بحث عن معلومات حول العلامة صالح بن مهنة

[أحمد أبو مهدي]

إخواني السلام عليكم و رحمة الله ، و بعد
أرجوا من كل من يملك معلومات حول العلامة صالح بن مهنة - منطقة كركرة - القل - سكيكدة - أن ينشر موضوعا حول هذا العلامة في قسم شخصيات و أعلام جزائرية - و أجر الجميع على الله -

[chulus]

من أبناء المنطقة علماء وعلى رأسهم
صالح بن مهنا القسنطيني المصلح العظيم رجل عظيم من رجال الإصلاح في الجزائر أغفلته مصادر التأريخ حتى كاد ذكره يعدم وعلى
الرغم من أن حياة الرجل جديرة بالدراسة وقد كان المفكر الراحل مالك بن نبي رحمه الله يعتبره رمز الإصلاح في الجزائر وينوه بذكره في العديد من كتبه كشروط النهضة والصراع الفكري و المذكرات إلا أن المصادر المهتمة بتاريخ الجزائر لم تحفل به كثيرا إذا استثنينا كتاب سليمان الصيد المخصص لحياته وآثاره ولعلنا في هذه الصفحة نوفيه شيئا من حقه بالتعريف به
المولد والنشأة: ولد صالح بن مهنا في قرية كركرة قرب بلدة القل سنة 1840م وهي القرية التي تسكنها قبيلة ابن مهنا المنحدرة من أصول مشرقية وفي قريته هذه قرأ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم الأولى حتى بلغ سنا تؤهله إلى الإلتحاق بجامع الزيتونة المعمور وكان له من التحصيل العلمي ما يؤهله أيضا لذلك
واظاهر إن الشيخ صالح قد نشأ نشأة سوية تؤهله لحمل راية الإصلاح فيما بعد وقد كان صالح بن مهنا متأثرا في نشأته الأولى أيما تأثر بشيخه عبد الله الدراجي الذي ألف في سيرته كتابا عنونه ب إسعاف الراجي في بعض مآثر عبد الله الدراجي هذا الأخير الذي كان شديد الثورة على الظلم بعيدا عن مداهنة الحكام وتملقهم هذه الصفات وغيرها طبعت في شخص ابن مهنا إتجاهه الإصلاحي الذي عرف به
ثانيا : الرحلة في طلب العلم : رحل صالح بن مهنا من مسقط رأسه إلى جامع الزيتونة بغية طلب العلم والإستزادة منه وبعد سنوات من تحصيل العلم والمعرفة انتقل إلى الجامع الأزهر منأجل متابعة التحصيل وقد تتلمذ في الزيتونة والأزهر على عدد كبير من المشايخ الفضلاء
ثالثا: شيوخه: تتلمذ الشيخ صالح على عدد كبير من المشايخ كما أسلفنا منهم
الشيخ قابادو التونسي ،الشيخ صالح النيفر ،الشيخ محمد النيفر الأكبر ،الشيخ المازري الشيخ عاشور الساحلي التونسي ، شيخ الإسلام زكريا ،الشيخ إبراهيم الباجوري الأزهري ، الشيخ مصطفى العروسي شيخ الجامع الأزهر ،الشيخ محمد بن أحمد بن عليش ،الشيخ حسين بن أحمد المرصفي ، الشيخ حسين العدوي الحمزاوي ،الشيخ الرفاعي شيخ الأزهر ،الشيخ الشرقاوي الشافعي ،الشيخ محمد الأشموني الشافعي ،الشيخ أحمد الأجهوري الضرير ، الشيخ محمد الأنبابي وغيرهم من أهل العلم والفضل ، وقد كان لهذا التنوع الكبير في الشايخ أثره في صياغة شخصية صالح بن مهنا الذي اختار بعدعلم وروية وبعد نظر طريق الإصلاح الذي لا محيد عنه بغية استإناف
مسيرة رسالة الإسلام في العالم
رابعا: عودته إلى الجزائر :عاد الشيخ صالح بن مهنا إلى الجزائر سنة 1887م واستقر مدة من الزمن بزاوية الشيخ بلقاسم بو حجر حيث تزوج هناك وتفرغ للتدريس ، وبعد طلب من الشيخ محمود بن محمد الشاذلي إلى الشيخ علي شيخ زاوية بو حجر توجه صالح بن مهنا إلى قسنطينة ليشغل منصب إمام بالجامع الكبير الذي بقي فيه عدة سنوات
خامسا : التدريس والإمامة بالجامع الكبير والزاوية الحنصالية :تفرغ الشيخ صالح لوظيفة التدريس والإمامة بالجامع الكبير ثم تولى إلى جانب ذلك مهمة التدريس بالزاوية الحنصالية تطوعا في جميع المواد الدراسية فأدى المهمة على أحسن وجه وأكمله فكانت مدة تدريسه قرابة الثلاثين عاما
الحنصالية ليتفرغ فيه للتدريس والتأل ولم يكتف الشيخ بهذا فقط إذ أنه لشدة حرصه على نشر العلم اكترى بيتا بالقرب من الزاوية ليتفرغ فيه للتاليف والتدريس فكان ذلك البيت بمثابة الخلوة التي يعتزل فيها أصحاب الدنيا والمتلقين للعدو الحاكم
سادسا :تلاميذه :بعد رحلة طويلة من التدريس فإنه لا بد أن يكون للشيخ صالح عدد لا يحصى من النلاميذ نذكر هنا بعضا منهم
الشيخ رودسلي عبد الكريم بن عمر ،الشيخ المختار بن صلح الشيخ يوسف بن بروال الشيخ علي بن اليسري الشيخ محمد بن مسعود حماني والد الشيخ أحمد حماني ،الشيخ عبد المجيد بن بريك وغيرهم ممن سار على درب شيخه في طريق الإصلاح
:سابعا:جهوده الإصلاحية :عرف الشيخ صالح بن مهنا باتجاهه الإصلاحي منذ وقت مبكرة إذ أثار العديد من القضايا التي لم تكن لتحضى بتلك الأهمية قبله ومنها أراؤه حول التصوف وشيوخ الطرق هذا الموضوع الذي شن فيه حملات عنيفة ضد الذين يجعلون من التصوف شعوذة ووسيلة للإسترزاق وقد ذهب في هذا الموضوع شأوا بعيدا في كتبه إذ أنه يرى أن ثلاثة لايفلحون هم ابن شيخ الطريقة وزوجته وخادمه فيقول في هامش الرحلة :أما ابنه فإنه يفتح عينيه على تقبيل المريدين يده وحمله على الأعناق والتبرك به إلخ وقد أثار الشيخ صالح بن مهنا أيضا قضية الأشراف التي كانت منتشرة في وقته حيث كان الكثير من الدجالين ينسبون أتفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فثار على هذه القضية معتبرا أن الشرف مرده إلى التقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وكان الشيخ صالح كثيرا ما يحمل على الزردة والمشعوذين في كتبه ودروسه وقد وصفهم حتى بالكفار ، كما كان للشيخ ابن مهنا جهود جليلة في تعريف أهل المشرق بالمغرب العربي حيث أنه ساد لديهم أن دول المغرب نسخ من تركيا أو من الغرب إلى غير ذلك منجهوده رحمه الله
ثامنا :محنه : تعرض الشيخ صالح بعدما عرف بحهوده الإصلاحية وأرائه إلى محن عظيمة تمثلت في تأليب السلطات الإستعمارية للناس علبه وتحريضهم على إذائه ثم ما لبث السلطات الإستعمارية أن عزلته من وظيفة الإمامة وألقت القبض عليه واستولت على مكتبته الثمينة لولا تدخل المستشرق البان روزي لدى السلطات وطلبه فك أسر الشيخ وإرجاع مكتبته ولم يتعرض الشيخ صالح لهذه المحن من طرف الإستعمار فقط بل تعرض إلى محن منطرف أبناء بلده تمثلت في ردود بعض أصحاب الطرق عليه شعرا ونثرا ومنهم :عاشور الخنقي ،هيان بن بيان فألف الأول كتابا في قضية الأرشاف عنونه ب منار الأشراف على فضل عصاة الأشراف ومواليهم من الأطراف وألف الثاني كتابا عنوانه كشف النقاب على الورتلاني الكذاب ،ولم تكن الردود على الشيخ من الطرقيين في الجزائر فحسب بل قام بالرد عليه طرقيون من المغرب مثل المهدي الوزاني ،محمد العابد بن سودة ،عبد السلام العمراني وغيرهم من أهل الطريقة
تاسعا :مؤلفاته : خلف الشيخ صالح بن مهنا العديد من المؤلفات شملت مناحي الدين وإصلاحه منه
البدر الأسمى في بيان معاني نظم الأسماء الحسنى
كتاب شرح ابن عاشر
السر المصون على الجوهر المكنون
أقرب الوسائل في الصلاة على النبي وجمع الشمائل
تنبيه المغترين والرد على إخوان الشياطين
كتاب مولد النبي صلى الله عليه وسلم
القول السديد على متن القصيد في علم التوحيد
الفتحات الأزهرية في الخطب المنبرية
فتح افتاح القدير بشرح حزب الفلاح والحزب الكبير
تكملة مختصر الشيخ عبد الرحمن الأخضري
مختصر الترغيب والترهيب
تذكرة من يعيش في بعض مآثر الشيخ عليش
شرح قواعد عياض
شرح العشماوية
أربعون حديثا من الموطأ
شرح البيقونية
الرحلة الأزهرية
شرح الجوهرة
شرح الخريدة
شرح عقيدة السيوطي
فضائل رمضان
فضائل ليلة النصف من شعبان
فضائ عاشوراء
إسعاف الراجي المذكور سابقا
شرح الجزائرية الكبير ،الوسط ، الصغير
زجر الكلاب والرد على مسيلمة الكذاب
تحقيق للدعوى في الرد على أعداء أهل التقوى
وغير هذه المؤلفات في الفقه والتوحيد والتفسير والردود على اهل الشبه
عاشرا : وفاته رحمه الله : في سنة 1910 م أسلم الشيخ صالح بن مهنا روحه إلى باريها وقد أدى ماعليه من نصح وإرشاد وتوجيه و نشر للعلم الصحيح وثورة على البدع أهلها ،لقد كان بحق مصلحا عظيما فرحمه الله رحمة واسعة

Haut du formulaire