اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gatboulerbah
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:1- 5).
لا شك أن تلقي سلفنا الصالح من الصحابة الكرام والتابعين ومن تبعهم بإحسان لتلك الآيات كان تلقياً بالأخذ بأسباب
العلم والتعلم، ومن هنا كنا أمة العلم والعرفان، فسادت أمتنا الدنيا. إلا أنه كلما بعدت هذه الأمة عن مشكاة النبوة كلما
أدى ذلك إلى انحرافها عن الصراط المستقيم مما ينشأ عنه ضعفها، وتداعي أعدائها عليها حتى بلغ الجهل من أمتنا
مبلغه فأسقطها في الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق حتى صرنا أمة تابعة لا متبوعة.
والحالة الثقافية أصبحت من أسوأ ما يكون لانتشار الأمية واضمحلال المؤسسات التعليمية، وضعف الموجود منها مما
أدى إلى الانهزامية أمام أعدائنا واتباعهم حذو القذة بالقذة، وهذا ما قاله المفكر المسلم عبد الرحمن بن خلدون في
مقدمته الشهيرة: (المغلوب مولع أبداً بتقليد الغالب).
ولا شك أن القراءة هي عنوان الحضارة، ودلالة بارزة على أي مجتمع متحضر، ولكننا نصاب بالخيبة حينما نقرأ ما
ذكرته منظمة مختصة هي (اليونسكو) في تقرير لها عن القراءة في الوطن العربي؛ حيث جاء في التقرير: "المواطن
العربي يقرأ (6) دقائق في السنة، وفي الوطن العربي يصدر كتاب لكل (350) ألف مواطن؛ بينما يصدر كتاب لكل (15)
ألف مواطن في أوروبا، كما أن كل دور النشر العربية تستوعب من الورق ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة هي
(باليمار)".
وقد يكابر بعضهم بأن اتهام فئات منا بعدم القراءة هو تحامل لا سيما بعدما أُثر عن وزير الدفاع الصهيوني (دايان) أن
العرب لا يقرؤون لكونه نشر خطة عسكرية هزم بها العرب فيما بعد، وعندما سئل: ألم تخش كشف الخطة؟ قال: (إن
العرب لا يقرؤون). وكلامه هذا والحال ما ذكر صحيح، ولا تجدي المكابرة عن هذه الكارثة.
ولا يغيب عن الذهن ظاهرة انهماك فئات من الناس في مجتمعاتنا بالانكباب على قراءة المواضيع السطحية والتافهة
أمثال قراءة الشؤون الرياضية والمسائل الفنية، وصدق من قال: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم). وأحسب أن هذه
الظاهرة من أسباب ضعف الأمة؛ لأن هذا مظهر من مظاهر ضعفها.
تلك الحال التي لا تسر؛ بينما العلم هو الذي يحقق صحة المجتمع ليكون متوازناً وسوياً، فلا يعتريه انحراف عن الجادة.
ومن هذا المنطلق جاء القول المأثور: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لا يعلم). ولا شك أن الأمية وصمة عار علينا معشر
المسلمين ونحن الذين حث ديننا على العلم والتعلم، ومن هنا اعتبر القرآن الكريم أن الأمية ليست أمية القراءة والكتابة
فحسب، بل أمية الأفكار. يقول الله تعالى:
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ) (البقرة: من الآية78) أي لا يعلمون
الكتاب إلا تلاوة فقط على أحد وجوه التفسير. ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ابن عباس وقتادة عن الآية (وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ..) أي غير عارفين بمعاني الكتاب يعلمونها حفظاً وتلاوة بلا فهم ولا يدرون ما فيه. وقوله: (إِلَّا أَمَانِيَّ) أي تلاوة
بلا فهم لا يعلمون فقه الكتاب إنما يقتصرون علا ما يسمعون بشكل عام.
فلماذا لا نقرأ؟ ولماذا لا نداوم على القراءة؟
jتساءل نريد الاجابة عليهالاخت:amal jijel
دمتي...
|
صدقت أخي هذه هي الحال التي بات عليها الانسان العربي المسلم