فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر شعيرة كبيرة من شعائر الإسلام حتّى يعدّها بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام .
لذلك في حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال : وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله؟ قال : وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال : كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً و المنكر معروفاً .
و هذا ما نعيشه في مجتمعنا الآن حيث أصبح الذي يأكل الحرام يسمّى عند الناس شاطرا و الفتاة المتبرجة المتفلّة تسمّى عصرية و متطورة و المنافق يسمّى لبقا .
كذلك قال الله تعالى وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
و لم يقل صالحون فممكن القرية يكون فيها قوّام الليل ، صوّام النهار ، متصدّقون ، حجاج ، و مع ذلك و إن لم يكونوا مصلحين و اكتفوا بأن يكونوا صالحين فقد يعمّهم الله بعذاب من عنده .
و لمّا سألت عائشة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه و سلم أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث))
ففي عصرنا هذا عندما تخرج للشارع ترى أنواع التبرج و لما تدخل السوق ترى أنواع المنكرات تذهب إلى عملك أو دراستك ترى أنواع المخالفات تذهب إلى المستشفى ترى العجب .
فإذا كثر الخبث و سكت الناس عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أخذ الذي يفعل المنكرات يفعلها و هو آمن أن لا ينكرها عليه أحد عندها يعمّ الله العذاب على الصالح و الطالح .
فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وظيفة كل شخص لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان
فنحن ننكر المنكر حتى يعذرنا الله و لمّا يسألنا نقول له نحن أنكرنا و يمكن يهديهم فلا تدري .
في الأخير :
النصيحة التي أقدمها أنه من أراد أن ينكر منكرا على صاحب منكر عليه باللين و الموعظة الحسنة و ينصحه سرا يعني بينه و بين الآخر حتى لا يفضحه ،و من أراد أن يغير منكرا بلسانه فعليه أن يهيئ الطرف الآخر لقبول النصح .
مثلا : دخلت على شخص في بيته و رأيته معلقّا صورة أبيه الميت على الجدار و نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة ، فأردت أن تنصحه فلا تقول مباشرة أعوذ بالله صورة أبوك هذا لا يجوز ، و لكن قل : ما شاء الله هذا الوالد ؟ يبدو أنك تحبه لذلك أنت معلق صورته لم تنساه حتى بعد موته ، يقولك نعم و الله الوالد ما شاء الله نحبه و ندعو له ، فتقول له ترى أنفع ما ينفع أبوك هذا الدعاء و أنا أعلم أنك لو لم تكن تحبه ما علقت صورته عسى الله أن لا يحرمك أجر برّك و إحسانك لأبيك ، الآن هو سوف ينبسط لمّا يسمع هذا الكلام و يفرح و يقول لك جزاك الله و بارك الله فيك ، ثم تقول له في الأخير من محبّتك لأبيك أن لا تعلّق الصورة في المجلس فإنه لا يجوز و لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة .
و ننتظر من باقي الأعضاء المشاركة لإثراء الموضوع لأن فعلا الموضوع خطير
و من أسباب هلاك الأمم السابقة أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه .