حال الزوالي

[حميدي احمد]

السلام عليكم

للاسف هذا حال ابناء الجزائر الغنية

أحلام بالتقسيط المريح

مع نهاية كل شهر وحلول موعد استلام الرواتب، تضع العائلات متوسطة الدخل قائمة باللوازم الواجب اقتناؤها، لتغطية متطلبات الشهر الجديد، من مواد غذائية وأقساط لدروس الأبناء، أو تكلفة دور الحضانة وغيرها، غير أن هؤلاء قلـمــــا يتمكنون من تخصيص مبلغ من المال لحالات الطوارئ، الأمر الذي يدخل هذه الأسر في حلقة الاستدانة، لمجرد إصابة أحد أفراد العائلة بوعكة صحية، أو ظهور عرس، أو مناسبة عائلية تستلـــــزم حرق مبلغ من المال، لاقتناء الهديــــة، التــي تهدى طبعا فوق القلب .
والكارثة التي قد تصيب هؤلاء البسطاء، إذا تعطلت السيارة نص عمر ، وأجبروا على نقلها إلى الميكانيكي، وتطلبت تكلفة إصلاحها بقرة وابنتها ، وقتها تحدث الطامة الكبرى، وبدل الاستدانة من الأقربين، قد يطرق الموظف المغلوب على أمره باب قسم المحاسبة وهو مطأطئ الرأس، خائفا من عدم قبول طلب السلفية، التي تنجيه من عذاب العودة إلى زمن الجري وراء الحافلة.
هذا هو واقع الموظف متوسط الدخل في بلادي... باختصار، هو شخص أصبح الاقتراض من الآخرين شيئا لصيقا به، ليس لأنه لا يعرف كيف يسير ميزانيته الشهرية، بل لأنه في كل مرة يعلن فيها عن رفع رواتب الموظفين في سلك من الأسلاك، إلا وانتشر الخبر لدى الجزار والخضار، وحتى الطبيب كانتشار النار في الهشيم، ليقرر الكل معا الاستفادة من المبلغ المضاف ليحرقوا جيب الموظف، إذا ما فكر في اقتناء حاجياته، أو عرض نفسه على طبيب خاص.
ما يحدث لـ الشهّار في بلادي، وتدهور قدرته الشرائية في عزّ مراجعة الرواتب والحوافز بأثر رجعي، يدمي القلب، ويجعلنا نفكّر جديا في العودة إلى زمن الكارني ، أو اقتناء مستلزماتنا بـ الكريدي من بقّال الحي، وتسديد ما علينا من ديون كل رأس شهر، لنضطر إلى فتح كنّاش جديد لتدوين مستلزمات الشهر الجديد وهكذا... ووسط هذا الكابوس، الذي يتجرّع مرارته العمال والموظفون، نشكر الله أن الأحلام لازالت متاحة، وبالمجان، بالنسبة لهؤلاء، إلا إذا تخللها كوشــمــــار يشبــه يومياتهم، وإذا حدث وأن أصبحــــت الأحــلام مدفوعة الثمن، فوقتها لا بديل لنا عن طلب الحصــــول عليها بالتقسيط المريح، كما هي حياتنا، لأن كوشمار الكريدي يبقى متواصلا ومسلّطا على رقاب بسطاء القوم.

الله يكون في عون المواطن البسيط

للاطلاع الى ان ينقل الى قسم ما قالته الصحف

ع/ جريدة وقت الجزائر 28/03/2012