معني اسم الله عز وجل السميع
روى البُخاريّ ومسلم من حديث أبِي هريرة - رضِي الله عنْه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا؛ مائةً إلاَّ واحدًا، مَن أحصاها دخل الجنَّة))
ص 526 برقم 2736، وصحيح مسلم: ص 1075 برقم 2677.
ومن أسماء الله الحُسْنى الَّتي وردتْ في كتابه: "السَّميع"
قال تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج: 75].
و(السميع): اسم من أسماء الله الحسنى
بمعنى (السامع)
إلا أنه أبلغ في الصفة
وبناء فعيل: بناء مبالغة
كقولهم: عليم من عالم
وقدير من قادر.
والله عز وجل سميع يسمع السر والنجوى
سواء عنده الجهر والخفوت،
والنطق والسكوت.
فهو الذي يسمع دعوات عباده وتضرعهم إليه
لا يشغله نداء عن نداء
ولا يمنعه إجابة دعاء عن إجابة دعاء.
ويكون السماع أيضاً بمعنى القبول والإجابة
كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع))
رواه أحمد (3/192) (13026)، والطيالسي (2/394) (2119)
بلفظ ((دعاء)) بدلا من ((قول))، وأبو يعلى (5/232) (2845)، وابن حبان (1/283) (83).
من حديث أنس رضي الله عنه. وحسنه العسكري في ((معجم الشيوخ)) (1/552)
وصحح إسناده على شرط مسلم شعيب الأرناؤوط في تحقيق ((مسند أحمد)) (3/192).
أي دعاء لا يستجاب
ومثله قول المصلي: (سمع الله لمن حمده) أي قبل الله حمد من حمده.
فهو سبحانه وتعالى السميع الذي يجيب الدعوة عند الاضطرار
ويكشف المحنة عند الافتقار
ويغفر المذلة عند الاستغفار
ويرحم الضعف عند الذل والانكسار.
وقد ذكر السميع في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة
اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم.
كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير
وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة.
قال تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 137].
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [الحج: 75].
وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ [سبأ: 50].
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم: 39].
يقول ابن القيم:
وهو السميع يرى ويسمع كل ما
في الكون من سر ومن إعلان
ولكل صوت منه سمع حاضر
فالسر والإعلان مستويان
والسمع منه واسع الأصوات لا
يخفى عليه بعيدها والداني
فسمعه تعالى نوعان:
أحدهما سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية
وإحاطته التامة بها.
الثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم
ومنه قوله تعالى: إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَا
وقول المصلي (سمع الله لمن حمده) أي استجاب
عبد الرحمن آل سعدي
((الحق الواضح المبين)) (ص: 35).
المصدر:
::المنهاج الأسنى
في شرح أسماء الله الحسنى
لزين محمد شحاته – 2/473