الجماعات الإرهابية تقهقرت والجيش العربي السوري طهر معظم المدن والبلدات
جهينة نيوز:
أكد تقرير لمركز شتات الاستراتيجي أنه وبعد عشرة أشهر من اندلاع الأحداث في سورية، نجح الرئيس بشار الأسد في إعادة السيطرة لنفسه ولجيشه على أنحاء سورية، حيث تقهقرت الجماعات الإرهابية المسلحة إلى عدد من أحياء المدن والبلدات خاصة الواقعة شمالي سورية، بينما تقوم قوات الجيش والقوات الأمنية بتطويقهم تمهيداً للقبض عليهم.
وفي صباح الاثنين 30/1 استكمل الجيش السوري عمليات تطهير الأحياء والقرى المحيطة بدمشق من تلك الجماعات بعد أن بدأ يوم الأحد عملية شارك فيها2000 جندي تحركوا بالدبابات والعربات المصفحة. وعلى الرغم من أن دوائر المعارضة وما يسمّى (الجيش الحر) يواصلون الإدلاء بتقارير حول معارك ثقيلة في منطقة دمشق، خاصة حول المطار الدولي، كما يزعمون، غير أن مصادرنا العسكرية تقول إنه لا توجد أي معارك من هذا النوع، وأن الرئيس الأسد وعائلته لم يغادروا دمشق.
وأضاف التقرير: المزاعم التي تتحدّث عن معارك وأحداث لم تقع، والمبالغات حول أعداد القتلى نتيجة أعمال الجيش وقوات الأمن السورية، تدل فقط على الوضع الصعب الذي تواجهه تلك الجماعات الإرهابية في سورية وعجزها عن إسقاط النظام والرئيس بشار الأسد. كما يعتبر هذا هو السبب الرئيسي وراء الاقتراح الغربي– العربي الموضوع حالياً أمام مجلس الأمن والذي ينصّ على أن يتنازل الأسد عن السلطة في دمشق وينقلها لنائبه فاروق الشرع – هذا هو السبب وراء عدم وجود أي فرصة لتحقق هذا الأمر، ولكنه يدل على حجم الفشل الغربي– العربي في هذه المرحلة في التسبب في إسقاط السلطة في دمشق.
ويتابع التقرير: وبعد عشرة أشهر من المعارك، تتزايد سيطرة الأسد على السلطة. وهناك على الأقل سبعة تداعيات للأوضاع التي تتطور في الشرق الأوسط والخليج العربي:
أولاً: حتى الآن فشل الغرب والعرب في إسقاط الأسد وبذلك تفكيك محور إيران – دمشق – حزب الله. وحالياً هذا المحور تعزّز بعد أن انضم العراق إليه.
ثانياً: يتعلق الأمر بإنجاز إستراتيجي إيراني من الدرجة الأولى خاصة في الفترة التي تحاول فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، وعلى رأسها السعودية إظهار النظام في طهران على أنه نظام فاشل يئن تحت العقوبات المفروضة عليه.
ثالثاً: استقرار نظام الرئيس الأسد رفع التهديد الوجودي الذي كان حزب الله يقف أمامه واحتمال عزلته في لبنان. والآن نجح الأسد في السيطرة على معظم أرجاء سورية وسوف يحصل حزب الله مجدداً على الثقة الذاتية التي فقدها بسبب الأحداث في سورية، وسوف تتعزز علاقاته مجدداً مع كل من طهران، دمشق، بغداد، وبذلك سيعمل الحزب من جديد على تعزيز وضعه داخل لبنان.
رابعاً: الأبعاد الكبيرة للفشل العربي– الإسلامي في معالجة الوضع في سورية تضع صعوبات أمام إمكانية تقدير التداعيات الفورية لهذا الفشل على السعودية، تركيا، والفلسطينيين. السعودية وقطر اللتان أيدت أجهزتهما الإستخباراتية بالمال والسلاح العصابات الإرهابية في سورية لم تنجحا في مواجهة الأجهزة العسكرية والإستخباراتية السورية أو حتى مع المساعدات المضادة التي أتت من إيران وتم وضعها تحت سيطرة الأسد.
جامعة الدول العربية التي حاولت للمرة الأولى التدخل في التمرد العربي من خلال إرسال وفد مراقبين كان عليهم السيطرة على الوضع في سورية، بدت على أنها عاجزة ولا تمتلك قدرات على الفعل، واضطرت للتدقيق في كيفية تفكك عمل المراقبين ومغادرتهم – بل فرارهم من سورية. تركيا أيضاً، والتي أبدت في مستهل الأحداث تأييدا للإرهابيين ومكنت (الجيش الحر) من العمل على أراضيها، قامت بتبريد تأييدها لهم بعد أن قررت أن مصالحها مع طهران أهم كثيراً من مصالحها مع دمشق نفسها.
خامساً: تعزز موقف موسكو وبكين في الشرق الأوسط والخليج بشكل قوي في مقابل وضع واشنطن. ونجحت موسكو من خلال صدّ أي نقاش أو قرار معادٍ لسورية في مجلس الأمن أو من خلال المساعدة في إرسال قوة عسكرية بحرية- جوية روسية إلى سورية والتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الصينية مع دول الخليج، نجحت موسكو وبكين في تهميش دور واشنطن من مركز منصة التمرد العربي التي سيطرت عليه منذ 2011 وقت التمرد في مصر وليبيا.
سادساً: الاستقرار في نظام الرئيس الأسد، على خلاف توقعات وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الذي قال إن النظام السوري سيسقط في غضون أسابيع، يعزّز الحلقة العسكرية– السياسية الإيرانية حول إسرائيل. وتقول مصادرنا العسكرية إنه ينبغي الالتفات لحقيقة أن الجيش العربي السوري نجح في الأداء بصورة تنفيذية في وضعية حرب وطوال عام كامل، وبذلك نال المزيد من الخبرات في النقل السريع للقوات بأعداد كبيرة من جبهة واحدة إلى الأخرى. كما تعزز التعاون العسكري -التنفيذي– الإستخباراتي بين الجيش السوري، الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله بصورة كبيرة.
سابعاً: خطوات المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والتي نبعت في الأساس من سياسة قادة حماس التي تقوم على الابتعاد عن سورية وإيران سوف تتجمد مرة أخرى. حماس، من خلال الزيارة المرتقبة لرئيس حكومتها في غزة إسماعيل هنية إلى طهران في محاولة للتقارب من جديد، وهناك شكوك في أنها سوف تقطع علاقاتها مع سورية.
شكرا حماة الديار .