|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
فتوى في التحاكم إلى القوانيين الوضعية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2009-12-26, 17:32 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
فتوى في التحاكم إلى القوانيين الوضعية
فتوى في التحاكم إلى القوانيين الوضعية فضيلة شيخنا الشيخ حمود بن عبدالله بن عقلاء الشعيبي - حفظه الله تعالى - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد... فقد كثر في هذا العصر اعتماد الحكام في العالم الإسلامي والعربي وغيرهم على تحكيم القوانين الوضعية بدلا من تحكيم شرع الله، فما هو الحكم على هؤلاء الحكام؟ نرجوا أن يكون الجواب مدعما بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال العلماء. * * * الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى عندما بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين القويم الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور، وكان الناس إذ ذاك يهيمون في ظلمات الجهل والضلال، غارقين في بحر الخرافات والتقاليد البالية، التي ورثوها عن آبائهم وأسلافهم في جميع أمورهم، في المعتقدات والعبادات والتقاضي والمحاكمات، فكانت معتقداتهم وعباداتهم قائمة على الشرك بالله سبحانه وتعالى، فيجعلون له شركاء وأندادا من شجر وحجر وملائكة وجن وبشر وغير ذلك، يتقربون إليهم بشتى أنواع القرب التي لا يجوز صرفها لغير الله، كالذبح والنذر وغير ذلك. أما التقاضي والمحاكمات فهي لا تقل ضلالا وفسادا عن طريقتهم في العبادة، إذ كانوا ينصبون الطواغيت والكهان وعرافين، يتولون القضاء بين الناس في جميع ما ينشأ بينهم من خلاف وخصومة في الأموال والدماء والفروج وغير ذلك، يقيمون في كل حي واحدا من هؤلاء الطواغيت، وإذا صدر الحكم فهو نافذ لا يقبل النقض ولا التعقيب، على الرغم من كونه جائرا ظالما، فلما بعث الله محمدا صلى لله عليه وسلم بهذه الشريعة المطهرة أبطل هذه العادات، والتقاليد وقضى عليها، وقصر العبادة على الله سبحانه وتعالى، وقصر التقاضي والتحاكم على شرع الله، قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه... الآية)، وقوله: (إن الحكم إلا لله) قصر الحكم على شرع الله، و (ألا تعبدوا إلا إياه): قصر العبادة لله سبحانه وتعالى على عبادته سبحانه وتعالى بطريقة هي أبلغ طرق القصر وهي النفي والاستثناء. ثم إن المستقرئ لكتاب الله يجد في الآيات الكثيرة التي تنص على وجوب التحاكم إلى ما أنزله الله من الشرع المطهر على نبيه صلى الله عليه وسلم. 1) قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فهذه الآية الكريمة نص في كفر من عدل عن حكم الله ورسوله إلى غيره. وقد حاول الجهلة من مرجئة العصر أن يصرفوا دلالة هذه الآية عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله فقالوا: الآية نزلت في اليهود، فلا يشملنا حكمها. وهذا يدل على مدى جهلهم بالقواعد الأصولية التي وضعها علماء التفسير والحديث وأصول الفقه، وهي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فإذا نزل حكم على سبب معين فإنه لا يقتصر على سببه، بل يتعداه، فيشمل كل من يدخل تحت اللفظ، و (مَنْ) في الآية صيغة عموم، فلا يكون الحكم مقصورا على سببه إلا إذا اقترن به نص من الشرع يقصر الحكم على سببه، كقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله أحد الصحابة رضي الله عنه: (يا رسول الله إنه كانت لي عناق أحب إلىّ من شاة فضحيت بها فهل تجزئني؟)، فقال عليه الصلاة والسلام: (تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك). وقالوا أيضا - أي المرجئة - قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن تفسير هذه الآية (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) فقال ابن عباس: (كفر دون كفر)، وفي رواية: (ليس الكفر الذي يذهبون إليه). والجواب عن هذا أن نقول: هشام بن حجير راوي هذا الأثر عن طاووس عن ابن عباس متكلم فيه من قبل أئمة الحديث كالإمام أحمد و يحي بن معين وغيرهما، وقد خالفه في هذه الرواية عن طاووس من هو أوثق منه وهو عبدالله بن طاووس، وقد روى عن أبيه أن ابن عباس لما سئل عن تفسير هذه الآية قال: هي به كفر. 2) قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). هذه الآية نص في انتفاء الإيمان عمن لم يحكّم شرع الله، لأن الله أقسم فيها على انتفاء الإيمان