الكسوف والخسوف وما يستدعي العمل حين وقوعهما . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكسوف والخسوف وما يستدعي العمل حين وقوعهما .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-19, 21:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الكسوف والخسوف وما يستدعي العمل حين وقوعهما .


بسم الله الرّحمن الرّحيم


الكسوف والخسوف وما يستدعي العمل حين وقوعهما .






الكسوف والخسوف يقعان تخويفاً من الله تعالى لعباده


سماحة الشيخ: طالعتنا الصحف بخبر مفاده: أن القمر سوف يخسف خسوفاً كلِّياً بعد غروب الشمس بقليل، وذلك قبل خسوفه بثلاثة أيام وقد شرح الكاتب أسباب الخسوف وبدايته ونهايته مما يثير في النفس عدة تساؤلات بعد الحقائق التالية:

أ – إن خسوف القمر والشمس شيء طبيعي؛ لأن أصحاب المراصد الفلكية أخبروا عنه قبل وقوعه بعدة أيام وحددوا قدره وبدايته ونهايته بكل دقة.

ب – إن الرسول صلى الله عليه وسلم، أمرنا فيما رواه مسلم عن عائشة أن نفزع في حالة الخسوف إلى الصلاة وقال: ((فصلوا حتى يفرج الله عنكم)).

ج – وما رواه البخاري ((عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة)) – أي العتق -.

د – ورد في فتح الباري: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده)). فلماذا يفزع العباد والخسوف شيء طبيعي معلوم من قبل حدوثه؟[1]


أولاً: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفاً من الله لعباده، وحثَّاً لهم على مراعاة هذه الآيات والخوف من الله عز وجل والفزع إلى ذكره وطاعته، وأخبر عليه الصلاة والسلام، أنهما ((لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته))، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وقال: ((إذا رأيتم الخسوف فافزعوا إلى ذكره ودعائه))[2]، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم))[3].

وأمر في ذلك بالتكبير والعتاقة والصدقة، كل هذا مشروع عند الكسوف، الصلاة والذكر والاستغفار والصدقة والعتق والخوف من الله - عز وجل - والحذر من عذابه.

وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه سبحانه وتعالى فإنه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتَّب أسبابها كما تطلع الشمس وتغرب الشمس في أوقاتٍ معينة وهكذا القمر وهكذا النجوم وكلها آيات من آيات الله سبحانه وتعالى، فكون الله جعل لها أسباباً كما ذكر الفلكيون يعرفون الخسوف بها لا يمنع من كونها تخويفاً وتحذيراً من الله عز وجل، كما أن آياته المشاهدة من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان الله على هذه النعم، وأن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه، حتى يستقيموا على أمره، وحتى يدعوا ما حرّم عليهم، فوجود الآيات في السماء من خسوف وكسوف وغير ذلك، وكون الفلكيين والحسابيين يعرفون أسباب ذلك في الغالب، لا يمنع كونها آيات، والحساب قد يغلط، والفلكي قد يغلط في بعض الأحيان وقد يصيب، ولكنه – في الغالب – إذا كان متقناً للحساب يدرك هذا الشيء، وليس هو من علم الغيب؛ لأن له أسباباً معلومة يسبرها الحسّابون بتنقل الشمس والقمر، ويعرفون منازل الشمس والقمر، ويعرفون المنـزلة التي فيها الخسوف والكسوف، وهذا لا ينافي ما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من الخوف من الله أو الصدقة أو غيرها، هذا كلّه من مصلحة العباد؛ حتى يخافوا ويحذروا ويستقيموا، وكونها تعرف بالحساب لا يمنع ذلك.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

[1] هذا السؤال نشر في كتاب فتاوى إسلامية، من جمع محمد المسند، ص342.

[2] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الذكر في الكسوف، برقم 1059، ومسلم في كتاب الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة، برقم 912.

[3] أخرجه مسلم في كتاب الكسوف، باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة، برقم 911.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثلاثون



https://www.binbaz.org.sa/mat/4715







كيفية صلاة الخسوف


حدثونا لو تكرمتم عن صلاة الخسوف، وعن كيفيتها؟

صلاة الخسوف ويقال لها صلاة الكسوف بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله عليه الصلاة والسلام، وهي سُنّة مؤكّدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر سواء ذهب النور كله أو بعض النور فإن السُّنَّة أن يصلي المسلمون ركعتين، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان هذا هو أصح ما ورد في ذلك، يصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر -على الصحيح- متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي، السُنّة أن يصلى أن تصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة، فإنه صلى الله عليه وسلم لمّا كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم لما مات إبراهيم كسفت الشمس فقال بعض الناس إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته -يعني لا لموت إبراهيم ولا لغيره- وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر وإلى دعائه واستغفاره) وفي الحديث الآخر: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم). وفي اللفظ الآخر: (فادعوا الله وكبّروا وتصدّقوا)، وأمر بالعتق عند الكسوف وصلى بالناس ركعتين، كبَّر عليه الصلاة والسلام قرأ الفاتحة ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس: تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعاً طويلاً أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طول فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ دون القراءة السابقة ثم ركع ركوعاً رابعاً وأطال لكن دون الركوع الذي قبله. ثم رفع فأطال لكن أقل من الذي قبله ثم سجدتين طويلتين -عليه الصلاة والسلام-، ثم تشهد قرأ التحيات وتشهد .... ثم سلم وخطب الناس، خطب الناس ووعظهم عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، وقال: (إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم) وأمر بالصدقة والعتق عليه الصلاة والسلام، وأمر بالاستغفار والذكر، هذه السُنّة، حتى تنكشف الشمس والقمر، والسُنّة الخطبة بعد ذلك، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى الإمام يخطب الناس ويذكرهم ويبيّن لهم أحكام صلاة الكسوف ويحذّرهم من المعاصي والشرور، ويدعوهم إلى طاعة الله عز وجل، ويرغبهم في الصدقة والعتق، والإكثار من ذكر الله عز وجل والاستغفار، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الكسوف أنه عرضت عليه الجنة والنار وهم في الصلاة فتقدم لما رأى الجنة لما عرضت عليه الجنة فتقدم وتقدمت الصفوف حتى حاول أن يأخذ منها عنقوداً من العنب قال: (لو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا!). ثم عُرضت عليه النار عليه الصلاة والسلام فتأخر وتأخرت الصفوف وقال: (رأيت فيها) -أي في النار- (عمرو بن لحي الخزاعي) -رئيس أهل مكة في الجاهلية- (يجر قصبه في النار) -يعني يجر أمعاءه في النار، نعوذ بالله- (لأنه أول من سيَّب السَّوائب وغيَّر دين إبراهيم)، يعني سيب السوائب للأصنام من بقر وغنم للأصنام لا تركب ولا تحلب، وأوّل مَن غيّر دين إبراهيم في عبادة الأصنام ودعائها من دون الله؛ فلهذا صار عذابه شديدا، ورآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار -نسأل الله العافية- قال: (ورأيت فيها امرأة تعذّب بِهِرّة حبستها لا هي أطعمتها وسقتها حين حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) فعذّبت بها، هذا يدل على أنّه ما يجوز تعذيب الحيوان، لا الهر ولا الكلب ولا الدجاج ولا الحمام ولا الإبل ولا البقر، لا تعذب، بل إما أن يعلفها ويقوم بواجبها وإلا يبيعها إذا أحب البيع أو يطلق سراحها تأكل من أرض الله، أمّا حبسها وعدم إطعامها وإسقائها هذا ظلم لا يجوز، حتى ولو هرة! حتى ولو كلب، لا يجوز لأنه ظلم،

فإذا كان هذا في هرة أو كلب ونحو ذلك فكيف بالذي يحبس المسلم بغير حق ويظلمه أو يتعدى عليه بقتلٍ أو غيره؟! يكون ذنبه أعظم وجريمته أكبر وعذابه أشد، نسأل الله العافية. قال: (ورأيت فيها سارق الحجيج) بـ.....، كان في الجاهلية بعض الناس يسرق الحجاج، معه عصا محنية الرأس مثل .... كان يمر حول الحجيج حول أمتعتهم يجر من أمتعتهم ب.... ما أمكنه، (فإذا فطنوا له قال: تعلّق بمحجني!) ما قصدت، (وإذا لم يفطنوا له هرب بذلك الشيء) وأخذه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يعذب في النار بمحجنه الذي كان يسرق به الحاج، والعياذ بالله، فهذا يوجب الحذر من السرقة والدعوة إلى الشرك وتعذيب الحيوانات وغير هذا من المعاصي، فإنّها من أسباب العذاب في النار،

نسأل الله العافية. فالواجب على المؤمن أن يحذر ظلم الناس، وظلم الحيوان وأخذ الأموال بغير حق، سواء غصباً أو سرقةً أو خيانة، يجب الحذر من ذلك.


https://www.binbaz.org.sa/mat/16506







الكسوف والخسوف-


خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ



إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، الشمس والقمر آيتان من آيات الله دالتان على كمال عظمة الربّ وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ أن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )، من تأمل في عظمتهما وسيرهما على نظام دقيق علم عظمة الرب وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير وأن هذه الآيات تجري بكمال حكمة تسخيره (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، ( الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ

العباد عاجزون عن التّصرف في هذه الآيات انظر إلى من حاج إبراهيم عندما قال إبراهيم (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أن آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).

أيها المسلم، آيات دالة على عظمة الرب وكمال قدرته وكمال حكمته ورحمته بعباده أن جعل مصالحهم مرتبطة بهذه الآيات وله الحكمة العظيمة في ذلك فإنها آيات ربانية وظواهر كونية لكنها تابعة لقدرة الله فالله المتصرف فيها كيف يشاء نعمة من الله عندما يذهب نور الشمس والقمر بعضه أو كله فإن ذلك إنذار للعباد وتحذير للعباد وأن هذه النعمة قد تسلبوا عنهم فلا يستطيعون ردها إنذار لهم ليتوبوا إلى ربهم قبل أن يتصل هذا الكسوف بالإنذار والبطش الشديد (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)، (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ )، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ أن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ* وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

إن الله يُرِي عباده عظمته وقدرته يريهم شيئا من ذلك لعلهم أن يتعضوا ويعتبروا فالمؤمن يأخذ كل شيء عظة وعبرة والتجاء إلى الله واضطراراً إليه وتوبة نصوح مما سلف وكان من المعاصي كم من آيات فيها نذر للعباد من كسوف شمس أو خسوف القمر أو زلازل أو براكين وغير ذلك من الكوارث التي يذهب ضحيتها الآلاف من الناس قدرة الرب جل وعلا (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).

أيها المسلم، ظاهرة الكسوف والخسوف إنها آيات كونية ولكنها أسباب من جهة العباد تقصير في الواجبات أو انتهاك شيء من المحرمات أن البعض من الناس يرجع هذا الكسوف وهذا الخسوف بمجرد ظاهرة كونية وأنها فرجة وأنّها متعة إلى غير ذلك وكل هذا من الخطأ المخالف لِسُنّة محمد صلى الله عليه وسلم يقول قائلهم الشمس تكشف على المسلم والكافر ويقول قائلهم نعلم وقت الكسوف والخسوف لعدة سنين فأين الذنوب وأين المعاصي ، كل هذا سوء ظن بربّ العالمين وكل هذا جهل وضلال وقول على الله بلا علم

إن أصدق المخبرين عن رب العالمين هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو أصدق الخالق قولاً وآمنه قولاً محمد صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق قولاً أعلمهم بالله وأعلمهم بما يتّقيه أن كسوف الشمس وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في العام العاشر من الهجرة اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم عليه السلام وقع ذلك الكسوف بعد ارتفاع الشمس بقدر رمحين فلمّا رأى النبي الكسوف خرج إلى المسجد يجر إزاره خائف يخشى أن تكون الساعة أمر بالنداء الصلاة جامعة فأجتمع الناس فتقدم وصلى بهم فأطال القيام ثم أطال الركوع ثم رفع وقرأ وأطال القراءة أقل من الأولى ثم ركع فأطال الركوع ثم سجد سجدتين ثم قام وصلى الثانية كالأولى قام قيام أقل من الأولى ثم ركع أقل من الركوع الأول ثم رفع وقرأ اقل من القراءة التي قبلها ثم ركع ركوعاً أقل ثم سجد سجدتين فاستكمل ركعتين في كل ركوع ركعتان وسجدتان

