من منذ دخول المستدمر لم يهدا الشعب الجزائري لطرد ذالكم الدخيل البعيد النظرة والاهداف فقامت ثورات عديدة يعلمها الجميع ولم يكن الهدف من قيامها مادي او نفعي بل كانت وكما هو في علم الجميع محاربة التنصير والاستطان في بلد الاسلام بعد ان كان الاسلام هو من يسافر الى تلك البلدان التي كانت تعيش في ظلام الكفر والاستعباد لتحريرها من الافكار المظلمة والعتيمة ولادخال النور اليها نور الهداية والحرية والاستقامة والتوخيد واختتمت تلك الثورات بالثورة الكبرى التى شارك فيها عامة الشعب الجزائري وكان ان كللت بالنصر وتحرير البلاد والثمن لم يكن فقط مليون ونصف المليون من الشعداء بل اكبر من ذالك بكثير اذا ما اخذنا بعين الاعتبار كامل الثورات المعروفة وقد اقتصر العد على ثورة 1954 فقط لاقامة شرعية ثورية تكون اساس في تسيير شؤون البلاد من قبل البقية المتبقية من لم يستشهدوا مع من استشهد رحمهم الله واسكنهم الفردوس الاعلى امييييييين بحيث كانت النية في توليهم تسيير البلاد هي اشراك الجميع والتوزيع العادل للثروة وللسلطة في البلاد ليعطى كل ذي حق حقه الا ان للسياسة اسرارها الخاصة فدارت الامور بعد فترة من الزمن وحلت مكان النية الاولى نية اخرى وضعت فجوة بين السلطة وبين الشعب فاصبح عامل نحن وانتم هو المعمول به وبقوة ومن هنا بدات الامور بالتدهور الى ان حلت الفاجعة الاليمة المتمثلة في العشرية السوداء فتبين ما كان مخفيا ومتخفيا في اجهزة الدولة من اعداء للشعب الجزائري الحر الابي الغيور على بلاده ممن اكتملوا ثروات طائلة على ظهره في السنوات الخالية وممن هم جبناء بحق وحقيقي لا يهمهم من هذه البلاد الا ما يضعونه في جيوبهم وما ينمون به ثرواتهم من معاملات ورشاوي ونهب وسرقة ميتغلين في ذالك ما اولتهم الدولة من نفوذ وسلطة او لاقاربهم وذويهم وطيبة واخلاق الشعب الجزائري وقناعته الرفيعة والعالية جدا والجهل بكيفيات تسيير شؤون الدولة والتعتيم الاعلامي المفروض انذاك ليبقى الشعب خارج دائرة ما يحدث في التسيير للشان العام قلت بان وظهر للعيان ان طبقة كبيرة من الجبناء ومن الخفافيش كانت دون وجه حق متواجدة في اجهزة الدولة تكبح التنمية وتسير بالبلاد الى الهاوية لتضعها مرة اخرى بين ايدي جدتهم فرنسا التي خرجت باكية من هذه البلاد وحلفت بان ترجع بعد خمسين سنة فلما افلسوا البلاد واشعلوا نار الفتنة بين بنيها فروا خارجها بسرقاتهم وما نهبوه منها ووضعوه في بنوك جدتهم وابناء عمومتهم من النصارى وراحوا تاركين البلاد تحرق بمن فيها بل اكثر من هذا شددوا الحصار بدعاياتهم المغرضة هنا وهناك فكان ان تركنا نواجه بوحدنا المصيبة التي خططوا لها وهيؤا كافة اسباب الوقوع فيها ولولا عناية الله بهذا الشعب العظيم لنسفت الدولة بمن فيها ولولا اخلاص المخلصين من ابنائها لكنا الى اليوم لم نسترجع عافيتنا وامننا واستقرارنا واليوم وبعد الامن والاستقرار عادوا وكان شيئا لم يكن فيا ترى ما هي مخططاتهم المستقبلية فنحن نرى ان الرشاوي والمحسوبية والبوس بوس والمعارف ولكتاف وكافة الافات التي ينبذها الشعب الجزائري متواجدة وبقوة وعلى كافة الاصعدة فهل هي اسباب اخرى لنشر العداوة والبغضاء في الاوساط الشعبية؟او ما يكفينا اننا لدغنا مرة من هذا الجحر؟وهل قدر لنا اننا وكلما استقرت الامور بنا ان يترك الباب واسعا للحثالة من الخلق لتذهب بنا الى الجحيم؟او ما ان الاوان ان يوضع الغربال في اجهزة الدولة ليميز الخبيث من الطيب؟او ما ان الاوان لينصت للشعب فرادى او جماعات فينصف فيما يشتكي منه من تجاوزات وظلم واعتداءات تقع عليه باسم الدولة وعليها؟او ما ان الاوان ان لا يكذب الشعب وتكون لكلمته المصداقية في اجهزة الدولة؟هذه هي اهم العوامل التي تزرع بقوة لتوسيع الفجوة بين النظام والشعب والتي تستغلها اطراف عدوانية خفية لزرع بذور الفتنة وتغذيها باساليب شيطانية بين الحاكم والمحكوم وبين المحكوم والحاكم في هيئة الناصح الامين فتشعل النيران وهي على بعد واقفة موقف المتفرج ما اكثر هؤلاء في اوساطنا الشعبية وهم من يقضوا كافة مصالحهم بالهاتف ومصالح من يعينهم في مشاريعهم المستقبلية ضد شعب اعزل وكريم الخلق يقول جل وعلا بسم الله الرحمان الرحيم يا ايها الذين ءامنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين صدق الله العظيم,