شرح القواعد الأربعة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح القواعد الأربعة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-29, 20:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










B18 شرح القواعد الأربعة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله

شرح القواعد الأربعة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله

متن الاربع القواعد

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركاً أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة .
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين كما قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )(النساء: من الآية48) وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه :
- الأولى : أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بأن الله تعالى هو الخالق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام والدليل قوله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس:31) .
- الثانية : أنهم يقولون ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة فدليل القربة قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)(الزمر: من الآية3)
ودليل الشفاعة قوله تعالى (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه)(يونس: من الآية18) الشفاعة شفاعتان : شفاعة منفية وشفاعة مثبتة فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله والدليل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة:254) والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن كما قال تعالى (ِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(البقرة: من الآية255) .
- الثالثة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم منهم من عبد الملائكة ومنهم يعبد الأنبياء والصالحين ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم والدليل قوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ )(لأنفال: من الآية39)
ودليل الشمس والقمر قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت:37)
ودليل الملائكة قوله تعالى (وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً)(آل عمران: من الآية80) ودليل الأنبياء قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116)
دليل الصالحين قوله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه)(الاسراء: من الآية57) ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (لنجم:19) (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (لنجم:20) وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال " خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلي حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط الحديث .
- الرابعة : أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائماً في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) (العنكبوت:65)
تمت وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم



الشرح

(مقدمة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان غفر الله له)
الحمد لله،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
فهذا شرح للقواعد الأربعة التي ألفها شيخ الاسلام المجدد:محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ،لأنني لم أرى من شرحها فأحببت أن أشرحها حسب وسعي وطاقتي.
والله يعفوا عمْا قصرت فيه.

* * *
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
بســـــــــم الله الرْحمن الرْحيم
1-أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والأخرة ،
وأن يجعلك مباركا أينما كنت ، وأن يجعلك ممْن إذا أعطي شكر، وإذا أبتلي صبر، وإذا أذنب استغفر،فإن هذه الثلاث عنوان السعادة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

1-هذه ((القواعد الأربعة)) التي ألفها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
هي رسالة مستقلة ، ولكنها تطبع مع ((ثلاثة الأصول)) من أجل الحاجة إليها لتكون في متناول أيدي طلبة العلم.
و(القواعد)جمع قاعدة والقاعدة هي:الاصل الذي يتفرع عنه مسائل كثيرة_.
ومضمون هذه القواعدالأربع التي ذكرها الشيخ رحمه الله :معرفة التوحيد ومعرفة الشرك.
وماهي القاعدة في التوحيد ؟ وماهي القاعدة في الشرك؟،لأن كثيرا من الناس يتخبطون في هذين الأمرين ،يتخبطون في معنى التوحيد ماهو؟ويتخبطون في معنى الشرك،كل يفسرها على حسب هواه.
ولكن الواجب: أننا نرجع في تقعيدنا إلى الكتاب والسنة،ليكون هذا التقعيد تقعيدا صحيحا سليما مأخوذا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،لاسيما في هذين الأمرين العظيمين-التوحيد والشرك_ .
والشيخ رحمه الله لم يذكر هذه القواعد من عنده أو من فكره كما يفعل ذلك كثير من المتخبطين، وإنما أخذ هذه القواعد من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته.
فإذا عرفت هذه القواعد وفهمتها سهل عليك بعد ذلك معرفة التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه،ومعرفة الشرك الذي حذّر الله منه وبيّن خطره وضرره في الدنيا والآخرة. وهذاأمر مهمّ جدّا،وهوألزم عليك من معرفة أحكام الصلاة والزكاة والعبادات وسائر الأمور الدينية،لأن هذا هو الأمرالأولي والأساسي،لأنّ الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات لاتصح اذا لم تبن على أصل العقيدة الصحيحة،وهي التوحيد الخالص لله عزّوجلّ.
وقد قدم رحمه الله لهذه القواعد الأربع بمقدمة عظيمة فيها الدعاء لطلبة العلم،والتنبيه على ماسيقوله،حيث قال(أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتولاك في الدنيا والآخرة،وأن يجعلك مباركا أينما كنت، وأن يجعلك ممّن إذا أعطي شكر،وإذا أبتلي صبر،وإذا أذنب إستغفر،فإنّهذه الثلاث هي عنوان السعادة)).
هذه مقدمة عظيمة، فيها دعاء من الشيخ رحمه الله لكل طالب علم يتعلم عقيدته يريدبذلك الحق، ويريد،ويريد بذلك تجنب الضلال والشرك،فإنه حريّ بأن يتولاه الله في الدنيا والآخرة.
وإذا تولاه الله في الدنيا والآخرة فإنه لاسبيل إلى المكاره أن تصل اليه،لا في دينه ولا في دنياه،قال تعالى-"الله وليّ الذّين آمنوا يخرجهم مّن الظّلمات إلى النّور والذّين كفروا أوليآؤهم الطّاغوت"(البقرة257)،فإذا تولاك الله أخرجك من الظّلمات-ظلمات الشرك والكفر والشكوك والإلحاد-إلى نور الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح،"ذلك بأن الله مولى الذّين ءامنوا وأنّ الكافرين لامولى لهم"(محمد11).
فإذا تولاك الله برعايته وبتوفيقه وهدايته في الدنيا والآخرة،فإنك تسعد سعادة لاشقاء بعدها أبدا، في الدنيا يتولّاك بالهداية والتوفيق والسير على المنهج السليم، وفي الآخرة يتولاك بأن يدخلك جنّته خادا مخلدا فيها لاخوف ولا مرض، ولا شقاء ولاكبر ولامكاره، وهذه ولاية الله لعبده المؤمن في الدنيا والآخرة.قال ابن القيم: إذا تولاه أمرؤ دون الورى تولاه العظيم الشان.
قال (وأن يجعلك مباركا أينما كنت)) إذا جعلك الله مباركا أينما كنت فهذا هو غاية المطالب،يجعل الله البركة في عمرك، ويجعل البركة في رزقك ،ويجعل البركة في علمك، ويجعل البركة عملك، ويجعل البركة في ذريّتك،أينما كنت تصاحبك البركة، أينما توجهت،وهذا خير عظيم، وفضل من الله سبحانه وتعالى.
قال(وأن يجعلك ممّن إذا أعطي شكر)) خلاف الذي إذا أعطي كفر النعمة وبطرها،فإن كثيرا من الناس إذا أعطوا النعمة كفروها وأنكروها،وصرفوها في غير طاعة الله عزّوجلّ، فصارت سببا لشقاوتهم،أمّا من يشكر فإن الله يزيده:"وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم"(إبراهيم:7) والله-جلاّ وعلا-يزيد الشاكرين من فضله وإحسانه.فإذا أردت المزيد من النعم فاشكر الله عزّ وجلّ،وإذا أردت زوال النعم فاكفرها.
قال(وإذا ابتلي صبر))،الله جلّ وعلا-يبتلي العباد يبتليهم بالمصائب، يبتليهم بالمكاره،يبتليهم بالأعداء من الكفّار والمنافقين،فيحتاجون إلى الصبر وعدم اليأس وعدم القنوط من رحمة الله،ويثبتون على دينهم،ولا يتزحزحون مع الفتن،أو يستسلمون للفتن،بل يثبتون على دينهم، ويصبرون على مايقاسون من الأتعاب في سبيلها بخلاف الذي إذا ابتلي جزع وتسخّط وقنط من رحمة الله_عزّوجلّ فهذا يزاد ابتلاء إلى ابتلاء ومصائب إل مصائب،قال صلى الله عليه وسلم(إنّ الله إذا أحب قوما ابتلاهم،فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط))،((وأعظم الناس بلاء، الأنبياء،ثم الأمثل فالأمثل))،ابتلي الرسل، وابتلي الصديقون، وابتلي الشهداء، وابتلي عباد الله المؤمنون،لكنهم صبروا،أما المنافق فقد قال الله فيه:"ومن النّاس من يعبد الله على حرف"يعني: طرف "فإن أصابه خير اطمأنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدّنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين"(الحج:11)،فالدنيا ليست دائما نعيما وترفا وملذّات وسرورا ونصرا،ليست دائما هكذا،الله يداولها بين العباد، الصحابة أفضل الأمة ماذا جرى عليهم من الابتلاء والامتحان ؟قال تعالى:"وتلك الأيّام نداولها بين النّاس"(آل عمران:140)،فليوطّن العبد نفسه أنه أذا ابتلي فإنّ هذا ليس خاصّا به،فهذا سبق لأولياء الله، يوطّن نفسه ويصبر وينتظر الفرج من الله-تعالى-،والعاقبة للمتّقين.
قال(إذا أذنب استغفر)) أمّا الذي إذا أذنب لايستغفر ويستزيد من الذنوب فهذا شقي- والعياذ بالله-،لكن العبد المؤمن كلّما صدر منه ذنب بادر بالتوبة"والذّين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروالذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاّ الله"(آا عمران:135) "إنّما التّوبة على الله للذين يعملون السّوء بجهالة ثمّ يتوبون من قريب"(النساء:17) والجهالة ليس معناها عدم العلم،لأن الجاهل لايؤاخذ، لكن الجهالة هنا ضد الحلم.فكل من عصى الله فهو جاهل بمعنى ناقص الحلم وناقص العقلية وناقص الإنسانيّة،وقد يكون عالما لكنه جاهل من ناحية أخرى من ناحية أنه ليس عنده حلم ولا ثبات في الأمور،"ثمّ يتوبون من قريب"يعني: كلّما أذنبوا استغفروا،ماهناك أحد معصوم من الذنوب، ولكن الحمد لله أنّ الله فتح باب التوبة،فعلى العبد إذا أذنب أن يبادر بالتوبة، لكن إذا لم يتب ولم يستغفر فهذه علامة الشقاء.وقد يقنط من رحمة الله ويأتيه الشيطان ويقول له: ليس لك توبة.
هذه الأمور الثلاث: إذا أعطي شكر، وإذا أبتلي صبر وإذا أذنب استغفر هي عنوان السعادة، من وفّق لها نال السعادة،ومن حرم منها-أو من بعضها-فإنه شقيّ.

يتبع ان شاء الله.








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-03-30, 00:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
bbomar3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية bbomar3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختي الكريمة










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-30, 10:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الباري

جزاك ربي خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-30, 10:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي تابع للشرح...

2-اعلم أرشدك الله لطاعته-:أن الحنيفية ملّة إبراهيم أن تعبد الله مخلصا له الدين، كما قال تعالى-(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) (الذاريات:56)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2- (اعلم أرشدك الله) هذا دعاء من الشيخ-رحمه الله،وهكذا ينبغي للمعلم أن يدعو للمتعلم.
وطاعة الله معناها: امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
(أن الحنيفية ملة ابراهيم) الله-جل وعلا-أمر نبينا باتباع ملة إبراهيم، قال تعالى(ثمّ أوحينا إليك أن اتبع ملّة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)) (النحل: 123).
والحنيفية: ملة الحنيف وهو إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-،
والحنيف هو:المقبل على الله المعرض عمّا سواه، هذا هو الحنيف: المقبل على الله بقلبه وأعماله ونيّاته ومقاصده كلّها لله،
المعرض عمّا سواه، والله أمرنا باتّباع ملة إبراهيم(وماجعل عليكم في الدّين من حرج ملة أبيكم إبراهيم)) (الحج: .(78
وملة إبراهيم(أن تعبد الله مخلصا له الدين)) هذه الحنيفية،ماقال أن تعبد الله) فقط، بل قال: ((مخلصا له الدين)) يعني:
وتجتنب الشرك،لان العبادة إذا خالطها الشرك بطلت، فلا تكون عبادة الا إذا كانت سالمة من الشرك الاكبر والاصغر.
كما قال تعالى(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حنفاء))(البينة:5) جمع:حنيف،وهو:المخلص لله عزّوجلّ.
وهذه العبادة أمر الله بـهــــا جميع الخلق كما قال تعالى-((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))(الذاريات:56)،ومعنى
يعبدون: يفردوني بالعبادة ،فالحكمة من خلق الخلق :أنهم يعبدون الله عزّوجلّ مخلصين له الدين،منهم من امتثل ومنهم من
لم يمتثل، لكن الحكمة من خلقهم هي هذه ،فالذي يعبد غير الله مخالف للحكمة من خلق الخلق، ومخالف للأمر والشرع.
وإبراهيم هو:أبو الأنبياء الذين جاءوا من بعده، فكلّهم من ذريّته، ولهذا قال جلّ وعلا-(وجعلنا في ذرّيّته النّبوّة والكتاب)
(العنكبوت:261)، فكلهم من (بني إسرائيل) –حفيد إبراهيم عليه السلام-،إلا محمدا صل الله عليه وسلم فإنه من ذريّة
إسماعيل،فكل الأنبياء من بعد إبراهيم من أبناء إبراهيم-عليه الصلاة والسلام-،تكريما له. وجعله الله إماما للنّاس-يعني:
قدوة-(قال إني جاعلك للنّاس إماما))(البقرة:124)يعني: قدوة-((إنّ إبراهيم كان أمّة))(النحل:120) يعني إماما يقتدى به.
وبذلك أمر الله جميع الخلق كما قال تعالى (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون))(الذاريات:56)، فإبراهيم دعا الناس إلى الله عزّ وجلّ كغيره من النبيين، كل الأنبياء دعوا الناس إلى عبادة الله وترك عبادة ماسواه، كما قال تعالى(ولقد بعثنا في كلّ أمّة رّسولا أن، اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت))(النحل:36).
وأما الشرائع التي هي الأوامر والنواهي والحلال والحرام فهذه تختلف باختلاف الأمم حسب الحاجات، يشرع الله شريعة
ثم ينسخها بشريعة أخرى إلى أن جاءت شريعة الاسلام فنسخت جميع الشرائع وبقيت هي إلى أن تقوم السّاعة، أما أصل
دين الأنبياء-وهو التوحيد-فهو لم ينسخ ولن ينسخ، دينهم واحد وهو دين الإسلام بمعنى:الإخلاص لله بالتوحيد. أما الشرائع فقد تختلف، وتنسخ، لكن التوحيد والعقيدة من آدم إلى آخر الأنبياء، كلهم يدعون إلى التوحيد وإلى عبادة الله، وعبادة الـلـــــــه: طاعته في كلّ وقت بما أمر به من الشرائع، فإذا نسخت صار العمل بالناسخ هو العبادة، والعمل بالمنسوخ ليس عبادة لله.


يتبع إن شاء الله.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-05, 20:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي تابع....

3-فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمّى عبادة إلا مع التوحيد، كما أنّ الصلاة لا تسمّى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3-((فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته)) يعني:إذا عرفت من هذه الآية ((وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون)) (الذاريات:56) وأنت من الإنس، داخل في هذه الآية،وعرفت أن الله ما خلقك عبثا، أو خلقك لتأكل وتشرب فقط، تعيش في هذه الدنيا وتسرح وتمرح، لم يخلقك لهذا، خلقك الله لعبادته، وإنما سخّـر لك هذه الموجودات من أجل أن تستعين بها على عبادته لأنّك لا تستطيع أن تعيش إلا بهذه الأشياء، ولا تتوصّل إلى عبادة الله إلا بهذه الأشياء، سخّرها الله لك لأجل أن تعبده، ليس من أجل أن تفرح بـها وتسرح وتمرح وتفسق وتفجر تأكل وتشرب ما اشتهيت، هذا شأن البهائم، أمّا الآدميون فالله-جلّ وعلا-خلقهم لغاية عظيمة وحكمة عظيمة وهي العبادة قال-تعالى- : ((وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون، مآ أريد منهم من رّزق))(ا لذاريات:56.57)، الله ما خـلـقـك لتكتسب له،أن تحترف وتجمع له مالا، كما يفعل بنو آدم بعضهم لبعض يجعلون عمّالا يجمعون لهم المكاسب، لا، الله غنيّ عن هذا، والله غني عن العالمين، ولهذا قال((مآ أريد منهم مّن رّزق ومآ أريد أن يطعمون))(ا لـذا ريا ت:57) الله-جلّ وعلا-يطعم ولا يطعم، غنيّ عن الطعام، وغني- جلّ وعلا-بذاته، وليس هو في حاجة إلى عبادته، لو كفرت ما نقصت ملك الله، ولكن أنت الذي بحاجة إليه، أنت الذي بحاجة إلى العبادة، فمن رحمته: أنه أمرك بعبادته من أجل مصلحتك، لأنّك إذا عبدته فإنه سبحانه وتعالى يكرمك بالجزاء والثواب، فالعبادة سبب لإكرام الله لـك في الدنيا والآخرة، فمن الذي يستفيد من العبادة؟ المستفيد من العبادة هو العابد نفسه، أما الله- جلّ وعلا- فإنّه غنّي عن خلقه.
قال: ((فاعلم: أن العبادة لا تسمّى عبادة إلاّ مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمّى صلاة إلا مع الطهارة)).
إذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فإن العبادة لا تكون صحيحة يرضاها الله سبحانه وتعالى إلا إذا توفّر فيها شرطان، إذا اختلّ شرط من الشرطين بطلت:
الشرط الأوّل: أن تكون خالصة لوجه الله ، ليس فيها شرك. فإن خالطها شرك بطلت، مثل الطهارة إذا خالطها حدث بطلت، كذلك إذا عبدت الله ثم أشركت بـه بطلت عبادتك .هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فأيّ عبادة لم يأت بها الرسول فإنّها باطلة ومرفوضة، لأنّها بدعة وخرافة، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، وفي رواية: ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد))، فلا بد أن تكون العبادة موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بإستحسانات الناس ونيّاتهم ومقاصدهم مادام أنها لم يدلّ عليها دليل من الشرع فهي بدعة ولا تنفع صاحبها بل تضرّه لأنها معصية، وإن زعم أنه تقرّب بها إلى الله-عزّ وجلّ-.
فلا بد في العبادة من هذين الشرطين : الإخلاص ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم حتى تكون عبادة صحيحة نافعة لصاحبها ، فإن دخلها شرك بطلت، وإذا صارت مبتدعة ليس عليها دليل فهي باطلة أيضا ، بدون هذين الشرطين لافا ئد ة من العبادة ، لأنّها على غير ما شرع الله سبحانه وتعالى ، والله لا يقبل إلا ما شرع في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
فلا هناك أحد من الخلق أتّباعه إلاّ الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما ما عدا الرسول فإنه يتبع ويطاع إذا اتّبع الرسول ، أما إذا خالف الرّسول فلا طاعة ، يقول الله-تعالى-((أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم))(النساء:59)، وأولوا الأمر هم: الأمراء والعلماء ، فإذا أطاعوا الله وجبت طاعتهم و ا تّباعهم ، أما إذا خالفوا أمر الله فإنها لا تجوز طاعتهم ولا ا تّباعهم فيما خالفوا فيه، لأنّه ليس هناك أحد يطاع استقلالا من الخلق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما عداه فإنّه يطاع ويتّبع إذا أطاع الرّسول صلى الله عليه وسلم واتّبع الرسول، هذه هي العبادة الصحيحة.


يتبع باذن الله........









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-05, 21:21   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

4-فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أنّ أهمّ ما عليك: معرفة ذلك، لعلّ الله أن يخلّصك من هذه الشّبكة، وهي الشرك بالله الذي قال الله-تعالى-فيه(إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشآء))(النساء:116)،وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرهاالله-تعالى-في كتابه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4-((فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار...)) أي: مادام أنك عرفت التوحيد وهو:إفراد الله بالعبادة، يجب أن تعرف ماتهو الشرك من أجل أن تتجنّبها، لأنّ الله حذّر من الشرك وقال(إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشآء))(النساء:48)، فهذا الشرك الذي هذا خطره، وهو أنه يحرم من الجنّة(إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة))(المائدة: 72)، ويحرم من المغفرة ((إنّ الله لا يغفر أن يشرك به)) (النسآء: 48).
إذا: هذا خطر عظيم، يجب عليك أن تعرفه قبل أيّ خطر ، لأنّ الشرك ضلّت فيه أفهام وعقول. فالواجب أن نعرف ماهو الشرك من الكتاب والسنة، الله ماحذّر من شيء إلا ويبيّنه، وما أمر بشيء، إلا ويبيّنه للناس، فهو لم يحرّم الشرك ويتركه مجملا، بل بيّنه في القرآن العظيم وبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنّة،بيانا شافيا، فإذا أردنا أن نعرف ماهو الشرك نرجع إلى الكتاب والسنة حتى نعرف الشرك.، ولا نرجع إلى قول فلان، وهذا سيأتي.

يتبع باذن الله...









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-06, 12:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
chouan
عضو محترف
 
الصورة الرمزية chouan
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الثانية المرتبة الثالثة في مسابقة نبع الثقافة وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير ...










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 15:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي بخير مثله...بارك الله فيك


موفق لكل خير










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 15:53   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










B18

5-القاعدة الأولى: أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرّون بأنّ الله-تعالى- هو الخالق المدبّر، وأنّ ذلك لم يدخلهم في الإسلام، والدليل: قوله-تعالى-: ((قل من يرزقكم مّن السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتّقون))(يونس: 31).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5-القاعدة الأولى: أن تعرف أن الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرّين بتوحيد الرّبوبية،
ومع ذلك إقرارهم بتوحيد الربوبية، لم يدخلهم في الإسلام، ولم يحرّم دماءهم ولاأموالهم.
فدلّ على أنّ التوحيد ليس هو الإقرار بالربوبية فقط، وأنّ الشرك ليس هو الشرك في الربوبيّة فقط، بل ليس هناك أحد أشرك في الربو بيّة إلا شواذّ من الخلق، وإلاّ فكل الأمم تقرّ بتوحيد الربوبية، وتوحيد الربوبية هو: الإقرار
بأنّ الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبّر، أو بعبارة أخصر: توحيد الربوبية هو: إفراد الله تعالى بأفعاله سبحانه وتعالى.
فلا أحد من الخلق ادّعى أنّ هناك أحدا يخلق مع الله-تعالى-، أو يرزق مع الله، أو يحيي، أو يميت، بل المشركون
مقرّون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر(ولئن سألتهم مّن خلق السّماوات والأرض ليقولنّ الله))(لقمان: 25)، ((قل من رّبّ السواوات السبع وربّ العرش العظيم، سيقولون الله))(المؤمنون: 86)، اقرءوا الآيات من آخر سورة المؤمنون تجدون ، المشركين كانوا مقرّين بتوحيد الربوبيّة، وكذلك في سورة يونس(( قل من يرزقكم مّن السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبّر الأمر فسيقولون الله))(يونس: 31)، فهم مقرّون بهذا.
فليس التوحيد هو الإقرار بتوحيد الربوبيّة كما يقول ذلك علماء الكلام والنّظّار في عقائدهم، فإنّهم يقرّرون بأنّ التوحيد هو الإقرار بأن الله الخالق الرازق المحيي المميت، فيقولون: (واحد في ذاته لاقسيم له، واحد في صفاته لاشبي له، واحد في أفعاله لاشريك له) وهذا هو توحيد الربوبيّة، ارجعوا إلى أي كتاب من كتب علماء الكلام تجدون لايخرجون عن توحيد الربوبيّة، وهذا ليس هو التوحيد الذي بعث الله به الرسل، والإقرار بهذا وحده لاينفع صاحبه،لأنّ هذا أقرّ به المشركون وصناديد الكفرة، ولم يخرجهم من الكفر، ولم يدخلهم في الإسلام، فهذا غلط عظيم، فمن إعتقد هذا الإعتقاد مازاد على اعتقاد أبي جهل وأبي لهب، فالذي عليه الآن بعض المثقفين هو تقرير توحيد الربوبية فقط، ولا يتطرّقون إلى توحيد الألوهيّة، وهذا غلط عظيم في مسمّى التوحيد.
وأما الشرك فيقولون هو أن تعتقد أنّ أحدا يخلق مع الله أو يرزق مع الله)، نقول: هذا ماقاله أبو جهل وأبولهب، ماقالوا: إن أحدايخلق مع الله ، ويرزق مع الله، بل هم مقرّون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 16:03   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










B18

6 - القاعدة الثانية: أنّهم يقولون: مادعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة، فدليل القربة قوله - تعالى: ((والّذين اتّخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلاّ ليقرّبونآ إلى الله زلفى إنّ الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إنّ الله لايهدي من هو كاذب كفار))(الزمر: 3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

6 - ((القاعدة الثانية)) أن المشركين الذين سمّاهم الله مشركين وحكم عليهم بالخلود في النار، لم يشركوا في الربوبيّة وإنما أشركوا في الألوهية، فهم لايقولون إنّ آلهتهم تخلق وترزق مع الله، وأنهم ينفعون أو يضرّون أويدبّرون مع الله، وإنما اتخذوهم شفعاء، كما قال الله تعالى عنهم: ((ويعبدون من دون الله مالا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هـؤلآء شفعـؤنا عند الله))(يونس: 18)، ((مالا يضرّهم ولا ينفعهم)) هم معترفون بهذا إنهم لاينفعون ولا يضرّون، وانما اتخّذوهم شفعاء، يعني: وسطاء عند الله في قضاء حوائجهم، يذبحون لهم، وينذرون لهم، لا لأنهم يخلقون أويرزقون أو ينفعون أو يضرّون في اعتقادهم، وإنما لأنهم يتوسّطون لهم عند الله، ويشفعون عند الله، هذه عقيدة المشركين.
وأنت لمّا تناقش الآن قبوريا من القبوريّين يقول هذه المقالة سواء بسواء، يقول: أنا أدري أنّ هذا الوليّ أو هذا الرجل الصالح لايضر ولا ينفع ، ولكن هو رجل صالح وأريد منه الشفاعة لي عند الله.
والشفاعة فيها حقّ وفيها باطل، الشفاعة، التي هي حقّ وصحيحة هي ماتوفّر فيها شرطان:
الشرط الأول : أن تكون بإذن الله.
الشرط الثاني : أن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد، أي: من عصاة الموحدين.
إن اختلّ شرط من الشرطين فالشفاعة باطلة، قال-تعالى-(من ذا الذّي يشفع عنده,إلا بإذنه))(البقرة: 255)، ((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)) (الأنبياء: 28)، وهم عصاة الموحدين، أما الكفّار والمشركون فما تنفعهم شفاعة الشافعين ((ما للظالمين من حميم ولآ شفيع يطاع))(غافر: 18) فهـؤلاء سمعوا بالشفاعة ولا عرفوا معناها ، وراحوا يطلبونها من هؤلاء بدون إذن الله-عز وجل-، بل طلبوها لمن هو مشرك بالله لاتنفعه شفاعة الشافعين، فهؤلاء يجهلون معنى الشفاعة الحقّة والشفاعة الباطلة.


يتبع......









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 16:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أم مريم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أم مريم
 

 

 
الأوسمة
وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك أختي على مواضيعك القيمة ونفع بك ولا حرمك الأجر والثواب أسأل الله ان يجعالها في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-12, 10:04   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
chouan
عضو محترف
 
الصورة الرمزية chouan
 

 

 
الأوسمة
المرتبة الثانية المرتبة الثالثة في مسابقة نبع الثقافة وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

مجهود طيب بحول الله ..........










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-13, 17:05   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oum meriem مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك أختي على مواضيعك القيمة ونفع بك ولا حرمك الأجر والثواب أسأل الله ان يجعالها في ميزان حسناتك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله
اللهم امين
جزيت خيرا
موفقة لكل خير









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-13, 17:17   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
سائلة عفو ربها
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية سائلة عفو ربها
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chouan مشاهدة المشاركة
مجهود طيب بحول الله ..........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك
جزيت خيرا
موفق لكل خير









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-13, 17:21   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو مسلم
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله هذ هو العلم الشرعي الحق الواجب على كل طالب علم مبتدأتحصيله وفهمه والعمل به ثم نشره والدعوة إليه
بارك الله فيك أختنا ونفع بك البلاد والعباد










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc