*** سوريا : فلسطين قضيتنا وهي البوصلة *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** سوريا : فلسطين قضيتنا وهي البوصلة ***

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-18, 20:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي *** سوريا : فلسطين قضيتنا وهي البوصلة ***

صحيفة البناء

تدلهمّ الخطوب وتتعاظم المخاطر التي تحيق بالعرب دولاً وشعوباً. ويسيل المداد أنهاراً في تحليل ما يحدث وفي فهم ما يجري. فمن كتابنا من يغوص في التفاصيل اليومية ليذهب إلى استنتاجات غريبة عجيبة لا تصيب الهدف ولا تؤدّي إلى تحديد المصيبة التي تلمّ بنا. وعلى المقلب الآخر، تتابع مراكز الأبحاث ومن نقول إنّهم خبراء في مراكز أبحاث غربية كي يقدّموا لنا وجبات سريعة وجاهزة لإفهامنا ما يجري في بلادنا. وبين هذا وذلك نفقد البوصلة ونبتعد عن العقلانية في معرفة مصيبتنا. ومما يدعو للأسف، بل للغضب في أحيان كثيرة، هو أنّ الكارثة ماثلة أمامنا بكل تفاصيلها وجزئياتها إلى درجة لا يمكن لكل متبصّر إلاَّ رؤيتها وبناء رؤاه على أساس استيعاب معانيها في الشكل والمضمون. وإذا كانتْ «إسرائيل» ومن أنشأها قد حدّدوا بكل وضوح استراتيجيتهم في هذه المنطقة، فالسؤال هو: لماذا نذهب بعيداً ونرتكب أخطاء مميتة في فهم ما يدور حولنا ونحن نرى ما يحيق بنا من أمراض وجائحات؟

لم يخفِ الأعداء نواياهم التي تجسّدتْ في خلق كيان في هذه المنطقة يفصل شرقها عن غربها وشمالها عن جنوبها، ويفتتْ شعبنا بمختلف مكوناته إلى جزئيات مجهرية متحاربة يقتل بعضها البعض الآخر. ألم تقل بريطانيا إنّ إعلان بلفور عام 1917 لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين يهدف إلى إدامة هيمنة وسيطرة الاستعمار على هذه المنطقة! والأهم والأكثر خطورة من كل ذلك هو أنّ نظام الانتداب البريطاني الذي فرضه الحلفاء على فلسطين في عام 1922، كان يهدف بالأساس إلى إقامة وطن قومي يهودي.

ولم تكن بريطانيا هي الوحيدة في توجهها هذا، بل إنّ كل الدول الغربية الفاعلة آنذاك بما في ذلك وزير خارجية فرنسا ستيفن بيشون شاركوها هذه القناعة إذ أنّ بيشون وجّه رسالة إلى قادة الحركة الصهيونية قال فيها: «إنّ حكومة الجمهورية قد نشرتْ بياناً في الصحف لإيضاح موقفها من الأماني الصهيونية الرامية إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين». وفي أيار مايو 1918، أعلن البارون سونيو، وزير خارجية إيطاليا أنّ «حكومته مستعدّة بسرور لتسهيل إقامة وطن قومي يهودي في فلسطين». وفي 31 آب أغسطس 1918، وجّه الرئيس الأميركي ويلسون الرسالة التالية إلى الحركة الصهيونية: «يسرّني أن أغتنم هذه المناسبة لأعرب عن ارتياحي للتقدّم الذي حققته الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة ولدى الشعوب الحليفة منذ الوعد الذي أعلنه السيد بلفور باسم الحكومة البريطانية».

وفي 27 شباط فبراير 1919، استمع مؤتمر السلم المعقود في باريس إلى مطالب الحركة الصهيونية لإقامة وطن قومي لليهود. وبمناسبة مرور عام على وعد بلفور، أي في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر 1919، وجّه اللورد كرزون، وزير خارجية بريطانيا الجديد رسالة أعاد فيها تأييد وعد بلفور. لقد حرصت على استعادة هذه الإشارات التي قرأها التلاميذ العرب واطلعوا عليها في كتب المدارس الابتدائية والثانوية والجامعية بهدف وحيد هو أنّنا نعرف، فلماذا نغمض أعيننا ونتجاهل؟

أريد العودة إلى ما بدأت به حديثي لأقول: إنّ تحليل ما تمرّ به الأمة ودولها من تطوّرات يزيد من قناعتنا بأنّ القوى الغربية مستمرّة في محاولاتها التي تقوم بها في كلّ يوم بهدف حرف انتباهنا عن عدونا الرئيسي وهو «إسرائيل» وتدمير حضارتنا والإساءة إلى صورتنا ومنجزاتنا بل إلى التشكيك في مدى امتلاكنا لعقولنا. ومما لا شك فيه هو أنّ كلّ الدول والأمم تمرّ في تاريخها وتعاملها مع جغرافيتها السياسية والتحديات الماثلة أمامها بمشاكل قد تزيد كثيراً عن الصعوبات التي نمرّ بها في الوطن العربي لأسباب لا داعي لتكرارها، وبالتأكيد هذا شيء طبيعي في ديالكتيك الحياة. إلاَّ أنّ ما لا يمكن تصديقه هو أن يصل الأمر ببعض أبناء جلدتنا، أو هكذا نعتقد، بالتحالف مع الشيطان لقتل إخوتهم، ولقتل وطنهم العربي وتفتيته أكثر مما هو الآن، وهو يعرف أنّ الخطوة التالية لمن يتحالفون معهم ضدّ أشقائهم هي القضاء عليهم بالذات.

