ إنِّـي لَطَيِّـبـَةٌ خُـلِقْـتُ لِطَـيـِّبٍ = ونِسَـاءُ أَحْمَـدَ أَطْيَـبُ النِّسْـــوَانِ إنِّـي لأُمُّ المُؤْمِنِيـنَ فَمـَنْ أَبَى = حُبِّي فَسَـوْفَ يَبُوءُ بالخُسْـرَانِ الـلـهُ حَبَّـبـَنِي لِقـَـلـْبِ نَـبـِيِّـهِ = وإلـى الصِّـرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي والـلـهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي = ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِـي والـلـهَ أَسْـأَلُـهُ زِيَـادَةَ فَضْلِـهِ = وحَمِـدْتُهُ شُكْـراً لِمَـا أَوْلاَنِــي يـامَـنْ يـلـوذ بـأَهل بَيـْتِ مُحَمَّدٍ = يَرْجُـو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ صِـلْ أُمَّهَـاتِ المُؤْمِنِـيـنَ ولا تَحِدْ = عَـنـَّا فَتُسْـلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ إنِّـي لَصَـادِقَـةُ المَقَـالِ كَرِيـمَـةٌ = إي والـذي ذَلَّـتْ لَـهُ الثَّقَـلانِ خُـذْها إليـكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ = مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والـرَّيْحَـانِ صَـلَّـى الإلـهُ على النَّبيِّ وآلِـهِ = فَبِهِـمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَــانِ أبو الطيب(البقاء) الرندي يدافع عن أمنا عائشة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 87 | |||||
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
استاذ قد اصبح المكان مكانك و الرقعة رقعتك فليس يصح بعد كل هذا ان نرحب بك او نشكرك بارك الله قيك على المشاراكات الطيبة و الكلمات الفيمة |
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 88 | |||
|
![]() اياك و الرضى عن نفسك فانه يضطرك الى الخمول،
واياك والعجب فانه يورطك في الحمق، واياك والغرور فانه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها الا عليك. طه حسين |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 89 | ||||
|
![]() اقتباس:
اهلا بمن مر هنا و ترك من خلفه عطرا و و ورد
بارك الله فيك اخي حكيم و عيد سعيد |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 90 | |||
|
![]() وحي القلم ج1 - اجتلاء العيد
جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم. زمن قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يوم طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها. يوم السلام، والبشر, والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير. يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعارًا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم. يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعًا في يوم حب. يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه. يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة. ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة. ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة. وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل! وخرجتُ أجتلي العيد في مظهره الحقيقي على هؤلاء الأطفال السعداء. على هذه الوجوه النضرة التي كبِرَت فيها ابتسامات الرضاع فصارت ضحكات. وهذه العيون الحالمة, الحالمة إذا بكت بكت بدموع لا ثقل لها. وهذه الأفواه الصغيرة التي تنطق بأصوات لا تزال فيها نبرات الحنان من تقليد لغة الأم. المجلد الأول المجلد الأول المجلد الثاني المجلد الثالث 26 | 320 وهذه الأجسام الغضَّة القريبة العهد بالضَّمَّات واللَّثَمات فلا يزال حولها جو القلب. على هؤلاء الأطفال السعداء الذين لا يعرفون قياسًا للزمن إلا بالسرور. وكل منهم مَلِك في مملكة، وظرفهم هو أمرهم الملوكي. هؤلاء المجتمعون في ثيابهم الجديدة المصبَّغة اجتماع قوس قزح في ألوانه. ثياب عملت فيها المصانع والقلوب، فلا يتم جمالها إلا بأن يراها الأب والأم على أطفالهما. ثياب جديدة يلبسونها, فيكونون هم أنفسهم ثوبًا جديدًا على الدنيا. هؤلاء السحرة الصغار الذين يُخرجون لأنفسهم معنى الكنز الثمين من قرشين, ويسحرون العيد فإذا هو يوم صغير مثلهم جاء يدعوهم إلى اللعب. وينتبهون في هذا اليوم مع الفجر، فيبقى الفجر على قلوبهم إلى غروب الشمس. ويُلقون أنفسهم على العالم المنظور، فيبنون كل شيء على أحد المعنيين الثابتين في نفس الطفل: الحب الخالص، واللهو الخالص. ويبتعدون بطبيعتهم عن أكاذيب الحياة, فيكون هذا بعينه هو قربهم من حقيقتها السعيدة. هؤلاء الأطفال الذين هم السهولة قبل أن تتعقد. والذين يرون العالم في أول ما ينمو الخيال ويتجاوز ويمتد. يفتشون الأقدار من ظاهرها؛ ولا يستبطنون كيلا يتألموا بلا طائل. ويأخذون من الأشياء لأنفسهم فيفرحون بها، ولا يأخذون من أنفسهم للأشياء كيلا يوجدوا لها الهم. قانعون يكتفون بالتمرة، ولا يحاولون اقتلاع الشجرة التي تحملها. ويعرفون كُنْهَ الحقيقة، وهي أن العبرة بروح النعمة لا بمقدارها. فيجدون من الفرح في تغيير ثوب للجسم، أكثر مما يجده القائد الفاتح في تغيير ثوب للمملكة. هؤلاء الحكماء الذين يشبه كل منهم آدم أول مجيئه إلى الدنيا، حين لم تكن بين الأرض والسماء خليقة ثالثة معقدة من صنع الإنسان المتحضر. حكمتهم العليا: أن الفكر السامي هو جعل السرور فكرًا وإظهاره في العمل. وشعرهم البديع: أن الجمال والحب ليسا في شيء إلا في تجميل النفس وإظهارها عاشقة للفرح. هؤلاء الفلاسفة الذين تقوم فلسفتهم على قاعدة عملية، وهي أن الأشياء الكثيرة لا تكثر في النفس المطمئنة. وبذلك تعيش النفس هادئة مستريحة كأن ليس في الدنيا إلا أشياؤها الميسرة. أما النفوس المضطربة بأطماعها وشهواتها فهي التي تُبتلَى بهموم الكثرة الخيالية، ومَثَلها في الهم مَثَل طُفَيلي مغفل يحزن لأنه لا يأكل في بطنين. وإذا لم تكثر الأشياء الكثيرة في النفس، كثرت السعادة ولو من قلة. فالطفل يقلب عينيه في نساء كثيرات، ولكن أمه هي أجملهن وإن كانت شوهاء. فأمه وحدها هي هي أم قلبه، ثم لا معنى للكثرة في هذا القلب. هذا هو السر؛ خذوه أيها الحكماء عن الطفل الصغير! وتأملت الأطفال، وأثر العيد على نفوسهم، التي وسعت من البشاشة فوق ملئها؛ فإذا لسان حالهم يقول للكبار: أيتها البهائم، اخلعي أرسانَكِ ولو يومًا. أيها الناس، انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يوجدون حقيقتهم البريئة الضاحكة، لا كما تصنعون إذ تنطلقون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة. أحرار حرية نشاط الكون ينبعث كالفوضى، ولكن في أدق النواميس. يثيرون السخط بالضجيج والحركة، فيكونون مع الناس على خلاف؛ لأنهم على وفاق مع الطبيعة. وتحتدم بينهم المعارك، ولكن لا تتحطم فيها إلا اللعب. أما الكبار فيصنعون المدفع الضخم من الحديد، للجسم اللين من العظم. أيتها البهائم، اخلعي أرسانَكِ ولو يومًا. لا يفرح أطفال الدار كفرحهم بطفل يولد؛ فهم يستقبلونه كأنه محتاج إلى عقولهم الصغيرة. ويملؤهم الشعور بالفرح الحقيقي الكامن في سر الخلق، لقربهم من هذا السر. وكذلك تحمل السنة ثم تلد للأطفال يوم العيد؛ فيستقبلونه كأنه محتاج إلى لهوهم الطبيعي، ويملؤهم الشعور بالفرح الحقيقي الكامن في سر العالم لقربهم من هذا السر. فيا أسفا علينا نحن الكبار! ما أبعدنا عن سر الخلق بآثام العمر! وما أبعدنا عن سر العالم بهذه الشهوات الكافرة التي لا تؤمن إلا بالمادة! يا أسفا علينا نحن الكبار! ما أبعدنا عن حقيقة الفرح! تكاد آثامنا -والله- تجعل لنا في كل فرحة خَجْلَة. أيتها الرياض المنورة بأزهارها، أيتها الطيور المغردة بألحانها، أيتها الأشجار المصفقة بأغصانها، أيتها النجوم المتلألئة بالنور الدائم، أنتِ شتى؛ ولكنكِ جميعًا في هؤلاء الأطفال يوم العيد! مصطفى صادق الرافعي ![]() |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أجمل, أقرأ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc