بسم الله الرحمن الرحيم
حب الوطن
غرست بذرة حب الوطن في نفس كل برعم طري العود و الفنن , و سقيت تربته الطيبة بآي الرحمن الرحيم ,فأزهر بستانه حبا إلاهيا تصونه الفاتحة وسورة الدخان .
و تململ الصمت بين طياتها و صاح لما هذا الليل يا أمتي ؟,سجينة في قهر الأعداء. لما هذا الليل يا أمتي ؟ لما هذا الصمت يا أمتي ؟
تتلالا دمعة حزينة على خد متوهج و تجري انهارا من ماء لجين بين يديك يا حبيبتي فلسطين . لعلها الشهادة تدفعني دفعا إلى الإبحار في حضنك لعلي أعيش في صفاء و ضياء تزينه ألوان الطيف .
فأذن المؤذن للتحرر , و أديت الصلاة على الظلم الميت , و طاف الموج على الرؤوس , و حرك النفوس الكمائن , و ابرق الورد إلى الورد يحطم جدران العزل , و قال الليل لليل آتاك الضياء يحصد ما تبقى من ظلام الظلم .
وحركت تنهيدة نائمة في صدري , و لامست دمعات القلم شغاف القلوب و لا اشك بان هذا الغرس سيعطي الثمار ذات يوم و أرجو من الله أن يعجل به حتى نفرح بتحرير القدس وعودة الحق المسلوب إلى أهله .
القدس يا نجم الزمان المر في سماء العرب الذين تنحو منذ زمن بعيد من الساحة الفاعلة و تراجعوا آلاف الأميال عن الواقع وكأن ما يدور في فلسطين و القدس في كوكب آخر ليس لهم علاقة به , اليهود يدهسون الأطفال ,يهدمون اليبوت , يغيرون محيط القدس والأمة تغط في المجون .
وألف القلم القلم , و اشتاقت الحروف للحروف , و تبقى حروف كلماتك(القدس) تخط من زهر منتقى وشهد مصفى ما يجد منفذا واسعا في قلوب أبناء الوطن .
حملتني أجنحة الحروف البيضاء على ساحل موجة رسمتها أنامل واحد من الذين صارت بصمته ظاهرة في دموع العاشقين.
قرأت و بتمعن الورود والزهور التي تناثرت فرفرف القلب بين طياتها و ارتويت من شذا عطر نسائم الكلمات التي أنعشت ساحة قلبي بهاء ظريفا , و أيقظت مشاعر الإحساس و سمت بها عاليا في قمة الحرف و جودة المعنى فرسمت لوحة قلما يعرف الرسامون لها تأويل , حب الوطن.
لن أكون إلا طفلا عانق الحب كثيرا,مهما كان السن عندي فالشباب خير عيد , قلب الطفل عاصفة بيضاء من الشغب و الصراخ و البكاء غير أن الحقد والكراهية ليس لها مكان ولا تواجد ولا زمان و يبقى حب الوطن أقوى من كل إنسان.