حكم الأناشيد لفضيلة العلامة أحمد بن يحي
النجمي حفظه الله
الأناشيد : فنحن نقول : إن الشعر غير المبتذل , والذي يكون فيه تشجيع
على الجهاد وإغراء بالفضائل وإشادة بالفضلاء , أو منع من الرذائل
وتنقص لأصحابها والذي لا ينتهك فيه عرض مسلم بغير حق , ولا يكون
فيه إطراء بغير حق هذا النوع من الشعر كان يقال عند النبي صلى الله
عليه وسلم فيسمعه , وقد سمعه في مسجده لذلك فنحن نقول :
إذا كان شعر الأناشيد من هذا القبيل , وغناه شخص واحد , وكان ذل
ك في بعض المناسبات , غير مستكثر منه , ولا منشغل به عما هو أهم
, فلا مانع , أما إن اتخذ ديدنا , ولحنه ملحن , وتابعته فرقة فقالوا بصوت
جماعي , فهذا فيه ثلاث بدع :
الأولى : بدعة التلحين وهو : تكسير الصوت على نغمة موسيقية .
الثانية : بدعة الإجتماع على إنشاده ؛ لأن السلف لم يكن عندهم هذا .
الثالثة : أننا لا نعلم أحدا يدين الله تعالى بالغناء إلا الصوفية ,
وإني أخشى إن طال الزمان بعد ذلك أن يتخذوا الغناء عبادة , فقد بدأ
الصوفية الغناء بتلحين أشعار الزهد والتشويق إلى الجنة ثم أضافوا إليه
الطقطقة .
قال الشافعي رحمه الله تعالى : " خلفتُ بالعراق شيئا أحدثته الزنادقة ,
يسمونه التغيير أو التغبير , يشغلون به الناس عن القرآن " ,
قال ابن الجوزي بعد أن نقل عن الشافعي ما سبق : " وقد ذكر أبو منصور
الأزهري : المُغيرة وهم قوم يغيرون بذكر الله بدعاء وتضرع , وقد سموا
ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييرا " وقال الزجاج :
سموا مُغيرين , لتزهيدهم الناس في الفاني , وترغيبهم في الآخرة .
وسموا مُغيرة بالياء لأنهم يُغيرون حال الناس فيما يزعمون من سيء
إلى حسن ومن طمع في الدنيا إلى زهد فيها .
وروى أبو الحارث عن الإمام أحمد أنه قال :" التغيير بدعة , فقيل له :
إنه يرقق القلب , فقال إنه بدعة " وروى عنه يعقوب الهاشمي :
" التغبير بدعة محدث " , وروى عنه يعقوب بن بختان : ( أكره التغيير ,
وأنه نهى عن استماعه وروى عنه إسماعيل بن إسحاق الثقفي أنه سئ
ل عن استماع القصائد , فقال : أكرهه , هو بدعة ولا يجالسون ) انتهى
من المنتقى النفيس من تلبيس إبليس لإبن الجوزي - ص 298 وما بعدها -
إذا علم هذا فإني أخشى إن طال بالناس الزمان أن ينقلهم الشيطان
إلى اتخاذه عبادة , وأن يخلطه لهم بغيره من المحرمات كالضرب ,
والرقص كما فعل ذلك مع الصوفية أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به .
وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه .
---------
المصدر : فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله تعالى -
ص 381 - ج 2