اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوزيدالجزائري
أخي "أبا الحارث " لقد صححت الأخطاء التي أشرت إليها ،و هي منك زلة قلم - بلا شك و لا ريب - ،فمن يقرأ لك يعلم أن مثلك لا يقع في مثل هذه الأخطاء ،
و أعتذر لأني لم أصححها لدى الاقتباس - و إن كنت قد تنبهت لها - ،و عذري أنه من عادتي عدم التصرف فيما أقتبسه إلا إذا كان الخطأ في آية كريمة أو حديث نبوي شريف ،
فعذرا أخي الفاضل ....
|
عذرك مقبول وإن لم تعتذر ، وكما قيل: العذر عند الكرام مقبول
تعرف أخي "أبا زيد" أَحَبُّ شَخصين إليَّ هنا في هذا المنتدى المبارك هما : أنتَ والأخ "جمال البليدي"
والشيء الذي زادني فيك حبا ( لله وفي الله )، هو أنك تحفظ كتاب الله عز وجل -حفظك الله ورعاك - وكذلك النشأة الأولى التي نشأت عليها، والدليل على ما أقول هو قولُكَ الذي يحمل في طيات أيامه التي مضت وانقضت آمالاً وآلاماً قد نُقشت على جدران الذكريات مُعَبِرةً عن زمن الصِبَا وما جاوره مخلِّفَةً وراءها بل أمامها رجلاً يحيا بالإسلام وللإسلام وفداءً للإسلام .
قال عيسى بن مريم -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -:(مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوزيدالجزائري
...كم أحن إلى أيام الصبا ، يوم كنت أجتمع مع إخوان لي لا يجمعني بهم غير ذكر الله و سلوك سبيل طاعته ، نجتمع في المسجد من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب ، و أحيانا إلى صلاة العشاء نحفظ ما تيسر من كتاب الله و نتسابق في ذلك
كانت أياما جميلة ، و جمالها يكمن في صفاء القلوب و نقاء السريرة ، كنت أشعر بحلاوة عجيبة تخالط روحي و وجداني ، كان في قلبي حب شديد لإخواني ، كان صدري سليما لهم لم أكن أكن لهم حقدا و لا ضغينة .
في هذه الفترة الزاهية حفظت كتاب الله ، و ما يسر الله لي حفظه من مختصرات و منظومات ، كان الحفظ أسهل عندي من أي شيء آخر ، حتى من اللهو و اللعب نعم و لا تعجب ، فقد كنت منتسبا لإحدى الفرق الرياضية في رياضة من الرياضات الجماعية فتركتها و هجرت أهلها ببدني لأن روحي لم تكن تميل إليهم و لا تجد نفسها بينهم .
كانت أياما جميلة رغم ضغط الوقت ( الدراسة النظامية ، حفظ القرآن ، الذهاب إلى مجالس الذكر و العلم ) ، رغم الفقر و صعوبة ظروف العيش .
....اليوم كبرت قليلا ( و لكني ما زلت شابا ) ، و أنعم الله علي بالفراغ الذي غبنه كثير من الناس ، و تيسرت أحوال المعيشة ، ولكن ....
تلك الحلاوة نقصت ، و ذلك القلب الذي كان سليما لإخوانه صار ....( ) ، و حتى قوة الحفظ نقصت ، لماذا بسبب المعاصي و كما قال الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
فإن العلم نور
و نور الله لا يؤتاه عاص
و إذا كان بعض أهل العلم قد أخبر أنه سلب فهم القرآن لأنه قبل الصرة من السلطان ، و أخبر بعض الصالحين أن عوقب بنسيان القرآن لذنب إرتكبه منذ أربعين سنة ، فكيف بحالنا ....نسأل الله أن يلطف بنا .
و من أكبر ما أدى بي إلى ما ذكر حسن الظن بالنفس ، و الخوض في الفتن ، و الإسراف في فضول الخلطة و فضول الكلام .
فاجتنبوا ما ذكر فإنه من أعظم مغيرات القلوب ، و دعوا - إخواني - المراء و الجدال فإنه مفسد للقلوب ، و أقلوا من خلطة الخلق فإنها تذهب الأنس بالرب ، و إياكم و فضول الكلام فإنه مذهب لحلاة تلاوة كلام الله و ذكره .
...و إياكم و حسن الظن بالنفس ، فكما ورد عن بعض أساطين الزهد : ( العوام يخشون على أنفسهم الكفر و العامة يخشون على أنفسهم الفسق )
كيف لا و ابن أبي مليكة يقول : ( أدركت خمسين من صحابة رسول الله كل يخشى على نفسه النفاق )
بل كيف لا و إبراهيم خليل الرحمان و إمام الموحدين يدعو ربه " رب اجنبني و بني أن نعبد الأصنام )
و أختم بالتحذير من قطاع الطرق " مبددي الأوقات "- و إن تزيوا بزي العلم و لبسوا لبس الصلاح - ممن يحسنون لك الخوض في الفتن و اقتحام بحور الشهوات و الشبهات و كما روي عن علي - رضي الله عنه -:
و لا تصحب أخا جهل
و إياك و إياه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما هو ما شاه
قياس النعل بالنعل
إذا ما هو حاذاه
كلمات أكتبها على عجالة ، معبرة عما في القلب ، متمنيا أن تصل إلى قلوبكم .
و تذكروا أن السلامة لا يعدلها شيء .
|
لولا أنك دفعتني لذكر ما سبق لما ذكرته هنا فلعل الأنسب له في الرسائل الخاصة
"ولكن إذا أراد الله شيئا هيئ أسبابه"