بماذا يختلف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الفيصل بما قاله عام 1915 بأنه لا مانع لديه من إعطاء فلسطين لليهود المساكين عن إعلان بلفور والبيانات الأخرى التي أصدرتها لاحقاً الدول الاستعمارية قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك عندما قدّمتْ وعودها السخية لمن لا يملك إلى من لا يستحق وأعطتْ فلسطين وطناً قومياً لعصابات مجرمة ارتكبتْ أثناء إنشائها «للوطن القومي» جرائم إبادة وتطهير عرقي لا سابق لها في التاريخ البشري. ولم يعد مستغرباً أن نسمع الآن أنّ العدو «الإسرائيلي» هو الذي دفع إلى المواجهة في غزّة وليس المقاومة منذ خطف المستوطنين الثلاثة الذي لم تظهر حقيقته حتّى الآن، ونحن نتابع جريمة الحرب التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الشعب الفلسطيني في غزّة. إنّ «إسرائيل» تخوض حربها الإجرامية لقتل غزّة بدعم من بعض الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك تركيا التي يزوّد أردوغانها «إسرائيل» بالطعام لجنودها وبالمحروقات لطيرانها لقتل أبناء غزّة.

عندما تشن إسرائيل حربها المستمرّة على شعبنا في غزّة وتقتل حوالي ألفين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتجرح حوالى عشرة آلاف من المدنيين الأبرياء، وتدمّر الكنائس والجوامع والمنشآت المدنية وتجتاح قطعان داعش المتوحشة شمال العراق وتستمر في ارتكاب جرائمها بقطع الرؤوس وتدمير المقامات الدينية وتفتيت مكونات الوحدة الوطنية السورية وإذكاء الأمراض الاجتماعية والأخلاقية في دير الزور وحلب والرقّة، فإنّ ذلك ليس صدفة على الإطلاق. وإذا نظرنا إلى أن داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية لم تكن جديدة وليست إطلاقاً مفاجأة للمتابعين، فإنّ المراقب العادي لا بد أن يرى، من دون أيّة مكبرات للصورة على عينيه، الرابط بين ما يجري من قتل وتدمير في سورية والعراق وما يجري في فلسطين. وعندما تمتد يد المجموعات الإرهابية إلى لبنان لتُعيد إلى عاصمته مناظر الدمار وإلى بلدة عرسال ذكريات الحرب الأهلية في لبنان، وترتكب نفس هذه الجماعات الأعمال الإرهابية في سيناء ومدن مصر بشمالها وجنوبها، وعندما ننظر إلى ما يجري من فقدان للأمن والسلام والدولة في ليبيا، فلا بد من كشف الصورة الحقيقية لما يحدث في الوطن العربي من غربه إلى شرقه.

وقبل الدخول في تحليل أبعاد ذلك، لا بد من التأكيد على أنّنا لا نحمّل العامل الخارجي كل أخطائنا، لكنني أؤكّد أنّ من يقف خلف معظم المشاكل هي «إسرائيل». ولمن لا يريد تصديق ذلك أن يتعرّف إلى الضغوط التي يقوم بممارستها المسؤولون الأميركيون في الدول العربية على حكوماتها وعلى من يسمّون أنفسهم بالمعارضة أو الشخصيات الوطنية وغيرها لتطبيع العلاقات بين «إسرائيل» وهذه الدول. ألم نقل في مقالات سابقة إنّ الدبلوماسيين الأميركيين والغربيين الآخرين يقدّمون ما يُسمّى دبلوماسياً «بنقاط الحديث» إلى كل الاجتماعات السياسية العربية لوضع حد لسقف القرارات العربية بحيث تتناسب وتوجهات الدول الغربية وأنّ ذلك هو خطوط حمراء للقرارات التي ستصدر عن الاجتماعات العربية. وقد سمعت أنّ دبلوماسيين «إسرائيليين» يتواصلون مع ممثلي بعض الدول العربية قبل أيّة فعالية أو تحرّك عربي لتزويدهم بالتعليمات. ولم يعد سرّاً أنّنا كنّا نرى بأم أعيننا العلاقات الحميمة بين بعض دبلوماسيي الدول العربية التي طبّعتْ علاقاتها مع «إسرائيل» عندما كانوا يجتمعون في الأمم المتحدة في نيويورك مع بعض «زملائهم» «الإسرائيليين» بعد كل اجتماع للمجموعة العربية حيث يتم تقديم تلخيص لهم حول ما دار في الاجتماع العربي أمام مرأى كل الدبلوماسيين الآخرين من دون أي خجل أو شعور بالعار!

لقد تحدّث الرئيس بشار الأسد بلغة لا تقبل التأويل حول مركزية القضية الفلسطينية في واقعنا العربي وأنّه لا يمكن أن نعالج مشاكلنا التي نمر بها من دون الانتباه إلى ما يمثّله الخطر الصهيوني على أمتنا. ولا أجافي الحقيقة عندما أقول إنّ الكثير حتّى من الخلافات العربية العربية منشؤها «إسرائيل» ومصالح «إسرائيل». وفي مركزية القضية الفلسطينية قال الرئيس الأسد:

«كل الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية – كانتْ عبارة عن سلسلة مترابطة من أجل تذويب القضية الفلسطينية، وكل الأموال التي دفعتها تلك الدول – الخليجية وغيرها منذ نشأتها كانتْ من أجل هذا الهدف فقط. وها هم اليوم في غزّة يقومون بنفس الدور الذي قاموا به في سورية… إنّ ما يجري في سورية والمنطقة برمتها مرتبط بشكل مباشر بفلسطين وما يحصل في الأراضي الفلسطينية والنأي بالنفس هنا هو كمن يشاهد النار تلتهم بيت جاره ولا يساعد في إطفائها ظنّاً منه أنّها لن تأتي إليه وهي تتقدّم رويداً رويداً. ويتابع الرئيس الأسد بلغة لا تقبل التأويل إذ يقول: إنّ من يعتقد أنّه يمكن لنا العيش بأمان ونحن ننأى بأنفسنا عن القضية الفلسطينية فهو واهم، فهي ستبقى القضية المركزية… خصوصاً أنّنا كلّنا نعرف أنّ سياسات العالم والمنطقة بما يخص هذه المنطقة وخصوصاً الدول العربية ترتبط بشكل أساسي بما يحصل في فلسطين».

إنّ الإرهاب الذي يجتاح المنطقة الآن هو الإرهاب الذي تُمارسه «إسرائيل» مباشرةّ من قِبَل جيشها أو جواسيسها أو عملائها. إنّ إرهاب «إسرائيل» هو إرهاب الدولة حيث تعتمد «إسرائيل» هذا الشكل الدنيء واللاأخلاقي للحفاظ على كيانها مهما كان الثمن. ويدعم «إسرائيل» بذلك حلفاؤها المخلصون والذين لا يترددون عن تنفيذ تعليمات القيادة الصهيونية وتنظيماتها السرّية العالمية المعروفة. وقد رأينا مؤخّراً في بعض قيادات الحكومات الغربية في بلدان مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وآخرين قادة ووزراء يدافعون عن «إسرائيل» أكثر مما يدافعون عن بلدانهم. أمّا إرهاب داعش والنصرة ومئات الكتائب والألوية المرتبطة بهذه التنظيمات الإرهابية الإجرامية، فإنّه يرتبط بهذه الدوائر الغربية والعربية الخليجية.

إنّ الحضن الدافئ الذي ترعرعت فيه القاعدة هو الحضن الأميركي والخادم المُطيع والمنفّذ المخلص للسياسات الأميركية هي العائلة السعودية حيث تمّ استخدام القاعدة منذ ولادتها على يد حكّام السعودية ضد الوجود السوفياتي في أفغانستان. وهذا التحالف السعودي الأميركي مستمر في تقديم الخدمات لـ «إسرائيل». فكل ما تقوم به الولايات المتحدة وسياساتها وإداراتها المختلفة في منطقتنا ما كان له أن يتم إلاَّ لخدمة مصالح «إسرائيل» الاستراتيجية وقصيرة ومتوسطة المدى في الشرق الأوسط وفي العالم.

ليس غريباً أبداً أن نسمع الآن أنّ بعض الدول العربية تحالفتْ مع إسرائيل في عدوانها على غزّة، والسؤال المطروح هنا: ما هو الغريب في ذلك؟ إذا نظرنا إلى التحركات السياسية التي قامتْ بها بعد الدول العربية، خصوصاً الخليجية منها، فإنّنا سنجد أنّها لم تقم إلاَّ بما يخدم الأهداف «الإسرائيلية»، فهي مارستْ مرّة أخرى الدور الذي مارسته في عام 2008 عندما دمّرتْ «إسرائيل» لبنان وأطلق حينها سعود الفيصل عبارته المخزية التي يزعم فيها أنّ المقاومة اللبنانية ورّطتْ لبنان والعرب في حرب «عبثية»!

لقد وصل الحد في التمادي على مشاعر العرب والمسلمين من قِبَل مسؤولي الدول التي تتحالف من دون خجل مع «إسرائيل» إلى عقد اجتماعات يُمارس فيها هؤلاء كل انحطاطهم مما دفعنا إلى أن نقول في اجتماعين متتاليين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في عام 2008-2009: «نفهم أنّ البعض لم يعد يكترث بالقضية الفلسطينية ومعاناة شعب فلسطين. وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للعرب والمسلمين، فلماذا لا نتعاطف الآن مع الشعب الفلسطيني كبشر وليس كأصحاب قضية عادلة وأشقّاء ومناضلين. فلنقف إلى جانب هذا الشعب بالبعد الإنساني كما وقفنا إلى جانب شعب جنوب أفريقيا في نضاله ضد نظام الفصل العنصري ومع نضالات شعوب أخرى في آسيا وأميركا اللاتينية من أجل الاستقلال والتحرر».

لقد قيدتْ اتفاقيات كامب ديفيد ووداي عربة شعبنا العربي في مصر والأردن، وها نحن نرى أنّ تأثيرها الحقيقي يتبلور من خلال البطش بالشعب الفلسطيني من دون خوف من تفاعلات ذلك ومن دون أدنى احترام لمشاعر الشعب العربي. إنّ من يُمارس القتل باسم الإخوان المسلمين وأدواتهم في مصر يخدم «إسرائيل» في إضعاف هذا البلد الذي كان له دوراً أساسياً في الدفاع عن نضال الشعب الفلسطيني. كما أنّ التحالف المعلن بين المجموعات الإرهابية المسلّحة في سورية مع «إسرائيل» أصبح واضحاً وضوح الشمس. وها هم قادة هذه المجموعات يعلنون على الملأ أنّهم متحالفون مع إسرائيل ضد سورية حيث يزودهم الكيان الصهيوني بالسلاح والمأوى والعلاج والطعام والتغطية الميدانية واللوجستية ورد هؤلاء «الثوار» المزعومين بأفضل منه عندما هاجموا قوّات الدفاع الجوّي السورية التي لم تكن موجّهة إلاَّ ضد الطيران الإسرائيلي. وكل ما تُمارسه «إسرائيل» من تحالف مع هذه المجموعات المسلّحة إنما يتم بتنسيق تام مع الولايات المتحدة وأجهزة الاستخبارات الغربية وبتعليمات ملزمة منها. وعندما أراد محمد مرسي أن يثبت صداقته للصهاينة وعملاته لأميركا خاطب مرسي رئيس الكيان «الإسرائيلي» «بصديقي العزيز والعظيم» أمّا المجموعات الأخرى فقد أعلنتْ أنّها لا علاقة لها بالنضال من أجل قضية الشعب الفلسطينية لأنّه لا توجد أصلاً بالنسبة لهم ولفلسفتهم الدينية المشوّهة والساقطة والدموية أيّة عداوات مع «إسرائيل». وكم ضحكت عندما رأيت بلداً عربياً في مجلس الأمن ينسّق مع أستراليا واللكسمبورغ مشروع قرار لاستخدام الفصل السابع ضد سورية، ألا يضحككم كل ذلك؟ الحمد لله أنّ بلدين غير عربيين هما اللذان لم يقبلا ذلك وشطباه من مشروع القرار!

ألا يعني كل ذلك أنّ من يُحارب سورية إنما يحاربها لمواقفها التي لا تحيد عنها في دعمها للقضية الفلسطينية؟ ألا يعني ذلك أنّ فهم سورية للقضية الفلسطينية التي تشكّل البوصلة لمواقفها السياسية ولتحليلها لمصالحها الوطنية والقومية هو السبب الأساسي الكامن وراء هذه الحرب التي تخوضها داعش والنصرة والجبهة الإسلامية والجيش الحر وغير ذلك من كتائب وألوية القاعدة على سورية بسبب دعمها للقضية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية للعرب! هل هنالك من هدف للعدوان «الإسرائيلي» على غزّة غير قتل العرب وإذلالهم؟

فلسطين توحّد بلاد العرب جغرافياً ويجب أن توحّدها سياسياً، وعلى تراب فلسطين سيتقرر مصير الأمّة العربية فالجولان وجنوب لبنان تمّ احتلالهما من قِبَل «إسرائيل» للمساومة على فلسطين. إلاَّ أنّ سورية والمقاومة الوطنية يرفضان ذلك مهما كانتْ المغريات. وقد كتب المثقّف العربي الفلسطيني الكبير رشاد أبو شاور: «على أرض فلسطين تقرر مصير العرب في كل معاركهم التاريخية الكبرى في مواجهة العرب والتتار وهكذا تتواصل المعركة في زمن الاستعمار والصهيونية والإمبريالية الأميركية… ولا ننسى الرجعية العربية الخائنة المتحكّمة ببلادنا، التي لا يفترض بنا أن نغفل عن دورها لحظة، وفي مقدّمها أسرة آل سعود الفاسدة، فالنظر يجب أن يبقى مركّزاً عليها، فهي العدو الداخلي الخطر، وهي تخترق وطننا خدّمةً لأعدائنا… وهي تابع ذليل لأعداء الأمّة أميركا والكيان الصهيوني». وبعد ذلك يتحدّث رشاد أبو شاور بكلمات دقيقة في تعبيرها وعروبية في مضمونها عندما يقول: «إنّ ما يفاقم تعب الجماهير العربية هو الهجمة الإرهابية التي دهمتْ سورية وليبيا وتونس ومصر والعراق واليمن الذي لم يسلم يوماً من تآمر آل سعود». وصحيح ما قاله هذا المفكّر العربي عندما قال إنّ فلسطين هي الكاشف للحكام المرتبطين بالغرب ولعمالتهم وخياناتهم، وهي التي توضّح للجماهير من عدوها ومن صديقها، شعبنا لا ينسى، وهذه واحدة من أبرز وأعمق صفاته.

عندما نهضتْ سورية خلال السنوات الأخيرة وحققتْ قفزة تنموية كبرى على رغم قلّة مواردها الطبيعية، واقتربتْ من أن تكون نموذجاً يُحتذى به في المنطقة وخارجها خصوصاً عندما ازدهرتْ مدنها وأسواقها وأصبح زوارها من الغرب إلى الشرق يأتون إليها أفواجاً لمشاهدة عظمة شعبها وحضارته الضاربة في عمق التاريخ، وعندما مارستْ سورية دوراً قيادياً في تقديم أفكار مبتكرة حول دمج البحور الخمسة في تعاون مثمر لمصلحة شعوب دول هذه الجغرافيا السياسية الشاسعة، وجدّد الرئيس الأسد علاقات سورية العربية مع حلفائها الطبيعيين في قارّات العالم. وتصدّتْ سورية من خلال الدور الفاعل والمبدع لقائدها الرئيس بشار الأسد، الذي قال في كل مكان ذهب إليه وفي كل لقاء مع قادة البلدان التي زارها وزاروه إنّ التحدّي الرئيسي في المنطقة هو إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلّة واستعادة الحقوق الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرّف للشعب الفلسطيني وضرورة التوصّل إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لأنّها تمثّل جوهر الصراع في المنطقة، ورفض كل السياسات التصفوية المشبوهة والضغوط السياسية الأميركية والغربية المعروفة، عادتْ هذه الأطراف من أعداء سورية وشدّتْ صفوف تابعيها في المنطقة وداخل سورية لكي يقوموا بالانقضاض على هذا الوجه السوري الحضاري المشرق، فكان الدعم المطلق للمجموعات الإرهابية التي لم يبخلوا في إطلاق أجمل الأسماء الدينية عليها، إلاَّ أنّها بقيت قبيحة مثل قبح أصحابها. وزاد من حقد هؤلاء الدفين العلاقات التحالفية لسورية مع منظمات المقاومة العربية ودول المقاومة الصديقة أكان ذلك مع قوى المقاومة في لبنان أو مع الثورة الإسلامية الإيرانية التي طردتْ سفارة «إسرائيل» من طهران، في الوقت الذي كانتْ بعض الدول العربية تقوم بالتحضير لفتح سفارات «إسرائيل» في عواصمها للرد على طهران أو إقامة علاقات سرّية يمتدحها قادة «إسرائيل» وحاخاماتها بشكل علني في أيامنا هذه وهم يقتلون شعبنا الفلسطيني من دون رحمة أو إحساس بالإنسانية.

ألا يحق لكل عربي الآن أن يتوجّه إلى خونة القضية وحلفاء «إسرائيل» ليقول لهم:

ستلاحقكم فلسطين ودماء شعبها وأطفالها وستلعنكم في يقظتكم وفي أحلامكم، فلا تحاولوا الهرب إلى الأمام وسيلعنكم شعبكم، ولن يحترمكم حتّى من تقدّمون جلّى الخدمات لهم لأنّهم يحتقرونكم وهم الآن وغداً وبعد غد سوف لن ينظروا إلى وجوهكم القبيحة بل إلى جيوبكم وإلى آبار نفطكم!

كفاكم أيها الحكّام والمتمولون ما سفكتم من دماء الفلسطينيين والسوريين والمصريين والليبيين، فإنّ التاريخ سيلعنكم وسيفضح أمام أطفال أطفالكم أنّكم كنتم أغبياء وحمقى ومجرّد أدوات رخيصة تقومون بتنفيذ مخططات لا تُشرّفكم الآن أو حتّى نهاية العالم!

افهموا، فلسطين هي البوصلة، وأنتم لستم بحاجة إلى خبراء ومحللين لكي تدركوا أنّ كره شعوبكم لكم هو خيانتكم لفلسطين وقتلكم للسوريين وتدميركم لليبيا!

توقفوا عن التمادي في تبذير أموال وثروات شعوبكم وأمتكم ودعمكم لأعداء فلسطين، ولتعرفوا أنّ فلسطين ستقتحم غرف نومكم في الدنيا وفي قبوركم، وسيحاسبكم الشعب السوري الذي لم يتآمر في تاريخه على عربي كما تتآمرون عليه الآن، وتدعمون قتلة ومن يسفك دماء أبنائه، فأرض الشام أرض مقدّسة سار على دروبها كل الرسل والأنبياء فباركوها وبينما أنتم تدمرونها فما هو دينكم! اعلموا أنّ من يزرع العاصفة في طريق أخيه لن يحصد إلاَّ الشوك.

هذه هي لحظة الحقيقة، سورية تحقق إنجازات على طريق مكافحة الإرهاب وأدواته وستعود قوية بهمّة جيشها ودماء شهدائها وحكمة قيادتها وتضحيات شعبها والتفاف الشرفاء من العرب حولها ودعم أصدقائها لها. أمّا فلسطين فستبقى هي القضية المركزية لأمتنا وهي بوصلة كرامتنا، فمهما دمّرتْ إسرائيل وقتلتْ من الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، فإنّها ستبقى سكيناً تقض مضاجع الصهاينة والمتصهينين عرباً أو غربيين، وإن ابتعد عنها من خان قضيتها العادلة، فإنّها ستأتي بسيفها وعلى حصانها الأبيض لتلزمه بالوقوف معها والانتصار لها. وسيلعن التاريخ كل من سيقول لفلسطين «اذهب وقاتل وحدك إنّنا ها هنا قاعدون». هل فهمتم؟ اللهم فاشهد!









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-08-18, 21:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



حرية التعبير للزمزوم


مازالت الأنترنت مقطوعة عنا










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-19, 00:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
said7026
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية said7026
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما بين أمس واليوم .. هل كان محور الممانعة وهمًا؟


محور الممانعة، جعل القضية الفلسطينية قضيته، ومحاربة إسرائيل وحمل راية المقاومة غايته، أعلن أن سلاحه سيظل موجهًا لإسرائيل حتى تتحرر فلسطين، وأن كل ما يقوم به من خطوات وقرارات هو بالضرورة في مصلحة فلسطين.

يتشكل المحور من دول مثل: سوريا وإيران، وبعض حركات المقاومة مثل حزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد.

بعد الثورة السورية اختلفت المواقف من القضية الفلسطينية ومن إسرائيل، اختلفت المواقف التي من المفترض أنها قائمة على المبدأ والإنسانية والسعي للتحرير، فقاتل بشار الأسد شعبه المناهض لحكمه، وسانده في ذلك كل من إيران وحزب الله، ورفضت حماس أن تكون تبعًا لأطراف الممانعة الحالية، لتسلك طريقًا يختلف عما سلكوه، وهو طريق تحرير فلسطين ومحاربة إسرائيل.

أمام هذه المواقف، وقف البعض يتساءل، هل كان محور الممانعة وهمًا؟

سوريا:
بعد اندلاع الثورة السورية قام النظام السوري – والذي يصف نفسه بزعيم الممانعة- بقتل شعبه وتشريدهم واعتقالهم وتعذيبهم بذريعة محاربة الإرهاب، وبأن الثورة التي بدأت في درعا ما هي إلا مؤامرة ضد النظام السوري من إسرائيل.

قبل ذلك كانت سوريا تحتضن على أرضها مكاتب المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، وكان لها موقف داعم للقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين، فما زالت خطابات الأسد حاضرة حتى اليوم للاستشهاد على موقفه المعادي لإسرائيل، وأن ما يقوم به في حق شعبه اليوم هو للحفاظ على أمن سوريا والأمة بأكملها من الخطر الصهيوني.

ما بين اليوم والبارحة .. في إحدى خطابات بشار الأسد المنددة بالمذابح الإسرائيلية بحق العرب والفلسطينيين، يقول: “بما أننا أصحاب ذاكرة غنية، لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض، فسنعدكم بأننا سنبقى نتذكر والأهم من ذلك أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضًا، سنخبئ لهم صور أطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودمائهم النازفة فوق ألعابهم، وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والأرامل والمعاقين، وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ..”.

خطاب جعل البعض لا يرى فيه سوى جرائم الأسد في حق السوريين، فقام ناشطون برفع الخطاب على اليوتيوب مع صور لمواطنين يجسدون المعاناة الإنسانية السورية من بداية الثورة حتى اليوم.


لم يتوقف موقف الأسد “الممانع” على ما ارتكبه في حق شعبه، بل قام بالتضييق على اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك، حيث تعرضوا للقتل والتجويع والحصار من جيش الممانعة السوري أو مقاتلي حزب الله.

كما ساند الانقلاب العسكري في مصر، والذي كان له أكبر الأثر في التضييق على قطاع غزة ومحاصرته وهدم الأنفاق، ومنع وصول المساعدات، فضلاً عن موقفه من إسرائيل


أما عن موقف النظام السوري من إسرائيل، فبعيدًا عن الخطابات والتصريحات الرنانة، ما زالت أزمة جبهة الجولان حاضرة في الأذهان، بعد استيلاء إسرائيل على الجبهة في حرب يونيو 1967، لم تستطع سوريا تحريرها حتى اليوم.
ومنذ احتلال الهضبة أخذت السلطات الإسرائيلية تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والزراعية والمائية المختلفة داخل الهضبة ومحيطها، وشجعت اليهود على الاستقرار في الجولان، قامت الحكومة الإسرائيلية بضم الهضبة نهائيًّا إليها عام 1981م، وهو القرار الذي لم يعترف به المجتمع الدولي ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

توصف منطقة الجبهة بالمنطقة “النائمة”، حيث لم تشهد أي توتر خلال الأعوام الماضية، إلا أن النظام قد تذكرها وبشكل مفاجيء بعد الثورة لينشر قواته على حدود الهضبة.

أما عن موقف النظام السوري من إسرائيل، فبعيدًا عن الخطابات والتصريحات الرنانة، ما زالت أزمة جبهة الجولان حاضرة في الأذهان، بعد استيلاء إسرائيل على الجبهة في حرب يونيو 1967، لم تستطع سوريا تحريرها حتى اليوم.
ومنذ احتلال الهضبة أخذت السلطات الإسرائيلية تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والزراعية والمائية المختلفة داخل الهضبة ومحيطها، وشجعت اليهود على الاستقرار في الجولان، قامت الحكومة الإسرائيلية بضم الهضبة نهائيًّا إليها عام 1981م، وهو القرار الذي لم يعترف به المجتمع الدولي ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

توصف منطقة الجبهة بالمنطقة “النائمة”، حيث لم تشهد أي توتر خلال الأعوام الماضية، إلا أن النظام قد تذكرها وبشكل مفاجيء بعد الثورة لينشر قواته على حدود الهضبة.

أما عن موقف النظام السوري من إسرائيل، فبعيدًا عن الخطابات والتصريحات الرنانة، ما زالت أزمة جبهة الجولان حاضرة في الأذهان، بعد استيلاء إسرائيل على الجبهة في حرب يونيو 1967، لم تستطع سوريا تحريرها حتى اليوم.
ومنذ احتلال الهضبة أخذت السلطات الإسرائيلية تنفيذ مشاريعها الاستيطانية والزراعية والمائية المختلفة داخل الهضبة ومحيطها، وشجعت اليهود على الاستقرار في الجولان، قامت الحكومة الإسرائيلية بضم الهضبة نهائيًّا إليها عام 1981م، وهو القرار الذي لم يعترف به المجتمع الدولي ورفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

توصف منطقة الجبهة بالمنطقة “النائمة”، حيث لم تشهد أي توتر خلال الأعوام الماضية، إلا أن النظام قد تذكرها وبشكل مفاجيء بعد الثورة لينشر قواته على حدود الهضبة.


حزب الله:

في اتصال “متأخر” قام السيد حسن نصر الله بالاتصال برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، جاء ذلك بعد مرور أربعة عشر يومًا على العدوان الإسرائيلي على غزة.
لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها نصر الله بالاتصال “متأخرًا” تجاه عدوان إسرائيلي على القطاع، ولم تكن المرة الأولى أيضًا التي يكتفي فيها باتصال أو إعلان بأنه ما زال مع المقاومة الفلسطينية ويدعم حركة حماس، بغير خطبه المعهودة التي تهدد إسرائيل، بغير كلمته أن صواريخ حزب الله قادرة على الوصول إلى “حيفا، وما بعد حيفا، وما بعد بعد حيفا”، وهي الكلمة التي ما زالت حاضرة حتى اليوم ويتناقلها إعلام الممانعة للتأكيد على أن حزب الله هو حامي حمى فلسطين، والداعم الأكبر للمقاومة.
بعد الثورة السورية، علم حزب الله أن سقوط النظام السوري سيؤثر بشكل كبير على نفوذ الحزب، ووجوده السياسي في لبنان، فالنظام السوري كان يقدم للحزب دعمًا سياسيًّا ومعنويًّا ولوجيستيًّا كبيرًا له، فقام حزب الله بمساندة الأسد في قتاله ضد السوريين المناهضين لحكمه، بل والتفاخر بإنجازاته، وما يحرزه من تقدّم أمام الفصائل المعارضة المقاتلة، وجرائمه في حق المواطنين السوريين، كما ساهم في محاصرة الفلسطينيين في مخيم اليرموك.

واليوم، بعد أن كان حسن نصر الله في نظر العالم العربي رمزًا للمقاومة، صار في نظر الغالبية حليفًا للطاغية، كما يُذكر له أنه لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 2006.


إيران:

اختلف المشهد الإيراني في الآونة الأخيرة عما كان عليه في السابق، فلا يتوقف الأمر هنا على موقف إيران الداعم لبشار الأسد، أو دعمها لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في ما يخوضه من حرب ضد العراقيين المناهضين لحكمه أو دعمه في سياساته الاستبداية ضد السنة، بل اختلف موقفها أيضًا من الولايات المتحدة، وشهدت إيران تصالحًا مع من كانت تصفها بـ “الشيطان الأكبر”.

كان لإيران أكبر الأدوار في أن يصبح المشهد في المنطقة اليوم مشهدًا طائفيًّا، فإيران تعلم أن سقوط كل من نظامي الأسد والمالكي سيكون له أكبر الأثر على تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، وسيؤثر سلبًا على أمن إيران ومصالحها الاستراتيجية، فإن إيران لها مشروعها الإقليمي حيث التمدد والنفوذ.

تطورت العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد مفاوضات الملف النووي الأخيرة، والتي لجأت لها إيران نظرًا لما شهدته من عقوبات على مشروعها النووي أدت إلى أزمة اقتصادية.

بالرغم من أن إيران ترفض التدخل الأمريكي في سوريا، فهي لم تمانع التدخل الأمريكي في العراق، بل حثت عليه لصالح المالكي.
ويذكر ها هنا أن إيران قد دعمت – بشكل غير مباشر- الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان.
وبالرغم من أنها دعمت بشكل غير مباشر الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان إلا أنها كانت تقف ضد أمريكا عامة، لكن تراجع موقفها من “الشيطان الأكبر” أمريكا، بعد اتفاق النووي والذي كان ضرورة للحفاظ على الحالة الاقتصادية لإيران.

