ومع آخر سبب أدلى به الشيخ جزاه الله خيرا ونفعنا بما قال :
الأنس بالشرائع:
المؤمن يجد لذته في طاعة ربه، والمنافق يجد لذته في معصيته. فإن أردت أن يقوي إيمانك فأشعر نفسك بلذة الطاعة، ما أحلى أن تسير لصلحبين
اثنين، وما أقبح أن تسير إلى عداوة بين اثنين في مسار غيبة ونميمة.
فإذا وجدت لذة وأنت تصلح بين اثنين فهذا دليل قوة إيمانك. وإذا سرت لأسباب شيطانية لأن توقع بين اثنين فاعلم أن ذلك عين السقوط.
المؤمن دائما تسوؤه معصيته وأهل اليقين هم أصحاب الأنسبطاعة الله، فإذا دعوا إلى صدقة بادروا، أو دعوا لأمر بمعروف ونهي عن منكر،وجدوافي ذلك سعادتهم، وإذا دعوا إلى الصلاة جاؤوا يهرعون، وإذادعوا إلى تربية أبنائهم وإدخالهم ليحفظوا كتاب الله وليتعلموا شريعة اللهوجدوا في ذلكأنسهم..
قال- صلى الله عليه وسلم-: "من سرته حسنته وساءته معصيته فذلكم المؤمن"(1).
واعكس القضية: من ثقلت عليه طاعته وحسنت في نفسه معصيته، فذلك دليل على أن إيمانه ضعيف يحتاج إلى أن يقويه.
فلابد من الأنس بالشرائع. وسبحان الله أهل الإيمان في هذاالشأن أمرهم عجيب، فحتى المتاعب التي يجدونها في سبيل طاعة الله يجدون فيهالذةعجيبة،حتى عندما يصابوا بمصيبة أو تقع عليهم نكبة في الدنيا أو أي شيء من عوارض الدنيا يجد فيها لذة منزلة أهل الاصطبار.
فهناك صبر وتصبر واصطبار..
فتصبر: بداية تعلم استسلامك للأمر. وصبر: استسلام بشيء منالمعالجة للنفس. أما الاصطبار: فهو التلذذ بفعل الشرائع، اللذة بفعل أمرالله
حتى في الألم يجد أهل الإيمان لذتهم وذلك لأمرين:
الأول: لأن اختيار الله لأمر المؤمن خير من اختياره لنفسه.
والثاني:لأنه ينتظر الفرج المرتقب من الله، لأن الله قد وعد فقال: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَللَّهُمِنْأَمْرِهِ يُسْرًا}.[الطلاق: 4 [
}وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}. [الطلاق: 2، 3 [
ثم مادام يعلم أن الذي يفعله طاعة لله فهو صابر عليه محتسب.
فحتى يقوى إيمانك أدّب نفسك بالاستسلام لشرائع الله. فإذا أنست بطاعة الله فاعلم أنك على خير.
الدعاء:تعلمون أن الإنسان في الدنيا تنازعه مجموعة: الشيطان، الدنيا بملذاتها، والنفس بتطلعاتها وحظوظها، والناس بأعرافهم وتقاليدهمومألوفهم غير
الشرعي، أما الشرعي فمكارم الأخلاق أينما كانت تقبل، لكن إنألف الناس إرثا غير شرعي مثلا تقول له غط وجه امرأتك يقول لك: هذهتقاليدنا و..،وشريعة الله أين تسير بها؟!، أمراد الله أعظم أم مراد النفس والناس؟!.
كل هذا الأشياء التي تنازع الإنسان تحتاج إلى عواصم أعظمهاالدعاء، فإن الدعاء سلاح المؤمن وهو يعتمد على هذا الجانب كثيرًا بلجوئهإلى ربه
وانكساره بين يديه لعلمه اليقيني أن الهداية بيد الله- عز وجل-:{من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}. [الكهف: 17 [
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّه}. [النحل: 53]
فإذا كانت النعم من الله، والهداية بيد الله، فاطلبها منهوانكسر بين يديه وادعه سبحانه. وأنت والله لست بأعظم من رسول الله- صلىالله عليه وسلم- الذيكان يقول الدعاء المعروف: "اللهم رب إبراهيم وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوافيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك على صراط مستقيم"(2(
ويقول في دعاء القنوت: "اللهم اهدنا فيمن هديت"(3(
فانكسر بين يدي الله وسله هو وحده أن يقوي إيمانك ويعصمك منالزلل والزيغ والضياع. أكثر من الدعاء فإن الدعاء سلاح لربما أصابت دعوةمن
الدعوات بابا مفتوحا، وساعة من ساعات الخير من الله- عز وجل- فكانت سببا لسعادتك في الدنيا والآخرة .
الهداية لا تباع وتشترى بل يمنحها الله فاطلبها منه .
تم بحمد الله ..فإن أصبت فمن الله له الحمد والمنة وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان أسأل الله المغفرة
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك
ـــــــــــ
(1) الراوي:عمر بن الخطابالمحدث:الألباني- المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم 2546:
خلاصة حكم المحدث:صحيح
(2) الراوي:أبو سلمةالمحدث:الألباني- المصدر:صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم 3420:
خلاصة حكم المحدث:صحيح
(3)الراوي:الحسن بن علي بن أبي طالبالمحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحةأو الرقم: 464
خلاصة حكم المحدث: صحيح