السلام عليكم
يخلط الكثير من الاخوان في امر التحزب في الاسلام ويعتقدون ان الاخوان المسلمين (حزب سياسي يمثل حماعة المسلمين) هي تماما كالاحزاب المذهبية والفرق بينهما كبير وكبير
ان التحزب المنهي عنه في الاسلام هو التحزب المذهبي الذي يقوم على المذهب وهناك دليل من القران الكريم ودليل عقلي يثت هذا الكلام من القران الكريم
يقول الله تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ( 159 ) ) .
وركزو جيدا في بداية هته الاية
الاية تقول في بدايتها ان الذين فرقو دينهم فرقو دينهم وتفريق الدين بمعنى التمذهب والتمسك بالمذهب واتباع الشيوخ السابقين في كل ما اجتهدو فيه ليس تعصبا للاسلام بل هو تعصب جاهل وولاء لغير امة الاسلام وجماعة المسلمين
واما الدليل العقلي والمنطقي يقول ان البشر مختلفين فكريا وكل انسان له اعتقاد وراي وتفسير يختلف عن الاخر ومن صفات البشر الخطئ والنسيان والعاطفة فكلامهم ينبغي الاحتهاد فيه لتاكيده او نفيه اذا لم يكن يوافق القران الكريم الذي لا يخالف العقل
ان الاختلاف الذي يحصل بين المسلمين هو ابتلاء من الله تعالى هوحكمة الاهية والا لو اراد الله عز وجل ان ينهي اي اختلاف في الاراء والافكار لانزل تفسيرا للقران الكريم وبهذا ينتهي كل اختلاف في تفسير القران الكريم وينتهي كل اختلاف فكري بين المسلمين ولكن تفسير القران الكريم يحتاج الى جهد جهيد واجتهاد متواصل وعقل مفكر يستطيع ان يربط الايات ببعضها ويحل الاشكالات في كل اية تحتمل عدة تفاسير
فالمسلمون بكل اتجاهاتهم الفكرية يكملون بعضهم البعض ويصححون اخطاء بعضهم والتحزب واتخاذ المذاهب واتباع الشيوخ تعصبا بكل اجتهاداتهم هو بدعة ومنكر عضيم وتفريق للدين
ويستعمل المذهب عادة لخدمة التوجهات السياسية بالدرجة الاولى وتجييش اكبر قدر ممكن من المسلمين ضد جماعة اخرى بدعوى الاختلاف المذهبي معهم
لكن في حقيقة الامر ان كل هذه التجاذبات ونشر المذهبية في المجتمع هي لاغراض سياسية بالدرجة الاولى ولا تخدم الاسلام
بل تسعى الى تدميره وجعله تحت النعال من اجل مصالح دنوية
ناتي الان الى حزب الاخوان المسلمين
الاخوان المسلمين ليست حزب مذهبي سياسي في ثوب ديني
الاخوان المسلمين هي حزب سياسي قومي اسلامي يدافع عن القيم الاسلامية في المجتمع يجمع كافة الاسلاميين بكل اخلافاتهم الفكرية تحت مضلة الجماعة على ان يكون الحوار شرطا اساسيا لتحقيق التكامل الديني وتصحيح الاخطاء وسد الفجوات والنقص بين المسلمين
والنقد يكون بطريقة بناءة تراعي وحدة المسلمين وتدعو الى التوبة بالكلمة الطيبة مراعاة لوحدة المسلمين وخوفا من التفرق والتشرذم كما كان يفعل الحسن البنا رحمه الله عندما كان يوجه نقدا الى من يزورون الاضرحة ويدعوهم بالكلمة الطيبة الى ترك مثل هته الاعمال
لذلك حاليا نستطيع ان نقول ان الاخوان المسلمين هم من يمثلون الاسلام والجماعة ويرحبون بكل اسلامي للدخول تحت مضلة الجماعة ولديهم خبرة طويلة في ممارسة العمل السياسي
نستطيع ان نشبههم بحزب الاسلام الذي خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم لنصرة الاسلام في مجتمع غير متقبل للقيم الاسلامية التي تدعو الى الوسطية والاعتدال وتحقيق الهدف الذي خلقنا من اجله وهو عبادة الله عز وجل والتمتع بنعمه الدنوية وشكره عليها
لذلك في الوقت الحالي ليس هناك اي حل للدفاع عن الاسلام في المجتمع سوى انشاء حزب سياسي يدخل تحت مضلته كافة المنادين بالفكر الاسلامي من اجل اضهار الاسلام بطريقة سلمية ديموقراطية
اما تطبيق الشريعة الاسلامية فهو ياتي في مرحلة متقدمة
فالمسلمون لم يستطيعو تطبيق الشريعة الاسلامية الا بعد سنوات طويلة من الحصار الشديد في وسط مجتمع متقبل بل يدعو الى ذلك
اما في الوقت الحالي فمن سابع المستحيلات تطبيق كل ماجاء به الاسلام في ضل الضروف الحالية وفي ضل مجتمع ودولة جل مؤساساتها ومفاصلها تم علمنتها عبر مدة طويلة من سياسة العلمنة الممنهجة والمنضمة
شكرا