|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-04-26, 10:32 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
【۞】الخيمة الرّمضانيّة (03)【۞】
في كل سنة يطلّ علينا شهر رمضان ، شهر الخير والبركات ، شهر تتقارب فيه النفوس لربّ الجلاله ، شهر يتسابق الناس فيه لفعل الخير لكن و على غير العادة فشهر رمضان هذه السنة لم يكن كبقية السنوات ، فنحن بصدد خوض تجربة لم يسبق أن عشناها على الإطلاق رمضان من دون تراويح و لا صلوات للجماعة و لا عمرة ، لكن مع هذا كلّه ينبغي علينا أن نستشعر رمضان كما عهدناه ونعيشه كما يجب بأنّه شهر الخير و الرحمة و المغفرة و شهر العتق من النار ، سائلين الله أن يُنزّل علينا من بركات هذا الشهر و نفحاته و أن يرفع عنّا البلاء و شاء الله أن يكون لي شرف المشاركة في هذه الطبعة الجديدة الثامنة لأول مرة و بما أنّه لم يسبق لي المشاركة في الأعداد السابقة للخيم الرمضانية فهذه أول خيمة لي أنصبها لأستقبلكم فيها و يسعدني الترحيب بكم جميعا داخلها ، ستتضمّن بعضا من النصائح و التجارب التي آمل بأن تكون ذات نفع و فائدة للجميع ستكون بإذن الله خيمتي مقسّمة كالتالي : رمضان و كورونا .. السبيل لانطلاقة ناجحة رمضان شهر القرآن + (تجربتي في حفظ سورة البقرة) الحجر المنزلي فرصة لمضاعفة رصيد الأعمال الخفيّة و بدون إطالة أترككم مع أول ركن ... رمضان و كورونا .. السبيل لانطلاقة ناجحة " كانت فيه قصة تُحكى قديما أنه كان هناك ملك ، و هذا الملك كان يحب الصيد بشكل كبير ، فكان يذهب دوما لأماكن الصيد عابرا على صخور كثيرة و أحجار حتى يصل لوجهته ، و بما أن الملك في زمانه لم يعرفوا معنى الأحذية فقد كان يذهب حافي القدمين ، و كانت تحدث له جروح في قدميه جرّاء ذلك ، المهم اجتمع يوما مع حاشيته و اشتكى لهم ما يحصل له و طلب رأيهم و مشورتهم في الأمر ، لكن ما كان جواب القوم إلا أن ألقوا الكرة في ملعبه و قالوا له : اعطنا الحل من عندك فأنت من تفهم فينا ، قال لهم سنفرش الجلد إذن من أول القصر عندي لغاية كل الأماكن التي أذهب لأصطاد فيها ، فرحّبوا بقراره وصفّقوا له ما عدا وزير واحد قد اعترض على الأمر وقال له كلمة الحق ، قال له لماذا لا نأتي لك بقطعة جلد على قياس رجليك و نربطها حوليهما و انتهت المشكلة ، فأعجب الملك بهذا الاقتراح لأن هذا الوزير قد كلّمه في المشكلة الحقيقية " كثير منّا يتعامل بذهنية الملك في ظل هذا الظرف الراهن المتعلّق بجائحة كورونا و هذا البلاء الذي ألمّ بنا ، فهو يرى بأن المشكلة ليست عنده بل هي في البلد ، في الحكومة ، في النساء المتبرّجات ، في اليهود ، في الصراع بين الصين و أمريكا ، في المؤامرة الكونية ... و الحقيقة أن مشكلته لا تتعدّى قطعة جلد سيعمل بها حذاءا لنفسه ، و كون الواحد منّا لا يريد أن يعترف بأن المشكلة عنده فهذا يجعلنا نعتقد بأن الحل عند غيرنا ، ممّا يعني بأنّنا سنظلّ منتظرين قدوم الحل فلا الحل سيأتي و لا المشكلة ستُحلّ . لذلك كانت طريقة القرآن في التعامل مع الصحابة في غزوة أحد طريقة واضحة و صريحة ، لمّا الصحابة راحوا يتساءلون لما حصل هكذا بعد النكسة ؟ ( أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ) ، فكان الردّ صريح وواضح ، عبارة عن منهج تربوي في قوله تعالى :( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فأخذ الصحابة الرسالة و فهموها و فعلا تابوا إلى الله ، فانصلح حالهم وكانوا بعد غزوة أحد يغزون و لا يغزوهم أحد ، و مكّن لهم سبحانه و تعالى بفضل هذا الفهم العميق للقرآن و بفضل هذه الطاعة الطيبة . فينبغي أن نطبّق نحن أيضا هذا المنهج و لا نخادع أنفسنا ، وأول شيء يجب على الواحد منّا فعله أن يبدأ بنفسه و يتّهمها و أن يفكّر بالمشكلة التي عنده قبل أن يفكّر في بعثرتها على جميع الأطراف التي حواليه ، فإذا عرفنا مشاكلنا و عيوبنا و أخطائنا فلنسارع حينئذٍ للتوبة و الاستغفار و لإصلاح ما بيننا و بين الله ، و بهذا نكون قد بدأنا بالتحرك في الطريق الصحيح . من القيم المهمّة التي من المفترض أن تتكوّن فينا خلال شهر رمضان إضافة للتوبة هي قيمة الوقت و استثماره فيما ينفع ، فيتحقّق حينها مبدأ التخلية قبل التحلية ، فتكون التوبة بمثابة إعلانك بأنّك قد بدأت صفحة جديدة مع الله و يكون استثمار الوقت بمثابة ملء تلك الصفحة بالأعمال الصالحات . كثير منّا قبل رمضان و في ظل الحجر الصحّي و بالرغم من الوقت الطويل الذي كنّا نمضيه في المنزل إلا أنّنا لم نقم باستغلاله كما ينبغي ، بل كان أكثره وقت ضائع في مشاهدة التلفاز و تتبّع الأخار لحظة بلحظة و إبحار لساعات طوال على النت بلا فائدة ، و أيّام تمر لم نعمل خلالها أي شي له قيمة حقيقية ، لكن مع دخول شهر رمضان ينبغي على الواحد منّا أن يستثمره حقّ استثماره في صلاة و قرآن و طلب علم و دعاء و استغفار و ذكر ووو ، أعمال صالحة كثيرة من المفروض أن تُنجز خلال الشهر و الأعمال الكثيرة هذه تحتاج لوقت فمن غير توفّر الوقت لا نستطيع أن نحقّق الأهداف المرجوة ، فرأس مالك الحقيقي الذي تُتاجر به مع الله هو الوقت ، لهذا فقيمة الوقت ينبغي أن تكون من أكبر القيم التي ينبغي أن تتكوّن عندنا و التي ينبغي أن نحرص عليها ، فلم يعد هناك وقت لنضيعه في النوم و في متابعة سلسلات الكاميرا كاشي و ما يُبثّ من سخافات على التلفاز أو في اليوتوب أو الإبحار في النت بالساعات الطوال بلا فائدة أو لعب الألعاب كمن يمضي نصف يومه و هو في بوبجي ، ثم فإن الموضوع ليس مسألة حلال أو حرام بل الموضوع أنّك قد أصبحت صاحب همّة عالية و صار تفكيرك الآن في الأمور العالية بعيدا عن سفاسف الأمور ، فلنغتنم هذه الساعات الطوال التي يقضيها معظمنا في المنزل و لتكن انطلاقتنا صحيحة لتكون ناجحة بإذن الله .
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2020-05-02 في 15:13.
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc