افصل الثامن
غريب أعرفه
قالت سمر مخاطبة أماني :- كيف حال والدك الآن ؟ أما يزال مريضا ؟
تمتمت أماني وهي تسترخي فوق الأريكة الوثيرة التي تصدرت غرفة الجلوس في شقة سمر :- إنه مريض منذ أسابيع .. وحالته تتدهور .. هذا ما تقوله لي جودي فأنا لم أره منذ أمره الطبيب بالتزام فراشه
تأملت سمر وجه أماني الجامد .. وفي كلماتها المقتضبة ككل مرة يتجه فيها الحديث نحو والدها .. وقالت برقة :- ألم يحن الأوان لتتصالحا يا أماني .؟ إنه والدك رغم كل شيء .. أنا متأكدة بأنه راغب باستعادة ابنته البكر بعد كل هذه السنوات من الخصام
ومض الضعف للحظات في عيني أماني ولكنها حافظت على جمود ملامحها وهي تقول :- يريد استعادتي بشروطه .. لذلك يمكن القول بأن أي أمل في المصالحة بيننا ضعيف جدا
تنهدت سمر قائلة :- أنا لا أعرف السبب الحقيقي لشجارك مع والدك .. ولكن خلافكما حول الزواج من ابن عمك يعتبر سببا سخيفا لقطع أواصر الثقة بين والد وابنته .. هل أنت واثقة من عدم قدرتك التامة على تقبل ذلك الرجل كزوج ؟
قالت أماني من بين أسنانها:- باختصار.. أكرهه
:- ألا يمكن أن تكون هذه الكراهية مجرد ستار لمشاعر أخرى مدفونة داخلك ؟ الفاصل بين الحب والكراهية خيط رفيع كما تعلمين
هتفت أماني بعنف:- إن أخبرتك بأن لمسته أو حتى قربه مني يثير الغثيان في نفسي .. هل ستنسبن هذه النظرية السخيفة ؟
تنهدت سمر مجددا بأسف هذه المرة .. كانت رومانسية ميئوس منها .. تثق بأن الحب دائما هو الوسيلة الأنجع لحل كل مشاكل العالم ..بالرغم من بلوغها الثامنة والثلاثين إلا أن الواقع لم يغير من نظرتها تلك شيئا .. ربما كان السبب هو احتفاظ زواجها الذي دام حتى الآن أكثر من خمسة عشر عاما بشعلة الحب الذي جمع يوما بينها عندما كانت مجرد طالبة في الجامعة وبين زوجها الذي كان حينها أستاذا لها
قالت أماني لتغير الموضوع :- كيف حال الدكتور زهير ؟ هل سيعود في وقت قريب ؟
:- ربما في إجازة نصف السنة .. ولكنه يحاول الحصول على إجازة قصيرة يزورنا فيها قريبا
.. قبل سنتين وقع الدكتور زهير عقدا مهما للتدريس في إحدى أرقى جامعات دولة مجاورة .. سافر بينما بقيت زوجته هنا تتابع عملها كمعلمة للغة الإنجليزية .. في الواقع .. لقد تعرفت أماني على سمر قبل سنوات طويلة عندما احتاجت إلى أخذ دروس تقوية في اللغة خلال الثانوية العامة .. ثم خلال دراستها الجامعية .. وبالرغم من فرق السن بينهما إلا أن صداقة قوية تشكلت بينهما أثبتت متانتها مع مرور السنوات .. وفي كل مرة كانت أماني تلجأ فيها إلى سمر بعد شجار مع والدها ... لم تستطع أن تحكي لها كافة مشاكلها ..خاصة تلك المتعلقة بفراس .. أو تفاصيل شجارها مع والدها .. ولكنها استمدت منها الدعم المعنوي والعاطفي الغير محدود .. ربما كان سر علاقتهما المتينة هو تعويض كل منهما للأخرى عما تفتقده .. فسمر عوضت أماني جزئيا عن حنان وصداقة الأم المفقودة .. وأماني منحت سمر شخصا توجه نحوه رعايتها وحبها لتعوض عن فقدانها لنعمة الأمومة
