الناظم
الناظم لايوجد له ترجمة , فأختلفوا في إسمه , ولايُعرف عن حياته شيء يُذكر , وهذا يسلكه بعض العلماء لإخفاء نفسه مبالغة في الإخلاص , مثل القحطاني صاحب النونية لاتوجد له ترجمة وكذلك الآجروم صاحب الآجرومية . فأجرهم بإذن الله ثابت ,إذاً إسمه ليس معروف على سبيل القطع
أبدأ بالحمدِ مصلياً على *** محمدٍ خيرِ نبيٍ أُرسلا
وذي من أقسامِ الحديثِ عدّة *** وكلُ واحدٍ أتى وحده .
إبتدأ الناظم بالبسملة والحمدلة إقتداءً بالحديث ( كل أمرذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع ) وفي رواية ( بالحمد لله رب العالمين ) وفي رواية ( بذكر الله ) , وحكم بعض العلماء على الحديث بجميع طرقه وألفاظه بالضعف , وحسّن بعضهم لفظ الحمد , كابن الصلاح والنووي وغيرهم , وعلى كل حال يكفينا الإقتداء بالقران الكريم , والنبي r في مكاتباته ومراسلاته يبدأ بالبسملة وفي خطبه يبدأ بالحمدله .
جاء الأمر بالصلاة والسلام معاً للآية , وهنا المؤلف لم يمتثل الأمر كما في الآية وإنما إقتصر على الصلاة , وقد كره بعض العلماء الإقتصار على أحدهما دون الآخر ومنهم النووي في شرحه لمقدمة مسلم , وقيّد بعضهم الكراهة فيما إذا كانت ديدن للإنسان أن يصلي دون أن يسلم أو العكس وبهذا قال ابن حجر.
ذهب بعض العلماء إلى وجوب الصلاة والسلام , وجمهور العلماء على إستحبابه , أما في التشهد فركن .
يقولون : الحمد هو الثناء على الله جل وعلا بما يستحقه من محامد .
وابن القيم يفرّق بين الحمد والثناء مستدلاً بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَبَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَالْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَاللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّعَبْدِي ... ) فجعل الحمد غير الثناء .
فالحمد : ذكر الباري بأوصافه الجميلة ونعمه العظيمة .
والثناء هو تكرار المحامد .
( خير نبي أُرسلا ) لاشك أنه سيد ولد آدم , خيرهم وأفضلهم على الإطلاق .
جاء النهي من النبيr أن يُفضل على موسى أو يونس , ولذا يمتنع كثير من العلماء عن التفضيل , ولكن التفضيل جاء به النص القطعي )تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ( , والنهي عن التفضيل ( لا تفضلوا بين الأنبياء ) و ( ولا تفضلوني على يونس ) إذا إقتضى هذا التفضيل تنقص المفضول ’ لأن سبب ورود الحديث جاء بهذا الصدد .
( وذي من أقسام الحديث عدّة )
ذي : إشارة إلى هذه المنظومة بعد أن كتبها , أو إشارة إلى مافي الذهن .
أقسام الحديث : أنواعه .
عدّة : عديدة كثيرة ومتعددة .
( وكل واحد أتى وحدّه )
وكل واحد : أي من هذه الأقسام .
أتى : أي سيأتي , وعبر بالماضي عن المضارع لتحقق الوقوع .
حدّه : الحد هو التعريف , ويأتي كل واحد وحدّه .
وبالله التوفيق مع لقاءٍ جديدٍ بإذن الله