نظرًا لسياسات إيران التوسعية في المنطقة، فلم يتوقف النفوذ الإيراني في الآونة الأخيرة على كل من سوريا والعراق، وهو ما ظهر وبشكل واضح في التصريحات الإيرانية المهددة لسلطة البحرين بعد الاحتجاجات المناهضة لها.

لا يمكن القول أن إيران شهدت تقدّمًا في العلاقات الإسرائيلية كما شهدته مع الولايات المتحدة، فالبعض يرى أن ميزان القوى في المنطقة اليوم ما زال بين إيران وإسرائيل، وقد كان للحكومة الإسرائيلة بعض التصريحات المنددة باتفاق النووي.
إلا أن موقف إيران “الممانع”، كان بالتدخل العسكري في سوريا والعراق فقط، ولم نشهد أي تدخل، أو دعم لقوات المقاومة وحركة حماس كما نشهده مع قوات الأسد والمالكي.


https://www.sasapost.com/









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-19, 04:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قيـــس
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من المؤكد أنها البوصلة التي يسترشد بها المسلمون.










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-19, 06:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
said7026
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية said7026
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حِلف الممانَعة لغزّة: ولماذا ننصركِ؟


كشفت ردود فعل ما كان يسمى بـ«حلف المقاومة» على حرب إسرائيل ضد قطاع غزة، أن البروباغندا هي العنصر الوحيد الذي يقوم عليه هذا الحلف، باستثناء ذلك، لا مرتكزات حقيقية ولا أبنية سياسية وعملانية يقوم عليها ذلك الحلف، أقله لجهة التزام أعضائه حماية أي عضو يتعرض لاعتداء من طرف خارجي، وإلا ما لزوم تسميته حلفًا بدلًا من سوق مشتركة مثلًا؟.

لا تكفي الكلمات التي قالها حسن نصر الله في يوم «القدس العالمي» عن شراكته في الانتصار الغزي، لتكون دليلًا حقيقيًّا عن تشارك حلف طهران بالحدث الغزي، فهي لم تترجم على الأرض لا بزيادة فعالية ضربات حماس الصاروخية على معسكرات ومستوطنات إسرائيل حيث بقيت عند المخطط والمقدر لها منذ بداية الحرب، ولم تترجم ضغطًا على إسرائيل بحيث تخفف استهدافها لغزة نتيجة حسابات إمكانية اشتعال جبهات جنوب لبنان والجولان، كما أنها لم تحم أهل غزة من الموت الذي أخذ حصته منهم أطفالًا ونساءً ومسعفين!.

بالكاد كانت كلمات نصر الله، كافية لحفظ ماء وجه الرجل الذي سيخطب بمناسبة يوم «القدس»، إذ كيف كان من الممكن أن ينافح عن القدس وأهلها يذبحون؟، استلزم الأمر ترتيب اتصالات مع خالد مشعل وعبد الله شلح، وذلك في إطار مناورة دبلوماسية وإعلامية الهدف الوحيد منها تمرير ذلك الخطاب بأقل قدر من التندر، بالأصل قلب وعقل نصر الله كانا مشتتين على مساحة واسعة تمتد من القلمون إلى الأنبار، هناك كان رجاله يلقون حتفهم بعيدين مئات الكيلومترات عن القدس ومحتليها، لم يكن في قلب نصر الله وعقله مكان للقدس، من يتذكر؟.

على ذات المنوال حاولت إيران الغزل دعائيًّا، فطالب رجلها المسؤول عن أذرع إيران في المنطقة «قاسم سليماني» بتسليح الضفة؟، ربما ليوحي أنه سبق وأنجز مهمة تسليح غزة، وغالبًا ليؤكد دور بلاده في المقاومة، في وقت يعلم فيه الجمع أن الأقنية بين حماس وطهران مغلقة منذ أكثر من عامين، وأن التواصل مقطوع بشكل نهائي منذ اليوم الذي طالبت فيه طهران حماس بالتورط بحرب بشار الأسد ضد الشعب السوري، بل إن الطرفين صار بينهما ما صنع الحداد وخاصة بعد إصرار نظام الأسد على أن تقنية حفر الأنفاق التي أنهكه بها الثوار هي تقنية حمساوية صدرتها للثوار السوريين وأشرفت على تصميمها وإنجازها، وكان ذلك بمثابة المؤشر على مدى تفارق حماس عن حلف طهران وأذرعها وتوابعها.

كشفت حرب غزة أن القضية تتعدى مقاومة إسرائيل، فهذا هدف هامشي تزداد أهميته وتنخفض نظرًا لحسابات المركز الإيراني وظروفه ومدى توظيفه لهذا العامل في حقل التفاوض الدولي وكيفية تصريفه، وبالتالي فليس دائمًا مطلوب مقاومة إسرائيل، ذلك أن إسرائيل بحد ذاتها لا تدخل ضمن خارطة نفوذ الحلف وتضاريس تمدده وسيطرته، هي حالة تقع خارج تلك الخرائط، وإن كانت تلامس الحدود، ألم تقل إيران إن حدودها وصلت إلى شواطئ صور يوم أبلغها نصر الله أنه حسم انتصاره في يبرود، فلماذا لم تذكر يومًا أن حدودها صارت في رفح ما دامت تملأ يديها من حماس والجهاد الإسلامي؟.

لا شك أن ذلك يثبت طبيعة هذا المشروع الإيراني المقاوم، كما يفسر فحوى المقاومة التي ينطوي عليها، حيث تظهر المقاومة المقصودة ذات طبيعة مذهبية خالصة، كما يعكس طبيعة الخطأ في الفهم لدى شرائح كبيرة من سكان المنطقة حينما رفعوا من شأن البعد السياسي والإقليمي والحضاري لمفهوم مقاومة إيران ومشروعها في المنطقة، ونحوا جانبًا البعد المذهبي الذي يشكل المحرك الأساسي لسياسة الجمهورية الإسلامية، في الوقت الذي لم تعمل هذه الأخيرة على إخفائه لا في دستورها وقوانينها ولا في ممارساتها على الأرض في سورية ولبنان والعراق.

كشفت حرب غزة بما لا يدع مجالًا للشك، أن دماء الفلسطينيين واللبنانيين لم تكن سوى إضافة رمزية ومعنوية يتم إضفاؤها على السلوك الإيراني البعيد تمامًا عن مقاصد المقاومة والتحرير، بالكاد كانت إيران وأذرعها في المنطقة ترتب لاحتواء العراق وسورية ولبنان تحت جناحيها، وعملت دائمًا على تحاشي إسرائيل قدر المستطاع، بل وقبلت بالترتيبات التي فرضتها إسرائيل على حلفائها بالمنطقة من الليطاني إلى الجولان، وسكتت عن تدمير إسرائيل لعشرات شحنات الأسلحة الإيرانية القادمة من طهران إلى حزب الله، عندما كانت إسرائيل ترى فيها مصادر خطر وتجاوز للحدود المسموح بها، الأكثر من ذلك أن لدى طهران مدونة سلوك صادرة عن تل أبيب تتضمن ما هو مسموح وما هو ممنوع وتعتبر إيران ذلك بمثابة اتفاق جنتلمان يسري عليها وعلى أذرعها في المنطقة.

متى تتدخلون؟ حين يتم القضاء على غزة!، كانت تلك رسائل استهجان بطعم التندر صدرت عن بعض قيادات غزة لإيران وذراعها حزب الله، في الوقت الذي كان هذا الأخير يسخر جزءًا من كتائبه لتفتيش الجرود الجنوبية عن صاروخ قد يطلقه متهور على مستوطنات إسرائيل الشمالية، في حين كانت بقية كتائبه تراقب معاناة سكان عرسال في توفير الاحتياجات الضرورية لمائة وعشرين ألف نازح سوري!.

لا شك أن قادة غزة يدركون أن إيران وأذرعها ليسوا في وارد التفكير بمثل هذا الاحتمال، اليوم لا حاجة لهم لتوظيف الحرب مع إسرائيل في أي ملف تفاوضي، الجبهات من عرسال حتى الأنبار تقدم فرصًا وبدائل أفضل فلمَ الذهاب بعيدًا؟.

المؤلف:
غازي دحمان









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-19, 06:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
said7026
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية said7026
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"أحرار السنّة".. من أحضان "حزب الله" إلى "خلافة البغداديّ"


لم يكن أحد ليتصور أن ما يسمى "لواء أحرار السنة" في بعلبك اللبنانية الذي بايع خليفة الإسلام المزعوم أبو بكر البغدادي، سينكشف عنه الغطاء ذات يوم ليتضح أنه تنظيم شيعيّ إعلاميّ كبير.

فقد أحدث اعتقال السلطات اللبنانية لشخص شيعيّ يدعى حسين شامان الحسين، وهو لبناني مجنّس من أصول إيرانية، على خلفية تورطه بإدارة حساب يحمل اسم "لواء أحرار السنة – بعلبك" كان يزعم التبعية لتنظيمات سنيّة ويبث بيانات باسمها، ردة فعل في الأوساط السياسية، إذ توجهت الانتقادات إلى حزب الله وأمينه العام، حسن نصرالله، الذي اعتبرت والدة الموقوف أن ما يجري لابنها "فداء له".

اللواء أشرف ريفي وزير العدل اللبناني، قال: إن توقيف حسين "يقطع الطريق على الكثير من الفتن الطائفية التي كانت تبث تحت لافتة، اختير اسمها والبيانات التي توزع عبرها، كي تضرب الوحدة الوطنية، وتؤدي إلى خلق فتنة إسلامية مسيحية".

من جانبها، قالت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" التي يقودها تيار المستقبل، صاحب التمثيل الواسع في الأوساط السنية: إن اعتقال حسين "أسقط واحدة من خطط تزوير الحقائق والمسّ بالاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وأثبت أن أحرار السنة الحقيقيين، كما كل أحرار لبنان من مسيحيين ومسلمين ودروز لا يمكن أن يكونوا أدوات تحريض".

وكان للسياسي اللبناني إيلي محفوظ، عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" موقف في الإطار نفسه هاجم فيه الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قائلًا: إن سلوكه "بات عبئًا على لبنان، وعناصره المسلحة تحولت إلى مرتزقة مهمتها الدفاع عن مصالح أنظمة وأشخاص".

وتابع محفوظ بالقول، تعليقًا على توقيف حسين: "أذكر حسن نصرالله بلحظة انكشاف عناصر منتمية لحزب الله متهمة باغتيال رئيس حكومة لبنان الشهيد رفيق الحريري، حيث قال يومها: إنه لا يوجد من عداد حزبه عناصر غير منضبطة، ليصبح اليوم مشغّل حساب لواء أحرار السنة خارجًا عن طوعه وتجب محاسبته، ولكن بدأت التحقيقات تظهر أن هذا الولد لم يقم وحده بما قام به، إنما تقف وراء جريمته جهات محددة" وفقًا لما نقلته عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

أما صحيفة "النهار" الواسعة الانتشار فقد ذكرت أن قوى الأمن تحركت ضد صاحب الحساب بعد تغريدات له هدد فيها باستهداف الكنائس والطوائف، مضيفة أن الحسين "اعترف بالتهم الموجهة إليه وأعادها إلى أسباب سياسية وشخصية".

كما تحدثت الصحيفة مع والده، شامان الحسين، وهو من اللبنانيين المجنسين، والذي نفى التهم عن ابنه، أما والدته فاكتفت بالقول: "نحن نرضى بكل ما يجري لحسين وفِداء السيد حسن نصرالله"، وفقًا للصحيفة.

اليوم بدا السؤال الأبرز على ألسنة شباب التيار الإسلامي في مختلف البلدان الإسلامية التي تحتل الصراعات موقعًا فيها: من المسؤول عن تلك الكيانات التي تظهر فجأة دون سابقة لتعلن مبايعة داعش، ومن ثم تتخذها السلطات مبررًا لبطش أكبر بالثوار والمجاهدين.

https://eldorar.com/









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البوصلة, سوريا, فلسطين, قضيتنا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc