انتبه: كل عام تستهلك من رصيدك 31.536.000 ثانية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انتبه: كل عام تستهلك من رصيدك 31.536.000 ثانية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-01-03, 09:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد علي 12
مراقب منتدى الأسرة والمجتمع
 
إحصائية العضو










افتراضي انتبه: كل عام تستهلك من رصيدك 31.536.000 ثانية

لا أدري لماذا يتبادل كثير من الناس التهاني بمناسبة”موت” 365 يوما من حياتهم بتصرم عام قديم وبداية عام جديد..!! والحال عندي أن مرور عام من عمرك معناه موت جزء من حياتك. ومضيّ سنة معناها سحب أزيد من 31.5 مليون ثانية من رصيدك لن تعود ولا تعوضها كنوز الدنيا.

فأعمارنا تشبه شجرة في غابة كثيفة: بذرتها انحدرت من بين الصلب والترائب. وشطؤها مضعة مخلقة. وفسيلتها نفخة من روح. وجذعها نشأة عظام. وأوراقها كسوة لحم. وثمرتها نيتك وقولك وعملك.

ولكل شجرة أمد حياة يبدأ ببذرة وينتهي بشيخوخة أو بفأس حطاب أو بحريق أو بسيول تجرفها إلى قرار سحيق.

وأسوأ ما تواجهه أشجار حياتنا خريف يعريها من أوراقها ويجردها من خضرتها وشيخوخة تذهب بنضارتها فتستحيل هيكلا يخاتل ربيع أمل يجدد فيها الحياة. وتلك عبرة لمن يوقن أن للنباتات موتا كل عام يتلوه بعث باستدارة زمنية مداها نصف عام فحسب (خريف فربيع وبينهما شتاء فصيف).

أما دورة حياة الإنسان فاندفاعية – وليست دورانية- تتساقط من أوراق حياته مع غروب كل يوم ورقة. فإذا بلغ يوم ميلاده فقد 365 ورقة لا تتجدد البتة حتى يتحاتّ رصيده الذي كتب الله له فيكون أجله بسقوط آخر أوراق حياته فيلفظ أنفاسه ولو كان سلطان زمانه.

كيف نفقه هذه الحقيقة الإيمانية؟ وقل إن شئت إنها حقيقة وجودية؟

عندما تخرج من رحم أمك تصرخ “صرخة الحياة” الناجمة عن امتلاء رئتك بأول نسمة هواء تستنشقها من رصيدك المقدر لك (عشرة مليار نسمة مثلا). ليبدأ بعدها العد التنازلي المتآكل من عمرك المقدر لك بالثواني؛ لا يزيده ثراؤك ساعة ولا ينقص فقرك منه دقيقة: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ غ– فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً غ– وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” الأعراف: 34. وآجال الأفراد أقصر من آجال الأمم. ولكل أجل كتاب.

الغريب في تعامل أغلب الخلق مع حقيقة وجودهم أنهم يعرفون أنهم سيموتون ولكنهم يجهلون الزمان والمكان والكيفية التي تنتهي بها حركة حياتهم. لأن الله (جل جلاله) لم يقرن النهاية بالتقدم في السن ولا بالمرض ولا بالفقر ولا بالحرب.. ولا حتى بالانتحار. وإنما ربطها ببلوغ الكتاب أجله حتى قيل: إن الله يحرص حياتك بالأجل.

فالرصاص لا يقتل ولا يقتل الغرق ولا الحريق ولا السم ولا المشانق.. إنما يقتل الأجل. وهي الحقيقة التي كشف عنها الوحي بتكذيب الذين قالوا عن شهداء “غزوة أحد” لو مكثوا في بيوتهم – أو أقاموا عندهم – ما ماتوا وما قُتلوا.. فصحح الله (جل جلاله) فساد تصورهم بقوله:” قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىظ° مَضَاجِعِهِمْ غ– وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ غ— وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ” آل عمران: 154.

– فالخروج للقتال لا يستدعي الموت.

– والإقعاء في البيت لا يضمن الحياة.

فإذا ترسخت هذه العقيدة في سويداء قلبك لن يضرك تآمر الكون عليك. ولن ينفعك تعاطف الكون معك. ليقينك أن الله أودع في رصيدك من أيام العمر ما يعجز الثقلين عن نزع ثانية واحدة من حياتك ولو قصفاك بقنبلة نووية.

– فما وهبك الله من رصيد في الحياة تستهلكه بطلوع شمس كل يوم وغروبها ولو كنت نائما (فأهل الكهف استهلكوا 309 سنة من أعمارهم في سبات معجز).

– والعام لا يبدأ بيناير ولا ينتهي بديسمبر وإنما يلتف حول نفسه كما تلتف عقارب الساعة حول مدارها خلال 24 ساعة.

– ونحن لا نكرر أنفسنا كل عام وإنما ننزع من شجرة حياتنا 365 ورقة من رصيد محدد غير قابل للتجديد ولا للاستدراك أو التعويض.

– فإذا لم ننفق وقتنا في ما خلقنا لأجله تم إهداره في “قمار أهواء” يستمتع به غيرنا في دنينانا ونحاسب عليه في اخرانا.

فكل يوم ينسلخ من حياتنا يذهب بـ 24 ساعة من رصيدنا. فنبدد في اليوم 1440 دقيقة (أي 86400 ثانية = أزيد من 31.556 مليون ثانية في السنة).

فمن يعش 70 عاما مثلا يستهلك 2.207 مليار ثانية.. سيسأل عنها يوم القيامة سؤالين:

– عمرك فيمَ أفنيته؟

– وشبابك فيمَ أبليته؟

وما حياتنا سوى دقائق وثوان كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

دقات قلب المرء قائلة له * إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها * فالذكر للإنسان عمر ثاني

وما أعمق فقه التابعي الذي بشرته أمه بوضع زوجته طفلا فأجهش بالبكاء..!! قالت: أتبكي وقد وهبك الله ولدا؟ قال: يا أماه بدأ اليوم العد التنازلي لوفاته.. ألم تقرئي قوله تعالى:”قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ غ– ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىظ° عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” الجمعة: 8. فالموت لا يطارد أحدا. وإنما يسعى كل حي إلى حتفه بخطى ثابتة لا يحيد عنها. حتى إذا بلغ الكتاب أجله برز إلى نهايته ولو كان في برج مَشيد.

بالله عليكم هل أقول لكم عام سعيد؟ أم أقول عظم الله أجركم في ضياع 365 يوما من رصيد حياتكم الذي لا أحد يعلم كم اودع الله فيه من ثانية؟؟

الأحوط أن أقول: البركة في ما تبقى. فاللهم اغفر لنا ما مضى وأصلح لنا ما بقي وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.

أبو جرة سلطاني









 


آخر تعديل محمد علي 12 2023-01-03 في 09:32.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc