السلام عليكم
حرية العقيدة ، و الإسلام ضمن حرية العقيدة ، هاته الكلمات ملأت الآذان في هذا العصر و إنتشرت إنتشار النار في الهشيم ، فما مدى صحة هذه المقالة ؟
لاشك أن نسبة هذا الكلام للإسلام هو من أعظم الفرى على الله سبحانه و هو يشبه تماما ما كان يفعله اليهود من تحريف الكلام و نسبة الكذب إلى الله سبحانه ، فمن المعلوم عند كل مسلم عاقل أن هذه المقولة كفر بالله لأنها تعطي حرية الكفر و نسبتها للإسلام كفر آخر يتمثل في الكذب على الله و نذكر هؤلاء بقوله تعالى : وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ.
نسأل الله العافية .
هنا سيأتي قول القائل ماذا عن قوله تعالى : لا إكراه في الدين ....الآية .
نقول : هذا هو تحريف الكلم عن مواضعه و تكسير للمحكم بأدنى متشابه ، فالمحكم واضح بين في أن الله بعث الرسل ليأمروا أقوامهم بالتوحيد و ينهونهم عن الشرك و الكفر و شرع الجهاد في سبيل الله من أجل أن يعبد الله وحده و السنة النبوية مليئة و حافلة بالغزوات و الجهاد في سبيل الله و سيرة الصحابة في فتح البلدان من المشرق إلى المغرب ، ثم يأتي من يأتي ليتعامى عن كل هذا و يقول إن الإسلام يقر حرية المعتقد !!!
مادام كل واحد حر في ما يعتقد فلماذا بعث الله الرسل مبشرين و منذرين ؟؟
و لماذا فرض على المسلمين فريضة الجهاد في سبيل الله !!!
و حنى نكون منصفين فإن هذا المصطلح يحمل حقا و يحمل باطلا و لكننا نلاحظ أن أهل الأهواء بجميع طوائفهم يستعملون الكلمات المجملة بحيث إذا نقضت باطلها أظهر لك جانب الحق فيها و إذا أقررت بها على أساس وجه الحق الذي تحتمله ألزموك بقبول الوجه الباطل الآخر الذي تحتمله و هذا من أساليب أهل الضلال على مختلف مشاربهم .
فقولك لا إكراه في الدين بمعنى أنك لا يجوز أن تجبر أحدا على الدخول في الإسلام فهذا صحيح و لكن منذ متى و حدث في التاريخ الإسلامي أن تم إجبار شخص على الدخول في الإسلام ؟؟
بل ما الفائدة أصلا من إجبار شخص على إعتناق الإسلام و نحن نعلم جيدا أنه في هذه الحالة لا يكون مسلما لإن الإسلام لابد فيه من قول اللسان و إعتقاد القلب و عمل الجوارح ، بل إن المنافق هو الذي يتلفظ بالشهادتين بلسانه و لا يعتقدها قلبه و لكن المقصود بحرية العقيدة واضح جدا من تصرفات القوم و افكارهم و أقوالهم و هو أن يجعلوا الكافر مثل المسلم و أن يجعلوا للكافر الحق في كل شيء حتى في تولي منصب الحكم و ان يحكم المسلمين و تعطي الحق للمرتد الذي ترك دينه و يسقطون عنه حد الردة و تعطل شريعة الجهاد في سبيل الله بل و تعطل شريعة الأمر بالمعروف و تغيير المنكر باليد لمن يقدر عليه كل هذا تحت مظلة لا إكراه في الدين ، و هذا والله لمن أعجب التحريفات المعاصرة و العجب الأكبر أنه إنتشر في المسلمين إنتشارا كبيرا حتى بين من يزعمون أنهم دعاة و حقا هم دعاة على أبواب جهنم .
و بالنسبة للآية لا إكراه في الدين فسأنقل أقوال كل المفسرين بالتفصيل في القسم الإسلامي و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.