ما هو المضطرب ؟
المضطرب : ما اختلف الرواة في سنده أو متنه وتعذر الجمع في ذلك والترجيح .
وما مثال ذلك ؟
مثاله : ما روي عن أبوبكر أنه قال للنبي : أراك شِبْت قال : شيبتني هود وأخواتها . فقد أختلف فيه على نحو عشرة أوجه : فروي موصولاً ومسنداً , وروي من مسند أبي بكر وعائشه وسعد , إلى غير ذلك من الإختلافات التي لايمكن الجمع بينها والترجيح .
هذا في حال عدم إمكان الجمع أو الترجيح , فما الحكم إن أمكن الجمع ؟
إن أمكن الجمع فقد وجب , وانتفى الاضطراب .
وما مثال ذلك ؟
مثاله : إختلاف الروايات فيما أحرم به النبي في حجة الوداع , ففي بعضها أنه أحرم بالحج , وفي بعضها أنه تمتع , وفي بعضها أنه قرن بين العمرة والحج , وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولا تناقض بين ذلك , فإنه تمتع تمتع قران , وأفرد أعمال الحج , وقرن بين النسكين العمرة والحج , فكان قارناً باعتبار جمعه النسكين ومفرداً باعتبار اقتصاره على أحد الطوافين والسعيين , ومتمتعاً باعتبار ترفهه بترك أحد السفرين .
فإن لم يمكن الجمع , ولكن أمكن الترجيح ؟
إن أمكن الترجيح عُمِل بالراجح , وانتفى الاضطراب أيضاً .
وما مثال ذلك ؟
مثاله : إختلاف الروايات في حديث بريرة رضي الله عنها حيت عتقت فخيرها النبي بين أن تبقى عند زوجها أو تفارقه ؛ هل كان زوجها حراًّ أو عبداً ؟
فروى الأسود عن عائشة رضي الله عنها أنه كان حراًّ , وروى عروة ابن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر عنها أنه كان عبداً , ورجحت روايتهما على رواية الأسود لقربهما منها لأنها خالة عروة وعمة قاسم , وأما الأسود فأجنبي منها ؛ مع أن في روايته انقطاعاً .