الصناديق أو التوابيت! : فيصل القاسم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصناديق أو التوابيت! : فيصل القاسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-07, 15:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي الصناديق أو التوابيت! : فيصل القاسم

الصناديق أو التوابيت! : فيصل القاسم

من العبث، لا بل من السخف، أن يعتقد البعض داخل بلدان الربيع العربي أو خارجها بأنه قادر على إقصاء طرف أو اجتثاثه أو الانتصار عليه. لم تعد المعادلة بتلك البساطة التي يتصورها بعض الأطراف في الداخل والخارج. كم هي مغفلة تلك القوى في الداخل التي تعتقد أنها قادرة على سرقة الثورات وتجييرها لصالحها. وكم هي سخفاء ومتهورة تلك القوى الخارجية، دولياً وإقليمياً، إذا كانت تعتقد أن بإمكانها توجيه الثورات هنا وهناك بالاتجاه الذي يخدم توجهاتها ومصالحها. لقد استفاقت الشعوب، وغدت يقظة جداً، وبالتالي لن تسمح لا لقوى الداخل ولا لقوى الخارج أن تسرق إنجازاتها. ولا نقول هذا الكلام دفاعاً عن فصيل ضد آخر في أي من بلدان الربيع العربي. لا معاذ الله، فلا بد من الاعتراف أن الشعوب التي ثارت تشعر ولأول مرة في حياتها أنها لم تعد مجرد كتل صماء، بل صارت تستمتع باختلافاتها وتنوعاتها وتوجهاتها. وهذا من حق الشعوب تماماً بعدما كان الطواغيت يسيرونها على مدى عقود كما لو كانت قطعاناً. هذا الزمن لن يعود، وحدث الانقسام الصحي والطبيعي داخل كل بلد عربي. ولذلك، فلا بد من العمل على تأمين مصالح الشرائح المتصارعة والتوفيق بينها بالطرق الديمقراطية الصحية والمأمونة، وليس عن طريق التهميش والإقصاء والاستئصال المقيتة التي لا يمكن أن ينتج عنها سوى خراب الأوطان ودمارها.

دعونا نعترف أنه في كل بلدان الربيع العربي دون استثناء، هناك الآن صراع لم يسبق له مثيل بين القوى الشعبية والأحزاب المختلفة. وهذا إفراز طبيعي للأجواء الجديدة التي حلت محل أجواء الطغيان التي كانت تجمع الكل تحت مظلة واحدة، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه الأوضاع الجديدة بحاجة لسياسات حكيمة جديدة كي لا تتحول بلداننا إلى ساحة للفوضى "الهلاكة"، وليس الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندوليزا رايس. وكل من لا ينتبه إلى الأوضاع الجديدة ويعمل على التعامل معها بحكمة، فهو بالضرورة يدفع الأمور باتجاه المواجهات الكبرى والحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر. وبالتالي، على القوى الداخلية والخارجية أن تعلم أنها لن تحقق أطماعها عن طريق الاجتثاث ولا الإقصاء، ولا إعلان النصر على الآخرين. هذا "لعب عيال" وليست سياسة.

إن أكثر ما يمكن أن يدفع الأمور في بلدان الربيع العربي باتجاه الخراب أن يعتقد طرف أو حزب أو تيار بأنه انتصر. من الرعونة إعلان الانتصار على الأطراف التي شاركت في الثورات. هذه حماقة كبرى. الانتصار الوحيد الذي يمكن التباهي به في بلدان الربيع العربي هو الانتصار على الطواغيت الساقطين والمتساقطين. أما أن يعلن طرف أنه انتصر على آخر فهذا هراء. فلو نظرنا مثلاً إلى الأوضاع في مصر وليبيا وتونس لوجدنا أن الانقسام حاد للغاية في الشارع بين القوى الثورية. ويتجلى الانقسام في صراع واضح بين الإسلاميين والعلمانيين. وقد رأينا أن الثورات لم تنته فوراً إلى تحقيق الديمقراطية بعد إسقاط الطغاة، بل تحولت في واقع الأمر إلى صراع بين التيارين العلماني والإسلامي في البلدان المذكورة أعلاه. وقد زادت جذوة الصراع بعد فوز الإسلاميين في صناديق الاقتراع في بعض البلدان. وبدلاً من أن يقبل العلمانيون بنتائج صناديق الاقتراع راحوا يعملون على إسقاط الأنظمة المنتخبة ديمقراطياً بطريقة صبيانية سخيفة للغاية ظناً منهم أن الأمر في غاية السهولة.

لا أدري لماذا ظنت بعض القوى أن إسقاط طرف منتخب ديمقراطياً يمكن أن يمر بسهولة. ألم يدر في ذهنها أن أي قوة منتخبة لن تقبل بالخروج من السلطة، وإذا اضطرت للخروج فإنها مستعدة أن تقلب الأوضاع رأساً على عقب تحت من أسقطوها حتى لو كانت تقف وراءهم كل الجيوش وقوى الأمن. كم هم سخفاء أولئك الذي يعتقدون أنهم قادرون على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، خاصة في سوريا التي يتوعد فيها بعض مؤيدي النظام المعتوهين معارضيهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ظناً منهم أنهم سيعودون إلى السلطة بنفس طريقة السبعينيات أو الثمانينيات. الزمن الأول تحول تماماً. والسعيد من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه.

الحل الأمثل في بلدان الربيع العربي لحسم هذا الصراع المرير بين القوى الشعبية كما في مصر وتونس وليبيا يكمن في الاحتكام لصناديق الاقتراع كما يجري الأمر في البلدان الديمقراطية، وليس عبر الانقلابات والإقصاء، فالانقلاب لا ينتج سوى انقلاب، والإقصاء لن يؤدي إلا إلى التطاحن والاحتراب والفوضى. ولا أعتقد أنه حتى الجيوش يمكن أن تضبط الأوضاع الجديدة في بلدان الربيع العربي مهما كانت قوتها وسطوتها. ولعلنا نرى كيف أن الجيش السوري بكل عتاده لم يستطع منذ أكثر من عامين أن يقضي على ثورة شعبية. والجيش الذي يزج بنفسه ضد الشعوب سينهك نفسه، وربما ينهار عاجلاً أو آجلاً.

على بلدان الربيع العربي بكل فئاتها وجيوشها وأجهزة أمنها ونخبها السياسية والثقافية أن تختار بين الصناديق والتوابيت، فاحترام إرادة الشعوب ونتائج الصناديق سيؤدي إلى نهضة الأوطان واستقرارها. أما الإقصاء والاجتثاث وعدم احترام نتائج صناديق الاقتراع فبديله الوحيد التوابيت. وسلامتكم!








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 15:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستقرار في السلطة يستلزم ارتكاب أقل عدد ممكن من الاخطاء و التصحيح المستمر و التعامل مع الخصوم السياسيين بدبلوماسية ... الإخوان فشلوا في استيعاب هذه القواعد

تجربة الإسلاميين في تركيا علمتهم أن لا يمنحوا لخصومهم فرصة للنيل منهم , في حين عمد الإخوان و انصارهم بكل حماقة إلى تقديم كل المبررات للإنقلاب عليهم ...

النظام الديموقراطي يقوم على التداول على السلطة وليس على المغالبة و الإقصاء ... ما زال امام الجميع الكثير ليتعلموه ...









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 16:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
شاب عربي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

للأسف الشديد فإن نزاهة الصندوق لن تكون بالبلاد العربية لأن الغرب يخشى هذه الميزة إن توفرت عندنا فالناهة في النتائج تعني الاتفاق على تسييد شخص و الاتفاق على التسييد يؤدي إلى اتباع إملاءاته و هذا يعزز من تكاثف الجهود و هذه تصل إلى الوحدة العربية و هذه الأخيرة ستدمر العالم ..









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 18:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Like_An_Angel
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
. كم هم سخفاء أولئك الذي يعتقدون أنهم قادرون على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، خاصة في سوريا التي يتوعد فيها بعض مؤيدي النظام المعتوهين معارضيهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ظناً منهم أنهم سيعودون إلى السلطة بنفس طريقة السبعينيات أو الثمانينيات. الزمن الأول تحول تماماً. والسعيد من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه.
لأاااااااااااااااااااااايك +1









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 19:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مؤمل النهر
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما فعله الجيش بمصر خطيئة كبرى في تاريخها ليس بسبب مرسي وأنه جيد او سيء بل بسبب عدم احترم الجيش للدستور والتقيد به وهذا معناه احجام المستثمرين وعدم ثقتهم بالدولة المصرية التي يسيطر عليها العسكر الذين ينصبون انفسهم على الشعب وقادة الشعب المنتخبين










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-07, 20:30   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمل النهر مشاهدة المشاركة
ما فعله الجيش بمصر خطيئة كبرى في تاريخها ليس بسبب مرسي وأنه جيد او سيء بل بسبب عدم احترم الجيش للدستور والتقيد به وهذا معناه احجام المستثمرين وعدم ثقتهم بالدولة المصرية التي يسيطر عليها العسكر الذين ينصبون انفسهم على الشعب وقادة الشعب المنتخبين
من الواضح ان النية كانت مبيتة لعزل مرسي ... الجيش جزء من الدولة العميقة و منطق التطهير الذي تحدث به مرسي في خطابة المطول الاخير عجل بالانقلاب عليه ... من السذاجة ان يعطي مرسي في خطابه للوزراء و رؤساء المحافظات اسبوعا لتطهير الإدارة و أجهزة الدولة من المفسدين و انصار النظام القديم .. هذا كلام لا يقوله عاقل و ابعد ما يكون عن الواقعية السياسية ...


المشكلة هي ان درجة الاستقطاب وصلت إلى درجة جعلت الجيش يخرج من لعبة التوازنات و يقرر التدخل لأنه رأى ان الاخوان مصرون على إحذاث تغييرات جذرية في بنية الدولة , لذا كان من المنطقي سياسيا ان يتغدوا به قبل ان يتعشى بهم , و لا يجب ان نتعجب من موقف اصحاب المصالح ممن كانوا جزء من نظام استبدادي فاسد في الوقوف بحزم في وجه من يهدد مصالحهم خاصة و انهم لا زالو الطرف القوي واقعيا , استخباراتيا و عسكريا و إعلاميا ... لكن هل كان يتوقع الإخوان ان يتصرفوا في شؤون الدولة كما يحلو لهم ... تجاهل الإخوان للقوى الفعلية و عنادهم الغبي هو الذي أوصل مصر لهذه النقطة ...


اما من الناحية القانونية فلا شك ان هذا الإنقلاب غير دستوري و هو لن يحل المشكلة ... و هو درس يجب على الاسلاميين ان يستوعبوه جيدا ... لقد جاء اردوغان إلى مصر و قال بصريح العبارة ان على مصر ان تتبع النموذج العلماني لكن الإخوان رفضوا ذلك و اعتبره بعضهم تدخلا في الشأن المصري ... و هاهم يتعرضون لما تعرض له اربكان ... التغيير الحقيقي لا يتم بالشعارات و الخطب الحماسية و تجييش المشاعر الدينية . التغيير الفعلي يكون نتيجة تفكير و مراجعات جادة و استيعاب جيد لقواعد اللعبة السياسية ...









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التوابيت!, الصناديق, القاسم, فيصل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc