نحن في الجزائر هذه الآفة الغمة كماأسميها ويستهلكها الكثير من الشياب
وخاصة الشيوخ وحتى العجائز وهي بمثابة مخذر يتحكم في عقل الانسان لا يستطيع الاستغناء عنه ...............
يسرني أن أنقل لكم إخواني هذه الرسالة التي تحوي فتيا الشيخ ابن إبراهيم في الشمة:
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة الأخ المكرم رئيس محكمة أبها الشيخ ناصر بن حمد الراشد سلمه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد جرى دراسة المعاملة الواردة إلينا منكم برقم 1300 وتاريخ 26/5/1377 المرفق بها مسحوق البردقان المسمى بجهاتكم (الشمة) وأرسلنا المسحوق إلى وكيل وزارة الصحة لتحليله ، فأجابنا بالجواب المرفق مشفوعاً ببيان أجزائه بعد تحليله وهي مسحوق التنباك وكربونات الصوديوم ، والذي ظهر لنا من كتابكم ، ومن جواب وزارة الصحة ، ومما أخبرنا به بعض من يعرف حقيقته وصفة استعماله وحالة مستعمليه أنه خبيث مستقذر ينهى عنه نهي تحريم ، لأنه من مسحوق التنباك المحرم، ولا يتغير الحكم بتغير اسمه ، ولا بخلطه بغيره ، ولا باختلاف صفة استعماله ، قال الله سبحانه وتعالى : (ويحرم عليهم الخبائث) وذكر العلماء في الخمر أنها حرام مطلقاً سواء شربت صرفاً أو مزجت بشيء أو لتت بسويق أو تمضمض بها فوصلت إلى حلقه أو استعط بها، وفي الحديث ( يأتي في آخر الزمان أقوام يشربون الخمر فيسمونها بغير اسمها ) وفي الحديث الآخر : ( لعن الله اليهود إن الله لما حرم عليهم الشحوم جملوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها) وإن كانت كربونات الصوديوم المخلوطة معه من جنس التراب فقد صرح العلماء بالنهي عن أكل الطين والتراب لما فيه من الضرر ، نص عليه الإمام أحمد رحمه الله .
فإن قيل : إن استعمالهم لها في الفم وهو في حكم الخارج .
فالجواب : أنه إذا وضعها في فمه فلا بد أن يتسرب منه إلى الحلق شيء مع الريق وحركة اللسان مهما تحرز في بصقه ، ولأن للعروق والبشرة اتصالاً وامتصاصاً وتغذية، ولولا أنها كذلك لم يألفوها ويتلذذوا بها ويتألموا لفقدها ، ولهذا يحكم بفطر من استعملها وهو صائم ولو قال أنا لا أبتلعها ، وهم بأنفسهم يعترفون بهذا . والسلام عليكم .
منقول من فتاوى ورسائل الشيخ.