6 أماكن قد تدمّر العالم في 2015.

[mounir_alg]

6 أماكن قد تدمّر العالم في 2015.

.


ستصبح كل من جزيرة سبراتلي المرجانية –الواقعة في البحر الصيني بين فيتنام والصين والفلبين وبروناي وماليزيا- ومدينة "نارفا" الأستونية الواقعة على الحدود الروسية، أماكن معروفة لكل العالم عام 2015، وسيصل اسمها لكل بيت؛ هل تعرفون لماذا؟ للسبب نفسه الذي عرف به العالم عام 2014 مدينة "دونيتسك" الأوكرانية.

في تقرير تحت عنوان "الأماكن التي قد تدمّر العالم في 2015" حاولت صحيفة "بلومبرغ" الاقتصادية أن تتوقع الأزمات المحتمل أن تشغل العالم في العام المقبل. وقالت في هذا السياق إن الخبراء يحاولون توقع مفاجآت عام 2015، ومن ضمن هذه التوقعات؛ بدء الصراع بين الصين وإحدى جاراتها على الجزر المرجانية "سبراتلي"، واجتياح روسي لإحدى دول البلطيق، وانتفاضة ثالثة أو هجوم إسرائيلي على إيران.

وتشير الصحيفة إلى أن قليلاً من الخبراء استطاعوا في العام الماضي توقّع حصول الأزمة الكبيرة بين روسيا وأوكرانيا، كما أن الكثيرين أيضاً استخفّوا بقوة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبحسب تقديرات كبير خبراء الاستثمار الاستراتيجي بشركة "بالكورك" الأمريكية للاستثمار، فإن الأخطار الجيوسياسية في هذا السياق سوف تزداد بالعام المقبل، إذ إن أحد الملفات التي فتحت عام 2014 لم تغلق بعد، وإن مفاجآت إضافية ستحصل.

ومن بين الأخطار الأساسية التي قد تحدث خللاً في الاستقرار العام بالسنة المقبلة هي سلسلة انتخابات ستمتد من إسرائيل إلى اليونان وصولاً لبريطانيا، والتي ستكون فيها الغلبة لأحزاب متطرفة الأمر الذي قد يغيّر الوضع القائم؛ إلى جانب ذلك قد يحدث سقوط للعملات في أسواق ناشئة، بعد أن أدى انخفاض أسعار النفط إلى انهيار الروبل الروسي والبوليفار الفنزويلي.

وتتحدث الصحيفة عن خطر آخر متعلق بصراع بين الصين وجاراتها، خاصة اليابان، ففي حين تدّعي الصين ملكية 90 بالمئة من سلسلة الجزر المرجانية – من بينها جزيرة سبراتلي، تدّعي كل من تايوان وفيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي ملكية الجزر. وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن الباحث في المركز الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس قوله: إن "الصين مصرّة على توسيع سلطتها البحرية، ويوجد خطر دائم من نشوب حوادث بينها وبين جاراتها خارجة عن السيطرة".

روسيا تسيطر

بحسب استطلاع للرأي مع خبراء اقتصاديين من "بلومبرغ" –كبرى شركات الخدمات المالية في الولايات المتحدة- فإن الكثير منهم يرى بأن الوضع بين روسيا وأوكرانيا هو الحدث الجيوسياسي الأخطر لعام 2015. فـ"ازدياد الوضع سوءاً في أوكرانيا قد يكون الحدث الذي سيهزّ الأسواق بشكل خطير "بحسب "فول كريستوفر"، خبير استراتيجي في شركة "وولس-فارغو" للاستشارات المالية.

ومن ناحيته قال رئيس مركز العلاقات الدولية في روما "ستيفانو سيلفستري": إنه "من المحتمل أن لا يتدهور الوضع في أوكرانيا، لكنّ هناك خطراً بأن تمارس روسيا الضغوطات على دول البلطيق أو دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو دول أخرى في وسط آسيا".

