
فنجان القهوة سقط من بين اصابع يدي هذا الصباح فهرعت الزوجة مرعوبة والمنشفة بيدها لتنظف وسخ القهوة المسكوب على بلاط الارض متسائلة خيرا ان شاء الله..فقلت لها لا تبالي فوسخ القهوة على الارض لا يقارن بوسخ صورة معلم مرغت كرامته على الارض
فنجان القهوة اصابه الرعب لهول ما رأه على شاشة حاسوبي لتصفحي خبر (التكريم) التلاميذي لأستاذهم الغليزاني فأبى الفنجان الا ان يختار الانتحار تكسيرا احتجاجا على اهانة ذاك المعلم الذي علم الحروف لذاك الصانع الذي تفنن في صناعة هذا الفنجان المغدور
تنهدت للحظة بعد أن فرغت الزوجة من تنظيف مكان الانتحار وقمت بالتمعن في صورة الاذلال..فرأيت ندوبا وتقرحات وانتفاخات لم ينفع معها بياض الشيب للحية والرأس أن تخفي أثار (التكريم الاصلاحي) الذي تفننت فيه االأيدي العفنة والعقول المتعفنة.
هرعت الى صفحات الجرائد الأخرى علني أجد بيان استنكار أو احتجاج من جمعيات كثر ظهورها في اضراباتنا لأنها تحب التلميذ وتمقت المعلم (المحتجز للرهائن) لكن خاب ضني واملي ولم أجد كلمة تنديد واحدة من هؤلاء المدافعين ولا من رؤساء تحرير الصحف الذين (يحبون ) طبعا كل ما يتعلق بالمعلم
-فأين أنت يا الحاج دلالو واين شراستك في الدفاع عن ابنائنا الاعزاءعندما يمرغون الخبرة ويصبغون شيب المربي بالدم وليس بالعلم؟...عفوا ربما الحناء اغلقت أفواهكم..
-اين انت يا ايتها الزعيمة الشقراء وجميلة الخيار التي لم يرقك اضراب المعلمين الذين لم يحتضنوا أبنائك(ان كان لك ابناء طبعا) طيلة ايام الاحتجاج حيث كدت أن ترمين الحذاء في وجوهنا لولا تدخل المصور الذي أثناك عن فعل ذلك احتراما لقداسة (اليتيمة) ولمشاعر التلاميذ المهرفة التي لا تطيق رؤية الأحذية المتطايرة لكنها تستمتع لدماء المعلمين المتطايرة واوجههم المنتفخة بعمليات تجميل تلميذية في ساحات الأقسام الجزائرية وليست سيليكونية في صالونات التنفيخ الباريسية ......؟؟...عفوا ربما الحناء أغلقت أفواهكم...
قم يا استاذي ولملم جراحك فوسام الاستحقاق الاصلاحي وصلك وبامتياز من ايدي جيل الاسلاخ عرفانا بنجاح المنظومة تحت وصايته المصونة...
قم يا استاذي ولك مني قبلة على جبينك المتألم انك في زمن أغبر تقبر فيه زبدة المجتمع تحت التراب وفق منطق حثالة تباس و صفوة تداس....