عن المرء حتى توجد منه غايات ثلاث: أ) التحاكم إلى شرع الله. ب) إلا يجد في نفسه حرجا في ذلك، بل يرضى به. ج) أن يسلم لحكم الله ويرض به. وكما حاول المرجئة صرف دلالة الآية السابقة عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله، فقد حاولوا أيضا صرف دلالة الآية عن انتفاء الإيمان، فقالوا: إن النفي لكمال الإيمان، لا لنفي حقيقته. وما علم هؤلاء الجهلة أن الأصل في الكلام العربي الحقيقة، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا اقترن به قرينة توجب صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، فأي دليل وأي قرينة توجب صرف هذه الآية عن نفي حقيقة الإيمان إلى نفي كماله. 3) قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا)، هذه الآية الكريمة نص في أن من يتحاكم إلى الطاغوت أو يحكمه فقد انتفى عنه الإيمان بدليل قوله تعالى (يزعمون أنهم آمنوا)، إذ لو كانوا مؤمنين حقا لما عبر عن ادعائهم الإيمان بالزعم، فلما عبر بالزعم دل على انتفاء حقيقة الإيمان بالله، كما أن في قوله تعالى (وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) دليل أيضا على انتفاء حقيقة الإيمان عنهم، ويتضح كفر من تحاكم إلى الطاغوت أو حكّمه بمعرفة سبب نزول هذه الآية. وقد ذكر المفسرون أن سبب نزول الآية أنها كانت بين رجل من اليهود وآخر من غير اليهود خصومة، فقال اليهودي: (نترافع إلى رسول الله)، وقال الآخر: (بل نترافع إلى كعب بن الأشرف اليهودي)، فنزلت هذه الآية. وقال الشعبي: (كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي: نترافع إلى محمد، عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود، لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة، ويتحاكما إليه، فنزلت "ألم تر إلى الذين يزعمون... الآية")، وهذا الأثر المروي عن الشعبي وإن كان فيه ضعف إلا أن له شواهد متعددة تعضده وتقوية. ووجه الاستشهاد بسبب نزول هذه الآية على كفر وردة من ذكروا فيها: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل الرجل الذي لم يرض بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، فلو لم يكن مرتدا لما قتله. كما روي عن عروة بن الزبير أنه قال: اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحدهما، فقال الذي قضى عليه: (ردنا إلى عمر رضي الله عنه)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (نعم انطلقوا إلى عمر)، فانطلقا، فلما آتيا عمر، قال الذي قضى له: (يا ابن الخطاب! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي، وإن هذا قال: ردنا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقال عمر: (أكذلك؟) - للذي قضى عليه – فقال: (نعم)، فقال عمر: (مكانك حتى أخرج فأقضي بينكما)، فخرج مشتملا على سيفه، فضرب الذي قال: (ردنا إلى عمر) فقتله. وهذا الاختلاف الحاصل في سياق القصة لا يقدح في ثبوتها لاحتمال التعدد، كما أن في قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) دلالة على أن من صد عن حكم الله ورسوله وأعرض عنه فحكّم غيره أنه منافق، والمنافق كافر. وكما أن المحكم للقوانين الوضعية كافر كما تقدم، فإن المشرع للقوانين والواضع لها كافر أيضا، لأنه بتشريعه للناس هذه القوانين صار شريكا لله سبحانه وتعالى في التشريع، قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، وقال تعالى: (ولا يشرك في حكمه أحدا)، وقال عز وجل: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله). ولهذا لما سمع عدي بن حاتم هذه الآية قال: (يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم)، فقال صلى الله عليه وسلم: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟)، قال: (بلى)، قال: (فتلك عبادتهم). فتبين من الآية الكريمة من حديث عدي بن حاتم أن التحليل والتحريم والتشريع من خصائصه سبحانه وتعالى، فمن حلل أو حرم أو شرع ما يخالف شرع الله فهو شريك لله في خصائصه. ومما تقدم من الآيات الكريمة وتعليقنا عليها يتبين أن من حكم بغير ما أنزل الله وأعرض عن شرع الله وحكمه أنه كافر بالله العظيم خارج من الإسلام، وكذلك مثله من وضع للناس تشريعات وضعية، لأنه لو لم يرض بها لما حكم بها، فإن الواقع يكذبه، فالكثير من الحكام لديه من الصلاحيات في تأجيل الحكم، وتغيير الدستور والحذف وغيرها. وإن تنـّزلنا وقلنا إنهم لم يضعوها ويشرعوها لشعوبهم فمن الذي ألزم الرعية بالعمل بها ومعاقبة من خالفها؟ وما حالهم وحال التتار الذي نقل ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله الإجماع على كفرهم ببعيد، فإن التتار لم يضعوا ولم يشرعوا (الياسق)، بل الذي وضعه أحد حكامهم الأوائل ويسمى (جنكز خان)، فصورة هؤلاء كحال أولئك. وبذلك يتبين أن الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى يقع في الكفر من جهة أو جهتين: الأولى: من جهة التشريع إن شرع. الثانية: من جهة الحكم إن حكم. وحيث قد فرغت من ذكر النصوص الدالة على كفر من يحكّم القوانين الوضعية فسأذكر الآن أقوال العلماء والأئمة على كفر محكّمي القوانين: أولا: قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية كما في الفتاوى (3/267): (والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء). وقال في الفتاوى (35/372): (ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة). ثانيا: قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/119): (من ترك الشرع المحكّم المنـّزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين). ثالثا: قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله بعد أن ذكر النصوص الدالة على كفر محكّمي القوانين: (وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم). رابعا: شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في تعليقه على قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون... الآية)، قال: (وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم، نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي بالقسم). هذا ما قاله رحمه الله في تعليقه على هذه الآية. وحيث إنني لازمت حلقته رحمه الله سنوات عدة فقد سمعته أكثر من مرة يشدد في هذه المسألة ويصرح بكفر من حكم غير شرع الله، كما أوضح ذلك في رسالة تحكيم القوانين. خامسا: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته (نقد القومية العربية ص 39) قال عمن اتخذ أحكاما وضعية تخالف القرآن: (وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة كما قال تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"، وقال تعالى: "أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون"...)، إلى أن قال الشيخ رحمه الله: (... وكل دولة لا تحكم بشرع الله ولا تنصاع لحكم الله فهي دولة جاهلية كافرة ظالمة فاسقة بنص هذه الآيات المحكمات، يجب على أهل الإسلام بغضها ومعاداتها في الله، وتحرم عليهم مودتها وموالاتها حتى تؤمن بالله وحده وتحكم شريعته) اهـ وما ذكرته من نصوص وأقوال للعلماء كاف في بيان أن تحكيم القوانين الوضعية كفر، وأن المحكم لها كافر بالله العظيم، ولو نقلت ما قاله علماء الأمة وأئمتها في هذا الباب لطال الكلام، وبما ذكرته كفاية لإجابة السائل على سؤاله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [أملاه أ. حمود بن عقلاء الشعيبي | 10/2/1422 هـ]
|
||||
2009-12-26, 18:55 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
كيف تترك كلام علماء السلف و الخلف الكبار في مسألة التفصيل في الحكم بغير ما أنزل الله
أما حمود الشعيبي فكلامه مردود عليه بكلام العلماء الكبار الذين عاصرهم فلمذا تترك المحكم و تذهب الى المتشابه هذا صنيع أهل الزيغ و الظلال |
|||
2009-12-26, 19:15 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
فهاهي فتاوى العلماء الأكابر سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز(المتوفى سنة : 1420)نشرتجريدة الشرق الأوسط في عددها (6156) بتاريخ 12/5/1416 مقالة قال فيها: "اطلعت على الجواب المفيد القيّم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – وفقه الله – المنشور في جريدة "الشرق الأوسط" وصحيفة "المسلمون" الذي أجاب به فضيلته من سأله عن تكفير من حكم بغير ما أنزل الله – من غير تفصيل -، فألفيتها كلمة قيمة قد أصاب فيه الحق، وسلك فيها سبيل المؤمنين، وأوضح – وفقه الله – أنه لا يجوزلأحد من الناس أن يكفر من حكم بغير ما أنزل الله – بمجرد الفعل – من دون أن يعلم أنه استحلّ ذلك بقلبه، واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وغيره من سلف الأمة. ولا شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾،﴿...الظَّالِمُونَ﴾،﴿...الْفَاسِقُونَ﴾، هوالصواب، وقد أوضح – وفقه الله – أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، كما أن الظلم ظلمان،وهكذا الفسق فسقان: أكبر وأصغر، فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أوالربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر، ومن فعلها بدون استحلال كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه".(2) (22)-محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني(المتوفى سنة : 1420)قال في "التحذير من فتنة التكفير" ( ص 56): " ... ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ فما المراد بالكفر فيها؟ هل هو الخروج عن الملة؟ أو أنه غير ذلك؟، فأقول: لا بد من الدقة في فهم الآية؛ فإنها قد تعني الكفر العملي؛ وهو الخروج بالأعمال عن بعض أحكام الإسلام. ويساعدنا في هذا الفهم حبر الأمة، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أجمع المسلمون جميعاً – إلا من كان من الفرق الضالة – على أنه إمام فريد في التفسير. فكأنه طرق سمعه – يومئذ – ما نسمعه اليوم تماماً من أن هناك أناساً يفهمون هذه الأية فهماً سطحياً، من غيرتفصيل، فقال رضي الله عنه: "ليس الكفر الذي تذهبون إليه"، و:"أنه ليس كفراً ينقل عن الملة"، و:"هو كفر دون كفر"، ولعله يعني: بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين، وفعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين، فقال: ليس الأمركما قالوا! أو كما ظنوا! إنما هو: كفر دون كفر...". (23)-فقيه الزمان العلامة محمد بنصالح العثيمين(المتوفى سنة : 1421) سُئل فيشريط "التحرير في مسألة التكفير" بتاريخ (22/4/1420) سؤالاً مفاده:
إذا ألزم الحاكم الناس بشريعة مخالفة للكتاب والسنة مع اعترافه بأن الحق ما في الكتاب والسنة لكنه يرى إلزام الناس بهذاالشريعة شهوة أو لاعتبارات أخرى، هل يكون بفعله هذا كافراً أم لابد أن يُنظر في اعتقاده في هذه المسألة؟ فأجاب: "... أما في ما يتعلق بالحكم بغير ما أنزل الله؛ فهو كما في كتابه العزيز، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: كفر، وظلم، وفسق، على حسب الأسباب التي بُني عليها هذا الحكم، فإذا كان الرجل يحكم بغير ما أنزل الله تبعاً لهواه مع علمه بأن الحق فيما قضى الله به ؛ فهذا لا يكفر لكنه بين فاسق وظالم،وأما إذا كان يشرع حكماً عاماً تمشي عليه الأمة يرى أن ذلك من المصلحة وقد لبس عليه فيه فلا يكفر أيضاً، لأن كثيراً من الحكام عندهم جهل بعلم الشريعة ويتصل بمن لا يعرف الحكم الشرعي، وهم يرونه عالماً كبيراً، فيحصل بذلك مخالفة،وإذا كان يعلم الشرع ولكنه حكم بهذا أو شرع هذا وجعله دستوراً يمشي الناس عليه؛ نعتقد أنه ظالم في ذلك وللحق الذي جاء في الكتاب والسنة أننا لا نستطيع أن نكفر هذا، وإنما نكفر من يرى أن الحكم بغير ماأنزل الله أولى أن يكون الناس عليه، أو مثل حكم الله عز وجل فإن هذا كافرلأنه يكذب بقول الله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾وقوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. |
|||
2009-12-27, 14:04 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
تنويه
[ ]ارجو من الاخ الاطلاع على كلام المشائخ السلفييين المشهود لهم بالعلم والمعروفين في هذه المسالة لاني لا اعرف هذا الرجل و اجهل حاله ومن هو[/ واشكر كثيرا الاخ مراد -----------------------------------كن داعيا --------------------------------------------- |
|||
2009-12-27, 17:30 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
بارك الله فيك أخي خليفة و لكن لا أظن ان هؤلاء يرجعون الى العلماء هم يرجعون اليهم في يوافق هواهم فقط
|
|||
2009-12-27, 18:01 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
شكرا لك على الموضوع |
|||
2009-12-28, 10:54 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
هذه فتوى التحاكم الى قواعد التكفيرية ا |
|||
2009-12-28, 10:58 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
احذروا من مجالسة أهل البدع
بسم الله الرحمن الرحيم عبدالحميد العربي الحمد لله وكفى والصّلاة والسلام على المصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أما بعد: إنّ حربَ أهلِ الحديث الشريفة على عقيدة الغلو وأصحابها الذين ضيّقوا الواسع، واختزلوا الفسيح، وطعنوا في العلماء وتلامذتهم، وجعلوا سَعة الإسلام قطرة ماء؛ فَهِمَ منها بعضُ أبنائنا غفر الله لهم أنها تسريحٌ مفتوح لمجالسة رؤوس أهل البدع والمشبوهين من أتباعهم الذين ينشرون البغضاء والقطيعة بين أبناء الأمة، ورخصةٌ في التساهل على باطلهم أو تزينه لعامة المسلمين، وهذا فهم منهم خاطئ، واستنتاج منهم ساقط ينبغي لهم أن يتنزهوا عنه ويستغفروا الله من اعتناقه، وليحذروا يا رعاهم الله أن يقعوا فريسة في يدي أهل الأهواء فيفسدوا عليهم دينهم وفطرتهم، ثم يوظفونهم في نشر الخلاف بين العاملين في حقل الدعوة إلى الله، فإننا رأينا في الآونة الأخيرة أنّ الإخوان المفلسين، والمتظاهرين بالتوبة من الخوارج الذين نزلوا من الجبال، والمناصرين لمذهبهم من القعدية، والروافض، والقصاص، والحزبيين من بقايا الحزب المحذور قد اقتطعوا قطعة من أبنائنا المبتدئين في الاستقامة وضموها إلى حقلهم العفن، وهم جاهدون في حشوها بأفكارهم المريبة، وعقائدهم الباطلة لاستعمالها في ضرب أهل الحق، ونشر الفتن بينهم، وبهذا يكون أهل الأهواء قد ضربوا عصفورين بحجر كما يقولون من غير أن يصيبهم أذى أو يصلهم نقد أو تهتز نحلتهم، بل هم بمأمن عن أعين الناس، متظاهرين بسلامة الصدر والفقه في الدين وبعد النظر والاهتمام بكبرى قضايا الأمة، والمشاركة في بناء الوطن بالأفكار والنظريات الحضرية زعموا، وتجسيد مبادئ الحوار بين الأديان والحضارات، وغيرها من الشعارات التي يتسترون من وراءها، وفي المضمار نفسه يعملون في سرية تامة لإعادة ترتيب أحزابهم من الداخل، وتمكين أفرادهم من المناصب الهامة في الدولة، وينشرون بين العامة والخاصة أن منهج السلف الذي يسمونه بالتيار البدوي ذي الصبغة الطائفية كما قال أحدهم قد أثقل ظهر الأمة بالخلاف، وغرق في قضايا هامشية لا تخدم الأمة، وأفراده كالفخار يكسر بعضه بعضا، حتى الأكاديميين منهم صاروا مطوقين بحبل الإحسان يسوقهم شباب مبتدأ إلى سراب بقيعة، فلم يسلم من طوق الشباب إلا من كان مربوطا بالله ثم بكبار أهل العلم في العصر الحديث، وغيرها من الأقاويل التي يطلقها أهل الأهواء في أوساط الأمة لضرب منهج أهل الحديث من الداخل وبأيد أبنائه والله المستعان. إن القطعة المغصوبة التي روضها أهل الأهواء للتشويش على أهل الحديث ثم وضعوها في الواجهة متزينة بمظهر أهل السنة والجماعة؛ هي التي الآن تجسد أفكار الفرق الضالة في قلب الأمة وترسم خريطتهم في نشر الفرقة دون أن تشعر، وهي التي تقوم بعمل الفرق الضالة دون راتب، لأنها قطعة مبتدئة في الاستقامة، ولم تروض في حلق أهل العلم، ولهذا استطاع أهل الأهواء بسهولة تجنيدها لخدمة مشروعهم الخرافي، وتزين الباطل لها في صورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، [أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ]، وأشعروهم أن نشاطهم المتضمن لإبعاد بعض مشايخ أهل الحديث عن مدرجات الجامعة والطعن فيهم بكل ما يجدونه بين أيديهم ولو كان صادرا من جعبة الروافض هو حماية للمنهج السلفي من المتعالمين والمتشددين وغيرها من الأوهام التي استطاع رؤوس الفرق الضالة أن يحوّلوها إلى حقائق ملموسة في منظور هذه القطعة المغصوبة، وهم الآن يركزون على أبنائنا في الجامعات والمعاهد بعد أن رؤوا أن منهج أهل الحديث صار له قبول ومنزلة عند طلاب الجامعات. أخرج عبد الرزاق في المصنف بإسناد صحيح قال أبو العالية الرياحي رحمه الله: (إيَّاكُم وهذِهِ الأَهْواءُ الّتي تُلقي بين النَّاسِ العَدَاوة والبَغْضَاء). وقال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: (وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم، [يعني أهل البدع] وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء). اهـ قلت: صدق رحمه الله؛ أ لا فليحذر أبناؤنا أن يكونوا معاول هدم يستعملهم أهل الباطل لنشر الشّر بين أهل الحديث، وإياهم من الركون إلى المبتدعة والمنافقين وأهل الأهواء وإن جاءوهم في صورة الناصحين، قال تعالى: [وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ]، ولو جاء أهل الأهواء بالأيمان المغلظة فلا ينبغي لأبنائنا أن يصدقوهم، وينشروا طعناتهم في أهل الحديث لأنهم يسيرون على منهج أبي مرة اللعين في بذر العداوة بين الناس، قال تعالى: [وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ] وإياهم من الاستبشار بحديثهم فهم شر عليهم ولو قرؤوا عليهم القرآن. إنّ كلا من الغلو الذي سلكه الحدادية وغلاة الفرق الضالة من الصوفية القبورية وغيرهم، ومنهج المميعة من أهل البدع المنتهي إلى تجريد الإسلام من أصوله ومعالمه الواضحة ضلالٌ وتهلكةٌ وبعد عن الإسلام الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ورضيه الرب للخلق دينا؛ قال تعالى: [وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ]، والسلامة كل السلامة في الطريق الوسط الذي كان عليه السلف الأخيار، [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا] ومن ذلك قوله تعالى: [قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ]، قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومحمد بن ربيع، والربيع بن أنس، والضحاك، وقتادة: أي أعدلهم وخيرهم. [انظر: تفسير بن كثير (14/96ط/ مكتبة أولاد الشيخ)]. وقال العلامة عبد الرحمن السّعدي في تفسيره (ص1044): ([قَالَ أَوْسَطُهُمْ]؛ أي أعدَلُهم وأحسنهم طريقة). ولهذا نجد الإسلام الحنيف يحذر من المصير إلى أحد الانحرافين: الغلو أو التقصير، يقول تعالى: [اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم َصِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ]. قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: (مَا أمر اللهُ بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان، إما إلى تفريطٍ وإضاعةٍ، وإما إلى إفراطٍ وغُلوٍ، ودينُ الله وسطٌ بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين، كما أن الجافي عن الأمر مضيع له، فالغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه الحد). |
|||
2009-12-28, 12:13 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
من عبد الحميد العربي |
|||
2009-12-28, 13:22 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
جزاك الله كل خير |
|||
2009-12-28, 15:10 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
يا أصحاب العقول |
|||
2010-01-10, 11:14 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
ترجمة موجزة عن الشيخ أبي عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري. |
|||
2010-01-10, 17:51 | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
اقتباس:
وأخيرا أن ما تراه أن تكفير الحاكم المتحاكم الى القوانين الوضعية بالاطلاق هو اجماع الأمة فعليك يا أخي بالدليل . والى الملتقى ان شاء الله والسلام عليكم |
||||
2010-01-10, 22:19 | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
اقتباس:
( العلماء الأعلام الذين صرحوا بصحة تفسير ابن عباس واحتجوا به ) الحاكم في المستدرك (2/393)، ووافقه الذهبي،الحافظ ابن كثيرفي تفسيره (2/64) قال: صحيح على شرط الشيخين، الإمام القدوة محمد بن نصرالمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/520)، الإمام أبوالمظفرالسمعاني في تفسيره (2/42)، الإمام البغوي في معالم التنزيل (3/61)، الإمام أبوبكربن العربي في أحكام القرآن (2/624)، الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (6/190)،الإمام البقاعي في نظم الدرر (2/460)، الإمام الواحدي في الوسيط (2/191)، العلامة صديق حسن خان في نيل المرام (2/472)، العلامةمحمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (2/101)، العلامةأبو عبيد القاسم بن سلام في الإيمان (ص 45)، العلامةأبوحيان في البحر لمحيط (3/492)، الإمام ابن بطة في الإبانة (2/723)،الإمام ابن عبدالبرفي التمهيد (4/237)، العلامةالخازن في تفسيره (1/310)، العلامةالسعدي في تفسيره (2/296)،شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/312)، العلامةابن القيم الجوزيةفي مدارج السالكين (1/335)، محدث العصر العلامةالألباني في "الصحيحة" (6/109).
3قال فقيه الزمان العلامةابن عثيمين في "التحذيرمن فتنة التكفير" ( ص 68): لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غيرمقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم،وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل ... فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به،وينقلونه؛ فالأثر صحيح. |
||||
2010-01-10, 11:16 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
هاك ما تريد وكما يقول بن المبارك=سموا لنا رجالكم=ان كانوا رجالا |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
التحاكم, الوضعية, القوانيين, فتوى |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc