**************************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الإسلام دين عظيم .. كيف لا .. وهو من أشمل الاديان .. وهو الذي أحاط متطلبات الانسان و رغباته بحدود متوافقه مع مصلحته.. ولن يسعنا أن نذكر خصال ديننا العظيم الذي نحمد الله أن هدانا له وجعلنا من أهله ونسأله أن يثبتنا عليه حتى نلقى ربنا على حسن عقيدة وحسن عمل وحسن خاتمة..
من الأمور التي جاءت بها الشريعة .. أمر الشورى .. فالله عز وجل يقول : ( وأمرهم شورى بينهم ) .. كما قال سبحانه .. ( وشاورهم في الأمر )..لن أتناول في موضوعي هذا سوى مجلس الشورى الخاص بمنتدى الاسري..
وهو ( مجـلس الشورى العائلي )
فكل مجلس شورى .. يتكون من ..
الرئيس الأعلى للإجتماع الاسري ... ( الأب )
ثـم نائب الرئيس الأعلى .. ( الأم )
]
ثم العضو الهام وهـو المستشـار الخاص .. ( الأخ الاكبر )
]
بـعد ذلـك تأتي منسق أمور الإجتماع ونائب المستشار الخاص .. ( الأخت الكبرى )
فهـولاء أبرز الاعضاء المكونين لإجتماع الاسرة .. والذي يعقد في كل حين .. ويعقد بشكل طارئ للأمور الطارئة على الساحة والمهمة..
إجتماع الاسرة للشورى في أمور العائلة له فوائد كثيرة .. أقلها إجتماع الاسرة كاملة .. بدون تخلف أحد أعضائها..
ويتم خلال إجتماع الاسرة وتشاورهم في أمور الاسرة توثيق أواصر المحبة بين أفراد الاسرة.. و إحساس الفرد بإنتمائه الحقيقي للأسرة .. وأيضا يعرف حجم المسئوليه الملقاه على عاتقه في حمل أسرته الى أرقى المستويات.. وأيضا فيه توزيع المهام العائلية على جميع أفراد الاسرة بحيث يخفف من ثقل المسئولية على الوالدين.. أيضا فيه إعطاء الافراد القدرة على التحدث والطلاقه في الكلام وعدم الخجل وإبداء الرأي من حيث ما تبين له ومايراه مناسب.. وتعليم الابناء أسلوب التفاهم والاخذ بوجهات النظر وحسن الاستماع.. وضبط النفس .. وتقبل وجهات النظر ولو كانت معارضه له..
في هذا الإجتماع يُبرز كثير من أفراد العائلة مواهبهم وأفكارهم وقدراتهم التي قد لا يستطيع المجتمع إحتوائها فيجد تفريغها بشكل جيد في الاسرة إذا أعطته الفرصة ..
في هذا الاجتماع يتم تطوير عقول أبنائنا وتوسيع مداركهم وزيادة خبرتهم في الحياة من خلال طرح المواضيع ومناقشتها وايجاد الحلول لها .. بعكس إنطوائية الفرد على نفسه وعيشه في ظل الترف الزائد والتدليل من قبل الوالدين بحيث يُصور له أن الحياة كلها سعادة خالية من المنغصات ومع أي إختلاط بالمجتمع ينكشف له ماكان يغفله فينصدم من واقع الحياة المتسم بنوع من الصعوبه..
في إجتماع الاسرة يتم بث كل المشكلات التي تواجه أفرادها وحلها بطريقه المشورة والتجربة وإعطاء الخبرات بما يشعرك أنك قد قدمت لهذا الشخص الذي تعرض للمشكلة حلول ينتفع به وقدمت له ما بوسعك.. وفي نفس الوقت يشعر هذا الشخص بأهميته عند أسرته وكيف بذلوا ما بوسعهم لتخليصه من مشكلته..
فيمحي هذا الاجتماع كثير من شعور الابناء بعدم اهتمام اسرهم بهم وإطلاق بعض العبارات التي لا تمت للحقيقة بصلة..
فلو تخيلت إنعقاد إجتماع أسري من أجلك وأنت الان في ( أول ثانوي ) ليحل قضية حيرتك بين قسم الادبي والعلمي .. ويطرح أخوتك الكبار تجاربهم .. وتجارب أصدقائهم .. وإيجابيات وسلبيات كل القسمين .. وتقييم مواهبك .. ثم إرشادك ..
قد تكون القضيه @-@@-@@-@@-@ة بعض الشي لكن في نظر هذا المتحير قد قطعت له شوط كبيرا وإختصرت له الكثير من الوقت..فياترى كيف سيكون شعوره..وردة فعله..
وماذا لو إجتمعت الاسرة لتحديد منطقة للسفر .. وتم التصويت .. واتفقوا على رأيك بهذه المدينه.. ولكن يتطلب الأمر أن تتكفل بضبط ميزانية السفر .. وتم السفر و قد بذلت مجهود في ضبط الميزانية مع مساعدة إخوتك .. قل ما الذي ستخرج به من هذه الرحلة من فوائد..
أذكر أن أحدى العوائل برواية ابنتهم .. اجتمعوا ليتشاوروا في رحلة بريه .. واتفقوا على المكان .. شريطة أن الوالدين هم الضيوف والابناء هم رب المنزل .. فتقول قسمنا الاعمال من طبخ الغداء والعشاء وإعداد الفطور والقهوة والشاي والاحتطاب و و بيننا نحن البنات وأخواني الشباب فتقول خرجنا من هذه الرحلة بأشياء عظيمة ومواهب وابتكارات ومسئوليات واشياء مفيدة وممتعه..
هـذا ما يسر الله لي أن أكتبه لكم ..
لكـن هـل هذه الاجتماعات وعقد مجلس الشورى العائلي بات خاص بــــ
الــــوالـــــديــــــن ,,ومنع الابناء من المشاركــــة حتى في الأمور العادية..
أم هـــو أصبح مخـــتصرا على ...
الاعضاء الاساسيين فقط...
أما هو مفتوح على مصراعيه ..
فأصبح يضم أفراد الاسرة كلها...
ومـتـى أصبحت إجتماعاتنا تعقد.. هل في الامور الكبيرة ( الزواج .. العزاء .. السفر .. المشاكل ..الخ)
أم له يوم محدد يعقد فيه ..
وهل أنت من هـذا النوع الذي ..
الذي يجتمع بذاته ولا يميل لإجتماع الشورى .. بل يتخفى عنها.. ويتخلف عن حضورها..
في الختام :
أشاد كثير من مشائخنا بأهمية مجلس الشورى العائلية وفوائده..ولا عجب .. فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائد الاعلى لهذه الامة إستشار أصحابه وأخذ برأيهم ..
الدكتور جاسم المطوع: "لا شيء أكثر تأثيراً في تربية الأبناء والبنات من حق إبداء الرأي واحترام الشـخصية...
والسلام عليكم ...