![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ما حكم من يسمي المنهج السلفي بالمنهج التلفي---الامام ابن عثيمين
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | |||||
|
![]() اقتباس:
أقو ل لك تساؤلك ليس في محله
ان كثيرا من الناس أو بالأحري كثير من الطوائف من الصوفية و الأشاعرة ووووووووو لا كثرهم الله لا يتبعون منهج الرسول فهذا ادعاء منهم لمذا.......... لأن الرسول الكريم لم يكن منهجه اقامة الزردات و الوعدات و الطواف بالقبور و النذر و الذبح لها يا صوفية الرسول الكريم لم يكن يعطل الصفات و يؤولها بل كان يثبتها من غير تشبيه و لا تعطيل يا أشاعرة فالبيب يعرف أن هذا ادعاء لما يرى واقع القوم فتنبهوا بارك الله فيكم قال الله عز و جل ( قل ان كنتم تحبون الله و رسوله فتبعون يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم)
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 17 | ||||||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. اجابة على قول الأخ يحياوي اقتباس:
اقتباس:
أظن بانه يرد على قول أبي عبد الباسط اقتباس:
قال أبو محمد عبد الرحمان بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب" الباعث على إنكار البدع و الحوادث" حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة, فان المراد بها لزوم الحق و إن كان المتمسك به قليلا و المخالف له كثيرا, لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم, و قال ميمون بن مهران: قال ابن مسعود رضي الله عنه: الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك. و قال نعيم بن حماد:إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد و ان كنت وحدك فانك أنت الجماعة حينئذ,ذكره البيهقي و غيره. قال ابن القيم في كتابه "أعلام الموقعين": و اعلم ان الاجماع و الحجة. و السواد الأعظم هو العالم صاحب الحق و ان كان وحده, و ان خالفه أهل الأرض, و قد شذ الناس كلهم زمن الامام أحمد بن حنبل الا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة, و كان الفقهاء و المفتون و الخليفة و أتباعه هم الشاذين. منقول من كتاب "التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية" لعبد العزيز الناصر الرشيد |
||||||
![]() |
رقم المشاركة : 18 | |||
|
![]() b]تفسير قوله تعالى |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 19 | ||||
|
![]() الرد على الدكتور القرضاوي: اقتباس:
قول الدكتور :» فالأمة الإسلامية معظمها أشاعرة أو ماتُريدية ، فالمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتُريدية … « [1] أن الأمة الإسلامية ليس معظمها أشاعرة ولا ماتُريدية لا في القديم ولا في الحديث ، بل فيها طوائف ضالة ومذاهب منتشرة كالمعتزلة الجهمية ، والصوفية المنحرفة ، والرافضة الكفرة ، وغيرهم . [2] أن أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين ، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر ، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام ، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان ، والإمام سفيان الثوري إمام العراق ، والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك ، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد ، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني ، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين ، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي ، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك ، وتلميذه الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً ، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي ، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ، بل سلفيين أهل السنة والجماعة . [3] أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية ، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك : أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني ، ولا الذين رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير ، وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف ، فمنهم : إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد ، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي ، وإمام المالكية في زمانه الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني ، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي ، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي ، والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين ، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر ، وغيرهم كثير ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ، وكتابهُ في التفسير [ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته . وأما الشافعية : فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني ، والإمام الربيع بن سليمان المرادي ، وكالإمام البويطي وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة أمثال : إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج ، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني ، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد ، وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي ، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر ، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني أبو حامد الإسفراييني،وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي ، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي ، والإمام علم الدين البرزالي وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام ، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي ، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد . وأما الحنفية : فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال : محمد بن الحسن الشيباني أحد رواة موطأ الإمام مالك ، والقاضي أبي يوسف وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية ، بل أئمة سلفيين أمثال : الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه ، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام أبو جعفر الطحاوي ، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم ، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان القنُّوجي ، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم » الدين الخالص « وهناك غيرهم من أئمة السلف . وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه ، حتى على نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه ، ومن هؤلاء العلماء : السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم « وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام « وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة » بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك قول الدكتور : » وكل علمائنا وأئمتنا الكبار من هؤلاء … « - يقصِد الأشاعرة والماتُريدية - و ذكر منهم : الاسفراييني ، والجويني ، والباقلاني ، والغزالي ، والآمدي ، وابن حجر العسقلاني ، وأبو الوليد الباجي ، وغيرهم من العلماء ، وسنبين إن شاء الله هُنا حال بعض الذين ذكرهم ، وحال غيرهم ممن اتبع سبيلهم ونهج طريقهم حتى يتبين لنا الحق في ذلك من غيره والله وحده المستعان . [1] أن الأئمة الكبار ، والعلماء الجهابذة الفخام لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ولا معتزلة جهمية ولا رافضة ولا خوارج ولا قرامطة ولا باطنية ولا غير ذلك من الفرق المنحرفة الضالة ، بل هم أئمة سلفيين أهل سُنةٍ وجماعة كما مر معنا في الوقفة العاشرة . [2] أن العلماء الذين ذكرهم لا يصلون في الفضل والعلم إلى مرتبة الأئمة الأربعة ولا أئمة الحديث والفقه والذين ذكرنا بعضاً منهم في الوقفة العاشرة . أن الماتُريدي والمنتسبين إليه وكثيراً من المنتسبين للأشعري هم في الحقيقة موافقون للمعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم التي تقلدوها ، وبيان ذلك فيما يلي : إن أول من أنكر صفات الله تعالى في دار الإسلام هو الجعد بن درهم ، فقد أنكر صفة محبة الله تعالى لعباده المؤمنين وأنكر كلام الله تعالى ،فقتله الأمير خالد بن عبدالله القسري في عيد الأضحى حيث خطب الناس وقال : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم ، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا ، ثم نزل فذبحه كما تذبح الشاة ، ثم أخذ هذه المقالة الخبيثة الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية ، وكل من قال بذلك فهو جهمي ، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين ، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة ، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين ، بل وصلَ أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه ، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة : كأبي الحسن التميمي ، وابنه أبي الفضل ، وابن ابنه رزق الله ، والقاضي أبي يعلى ، وابن عقيل ، وأبي الحسن بن الزاغوني ، وأبي الفرج ابن الجوزي ، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه ، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي ،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك ، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة « . [ مجموع الفتاوى ( 5 / 576 ) ] ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة ، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق : الأشعري ( أبو الحسن ) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة أربعين سنة ، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب ، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم ويفضح مذاهبهم وأقوالهم ، فألف في هذه الفترة كتبه : » اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع « و » كشف الأسرار وهتك الأستار « وغيرها من الكتب « [ انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42 ] قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب « [ مجموع الفتاوى ( 5 / 556 )] »وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم « [ سير أعلام النبلاء ( 11 / 228 ) ] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[ اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257 ] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم ، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية :» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية ، مشهورون بمذهب الإثبات ، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية …« [مجموع الفتاوى (12 / 206 ) ] وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم « في» الإيمان « مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة « أنه : »يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النـزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث ، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم ، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم ، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء ، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك ، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب ، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة ، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … « [ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ( 7 / 120 – 121 ) ] ( تكملة الوقفة الثانية عشرة ) الإمام أبو حامد الاسفراييني الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً،بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير ، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول:سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول:سمعت الشيخ أبا حامد الاسفراييني يقول :» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر…«[ شرح الأصفهانية 35] ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة ، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى . أبو بكر بن الطيب الباقلاني أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه ، ويذمون الأشاعرة لذلك السبب ، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي :» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام …« وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من » قطيعة الكرخ « إلى » الجامع المنصور « يدخل الرباط المعروف » بالروزي « المحاذي للجامع ، ويُقبل على من حضر ويقول : اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني ، ويتكرر ذلك منه ، فقيل له في ذلك ؛ فقال : حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني ؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة ، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته ، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته …« [ شرح الأصفهانية من 35 – 36 ] وذكر الأمام الكرجي :» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه « ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب » تمهيد الأوائل « وكتاب » الإبانة « وذكر فيها أنهُ يقول بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة ، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف ، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك . أبو المعالي الجويني الابن ، المتوفى سنة 478 هـ مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه ، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر علو الله على خلقه ، مع أنه ينسب نفسه للأشعري ، وفي هذا المقام قصة معروفة :» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة ، أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرةً والأستاذ أبو المعالي يذكر على منبره ويقول:» كان الله ولا عرش « ونفى الاستواء ، فقال له الشيخ أبو جعفر: يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني أن ذلك ثبت بالسمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارفٌ قط : يا الله إلا وجدَ من قلبه معنىً يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة ، فكيف ندفعُ هذه الضرورة من قلوبنا ؟! فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال : حيَّرني الهمداني حيرني الهمداني ونزل « [ مجموع الفتاوى ( 4 / 44 و 61 ) وانظر أيضاً ( 3 / 220 وسبب حيرته هذه هو عدم سلوكه طريق السلف أهل السنة والجماعة ، فلم يكن عنده من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف ما يعتصم به من هذه الحيرة والشبهات والشكوك ، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما الجويني ومن سلك طريقته : فمالوا إلى مذهب المعتزلة فإن أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم ، قليل المعرفة بالآثار ، فأثَّر فيه مجموع الأمرين …« [ مجموع الفتاوى ( 6 / 52 ) ] وفي آخر حياته ترك أبو المعالي ما كان ينتحله من مذهب الجهمية المعتزلة ، قال في كتابه » الرسالة النظامية « :» اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن ، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل … « [ مجموع الفتاوى ( 5 / 100 –101 ) ] وانظر أيضاً [ ( العلو ، للذهبي ص 187- 188 ) ] فأحسنَ أبو المعالي في ترك مذهب الضُّلال والقول بترك التأويل- أي التحريف - في نصوص الصفات ، ولكنهُ أخطأ في نسبة التفويض إلى السلف خطأً عظيماً ، وما ذلك إلا لأنه لم يكن على معرفةٍ كاملة وإحاطة تامةٍ بمذهب السلف رحمهم الله تعالى كما مر معنا ، ومع هذا فقد ندم أشد الندم على سلوكه الطريق السابق واختار أن يموت على عقيدة أمه أو عجائز نيسابور ،فقال:» يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو أني عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به ، وقال عند موته : لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه ، والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال – : عقيدة عجائز نيسابور «[ مجموع الفتاوى ( 4 / 73 ) الغزالي ( أبو حامد ) المتوفى سنة 505 هـ أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه » المنقذ من الضلال « فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه ، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن كُتبه ، ونذكر منهم ما يلي : أ - [ الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي ] فقد كان من رُفقاء الغزالي واجتمع به وعرفه حق المعرفة ، فقال في جواب لسائل يسأله عنه : » سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم ، وكان ذلك معظم زمانه ، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال ، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان ، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج ، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين ، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين … « وقال عن كتابه » إحياء علوم الدين « : » وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين … « ثم قال عنه :» فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية ، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه ، فلا في علماء المسلمين قَرَّ ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه ، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول ، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق ، ويُمنِّي ويُشوِّقُ ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب ، ويقول : هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه ، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين ، يستقل الموجود ، ويُعلق النفوس بالمفقود ، وهو تشويش لعقائد القلوب ، وتوهين لما عليه الجماعة ، فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه ، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه … « [ انظر مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي ( ص 17 –18 ) ] ب - [ الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح ] فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب:» فصلٌ في بيان أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته ، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته « ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:» فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم ، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم ، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً ، ولا بنى عليه أُسَّاً ، ولقد بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة ، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان . [ شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132] ج – [ الإمام أبو عبدالله المازري المالكي ] فقد قال عن الغزالي:» وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة ، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني ، وتسهيلاً للهجوم على الحقائق … « [ شرح الأصفهانية ص 133 – 134 ] وقال عنه:» وقد عرفني بعض أصحابه أنه كان لهُ عكوف على قراءة رسائل إخوان الصفا ، وذكر المازري أن الغزالي كان يُعوِّل على ابن سينا الفيلسوف في أكثر ما يشير إليه في علم الفلسفة « ثم تكلم المازري في محاسن الإحياء ومذامه ومنافعه ومضاره بكلام طويل ختمه:» بأن من لم يكن عنده من البسطة في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب فإن قراءته لا تجوز له … « [ نفس المصدر السابق ] د – [ الإمام ابن العربي المالكي ] قال عن شيخه وصاحبه الغزالي:» شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر ، وقد حكى ابن العربي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كُتبه ، ورد عليه العُلماء « . [ مجموع الفتاوى ( 4 / 164 ) ] ه – [ شيخ الإسلام ابن تيمية ] قال عنه:» والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفاء وغيره ، ورسائل إخوان الصفا ، وكلام أبي حيان التوحيدي ، وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة ، وكلامه في الإحياء غالبه جيد ، لكن فيه مواد فاسدة : مادة فلسفية ، ومادة كلامية ، ومادة من تُرَّهات الصوفية ، ومادة من الأحاديث الموضوعة …« [مجموع الفتاوى ( 6 / 54 – 55 ) ] وقال عن » كتاب الإحياء « :» والإحياء فيه فوائد كثيرة ، لكن فيه مواد مذمومة ، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد ، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلين وألبسه ثياب المسلمين ، وقد أنكر أئمةُ الدين على أبي حامد هذا في كُتبه ، وقالوا : مرَّضه الشفاء يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة ، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة ، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرَّهاتهم …« [مجموع الفتاوى ( 10 / 551- 552 ) ]وقال عنه أيضاً:» في كلامه مادة فلسفية وأمور أُضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المُخالفة للنبوة ، بل الـمُخالفة لصريح العقل ، حتى تكلم فيه جماعات من عُلماء خُراسان والعراق والمغرب : كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني ، وأبي الوفاء بن عقيل ، والقشيري ، والطرطوشي ، وابن رشد ، والمازري ، وجماعات من الأولين … وذكر منهم الإمام ابن الصلاح والإمام النووي . [ شرح الأصفهانية ص 132 ] وانظر [ مجموع الفتاوى ( 4 / 66 ) ] وقال عنه في موضع آخر : » يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يُحرفون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة والباطنية … « [ مجموع الفتاوى ( 10 / 403 ) ] وسبب كلام هؤلاء العلماء في الغزالي وغيره هو : عدم سلوكهم طريقة السلف أهل السنة والجماعة في الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضي الله عنهم ، ولذلك قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأبو حامد لم ينشأ بين من كان يعرف طريقة هؤلاء ، ولا تلقَّى عن هذه الطبقة ، ولا كان خبيراً بطريقة الصحابة والتابعين ، بل كان يقول عن نفسه:» أنا مُزجى البضاعة في الحديث « ولهذا يوجد في كُتبه من الأحاديث الموضوعة والحكايات الموضوعة مالا يَعتمد عليه من لهُ علمٌ بالآثار… « [ شرح الأصفهانية ص 128 ] والغزالي في آخر حياته تاب مما كان قد صدر منه مما يُخالف دين الإسلام،كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عنه فقال:» وأجود مالهُ من المواد المادة الصوفية ولو سلك فيها مسلك الصوفية وأهل العلم بالآثار النبوية واحترز عن تصوف المتفلسفة الصابئين لحصلَ مطلوبه ، ونالَ مقصوده ، ولكنه في آخر عُمره سلك هذا السبيل … « [ شرح الأصفهانية ص 146 ] ولذلك قال عنه تلميذه أبو الحسن عبدالغافر الفارسي : وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله ، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … « [ طبقات الشافعية للسبكي ( 4 / 111 ) وسير أعلام النبلاء للذهبي ( 19 / 325 – 326 ) ] وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغزالي مات وعلى صدره صحيح البخاري [ درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ( 1 / 162 )] وذكر عنه أنه كان يقول:» أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام« [مجموع الفتاوى ( 4 / 28 ) ] وألف كتباً في هذه المرحلة مثل :» إلجام العوام عن علم الكلام « و » وتهافت الفلاسفة « وغيرها ، فإذا كان الغزالي قد اعترف بما آل إليه أمره من الشك والحيرة في آخر حياته ، وتاب مما قد صدر منه قبل مماته ، فهذا أمرٌ بينه وبين الله تعالى المطلع على سريرته ، وأما كتبه التي ألفها وفيها ما حذر العلماء منه فينبغي تركها والتحذير منها وعد اشتغال الناس بها ، كما قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح : » أبو حامد كثُر القول فيه ومنه ، فأما هذه الكُتب – يعني المخالفة للحق – فلا يُلتفتُ إليها ، وأما الرجل فَـيُسكت عنه ويفوض أمره إلى الله « [مجموع الفتاوى ( 4 / 65 ) ]. الرازي أبو عبدالله عُمر بن الحسين المعروف ( بابن الخطيب ) المتوفى سنة 606 هـ أما الرازي فقد أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه ، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه من الأقوال الفاسدة والخطيرة المنحرفة ، [1] أنه كان يطعن في الأدلة الشرعية من حيث دلالتها فزعم أنها لا تُفيد اليقين ، ومن حيث أن الأخبار الشرعية لا تفيد العلم ، وهذه زلةٌ عظيمة تجرُّ بلاء عظيماً ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم ، وهذان هما مقدمة الزندقة « [ مجموع الفتاوى ( 4 / 104 ) ]وقال عنه في موضعٍ آخر :» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين « [مجموع الفتاوى ( 13 / 141 ) ]. [2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة ، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً ، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس وهو : أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل ؟!! ، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح ، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم : درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً : موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية ، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي ، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه ، قال : والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر ، [مجموع الفتاوى ( 13 / 139 ) ] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق . [3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر ، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد مقتلة عظيمة جداً قال : وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع ، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر وسماه : السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان : علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين خوارزم شاه ، وكان من أعظم ملوك الأرض ، وكان للرازي به اتصال قوي ، حتى إنه وصى إليه على أولاده ، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم ، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم ، وذكروا كثرة ما يقع من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به،وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً،وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات لهذا الملك ، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك ، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها ، مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم ، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى ( 13 / 180 – 181] [4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات ، كما اعترف بنفسه في آخر حياته ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنه : وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى ( 4 / 28 ) ]وقال عنه في موضعٍ آخر : وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً ، لا يستقر على حال ، وإنما هو بحثٌ وجدل ، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى ( 6 / 55 ) ] وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو : عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة ، وتوليهم لمذاهب أهل الضلالة ، من المتكلمين والفلاسفة ، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة ، ومنهم الرازي نفسه ، حتى قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة ، وتارة قول المتكلمة ، وتارة يحار ويقف ، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً … « [مجموع الفتاوى ( 3 / 128 ) ] وهذا هو الذي استقر عليه الرازي في آخر حياته حيث قال في كتابه» أقسام اللذات« :» لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات : ( الرحمن على العرش استوى ) ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) واقرأ في النفي : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( ولا يحيطون به علما ) ( هل تعلم له سميا ) ثم قال : ومن جرَّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ، وكان دائماً يتمثل : نهاية إقـدام العقـول عقـالُ وأكثر سعي العالمين ضلالُ وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذىً ووبالُ ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيلَ وقالُ [مجموع الفتاوى ( 4 / 72- 73 ) ] وكان يقول كما قال أمثاله من قبل : من لزم دين العجائز كان هو الفائز ، وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ واعتقاد العجائز ، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك الشبهات والوساوس التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين ، وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته ، قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير ![]() فيا ليت من انحرف عن طريق السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ويفعل مثل ما فعل هؤلاء من التوبة والندم والرجوع إلى ذلك .وقد تأثر كثير من تلاميذ الرازي بحاله الأول حال الحيرة والشك ، فمنهم تلميذه شمس الدين عبدالحميد الخسروشاهي المتوفى سنة 652 هـ حيث قالَ لما دخلَ عليه بعض الفُضلاء قال له شمس الدين (( : ما تعتقد ؟ فقال له الرجل : ما يعتقده المسلمون ، فقال له : وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به ؟! فقال الرجل : نعم ، قال له : اُشكر الله على هذه النعمة ، ولكني والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد ، وبكى حتى أخضل لحيته . [ شرح العقيدة الطحاوية ( 1 / 245 –246 ) ] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||
|
![]() لمتابعة الرد على الدكتور القرضاوي حول ما ذكره في مجلة المجتمع: |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 21 | ||||
|
![]() اقتباس:
الإستدلال بهذه الآية فإنه لا يصح وبيان ذلك من ثلاثة أوجه : الوجه الأول : إن هذا الإستدلال يتم قبل حصول الإفتراق وانتشار الفرق هنا وهناك أما بعد أن حصلت الفرق ووجدت كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وماشابه ذلك من فرق الضلال ,فلا بد والحالة ماذكر من أن يتميز أهل الحق عن غيرهم لأن الكل يقول إنه مسلم بل ما من فرقة من فرق البدع حتى في هذا العصر كالإخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرهم وإلا وهي تستدل بالكتاب والسنة على ما أصلوه من بدع ,لذا كان الواجب الرجوع إلى فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة حتى يفهما الفهم الصحيح المستقيم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ((فعلم أن شعار أهل البدع:هو ترك انتحال اتباع السلف:ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم")). وبذلك يتمحص الحق من الباطل قال تعالى"ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال سبحانه"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" . الوجه الثاني : أجاب عن هذه الشبهة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله فقال:كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق. بمعنى اسم المسلمين كان كافيا قبل ظهور المبتدعة من المعتزلة الذين قالوا بخلق القرآن, فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة ، على اعتقاد واحد ، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " "إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول ". وقال الإمام مالك رحمه الله:" لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "" إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ "". وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى جماعات فقال افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ،وافترقت النصارى على ثنتي وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلهم في النار إلا واحدة ، قالوا: من هم يا رسول الله؟ ، قال: هم الجماعة), وليس المقصود بالجماعة أي جماعة في أي مكان ، لأن الجماعات تختلف بإختلاف الأمكنة واختلاف الأزمنة ففي بعض الأماكن ينتشر مذهب الشيعة ، وفي بعض الأماكن ينتشر فكر الصوفية ، وفي بعضها فكر الأشاعرة ، فهل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكون مع أي جماعة في أي بلد وفي أي زمان ؟!. ليس هذا هو المقصود قطعاً فالمقصود بالجماعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي التي على شاكلة الجماعة الأولى ، التي كانت على فكر واحد ، وعلى عقيدة واحدة ، وعلى فهم صحيح للكتاب والسنة, لأن الله تعالى جعل معتقد الصحابة هو المقياس للعقيدة الصحيحة فقال عز وجل: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ} (137) سورة البقرة. فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس ، ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو فهم العلامة ابن باز ، أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني...، ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف ، وعلى فهم السلف للكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف رضي الله عنهم. الوجه الثالث:التسمي بالسلفية لا يلزم منه ترك التسمي بالإسلام ولكن الهدف منه التفريق بين المسلم الذي ينتهج الإسلام الغير الصحيح وبين المسلم الذي ينتهج الإسلام الحق ومثل ذلك كمثل الذي يسكن في دولة الجزائر ولكنه يقول أنه وهراني نسبة لمدينة وهران أو يسكن في السعودية ويقول أنه من الرياض فهل هذا يعني أنه يتنكر لجنسيته ودولته؟؟؟؟؟؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 22 | ||||
|
![]() اقتباس:
الإمام أحمد – رحمه الله – : كما في رواية أبي طالب عنه ، قال : (( قلب العبد بين أصبعين ، وخلق أدم بيده ، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به )) . وفي رواية الميموني عنه : (( من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله : { خلقت بيدي } مشددة )). - الحافظ افسماعيلي : قال في اعتقاده كما في (( السير )) للذهبي ( 16 / 295 ) : (( اعلموا رحمكم الله أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ….، ويعتقدون بان الله مدعو بأسمائه الحسنى ، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه ، ووصفه بها نبيه ، خلق آدم بيديه ، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف …. )). - أبو عثمان الصابوني : قال – رحمه الله – في (( اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث )) ( ص : 26 ) : (( يقول : إنه خلق آدم بيده كما نص سبحانه عليه في قوله عز وجل : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية أهلكم الله ، ولا ييفونهما بكيف أو يشبهونهما بايدي المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله ……. )) . - أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ : (( قوام السنة )) : قال في كتابه : (( الحجة في بيان المحجة )) ( 2 / 291 ) في مذهب أهل السنة في الصفات : (( والإيمان بما ورد في القرآن من صفات الله تعالى كاليد ، والإتيان ، والمجيء ، وإمرارها على ما جاءت ، لا تكيف ، ولا تتأول )) . - ابن قتيبة الدينوري : قال في (( الرد على الجهمية والمشبهه )) ( ص : 40 ) بعد أن فند أقوالهم في تأويل اليدين ، وردها بالأدلة الجازمة : (( فإن قال لنا : ما اليدان ها هنا ؟ قلنا : هما اليدان التان تعرف الناس كذلك ، قال ابن عباس في هذه الآية : (( اليدان : اليدان )) ، وقال النبي ? : (( كلتا يديه يمين )) ، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ها هنا نعمة ، أو نعمتين ، وقال : { لما خلقت بيدي } فنحن نقول كما قال الله تعالى ، وكما قال رسوله ، ولا نتجاهل ، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي على أن ننكر ما وصف به نفسه ، ولكنا لا نقول : كيف اليدان ، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل )) 2-أما نقله الشوكاني عن مجاهد فليس يصح وهو ضعيف فراوية عنه ابن أبي جريح ولم يسمع التفسير منه كما نص عليه ابن معين . ففي (( سؤالات ابن الجنيد )) له (37) : (( سألت يحيى بن معين ، قلت : ابن جريج سمع من مجاهد شيئاً ؟ قال : حرفاً أو حرفين ، قلت : فمن بينهما ؟ قال لا أدري )) . وقال : (595) : (( وسمعت يحيى بن معين يقول : سمع ابن جريج من مجاهد حرفاً واحداً في القراءة : { فإن الله لا يهدي من يضل } قال : لا أدري كيف قرأه يحيى بن معين ، ولم يسمع منه غيره ، كان أتاه ليسمع منه ، فأتاه فوجده قد مات )) 3-أما الإستواء فلا يجوز تحريفة إلى(الإستيلاء) لا لغة ولا شرعا لأن هذا شبيه بتحريف اليهود الذين قال الله لهم(قولوا حطة) فقالوا"حنطة" فلا فرف بين نون اليهود أو اللام الأشاعرة. قال تعالى((((ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد الترتيب فإن كان الإستواء هو الإستلاء فهذا يعني أن العرش سرقوه من الله ثم استولى الله عليه عياذا بالله. وقال سبحانه وتعالى في وصف كتابه العزير((تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى/الرحمان على العرش استوى)طه(4-5). وقد فسر الطبري رحمه الله الاستواء : بالعلو و الارتفاع(1) وقال مجاهد رحمه الله((استوى :علا على العرش)(2) وقال سفيان الثوري : كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل فقال(الرحمان على العرش استوى)طه5 ,كيف استوى؟قال((الكيف غير معقول ,الاستواء منه غير مجهول , ومن الله الرسالة,وعلى الرسول البلاغ ,وعلينا التصديق)(3) وقال رجل للإمام مالك :يا أبا عبد الله(الرحمن على العرش استوى),كيف استوى؟قال :(الكيف غير معقول,الاستواء منه غير مجهول,والإيمان به واجب,والسؤال عنه بدعة,وإني أخاف أن تكون ضالا,وأمر به فأخرج)(4) قال الإمام الذهبي معقبا : )) هذا ثابت عن مالك، وتقدّم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة : أنَّ كيفية الاستواء لا نعقلها، بل نجهلها، وأنَّ استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنَّه كما يليق به، ولا نتعمّق ولا نتحذلق، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف، ونعلم أنَّه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أنَّ الله -جلَّ جلاله- لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً )) - مختصر العلو ص:141،142 وقال بشر بن عمر رحمه الله(207ه) :سمعت غير واحد من المفسرين يقولون(الرحمان على العرس استوى)طه5,على العرش ارتفع)(5). وقال يزيد بن هارون رحمه الله(206ه) وقيل له :من الجهمية؟قال : من زعم أن(الرحمان على العرش استوى)على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي)(6) قال الإمام الذهبي معقبا((يقر) مخفف ,و(العامة) مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم ,والذي وقر في قلوبهم من الآية هو ما دل عليه الخطاب مع يقينهم بأن المستوي ليس كمثله شيء .هذا الذي وقر في فطرتهم السليمة ,وأذهانهم الصحيحة ,ولو كان له معنى وراء ذلك,لتفوهوا به وما أهملوه ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,لتوفرت الهمم على نقله ,ولو نقل لاشتهر ,ولو تأول أحد منهم الاستواء,فإن كان في بعض الجهلة الأغبياء من يفهم من الاستواء ما يوجب نقصا أو قياسا للشاهد على الغائب ,وللمخلوق على الخالق,فهذا نادر,فمن نطق بذلك زجر وعلم,وما أظن أن أحد من العامة يقر في نفسه ذلك,والله أعلم)(7). وقال الإمام ابن خزيمة رحمه الله (311ه) :فنحن نؤمن بخبر الله جلا وعلا أن خالقنا مستو على عرشه,لا نبدل كلام الله ولا نقول قولا غير الذي قيل لنا ,كما قالت المعطلة و الجهمية :إنه استولى على عرشه لا استوى,فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم كفعل اليهود لما أمروا أن يقولوا(حطة) فقالو :حنطة,مخالفين أمر الله جلا وعلا,وكذلك الجهمية))(8). ------- (1)تنظر جامع البيان(1/191) (2) أخرجه البخاري(13/414) معلقا ,وصحح إسناده ابن حجر في(تغليق التعليق)(5/3455). (3 ) أخرجه الذهبي في العلو ص 911 وصححه. (4) أخرجه الذهبي في العلو ص954 وقال(هذا ثابت عن مالك) (5) أخرجه الذهبي في العلو (ص1011),وقال الألباني في مختصر العلو(ص160) : وهذا إسناد صحيح مسلسل بالثقات الحفاظ. (6)أخرجه أبو داود في المسائل ص268 (7) العلو(2/1031). (8)كتاب التوحيد ص101 |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |||
|
![]() يا الله كم انا محظوظة تعلمت الكثير شكراااااااا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |||
|
![]() بارك الله فيك أخي جمال على هذا البيان
منهج السلف أسلم وأحكم قال شيخ الاسلام '' أهل السنة أعلم الناس بالحق و أرحمهم بالخلق" |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() بارك الله فيكم جميعا على التفاعل مع هذا الموضوع |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc