السلام عليكم ورحمة الله
لقد جاءت الشريعة الإسلامية مقررة لكل عرف وافق أصولها ومقاصدها
وجعلته معتبرا ومعمولا به إذا لم يخالف ،
وفي ذلك قال العلامة ابن سعدي في منظومته:
والعرف معمول به إذا ورد
حكم من الشرع الشريف لم يحد
...
وبالمقابل هنلك أعراف وعادات إجتماعية سادت وعمت وهي مخالفة بل مصادمة للشريعة
وهذا القسم ملغى وغير معتبر ومن تلك الأعراف الفاسدة ، تصنيف الناس وتقسيمهم إلى:
مستقيم لمن اطلق لحيته.
و غير مستقيم لمن يحلقها.
كلها مصطلحات وتسميات محدثة ما أنزل الله بها من سلطان
ومن المعلوم أن أصحاب القرون المفضلة من الصحابة ومن تبعهم لم يقسموا الناس الا لثلاثة أقسام:
( مسلم وكافر ومنافق )
فمن أين أتيتم بتلكم الأصناف والأوصاف!؟
إن من الآثار الباطلة والمقيتة لتلك التقسيمات ، التفريق بين الملتزم وغيره في التعامل!
كثير من الناس يعامل من أطلق لحيته معاملة الملاك ويكلفه فوق طاقته
ولا يقبل منه الزلل والوقوع في المنكر ويتناسى
أنه بشر ويجول عليه ما يجول على غيره ،
فكل ابن آدم خطاء ولا فرق في ذلك بين ملتحٍ وغيره.
ومن الخلل المنهجي جعل هذا الواجب هو الفيصل الذي يحدد به سلوك الأفراد!
لماذا إذا وقع الخطأ أو المنكر من الملتحي وصفه المجتمع بالنفاق والدجل وعاملوه بشدة وقسوة؟
وإذا وقع نفس الخلل من غير الملتحي يغضوا الطرف عنه وكأنه غير مكلف!
هذه من المفارقات العجيبة التي تعارف عليها الناس من عند أنفسهم وتباً لها من أعراف!
ينبغي أن ننظر للمسلمين بنظرةٍ واحدة بعيدة عن التقسيمات غير الشرعية والتي تجلب الفرقة والتنافر.
الإيمان ياسادة ليس محصورا بإطلاق اللحية وإن كان إطلاقها من مظاهر الطاعة الجالبة لحسن الظن
ولكن ليست هي الدين كله بل هي جزء من أجزائه ،
فلا تضق ذرعا إذا أخطأ الملتحي وحصل منه المنكر فهو كغيره من البشر عرضة للخطأ وخير الخطاين التوابون.
ولا أعني بذلك التسامح مع من اشترى الدنيا بالدين وتظاهر بالصلاح كي يمرر مصالحه الشخصية،
فهذا على خطر عظيم!
وإن كان هذا الصنف يمارس هذا المنكر الجلل باللحية وغيرها فالتظاهر بالصلاح ليس حكرا على إطلاق اللحى.