...إليكم أساتذتي.............من أحسب أنهم شامة الجبين وحماة الدين ظله الوارف وغمامه الواكف......
الحمد لله. الحمد لله معز الحق ورافعه ومذل الباطل وواضعه من يهد الله فلا مضل ومن يضلل فلاهادي له حمدا لمن أسماؤه مكمله الله لاإله إلا هو له حمدا كثيرا دائم البقاء مكافئا ترادف الآلاء ثم الصلاة والسلام تترى على أجلّ العالمين قدرا وآله أفنان دوحة الشرف وصحبه والتابعي نعم السلف مالمع البرق على أم القرى وهتفت قمرية على الذرة ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وانتم مسلمون...آل عمران.
أما بعد فيامن أحسبهم شم الأنوف وشامة الصفوف ياقانتون ساجدون راكعون جمعا وأجمعون ثم جمع ويامنيبون وآواهون ومن بكم ألحق والأهلون مني سلام ناطق عن بعض ما في القلب من فرط الهوى إن وصفا سلام كاصبا مرت بروض فلاقتها الكمائم بإنفتاق فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماترنم حادي الإبل بكلماته حياكم الله وأحياكم وحمى حماكم من الغير وجعل فيما يرضيه آمالكم والفكرومنحكم مالاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر.وأرشدكم لما يرضيه عنكم وثبتكم على سنن الرشاد عبد الله ذكرالإله به تحيا القلوب كماتحيا البلاد إذاماجاءها المطر حيث يذكرالله ذاك موطنك انصب خيمتك واضرب الأوتاد واعقد الأطناب وارتع في الرياض واكرع من الحياض وكن ذاك الذي يصدق فيه فصيحا إذاماكان في ذكر ربه وفي ماسواه في الورى كان أعجما جعلني الله من الذاكرين الله كثيرا من أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما أكرم بقوم إله العرش يذكرهم عطر السناء عليهم فائح عطر...وصيتنا في هاته السطور إياك والتلون إنها وصية نفيسة ما أحوجنا إليها في عصرمن سماته إثارة الشبهات وتهييج الشهوات ولبس الحق بالباطل مع كثرة فتن وانحرافات إغارة على أحكام استقرت في نفوس الناس من سنين وأعوام من بني بلعام من نهش إيمانهم ذئبان جائعان فغدوا في عداد الأنعام مناداة بإسقاط الواجبات كلاتجب في المساجد الصلاة واستهانة بالمحرمات كلابأس باختلاط الشباب بالفتيات وسماع الأغنيات تهوين للطاعات وتزهيد في القربات وإغراء بالمحرمات تلون وتقلب وتذبذب حور بعد كور وضلال بعد هدى ماكان معروفا بالأمس صارعند بعضنا منكرا وماكان منكرا صارمعروفا تسفيه للعلماء وتقديم للسفهاء توثب من لاعلم له بالفتيا في سوء سيرة وخبث سريرة وملاك القنوات والصحف ينفخون في روعه ويلمعونه ويقدمونه على أنه حبر ألأمة وعلم الهداية فتجرأ الرويبضة بالطامة وتكلم التافه في أمر العامة وطاول البقل فروع الميس وهبت العنز لقرع التيس وصار من لايساوي نصف خرذلة مفتين ماربحوا دنيا ولادينا حادوا عن الحق واتبعوا الهوى ومن أطاع الهوى هوى أعماهم الهوى عن رؤية الحق وإن كان أبلجا وأصمهم عن سماع صوته وإن كان عاليا وأخرصهم عن التكلم به ولوكان مبينا وكذا الهوى يعمي ويصم الهوى ماالهوى أساس كل فتنة وسبب كل بلية إنه ثلاثة أرباع الهوان بل هو الهوان لكن سرقت نونه ومن أضل ممن اتبع هواه بغيرهدى من الله أرأيت من اتخذ إلهه هواه ...والهوى والهدى لايجتمعان في قلب عبدا أبدا على المدى كان أحدهم يطوف بالبيت وأطلق نظره في امرأة وأتبع النظرة النظرة ثم مال لها يريد الجمع بين الهدى والهوى قائلا:أهوى هوى الدين واللذات تعجبني فكيف لي بهوى اللذات والدين فأجابته إجابة جازمة حازمة قاطعة قائلة :دع أحدهما تنل الآخر دع الهوى تنل الهدى والعكس بالعكس لايجتمعان في قلب عبد أبدا حتى يجتمع الضب والحوت والماء والنار والثريا والسهيل عَمرَك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا استقلت وسهيل إذاما استقل يماني صاحب الهوى لايثبت على حال أبدا كشاة عائرة بين غنمين إلى هذه مرة وإلى هذه أخرى بل كريشة في أصل شجرة تقلبها الريح ظهرا لبطن تراه في أقصى اليمين طائشا متعجلامتهورا وينقلب فجأة فتراه في أقصى الشمال خانعا ذليلا جبانا رعبيدا متلونا كريشة في مهب الريح ساقطة لاتستقرعلى حال من القلق له ألف وجه بعدما ضاع وجهه فلم تدري فيها أي وجه تصدق ولذا يقول المقداد رضي الله عنه لاأقول في رجل خيرا ولاشرا حتى أنظر مايختم له به بعد شيئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل ماسمعت قال سمعته يقول /: لقلب ابن آدم أشد إنقلابا من القدرإذا اجتمعت غليا" وماسمي الإنسان إلا لنسيه ولاالقلب إلاأنه يتقلب" إياكوالتلون" يتبع تلميذكم صابر