وما ذا تقول في الأحاديث التي تبشر بقيام الخلافة وبقتال الصليبيين في دابق وفي اجتباء خيرة خلق الله الى الشام وفي جند الشام وفضل اهل الشام وغيرها
كل الثورات التي قامت قديما وحديثا حدث بها مثل هذه " اللعنات " لكن أصحاب هذه الثورات والذين مجدوها سموا " اللعنات ! " بضريبة الحرية أم تريد أن تكون الثورة السورية استثناء
فالثورة الفرنسية مثلا تلك التي درسنا عنها في المناهج الدراسية على أنها أعظم ثورة في التاريخ ، حدثت بعدها مثل هذه " اللعنات ! " فحتى قائد الثورة الشعبية الفرنسية أعدم بتهمة الخيانة ! واختلط الحابل بالنابل وقتل أكثر من أربعين ألفا بعد الثورة ، لكنها من أعظم أسباب تطور أوربا بأكملها ولم يقل أحد حتى أجهل جهالهم أن ما حدث من قتل ودماء وتراجعات وغيرها ، لم يقل أحدهم أنها كانت " لعنات ! "
فحلم الخلافة لم ينتهي كما يزعم البعض ولو غدر بنا اخوان المنهج ، فقد كانت الدولة الاسلامية بالأمس تقبع في صحاري الأنبار ثم اليوم تسيطر على الرقة والحسكة وريف حلب الشرقي والبادية والأنبار وأجزاء كبيرة من ديالى والموصل وصلاح الدين وغيرها من المدن .
فالرقة لوحدها أكبر من الأردن وقطر والبحرين وفلسطين ولا يوجد بها الا جنود التوحيد أسود الدولة الاسلامية ولا يحكم فيها الا بشرع الله .
فحلم الخلافة يا " مواطن " ليست أمرا يحدث بين ليلة وضحاها ، بل وجب دفع الثمن كاملا
فالرسول عليه الصلاة والسلام عاش ثلاثة عشرة سنة طريدا قبل أن يفتح مكة
ثلاثة عشرة سنة فتدبر .
أما الأسير وفضل شاكر فأحب أن أذكرك بفلم شاهدناه ونحن صغار عن شخص يدعى " وليام والاس "
رغم أنه كان يعيش بين أهله وفي بيته كغيره من الناس ، الا أنه فضل أن يعيش طريدا بين الوديان والأشجار والأنهار وكان آخر حصاده قتل شر قتلة ، ومع كل هذا كنا نراه بطلا شجاعا مقداما أنه لم يكن مثله مثل الغثاء الذي رضي بحياة الذلة .
والشيخ الأسير وفضل شاكر أعظم من وليام ولاس ذلك أنهما كانا من أشراف القوم يتمنى أمثالك أن يأخذ صورة مع أحدهما .