فلمّا انصرف من صلاته وقد تجلّت الشمس خطب الناس خطبة عظيمة وعظهم فيها فقال: "يا أمّة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمّة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"، ثم قال: "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنّهما لن ينكسفان لموت أحد ولا لحياته"، ثم قال لهم: "لقد رأيتم في مقامي هذا ما وعدتم به رأيت النار يحطم بعضها بعض فتأخرت رأيت امرأة تعذّب في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا سقتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الأرض"، رأى عمر بن لحي يجر قصبه بالنار أول من غير ملة إبراهيم رأى سارق الحاج الذي يسرق بحجنه يعذب في تلك النار وقال لهم صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الجنة حتى كدت آخذ عنقود من عناقيدها فتقدمت"، ثم قال لهم: "أنه أوحي إليّ أنّكم تُفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة المسيح الدجال يقال للرجل مَن ربّك وما دينك ومن نبيّك"، ثم قال لهم أيضا مخبرا: "إن الدجال خارج فيكم أعور العين اليسرى وأنه يدّعي أنه الله فمن صدّقه فلن ينفعه أي يعمل صالح سبق ومن كذّبه لم يضره أي عمل سيئ سبق"، ثم أخبرهم: "أن هناك فتن قبل ذلك يرقرق بعضها بعضا يتسائل الناس هل أخبر قال فيها نبيك قول أم لا"، ثم أنه قال: "إذا رأيتم الكسوف فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة والصدقة"، ففزعوا إلى ذكر الله ودعاءه وصلوا وتصدقوا هكذا أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.

أيها المسلم، ما بال أقوام منا تخطوا أقلامهم سوءا ويكتبون جرما يقولون لا ارتباط للكسوف والخسوف بالذنوب إنما هي ظواهر كونية تجري عادة ليس للذنوب والمعاصي أثرا وهذا مخالف لِسُنّة محمد صلى الله عليه وسلم الذي انزعج لهذا الكسوف وخرج يجر إزاره خوف من قيام الساعة وأطال القيام والركوع والسجود إنها صلاة خوف وتضرع وصلاة خوف وتوبة وإنابه إنه وعظ الناس تلك الموعظة العظيمة حذرهم فيها من جرائم الذنوب حذرهم فيها من المعاصي والمخالفات وبين لهم الجنة ونعيمها والنار وعذابها كل ذلك تحذير للأمة وأن هذا الكسوف أو الخسوف ينعقد سببا للعذاب لكن الله لطيف بعباده (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)، أن فشوا المعاصي في بلاد الإسلام مصيبة عظيمة إذا فشت المعاصي فلم تغير ولم تنكر يظن الظان حلها ويظن الظان أنها أمر سهل فينشأ الصغير ويهرم عليها الكبير وتلك مصيبة عظمى أن فشوا المعاصي في المجتمع المسلم من البلايا العظيمة أن الواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر فيما بينهم وأن يقيموا حدود الله وأن يأخذوا على يد السفيه ويأطروه على الحق أطرى يقول صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة فكان بعضهم أعلاها وبعض أسفلها فكان الذي في أسفلها استقوا الماء سقوا من فوقهم فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقا فلم نؤذ من فوقنا"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وأن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، فإن أخذ على يد السفهاء ويد المخالفين في أقوالهم وأعمالهم نجا المجتمع بتوفيق من الله وإن ترك لهؤلاء يقولون ما يشاءون ويكتبون ما يشاءون ويفعلون ما يشاءون عمّ العذاب يقول صلى الله عليه وسلم لمّا قيل له: أنهلك وفينا الصالحون؟، قال: "نعم إذا كثر الخبث

فلنتق لله في أنفسنا ولنتآمر بالمعروف فيما بيننا ولنتناهى عن المنكر فيما بيننا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمانة لهذه الأمة يحميها من السوء والبلاء (فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)، والله جل وعلا حذرنا من تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تعطيله يؤذن بهلاك الأمة بأمنها ويحصل لها ما حصل لمن قبلها ممن ضل عن سواء السبيل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ

إنّ بعض كتّابنا هدانا الله وإيّاهم زلّت بهم القدم واتّحدت ألسنتهم بما أنطوت عليهم قلوبهم لمخالفة لشرع الله وعدم انقياد لشرع الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشمس والقمر آيتان يخوف الله بهما عباده"، وهؤلاء يقولون لا خوف ولا خشية ولا عذر لها ولا اعتبار لها يصادم سُنّة محمد صلى الله عليه وسلم لأنّه انغمس في الذنوب والمعاصي فيرى ما هو عليه وما هو واقع فيه من مخالفة شرع الله يرى أن ذلك حق وأن ذلك جائز (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).

فيا أيها الكتّاب الأعزاء يا أيها المسلمون، اتّقوا الله في أنفسكم واحذروا أن تخطّ أقلامكم ما يخالف شرع الله أن تدعوا إلى أمر يخالف شرع الله عالجوا قضايا مجتمعنا على ضوء الكتاب والسُنّة ، إيّاكم أن تتساهلوا عن محرّمات الله وان تدعوا إلى ما يفسد الأخلاق ويدمّر أخلاق الأمة ، إنّ الأمّة بأخلاقها ودينها متى أصيبت أخلاقها بالمصيبة العظيمة فإن ذلك علامة بلاء فلنتق الله في أنفسنا ولنتق الله في أخلاقنا وأعمالنا ولنتق الله فيما نكتب وما تخطه أقلامنا ولنعلم أن الله محاسب كل عما يقول (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

كم من داع لاختلاط الجنسين بعضهم بعض وكم من منادٍ لهذه الجرائم والفساد وكم من محسن للفساد ومجتمعات السوء وكم من داع إلى تحلّل الأمّة من أخلاقها وقيمها تحت أيّ مسمّى كان ، فلنتّق الله في أنفسنا ولنحافظ على ديننا ولنكن دعاة إلى الخير والصّلاح وما فيه إصلاح الأمّة واستقامة حالها

أسال الله أن يأخذ بنواصينا لما يحبّه ويرضاه وأن يصلح شأننا ويثبّت قلوبنا ويهدينا سواء السبيل إنّه ولي ذلك والقادر عليه

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنّه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتّقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، اتّقوا الله في أنفسكم واتّقوا الله في أحوالكم كلّها وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وخطاياكم فإن الله يقبل التوبة عماً تاب (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فلنستقم على دين الله ولنتواصى فيما بيننا بالحق والصبر عليه ولنكن دعاة إلى الله في قلوبنا وألسنتنا وأعمالنا لتكن أقلامنا تكتب ما ينصر الإسلام ويرفع شأنه ولتكن مقالاتنا وأحاديثنا في عزّ الإسلام ورفعة المسلمين وأن نتواصى بالحق فيما بيننا وأن تكون كلماتنا جامعة لقلوبنا مؤلّفة لصفوفنا مبعدة لنا عن شبح الإختلاف والإنقسام فنحن أمّة واحدة يجب أن نكون يد واحدة متمسّكين بهذا الدّين معتصمين به فهو الذي يجمع القلوب ويؤلّفها

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً

نسأل الله أن يثبت الجميع على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى فيما يصلح الأمة ويحفظ كيانها ويقوي روابطها ويجمع شتاتها ويألف بين أفرادها على الخير والهدى أنه على كل شيء قدير.

واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار،

وصلّوا رحمكم الله على محمد صلى الله عليه وسلم كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين،

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفّقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم وفقه لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك واجعله مباركاً أينما كان، اللهم اجمع به كلمة الأمّة ووحّد به صفوفها على الخير إنّك على كل شيء قدير، اللهم شدّ أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفّقه لصالح الأقوال والأعمال، اللّهم ووفق النائب الثاني لكل خير واجعلهم جميعا دعاة خير ورشد إنك على كل شيء قدير،

ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربّنا إنك رؤوف رحيم، ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوّة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللّهم أغثنا، اللّهم أغثنا، اللّهم أغثتنا، اللّهم أغثنا، اللّهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق. اللّهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا طبقا مجللا نافعا غير ضار عاجل غير آجل، اللّهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق،

ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنَا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


الخطبة للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ منقولة من شبكة سحاب


https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=107724








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
العلم, الكسوف, يستدعى, والخسوف, وقوعهما


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc