الإصرار قوة
قال أحد الفلاسفة : إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره ، قلما تنقضه الأيام ، إن كان صادراً حقاً عن إرادة وإيمان
روى لي عالم جليل : أنه كان في صعيد مصر إنسان أمي ، في الخامسة والخمسين من عمره ؛ لا يعرف السماء من الأرض ، ولا الطول من العرض ، وقد ذهب ابنه الشاب إلى الأزهر في القاهرة ، وبعد سنوات عدة ، عاد ابنه إلى قريته خطيباً لمسجدها ، جلس أبوه في المسجد يستمع إلى خطبة ابنه ، وبدل أن يمتلئ قلبه فرحاً ، بما وصل إليه ابنه ، من علم ودعوة ، امتلأ قلبه حزناً وحسرة ، على عمره الذي أمضاه في الجهل والغفلة ، واتخذ قراراً مصيرياً ، وركب حمارته الهزيلة متجهاً بها ، من صعيد مصر إلى أزهر القاهرة ، واستغرقت الرحلة عشرات الأيام ، ولما وصل إلى القاهرة ... سأل أين الأزعر ؟ ، فقيل له أي أزعر؟ ، إنه الأزهر ، فالتحق به ، وتعلم القراءة والكتابة ، ثم قرأ القرآن ، ثم طلب العلم ... ومازال يطلب العلم حتى انتهى به طلب العلم إلى أن صار شيخ الأزهر ، بل ما مات إلا وهو شيخ الأزهر
صفحة الدكتور النابلسي على الفيس بوك