خمسة عسر عاما مرت لم يقدر خلالها للزوجين إنجاب طفل يكمل حياتهما .. فكانا يستمتعان بالاهتمام بكل محتاج أو حزين
أخذتا تتحدثان عن كل شيء باستثناء والد أماني .. أو رئيسها بالعمل .. فقد اعتادت أماني منذ زمن على إخفاء مشاعرها السلبية اتجاهه عن سمر
فمنذ سنوات لم تتردد سمر عندما عرفت بحاجة أماني إلى العمل في التحدث مع ابن أختها لأجلها .. وهكذا حصلت أماني على وظيفتها عند هشام عطار .. وهي ممتنة للغاية لسمر لمنحها هذه الفرصة .. ولن تسبب لها الحزن بالحديث عن بغضها له .. فسمر – ويا للدهشة - متيمة بابن أختها الذي لا يصغرها بأكثر من 3 سنوات .. وكلما فكرت أماني بغرابة أن يحب أي أحد شخصا ببرودة وفظاظة مديرها.. تذكرت المثل الشعبي القديم القائل (القرد في عين أمه غزال )
قطع حديثهما صوت جرس الباب .. فنظرت سمر إلى الساعة المعلقة على الجدار قائلة باستغراب :- موعدي مع طالباتي لن يبدأ قبل ساعة من الآن .. هل جئن مبكرات هذه المرة ؟
اعتذرت من أماني وغابت في ذالك الممر الضيق خارج غرفة الجلوس والمؤدي إلى الباب الخارجي
سمعت صيحة البهجة من سمر وهي تقول :- أهو أنت أيها الشقي ؟ لم أتوقع زيارتك اليوم
أتاها صوت رجولي لم تدرك إلا متأخرة بأنها تعرفه :- لقد أوصاني زوجك بالإكثار من الحملات المفاجئة كي أكشف أي ألاعيب تقومين بها في غيابه .. أنا أنفذ وصيته ليس إلا
:- يوما ما سأقتلك خنقا
:- لا تستطيعين ... فمن غيري قادر على القيام بكل التصليحات والأعمال الشاقة التي تكلفينني بها في غياب زوجك
قالت متظاهرة بالهزيمة :- لقد غلبتني .. سأبقي على حياتك لبعض الوقت حتى أجد لك بديلا
ارتجف قلب أماني ووقفت باضطراب مدركة بأن مديرها الجاف والمتغطرس هو نفسه صاحب الصوت المرح والدافئ الذي يداعب سمر برقة.. ما الذي يفعله هنا ؟ لم تكن مستعدة للقائه خارج نطاق العمل.. شعرت وكأنها قد تعرضت للخيانة بوضعها في هذا الموقف البغيض
سمعت سمر تقول :- لدي ضيوف في الواقع .. لا .. لست مضطرا للرحيل .. فأنت تعرفها جيدا
توترت أماني وتحفزت كل حواسها عندما دخل مديرها متجاوزا مدخل الغرفة بقامته الطويلة المهيبة .. بدت سمر إلى جانبه قصيرة جدا عندما أحاطها بذراعه وقال مداعبا:- هل نقص وزنك أم أنني أتوهم ؟
قالت ضاحكة :- بل تتملقني كي أطعمك شيئا .. أنا أعرف ألاعيبك
اختفت ابتسامته عندما وقع بصره على أماني التي وقفت متوترة في الجانب الآخر من الغرفة .. لمحت اهتزازا طفيفا في عينيه وكأن رؤيتها المفاجأة قد مست شيئا من دفاعاته.. عرفت بأنه يشعر بالانزعاج مثلها تماما .. وأن هذا اللقاء غير المتوقع خارج جدران المكتب لم يكن مرغوبا به على الإطلاق
لاحظت سمر التوتر الذي ملأ جو الغرفة .. فنقلت بصرها بينهما بحيرة قائلة :- ما الأمر يا هشام ؟ أنت تعرف هذه المرأة .. أليس كذلك ؟ إنها تعمل لديك منذ.......