وتشير الصحيفة إلى أن الأمين العام لحلف "الناتو" الجنرال "جينس ستولتنبرغ قال هذا الشهر إن طيارات "الناتو" اعترضت هذا العام 400 طائرة حربية روسية اخترقت سماء دول أعضاء في الحلف، في مناطق مثل استونيا ولاتفيا ومولدوفا وكزاخستان، والتي يعيش فيها أقليات عرقية روسية كبيرة، مثل مدينة "نارفا" في أستنويا "أعتقد أن بوتين سيستمر بالضغط للبحث عن فرص تفكيك أوروبا بكل الطرق الممكنة"، قال "باري فابل"، مدير مركز "برنت سكوكروبت" للأمن القومي بالمجلس الأطلسي.

وتتابع الصحيفة بأن الحدث الثاني من ناحية الخطورة متعلق بالشرق الأوسط والإسلام؛ وفي هذا السياق تقول إن أكثر الدول حساسية ستكون لبنان، الذي تتكون حكومته من عدة طوائف، ويتوقع أن يكون هذا التوازن مهدداً، إذ إن اللبنانيين لا يقفون على الحياد فيما يخص الصراع في سوريا، وأصبح اللاجئون السوريون يشكّلون ربعاً من المجتمع اللبناني.

وفيما يخص إسرائيل، تقول الصحيفة إن هناك تهديدات متعلقة بالانقسام السياسي الداخلي، وعليه تم تحديد موعد لانتخابات مبكّرة ستجري في مارس/ آذار المقبل، وقال "كازيمير يوست" بروفيسور أمريكي وعضو سابق في مجلس المخابرات الوطنية بالولايات المتحدة: إن "إسرائيل تواجه خللاً سياسياً على مستوى عالٍ لم نره منذ فترة طويلة" .

وأضاف: "يوجد تشققات كثيرة بالمجتمع اليهودي، إلى جانب الصراع مع الفلسطينيين، نحن نقترب من ضياع فرصة حل الدولتين، إذا لم نكن قد وصلنا لهناك أصلاً".

ضغط النفط

هبوط أسعار النفط سيدفع الدول المنتجة للنفط مثل إيران ونيجيريا وروسيا إلى اتخاذ خطوات استثنائية بهدف إنعاش الاقتصاد وحشد دعم جماهيري.

وحتى الآن هبط سعر النفط هذا العام بنسبة 44 بالمئة، حتى أصبح ثمن البرميل 57 دولاراً. وحسب معطيات "بلومبيرغ"، تحتاج إيران لأن يكون سعر البرميل 134 دولاراً كي تتمكّن من الحفاظ على الموازنة العامة. في حين تحتاج روسيا أن يكون سعر البرميل على الأقل 100 دولار، وهذا وفقاً لتصريحات وزير المالية الروسي الأخيرة.

وسيؤثر انخفاض أسعار النفط بشكل سلبي على نيجيريا أيضاً، أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، والتي تواجه صراعات داخلية مع جماعة "بوكو حرام" ووفقاً لتقديرات "بيتار فام" مدير مركز أفريقيا بمجلس الأطلسي، فإن الكثير من المجالات الاقتصادية معرضة للسقوط بيد جماعة بوكو حرام، وبالمقابل، هناك مخاوف من استمرار تمدد تنظيم "الدولة".

ووسط هذه الأخطار تقول الصحيفة إن هناك احتمالاً لحصول أحداث جيدة عام 2015، فمن الممكن أن تتحسن العلاقات الإيرانية الأمريكية بعد ثلاثة عقود من القطيعة، وذلك عن طريق التوصّل لاتفاق بخصوص ملف إيران النووي. كما أن الهجمات على تنظيم "الدولة" من الممكن أن تؤدي لإبادته، لكن الأمر متعلق بقوة الدول العظمى، التي تعاني من ضعف اقتصادي في أوروبا إلى جانب إجهاد سياسي في الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق يقول "ماثيو بروس" من المجلس الأطلسي: إن "مقدرة الولايات المتحدة للتعامل مع أخطار عالمية قد تضعف"، وذلك بسبب الإنهاك الجماهيري من مسؤولية الولايات المتحدة العالمية والذي قد يؤثر على نتائج انتخابات 2016. وختم "بروس" قائلاً: إن "الكثير من الأمور تتغير في هذا العالم، وهو يفقد نظامه من لحظة للحظة".