(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ. ) [الزمر: 68]
أخرج أبو يعلى والدار قطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: "سئل جبريل عليه السلام عن هذه الآية {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} من الذين لم يشاء الله أن يصعقهم؟
قال: هم الشهداء مقلدون بأسيافهم حول عرشه، تتلقاهم الملائكة عليهم السلام يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أبي هريرة {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله}
قال: هم الشهداء ثنية الله تعالى.
وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {إلا من شاء الله} قال: هم الشهداء ثنية الله، متقلدي السيوف حول العرش.
الشهداء ثنية الله: بفتح التاء وكسر النون المخففة وتشديد الياء هم المستثنون من الصعق عند النفخ في الصور. انتهى.بالمعنى من النهاية.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو نصر السجزي في الإبانة وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين استثنى الله؟ قال "جبريل، وميكائيل، وملك الموت، وإسرافيل، وحملة العرش. فإذا قبض الله أرواح الخلائق قال لملك الموت: من بقي؟ وهو أعلم فيقول: رب سبحانك..! رب تعاليت ذا الجلال والإكرام بقي جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت. فيقول: خذ نفس ميكائيل. فيقع كالطود العظيم. فيقول: يا ملك الموت من بقي؟ فيقول سبحانك رب..! ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وملك الموت. فيقول مت يا ملك الموت، فيموت فيقول يا جبريل من بقي فيقول: سبحانك..! يا ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وهو من الله بالمكان الذي هو به. فيقول: يا جبريل ما بد من موتك. فيقع ساجدا يخفق بجناحيه يقول: سبحانك رب..! تباركت وتعاليت ذا الجلال والإكرام، أنت الباقي وجبريل الميت الفاني، ويأخذ روحه في الخفقة التي يخفق فيها، فيقع على حيز من فضل خلقه على خلق ميكائيل كفضل الطود العظيم
فالملائكة يشملهم الموت في ظاهر الآية الكريمة
وقال رسول الله : تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ، لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ مَاتَ وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ. رواه أحمد
قال ابن القيم: وقوله:
" والملائكة الذين عند ربك ": لا أعلم موت الملائكة جاء في حديث صريح إلاّ هذا .
بالإضافة إلى ذلك، فإن قوله تعالى:لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ.
يكون حين يقبض عزّ وجلّ أرواح جميع خلقه، ولا يبقى سواه وحده لا شريك له، حينئذ يقول:لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلاً:لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار .اهـ
والله تعالى أعلم...نقلته من اجل الايضاح و الفائدة.