قاطع بهدوء تعريفها الساخر الذي حاولت به إزالة التوتر وقال :- أنا أعرف تماما من تكون
تأملها بهدوء من رأسها إلى أخمص قدميها مما أشعرها بالانزعاج .. هاهو يتبع طريقته المعتادة في بث التوتر والقلق في نفس من يقف أمامه .. بالتقليل المبطن من شأنه
سألها أخيرا :- كيف حالك يا أماني ؟.
هنا تعرفت أماني على الشخصية الجديدة لمديرها الغامض .. الرجل الدبلوماسي الهادئ .. المختلف عن المدير الصارم وابن الأخت الحنون .. تمتمت بفتور :- بخير
قالت سمر ببشاشة :- هيا اجلسا وتحدثا قليلا حتى أعد بعض القهوة .. ولكن إياكما والحديث عن العمل
تركتهما بسرعة قبل أن يعترض أحدهما . جلست أماني متصلبة بينما جلس هو أمامها مباشرة
هذه المرة لم يكن يرتدي بذلة أنيقة .. وربطة عنق ملائمة كالعادة .. بل قميص أسود بسيط وسروال أسود أظهرت تفصيلته الأنيقة طول ساقيه .. وفوقهما ارتدى معطفه الطويل المصنوع من الصوف الثقيل فلم يفقد هيبته المعتادة .. فكرت أماني بأنها لا يمكن أن تتخيله فاقدا لوقاره في أي وضع كان .. حتى عندما كان يداعب سمر بكلماته الرقيقة كان كأخ أكبر يمازح أخته الصغرى بتسامح
لم تستطع تقبل هذه الصورة التي لم تتفق أبدا مع رأيها المسبق به .. شعرت بالانزعاج لاضطرابها المفاجئ .. فلأول مرة منذ عملت لديه .. تنظر إليه لتكتشف بأنه يمتلك وجها وسيما .. عند هذه النقطة .. أحست بأنه يتأملها بنفس الاهتمام .. فأبعدت عينيها بضيق تتأمل محتويات الشقة التي تعرفها جيدا .. الأثاث البسيط المريح .. والديكور الحميم .. لم تكن هذه المرة الأولى التي تنفرد فيها مع مديرها في مكان واحد .. فهي تواجه هذا الموقف دائما في العمل .. ولكنها تكون مستعدة له باستمرار تأتي من البيت مشحونة بطاقة عدائية تساعدها في تحدي طباعه الصعبة .. ومتسلحة بأناقتها الشديدة التي تكلفها جزءا كبيرا من راتبها كل شهر .. ولكنه أخذها هذه المرة على حين غرة..فشعرت وكأنها عارية من القوة والعزيمة بملابسها البسيطة والعادية .. سروال من الجينز .. قميص فضفاض مقفل بياقة مثلثة .. لم تعرف أبدا بأنه كان مأخوذا بدوره بمظهرها الجديد البسيط .. البعيد عن مظهر الموظفة الباردة المتأنقة بتكلف التي يراها كل يوم في العمل
عندما تجرأت على النظر إليه مجددا .. لاحظت مذعورة بأن عينيه استقرتا فوق آثار الجرح الواضحة إلى جانب وجهها.. تذكرت بأنها خلافا لعادتها في حضور الغرباء كانت ترفع شعرها هذه المرة على شكل ذيل حصان
قفزت واقفة غريزيا .. وابتعدت وهي تحرر شعرها بيد مرتجفة ليسقط بموجات شقراء وكثيفة حول وجهها ..
قال أخيرا ليقطع الصمت الذي طال بينهما:- كيف حال والدك ؟ سمعت بأنه مريض
لم تستغرب هذا .. فوالدها اسم كبير وقديم في عالم المال .. وأخباره تصل بسرعة غير معقولة إلى جميع أفراد الوسط .. في الواقع .. لقد سبق وقابل والدها مديرها الشاب عدة مرات في مناسبات عمل بحتة .. لم يستطع إنكار ذكائه وعبقريته الفذة كرجل أعمال شاب بدأ من الصفر .. ولكنه أبدى امتعاضه من أمثاله ذوي الأصل المتواضع الذين تطفلوا على الطبقة الرفيعة .. وشكك كثيرا في شرعية معاملاته مستندا بشكوكه إلى الشائعات التي لطالما طالت هشام عطار حول والده
لقد سمعت أماني بعض الموظفين يتحدثون عن هرب والده قبل سنوات طويلة إلى خارج البلاد حاملا معه أموال شركاءه التي قدرت بالملايين .. ولم يسمع أحدهم عنه شيئا منذ ذلك الحين .. حتى عائلته نفسها .
وتحدث بعضهم عن أن كل هذه الشركات الناجحة التي أسسها هشام من العدم هي ثمرة تلك الأموال المنهوبة
ولكن أماني لم تستطع تصديق الشائعات .. على الأقل مزاعم والها بأن هشام هو سر أبيه .. فخلال عملها معه ..
أحست بانه رغم جميع صفاته السلبية .. رجل شريف
كذبت مجيبة عن سؤاله :- إنه بخير ويتحسن باستمرار
ضيق عينيه .. وهو ينظر إليها حيث وقفت على بعد أمتار عنه وقال :- ليس هذا ما سمعته من مصادري
زفرت بضيق من إصراره على إزعاجها :- أنت محق .. إنه مريض جدا وحالته تزداد سوءا
قال بجفاف :- تبدين منزعجة لمرضه الطويل .. وغير حزينة على الإطلاق .. ما الأمر ؟ هل تستعجلين الحصول على ميراثك ؟
شهقت بذهول لاتهامه المنافي للذوق .. واتسعت عيناها فظهر لونهما الأخضر المشتعل غضبا .. وقالت بصوت مرتجف من فرط الانفعال :- كيف تجرؤ على توجيه اتهام كهذا لي ؟
أرجع ظهره إلى الخلف مسترخيا فوق الأريكة .. ومد ساقيه الطويلتين ليقاطعهما أمامه .. وقال غير مبال بغضبها :- هذا ما علمني إياه التعامل مع أمثالك ممن ولدوا أثرياء ..إذ بدلا من الاكتفاء بما لديهم يزداد جوعهم وطمعهم بالمزيد .. لا أقصد الإهانة .. ولكنك تبدين لي من هذا النوع
ساد صوت لم يتخلله سوى صوت أنفاسها العنيفة المثقلة بالغضب .. وهو كان يراقبها ملاحظا أقل رد فعل منها وكأنه يختبرها قالت ببرود :- ربما عليك أن تعرفني جيدا قبل أن تصدر أحكامك
قال باستهتار :- لا أظنني مهتم بمعرفة أي شيء عنك
لا مبالاته القاسية ورأيه السيئ بها جعلاها تحس بالألم يوخز قلبها ولم تعرف السبب .. لماذا تهتم برأيه ؟ إنه يكرهها ويحتقرها كما تكرهه بالضبط .. رفعت رأسها بكبرياء قائلة :- في الواقع ليس من شأنك أن تعرف أي شيء عني خارج العمل .. إن كنت تظنني متلهفة إلى هذا الحد للحصول على ميراثي فأنت تعرف بالتأكيد بأن السبب سيكون رغبتي الشديدة بترك العمل لديك
هز كتفيه العريضتين قائلا ببساطة :- لم لا تتركينه مادمت تكرهينه إلى هذا الحد ؟
لاحظ توترها فقال :- لا .. لا أظنك تتركينه . ليس الآن على الأقل .. أنت لست بحاجة إلى العمل ولكنك كأي طفلة مدللة تحاولين إثبات نفعك في أي شيء آخر غير إنفاق المال.. أو ربما تحاولين قتل الفراغ الذي يملأ حياتك وقلبك قبل أن يؤدي بك إلى الانتحار
هتفت بانفعال وقد فقدت أعصابها:- ستكون مسرورا بالتأكيد إن أنا قتلت نفسي.. ستتخلص مني حينها دون مشاكل ولن تضطر لرؤيتي بعدها أبدا
مط شفتيه قائلا:- وجودك لا يمثل أي مشكلة بالنسبة إلي يا أماني.. وإلا لطردتك منذ سنوات.. وأنت تعرفين هذا
قالت بشراسة وقد غمرتها رغبة عارمة في محو الابتسامة المزهوة عن شفتيه:- أنا أعرف تماما ما هي مشكلتك..أنت كغيرك من محدثي النعمة تكاد تأكلك عقدة النقص والحقد اتجاه غيرك ممن لم يفتقروا يوما إلى المال أو الاسم النظيف.. لذلك تسعى أكثر فأكثر إلى جمع المزيد من المال كي تعوض ما تفتقر إليه من قيمة وأصل.. ولتذل غيرك ممن امتلكه دون جهد
لقد تمادت .. لقد تمادت حقا هذه المرة في إهانته..وخاصة عندما لمحت إلى اسم والده الملوث .. إذ هب واقفا فتقلصت الغرفة فجأة عندما ملأها بجسده الضخم .. وارتسم تعبير بشع على وجهه واشتعل الغضب كنيران سوداء في عينيه القاتمتين .. مما جعلها تنكمش وتتراجع إلى الخلف بتوتر.. قطع المسافة بينهما بخطوتين واسعتين .. وأمسك بذراعيها قبل حتى أن تفكر بالفرار.. فأحست بالألم عندما انغرست أصابعه القاسية في بشرتها وانتابها ذعر شديد عندما أدركت خطورة موقفها .. وقع بصرها على فمه القاسي وهو يقول:- أنت فتاة وقحة ولعينة .. وستندمين يوما على ما قلته
أمسك وجهها بإحدى يديه الكبيرتين وأجبرها على النظر إلى عينيه فاختفت كل شجاعتها.. وشعرت كالعصفور الصغير الذي علق في المصيدة .. قال بصوت جمد الدماء في عروقها :- ولسانك هذا .. أعدك بأنني سأعقده يوما .. ولن يتفوه بعدها إلا بما أريد
شحب وجهها وانهالت الذكريات فوق رأسها بقسوة .. فارتسم الذعر في عينيها .. وانتفض جسدها بين يديه بعنف جعل وجهه يرتد إلى الخلف مذهولا بالخوف الهستيري الذي ظهر على ملامحها وفي عينيها المتسعتين .. فاختفت قسوته خلال لحظة واحدة .. وأطل القلق من عينيه وهو يقول :- ما الذي حدث لك ؟ هل أنت بخير ؟
فتحت فمها .. وبدت الكلمات وكأنها عاجزة عن تجاوز شفتيها المرتعشتين .. ولكنها تمكنت أخيرا من أن تهمس بصوت مرتجف :- اتركني ... أرجوك لا تؤذني
شحب وجهه .. وتركها مبتعدا وكأنها تحمل وباءا خطيرا .. فاستندت إلى الجدار تحاول التقاط أنفاسها .. وتقاوم الدموع التي جاهدت لتتجاوز مقلتيها
دخلت سمر في تلك اللحظة إلى الغرفة حاملة الصينية التي فاحت منها رائحة القهوة الزكية .. وتجمدت عندما لاحظت الوضع الغير عادي بين ضيفيها
نقلت بصرها بينهما قائلة بقلق:- ما الذي حدث ؟ هل أنت بخير يا أماني ؟
استعادت أماني شيئا من هدوئها وعزيمتها وتمتمت :- نعم .. أنا بخير ولكن يجب أن أذهب ..
تناولت حقيبتها ومعطفها .. بينما وقف هشام حيث هو.. يراقبها بجمود .. قالت سمر :- لا يمكنك الرحيل الآن .. ماذا عن القهوة ؟
:- سأشربها في يوم آخر .. إلى اللقاء
ودعتها بسرعة ثم اختفت خارجة من الشقة.. نظر الاثنان في إثرها لعدة لحظات قبل أن تستدير سمر نحو هشام قائلة بحدة :- هل لي أن أعرف بما حدث لتوه بينكما ؟
صمت للحظات طويلة ثم قال بجفاف :- فلتحل علي اللعنة إن كنت أعرف